استراحة المدى

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

بعد زوال مظاهر العنف مدينة الصدر بحاجة إلى كل شيء

تحقيق- جلال حسن

تصوير- نهاد العزاوي

مدينة مترامية الاطراف تفتح ثغرها من بداية القناة بامتداد شارع على بن ابي طالب.. وتنتهي بمنطقة (السدة). وقد حفظ اهلها اسم مدينتهم (الثورة) منذ بداية الستينيات، وكانت خطوة مباركة من لدن الزعيم عبد الكريم قاسم بتملك العرصات لسكان الصرائف الذين كانوا يسكنون مناطق (الشاكرية) و(العاصمة) و(الميزرة) و(شطيط) وبعض المناطق المتناثرة في بغداد.

فأعاد اعتباراً انسانياً لهذه الشريحة من المجتمع العراقي، لذلك احبوه بصدق حقيقي واعتبروه بطلاً وطنياً لا شائبة فيه.

وبعد اكثر من خمسين سنة مضت زادت اعداد السكان اضعافاً، لان العائلة سابقاً لا تتجاوز فيه خمسة إلى سبعة افراد. الان اصبحت كل عائلة تضم ثلاثة اجيال في بيت لا تتجاوز مساحته 144 متراًن فاضطرت بعض العوائل إلى تقسيم البيت إلى قسمين او ثلاثة. تلافياً للمشاكل العائلية والتخلص من الاختناقات لكن هذه الحلول غير ناجحة، لان البيوت صارت شبيهة بعلب (السردين) او قبور مكبلة بالفقر المدقع والمرض وتفتقر إلى ابسط مقومات الخدمات الصحية والبلدية والتعليمية، فتولد سخطاً وحرماناً بل غضباً عارماً مقارنة بينها وبين أي مدينة او حي قريب منها بعد عبور القناة.. فتكونت مجموعة فوارق لدى السكان حرضت اهالي المدينة للتعبير عن هذا البؤس ليس بسبب الاحتلال او الحركات الدينية بل للمعيشة القاسية بالدرجة الاولى.

فهل يمكن ان يقتنع أي انسان يعيش في خضم التطورات الحديثة ويشاهد الفضائيات عبر اجهزة السعادة والهناء في العالم، بل لنقول الدول المجاورة، ونحن الاغنى بمواردنا الكثيرة. اكيد لا يقتنع ولا يسكت عن وضعه المأساوي بل يعبر عن غضبه ويكون جاهزاً لأي تمرد وعصيان وهو يسمع يومياً الاحاديث عن الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وحرية التعبير وبناء المجتمع المدني والاعمار وجملة من المصطلحات الرنانة والبراقة. وهو يعيش على بحيرة من المياه الاسنة وتلال من الاوساخ والقاذورات وشوارع لا تصلح حتى للسابلة، وابناؤهم حفاة عراة وبطالة تجعل من الشاب خجلاً امام عائلته.

اذن ما حدود العيش المعقول، ولنكن اكثر صراحة، هل توجد مدينة في العالم مكنستها اليومية آلة ميكانيكية شغل لتكنس شوارعها المتراكمة القمامة المزمنة بجيوش الذباب؟ هذه الآلة التي تخرب الارصفة والشوراع بأسنانها الحادة.

حروب الطاغية

طيلة فترة حكم الطاغية الذي اطلق اسمه الكريه عليها، منشغلاً بحروبه الخاسرة، عمد عن قصد إلى عدم توسيع المدينة او بناء مساكن جديدة لهذه الشريحة الواسعة، بل تفنن في بناء (الجداريات) الكبيرة في الساحات العامة فاصبحت المدينة ضحية لسياسة العدوان، واعطت الكثير من شبابها ضحايا لحروبه الطويلة، علاوة على السياسة التي انتهجها بالتهديد بترحيل المدينة إلى المحافظات الجنوبية بحجة وجود النفط فيها، وهي اكذوبة لتخويف ابناء المدينة، متخذاً من سياسة ذر التراب في العيون، ورقة ضاغطة او ذريعة للسكوت والولاء القسري. الامر الذي ولد نقمة مكبوتة في صدور الاهالي بل زرع  بذرة التمرد باللجوء إلى التيارات الدينية سراً وعلانية لكن تبقى المشكلة الرئيسة اقتصادية واجتماعية وثقافية.

تفاهم ايجابي

وبرغم ما حدث من معارك دموية وانفجارات وقتل وقصف، استطاعت الحكومة التفاهم مع التيار الصدري على تسليم الاسلحة الثقيلة والمتوسطة مقابل مبالغ مادية، وتعاملت بايجابية لاعطاء فكرة واضحة حول النوايا الحسنة والاحترام والتفاهم، وابتدأت حملة تسليم الاسلحة من تاريخ 16 / 10 / 2004 حيث استقبلت مراكز الاستلام آلاف القطع من الاسلحة وسط شعور ايجابي بالقضاء على مظاهر العنف في المدينة، ورحب العديد من شيوخ العشائر والاحزاب والمنظمات التي تمثل شرائح مختلفة من اهالي المدينة بهذا الاتفاق السليم. كان خطوة ايجابية لانتصار لغة الحوار والتفاهم، والقضاء على كل المظاهر المسلحة، وهذا ما يطمح اليه اهالي مدينة الصدر في الوقت الحاضر، بعدما ضجر وملَّ الناس من القتال اليومي، وخصوصاً في فترة الليل التي تفزع الاطفال وترعب السكان.

وقد تكون فاتحة مباركة لانهاء اعمال العنف، لان المدينة عانت الكثير من العذاب في زمن النظام السابق الامر الذي ادى إلى الاهمال في ابسط الخدمات حتى سميت بالمدينة المنكوبة.

فرحة الاهالي

خبر الاعمار بعد عملية تسليم الاسلحة نشر الفرحة في نفوس اهالي مدينة الصدر واشاع الارتياح فكانت خطوة جيدة في طريق استعادة وتحقيق الاستقرار وتوفير العمل، حيث تكونت فرق من الشباب لرفع النفايات من الشوارع والجزرات الوسطية، وتوزعت سيارات الحمل على قطاعات المدينة لغرض التنظيف، وتوزع بعض عمال المجاري لغرض فتح الانسدادات المتكلسة لحين دخول الشركات. واهتم الاهالي بتعمير محلاتهم وصبغها بالوان زاهية مع التسوق من اسواق الجملة في الشورجة وجميلة، وكان هناك ازدحام شديد على سيارات الاجرة والنقل العام، مما يدلل على ممارسة الناس لاعمالهم، امام احدى المكتبات علقت لافتة كبيرة كتب فيها بخط كبير (535 مليون دولار لتغطية تكاليف اعمار مدينة الصدر واعادة الخدمات).

آراء وحلول الاهالي

ولغرض تسليط الضوء على ما يفكر به المواطن القريب من نبض الشارع في هذه المدينة التي بدأت فيها مظاهر جديدة من الهدوء والاستقرار النسبي سألنا السيد كريم صاحب 46سنة صاحب محل كهربائيات في قطاع 61 فقال:

ان اهم المعوقات التي نعانيها هي مشكلة المجاري، حيث عملت بطريقة غير صحيحة على نظام الزاوية (العكس) او (الجوين) وهذه العكوس تسبب تكلساً للمياه الثقيلة وتعرقل المجرى، فيؤدي إلى انسدادها، لان الربط في دورة المجاري يفترض ان يأخذ مساراً مستقيماً لكي يشفط من مضخات السحب.

فما نفع ان يكون الربط بمستوى المجرى الرئيس، ولا يتوغل بعمقه إلى مسافة اعمق لاحتواء الترسبات.

واعتقد ان الحل في غاية البساطة، وهو حفر مجاري جديدة تمتد على جانبي الارصفة في الشوارع الرئيسة لتصب فيها المجاري الفرعية من القطاعات بدون زوايا تتمجع فيها الاوساخ..

حل مشكلة الكهرباء

المواطن صباح غانم 48 سنة متقاعد يقول:

استطاع المواطن البسيط حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائي بشراء مولدة صغيرة لغرض الانارة وبقية احتياجات البيت، فهل يعقل بدولة غنية تملك اكبر احتياطي نفطي في العالم وغنية بمواردها عدم توفير كهرباء مستقرة بدون انقطاعات؟ واعتقد ان الحل سهل ولا يحتاج إلى عصا سحرية وباستطاعة الدولة شراء مولدات كبيرة بقدرة 3 ميكا مثلاً لتغطية خمس قطاعات او اكثر لحين اكمال الكهرباء الرئيسة. لان الكهرباء جزء مهم في حفظ الامن لان انقطاع التيار الكهربائي يولد سخطاً جماهيرياً لضيق بيوتنا الصغيرة، مما يضطر بعض الناس للخروج إلى الشوارع، فالبيوت تصبح قبوراً للاحياء.

تبليط الشوارع

المواطن طارق (معوق حرب) متقاعد حالياً، حدثنا عن الشوارع والتخسفات واثر مياه المجاري على تآكل الاسفلت لان مفعولها (أي المجاري) يتفاعل كيميائياً مع الاسفلت مما يؤدي إلى تحلله ويحدث حفراً تعيق حركة السيارات وبالتالي تأخيراً يسبب حوادث مرورية.

وقال لقد بعت السيارة العائدة لي والمخصصة للمعوقين. ودفعت ثمنها رشوة لرجال الامن الذين القوا القبض على أخي(حسين) بتهمة واهية. اضطرت مرغماً، والان لا اقدر ان انجز اعمالي بالذهاب إلى أي مكان بعيد نتيجة لعوقي من حروب الطاغية.

فأتمنى من الحكومة ان تنظر بقضية المعوقين الذين خسروا اجزاءاً مهمة من ابدانهم بكل انواع التعسف والظلم.

تكثيف الاعلام

الطالب حسن عبد عبدالله طالب اعلام يبيع السكائر في سوق الحي يقول: لا استطيع ان اصف لك الازعاجات اليومية التي تعترض الجميع بالذهاب إلى العمل او الكليات بالاختناقات المرورية والفوضى العارمة بمزاجية السواق.

لا اطالب بالوقت الحاضر بمترو تحت الارض او قطارات معلقة، بل اتمنى ان يعي المواطن عملية التنظيم ويأخذ حقه بالصعود كما هو معمول بالدول المجاورة ودون اساءة. وادعو إلى الالتزام الاخلاقي وهذا الامر لا يتم الا بالتأكيد على وسائل الاعلام بتكثيف جهودها من اجل توعية المواطن عبر وسائلها المرئية والمسموعة وبالتأكيد على المناهج الدراسية وخصوصاً دروس الوطنية الجديدة او الثقافة الديمقراطية.

مسارح وملاعب ومكتبات عامة

حسين الحلاق 35 سنة خريج ادارة واقتصاد:

-يلزم استحداث ساحات جديدة للالعاب الشعبية واسترجاع بعض ابنية العهد البائد التي استولت عليها بعض الاحزاب بتحويلها إلى منتديات ثقافية وادبية وترفيهية والتأكيد على مراكز الانترنيت. فهل تتصور مدينة مثل مدينة الصدر لا يوجد فيها مسرح شعبي والمدينة مكتظة بالمثقفين والفنانين والادباء والشعراء والصحفيين؟ هذه المدينة التي كانت حاضنة في فترة السبعينيات لانتاج الشعراء والادباء والرياضيين وكافة الفنون الادبية، لذلك عمد النظام المقبور إلى سياسة التجهيل والتهميش والتغييب، مما ادى إلى هروب كثير من المثقفين إلى بلاد الغربة، خوفاً من بطش النظام الدموي.

الانتخابات

السيد شهاب الياسري خريج قانون يقول:

بمناسبة حملة الاعمار ارغب في ان اطرح بعض الملاحظات التي تخص الانتخابات المقبلة، وما زالت اعداد كبيرة من ابناء مدينتي تجهل الكثير من الانتخابات المقررة في شهر كانون الثاني، ولا يعرف كيف تجري هذه الانتخابات وكيف يتم الترشيح فصارت بالنسبة الينا لغزاً يحتاج إلى حل. فهل الانتخابات المقبلة لانتخاب رئيس للجمهورية؟ ام انتخاب جمعية وطنية تقوم بوضع الدستور الدائم للبلاد باستفتاء يعرض للشعب، واعتقد ان وسائل الاعلام لم تقوم بواجبها كما ينبغي بتعريف المواطن بآلية هذه الانتخابات، حتى الاحزاب لم تقم بمسؤوليتها من الناحية العملية، وهناك ضعفاً واضحاً للمفوضية العليا في عدم اشاعة الثقافة الانتخابية، لذا عليها بذل الجهود في تعريف الاهمية الانتخابية، لاننا في زمن الطاغية وزحفه المشؤوم كانت تقدم لناورقة صغيرة فيها كلمتان فقط (نعم) و (كلا) يملؤها المسؤول الحزبي بكلمة نعم (عينك.. عينك).

اذن نحن الان امام مسؤولية كبيرة لكي يدركها الشعب وعلينا القيام بالتثقيف وبكثافة تخدم تطلعنا لغد مشرق.

أسوّق هذا الكلام بعدما تفشت الأمية في هذه المدينة المنكوبة وكانت مقصودة من النظام المقبور الذي لا يوجد له مثيل في العالم، وبمناسبة حملة الاعمار.. لنعمر معاً اهداف الديمقراطية او التعريف بالانتخابات لتكتمل عملية الاعمار وتعم كل الجوانب.


 

تقاليد رمضانية في الصين

بقلم- سندي سوي

ترجمة- عمران السعيدي

عن- ديلي ستار

حان وقت الفطور في مطاعم حي (نيوجي) من مدينة بيجين والخاص بمسلمي الصين المشهور. هذا الحي يبدو مختلفاً قليلاً عن باقي اجزاء المدينة، حيث تشاهد مجموعات الزبائن وهم يرتدون غطاء الرأس الابيض علامة انتمائهم الاسلامي في طريقهم إلى صحون الطعام الساخنة ويحملون اعوادهم التي يستخدمونها في الاكل.

ويلاحظ ان الحشد اقل من الاعتيادي ويفهم من هذا ان الشهر هو اهم الاشهر لدى المسلمين الا وهو شهر رمضان الذي يُفرض فيه الصوم على كل من يقدرمن المسلمين من شروق الشمس حتى غروبها.

(وانغ ياجين) 18 سنة خريجة المدرسة الثانوية تقول:

-أنا لست صائمة تراها تمشي في الشارع وقد صبغت حاجبيها بلون بني ثقبت اذنيها مع صبغ شعر رأسها باللون الاحمر. قالت ذلك وبدون خجل وتضيف: اذا صمت فلا يمكنك الاكل ولا حتى تشرب الماء وتعترف هي واثنان من أصدقائها بأنها لم تصم طوال حياتها.

وهم لا يجدون أية مشكلة في لقاء الشباب غير المسلم ونادراً ما يذهبون إلى مسجد الحي القريب من مجمع سكنهم.

وتوجز وانغ تعريفها باسلامها قائلة: "أنا لا اتناول لحم الخنزير وهذا هو ما لدي".

لم يعلم الكثير من الناس ان الصين تحوي اكثر من (20.3 مليون مسلم). ولكن هذا البلد الذي يسعى اكثر سكانه ذا العدد الهائل وراء الحال وبكل شراهة نجد الحكومة غير مهتمة بالجانب الديني. لذا يكون على المسلمين الكفاح لمواصلة معتقداتهم وتقاليدهم الاسلامية.

يقول المسلمون ان مهمتهم صعبة جداً وخاصة داخل العاصمة الصينية والتي تحتوي على اكبر عدد من المسلمين العائدين إلى مجموعة (هيو) الاثينية، وهي اكبر طائفة مسلمة في الصين. تتبعها طائفة المتحدثين بالتركية وهم طائفة (أوغورس) الذين يسكنون شمال غرب الصين.

تقول ربة البيت نازينو (26سنة) ان اكثر المسلمين هنا لا يرتدون الحجاب حيث لا يتقبله ابناء مدينة (بيجنغ) وحين اذهب الى الاحياء الاخرى وانا مرتدية الحجاب يسخر مني الآخرون. فقط كبار السن هم الذين لا يزالون يحافظون على التقاليد مع القليل جداً من الشباب. كانت (نازنيو) تحدثنا وهي تملأ بعض الاكياس بالمشتريات من المحلات القليلة التي تبيع مواد (الحلال).

أما في الجانب الريفي من المناطق الاسلامية

الصينية مثل مناطق (نيجكسيا وانجيانك وكانسو) لا يزالون المسلمون يلتزمون بالمعتقدات الدينية بما فيها الصلاة خمس مرات في اليوم مع الابتعاد عن شرب السكائر والكحول.

ولكن ظروف العيش اجبرت العديد من الشباب المسلم للانتقال من الريف إلى المدن وفي تواجدهم الطويل هناك يدفع العديد منهم لترك ما تعلموه من معتقدات.

يقول (مي لي) (21سنة) عامل مطعم اكلات سريعة: "لدينا اصدقاء بدأوا التدخين وشرب الكحول بعد مجيئهم إلى مدينة بيجنغ" وهو غير مرتاح لقيام الكافتريا التي يعمل فيها، ببيع البيرة برغم اعلانها على انها مطعم للاكلات الاسلامية.

يعتبر (مي)  احد المهاجرين المسلمين القلائل الذين يؤدون الصيام والصلاة  وخاصة صلاة الفجر في المسجد الذي لا يجذب إلا كبار السن. يضع المسلمون اللوم على السرعة المتزايدة للحياة والصعوبات الاقتصادية والتي تؤدي إلى صعوبة ممارسة تقاليد الايمان والالتزام بها.

أنا اصوم ولكن ابنائي لا يصومون وذلك بسبب اعمالهم المرهقة فلا يمكنهم الذهاب الى  العمل دون غذاء. يقول (لي اويهوي) نائب رئيس الجمعية الاسلامية في (بيجنغ) حيث يوجد المسجد فيها.

-تقف قوانين الصين ضد عمليات الاهتداء الحديثة ولا تساعدها. ولا يسمح ببيع الكتب الدينية مثل الانجيل او القرآن في المكتبات وحتى في مسجد (نيوجي) وهو اقدم واكبر مسجد في (بيجنغ) ولا يمكن سماع الاذان للصلوات الخمس طوال النهار ويبقى مسجد (هيو) الاسلامي بناية صغيرة خلف جدار سمنتي كبير.

ولكن (لي) يقول ان هذا المسجد ومساجد اخرى حصلت حديثاً على مساعدات مالية حكومية لترميهما جاعلة من سياسة الحكومة الحالية افضل من سياسة الثورة الثقافية (1966-1976) حين كان المسلمون يعاقبون لصيامهم. يقول (لي) ذو الـ(76سنة) ان المسلمين كالآخرين من الاديان الاخرى عليهم ان يكونوا وطنيين اولاً وقبل كل شيء ويذكر قائلاً:

-علينا ان نتماشى اولاً مع سياسة حب الوطن وحب الدين بنفس الوقت. فبدون بلادنا لا يكون لدينا دين.

منذ احداث الحادي عشر من أيلول عام 2001 أصبح مسلموا الصين في اقليم انجيانغ تحت ضغطط متزايد حين بدأت الحكومة تمارس حملة العمل ضد الارهاب الدولي، وقامت بقمع عمليات الانشقاق ونزعاته التي يمارسها بعض ابناء مسلمي (يوغر) وراح ابناء المسلمين يواجهون الضغط بعدم ممارسة الصيام وارتداء الحجاب في المدارس ومنع الكثير من الذهاب إلى المساجد وذلك ما ذكرته بعض مجموعات حقوق الانسان في العالم.

يقول مُسنّ من (هيو) اعتاد الحي ان يكون عادلاً بالنسبة (لهيو) والان يوجد العديد من ابناء (هانن) وهم يربون الكلاب التي لا نربيها لانها قذرة. فماذا نفعل؟ فحقيقة الامر ان الصين يحكمها الحزب الشيوعي وليس اسلامية.

 


 

السجاد نقوش على ذاكرة الارض

ستار جاسم ابراهيم

تصوير- نهاد العزاوي

محاكاة الطبيعة المعطاء وما تزخر به من كنوز يتمتع بها الانسان منذ وجد نفسه بين احضانها كأم رؤوم تحدب بنحو قدسي علي بنيها الذين وجدوا انفسهم مأخوذين بمناظر الشلالات البهية والاراضي الخضر السندسية ومجاري الانهار في اغانيها السمفونية والشمس ساطعة تصافح الوجوه ضاحكة، ونافعة لاجسادهم والثمار على الاشجار يانعة تشتهي قطوفها وتستشعر لذة القطوف بهزات من اوراقها الخضر.

تلك بعض العوالم التي توغل في الذاكرة المبدعة للانسان الحي المتفاعل مع الطبيعة السمحاء، لينقلها من نقوش الطبيعة إلى ابداع تحوكه اياد مرنة تعودت الامساك بخيوط او صوف السجاد لتزدهي عصافيره وصوره وخرير جداوله وانهره.. ليتحقق الحلم المنشود الماء والخضراء والوجه الحسن.. كل هذا نجده في السجادة او (الزولية) وللولوج في هذا العالم التقينا السيد (طارق محمد علي طاهر الجزراوي طاهر) وهو من عائلة مشهورة بتداولها الانتيكات وبكافة شعبها انه طارق الالماني. وقبل فرش خارطة السجاد، سبقنا الذهن لسؤاله عن سبب تلقيبهم بالالماني.

ابتسم (ابو شيركو) عندما رأى تلهفي لسماع جوابه:

-نحن بالاصل من اكراد تركيا، ووالدي رحمه الله كان طالب علم جاء إلى بغداد وكان شكله يقرب من وجوه (الاجانب.. احمر الوجه وفي عينيه زرقة واضحة وكان (فنظازي) باللهجة البغدادية انه ترف ومواكب لتقطيعات الملابس وكان يلبس البنطلون القصير، اضافة إلى عربية تحاكي عربية الاجانب. وكان الصيت في ذلك الزمن إلى الالمان فسموه الالماني تحبباً.

*وعالم السجاد..؟

-عالم واسع فسيح..  فيه خبراء ومدعون وفيهم من يدرك قيمة السجادة من نظرة واحدة حتى دون لمس (خملتها)!

وينقسم السجاد إلى سجاد يدوي وآخر ميكانيكي.

*وكيفية الاختصاص بهذا الفن الجميل؟

-عليه ان يطلع على الكتب التي تبحث في هذه الصناعة والاحتكاك بأهل الصنعة حتى يتعرف على انواع السجاد ومناطق حياكته، ومن خلال الاختلاط بأهل الصنعة تتكون خبرته وكلما طالت ممارسته ومعايشته لهذا المحيط كلما ترصنت خبرته وازداد وعيه فلا تنطلي عليه الاعيب المزورين.

*أي السجاد احسن وامتن واطول عمراً من حيث اماكن الصناعة؟

-من خلال عملنا وتعاملنا الطويل مع الانتيكات بشكل عام الزوالي بشكل خاص نتعرف على جودة الزولية من ظهرها وليس الوجه فحسب، ومن خلال العقد الموجودة في الظهر، وكل منشأ يختص بعقدة أي خاصية التصميم الخارجي للسجاد ويدل على نوع السجادة.. خذ زولية (الكاشان) الايرانية هي الاشهر في عالم السجاد وهذا عائد لحسن عقدتها ورفعها (السمك) ثم هناك نعومة النسيج المعمول منها هذه السجادة او تلك.

ثم سجاد اصفهان وسجاد النايين وهذه نطلق عليها: (سجاد المدن) وتمتاز بصورة عامة بامتياز زخارفها ونقوشها المنتظمة وقياساتها المتساوية ولا توجد اخطاء في صناعتها اقصد الناحية التكنيكية، ويطلق على هذه الانواع اسم (الهركة) ويتسابق صنّاعها للوصول إلى اقصى درجات رفع  او سمك العقدة ونعومتها.. وقد بدأ هؤلاء الصناع بقياس 10×10 في السنتمتر المربع الواحد ووصلوا اليوم إلى قياس 22×22 عقدة في السنتمتر المربع الواحد وقس على ذلك وتصور الجهد المبذول لانتاج مثل هذه السجادة التي تصل اسعارها إلى الملايين من الدنانير او الدولارات.

*ومن هم اشهر صناعها؟

-حسب الدول فكثير منها تنتج السجاد.. روسيا تنتجها وكذلك الصين وايران والهند والعراق. وبعض الدول تمتاز باستعمالها بدل العقدة الواحدة عقدتين كما في السجاد المعروف باسم شيروان والقرة باغ والبخارى مثل بخارى يموت او تكة.

*وعن اجود الانواع؟

-النوع القديم وخاصة النوع المسمى بالقشقاوي والفرحان والصاروخ والملاّية والكاشان والاصبهان.

*والسجاد الميكانيكي؟

-لا يمكن مقارنته بالسجاد اليدوي على وجه الاطلاق، فنسيجه من مادة (الأكريلك) وهي مادة لا شأن لها في عالم الزوالي. ومثالة الجيكي والبولوني والسوري والمصري وغيرها.

 


ضوابط

علي ابراهيم الدليمي

هنالك ضوابط تحدد من (حرية) و(ارادة) الانسان العراقي في الطموح، بحجة انها (قانون)، وكأنه قانون سماوي، نتمسك به لا حياد عنه! ما هذه الضوابط؟!:

سأضع هنا واحدة منها وفتشوا انتم عن العشرات امثالها في (منهاج) و(اوراق عمل) وزاراتنا ودوائرنا ودوائرنا الرسمية وشبه الرسمية..، فهنالك عشرات المئات او ما يزيدها بكثير جداً من شبابنا الذين حطمتهم ظروفنا الاقتصادية التعيسة، فمنهم من ترك مقاعد الدراسة مجبراً ومنهم من تذبذب في مواصلة تعليمه، بسبب توفير لقمة العيش لعائلته.. ومنهم... ومنهم.. الا انهم يمتلكون رغبة كبيرة وارداة عميقة في داخل انفسهم بمواصلة واكمال تحصيلهم الدراسي في كافة المراحل لغرض حصولهم على اعلى الشهادات العلمية، وخصوصاً في هذه المرحلة.. فمنهم موظفون واصحاب حرف.. متنوعة.. الا.. انهم، يواجهون احجار الضوابط ومنها شرط (العمر) و(المعدل).. ويبقون امام هذا مكتوفي الايدي، ماذا يفعلون واين يتجهون..

فالمسؤولون يعدون هذه (الضوابط) التي وضعناها بايدينا (قانوناً سماوياً).

وهذه المشكلة هي (نقطة) من بحر (الضوابط) التي نواجهها في حياتنا اليومية على انها (قانون) ثابت.. القانون منها براء!.

اغلب الذين اوفدوا إلى خارج العراق لدراسة مواهبهم التخصصية في عقد الاربعينيات والخمسينيات.. لا يحملون سوى تحصيل الدراسة المتوسطة او دون! لكن هناك.. في الدول التي اوفدوا اليها، لا يعنيهم شرط التحصيل الدراسي اوالعمر او المعدل.. بقدر ما تعنيهم مواهبهم الشخصية لغرض تشجيعها وصقلها واطلاقها بشكل اكاديمي معززة بشهادة دراسية معترف بها دولياً، ليعود بعد ذلك إلى وطنه ذا خبرة مكتسبة يتفاعل بها مع الحياة ويمارس دوره المطلوب في المجتمع وهو ناضج الموهبة في الاخذ والعطاء.

اين نحن من هذه التجارب العلمية والعملية الناحجة في تطبيقها على ميول ومواهب طلابنا الاعزاء..؟ ونحن نرى للأسف العشرات منهم يتسربون إلى الشوارع، إذ لم تكن هنالك مشجعات واندفاعات علمية وتطبيقية ملموسة في تنمية قدراتهم الذهنية المتتالية لسنوات، بسبب بضع درجات لا تؤخر ولا تقدم في درس او درسين تولد حالة يأس واحباط في نفوس الطلاب.. إذن هي دعوة للاستفادة من تجارب الآخرين.

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة