مواقف

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

ما يعقب عرفات من هيجان واضطراب كبير

بقلم-دافيد اغناطيوس

ترجمة: كاطع الحلفي

عن: الواشنطن بوست

ظل ياسر عرفات لاكثر من ثلاثين عاماً يمثل عصر الجمود في السياسة العربية، فقد كان هدف الزعماء العرب من الرباط حتى بغداد هو البقاء في الحكم ومهما كانت ايديولوجيتهم المعلنة وهدفهم الحقيقي هو المحافظة على الوضع الراهن.ولغاية الحادي عشر من ايلول ظلت الولايات التحدة منسجمة مع حالة بقاء الوضع الراهن وهي خبيرة به شأنها شأن العرب.

الاخبار التي اشارت في هذا الاسبوع الى ان عرفات مريض بصورة خطرة انما هو تذكير بدخول العرب عصراً جديداً. فالجبال الجليدية التي جمدت الحياة السياسية اخذت الان بالذوبان. وهذا الذوبان قد يبدو مصدر تحرير، غير ان الزمن القادم يحمل كثيراً من نذر الاضطراب وحتى عرفات الذي تمتع بحالة صورية تمثل رمزاً للوطنية الفلسطينية، فإنه لم يستطع مواكبة قوى التغيير.

اجريت مقابلة مع ياسر عرفات اول مرة عام 1981 في مقره ببيروت وقد وصل في الساعة الواحدة صباحاً كما هي عادته محاطاً بمساعدين مدججين بالسلاح. ولو عدنا الى الوراء فإن الامر المثيل للدهشة هو حجم ما تحقق من المحادثة بيني وبينه هذه السنة. لقد امضى عرفات ذلك اليوم وهو يصنف حسب هواه الضغوط السياسية التي تمارسها انظمة عربية مختلفة. لقد تحدث معي عن خطط السلام ولكن مشفوعة بتحذيرات. لقد سعى الى صّب لعناته   على الدعم الامريكي، بدلاً من التفاوض المكشوف مع اسرائيل، حيث ابلغني قائلاً:" لسنا الهنود الحمر " وهي عبارة رددها آلاف المرات منذ ذلك الوقت وحتى الان.

وحين اوجزت المقابلة قلت ان عرفات اتقن درساً منحوساً مفاده " انه من السهولة ان تظل في مكانك بدل محاولة التحرك نحو الامام".

وقد يكون ذلك شعار جيل كامل من القادة العرب. وبالتواطؤ مع الولايات المتحدة واختلاق الاعذار الدائمة بخصوص الصراع العربي الاسرائيلي ظلوا معتصمين بالوضع الراهن سنة بعد سنة وعقداً بعد عقد.

ما بعد غزو العراق

وجاء الغزو الامريكي للعراق ليمزق حالة الوضع السائد وكان قمة ذلك الاطاحة بصدام حسين. وكانت النتيجة التي استخلفتها ادارة (بوش) هي ان حالة الوضع الراهن قاتلة  بالنسبة للامريكان والاسرائليين، والاكثر اهمية للشعب العربي. وكانت الفكرة تتضمن فتح الباب على مصراعيه امام ما اطلقت عليه بتفاؤل في الاعمدة الصحفية "مستقبل العرب" .

قد كانت الاشهر العشرين الماضية مؤلمة من حيث عنف قوى التغيير وعدم امكانية التنبؤ بها. غير ان الفوضى العارمة التي اكتسحت العراق حركتها قوى اكثر قوة واشد عمقاً من مجرد كراهية امريكا. لقد اصبحنا احد مواد الغضب الداعي الى التغيير غير اننا لم نكن صناعه ولم نكن بالضرورة ممن يبغون وقفه.

لقد كان صدام شأنه شأن عرفات بمثابة غطاء على قارورة جاهزة للانفجار. ولان الولايات المتحدة ارادت ان تكسب الغنيمة بالتطفل في العراق فإنها وجدت نفسها في وسط قرقعة كبيرة. لقد كان قرار (بوش) بفتح القارورة عنوة ربما اثبتت لا حكمته بنفس القدر الذي تدمر فيه خلية للنحل غير ان احداث الحادي عشر من ايلول بينت ان الارهاب قادم الى امريكا شاءت ام ابت.

وماذا عن ان تبيع سياسة الجمود؟ ان الجواب اليقين هو الهرج والمرج. ان العالم العربي يمر في فترة من الغليان الثوري واحسن توصيف ومقياسه سمعت بها اخيراً هو الاشارة الى عام 1848- وهي السنة التي اكتسحت فيها اوربا دوامة من الغضب والثورة وقد تم احتواء الفوضى عن بعد في الاغلب من قبل قوة بارزة آنذاك تحكم بمبدأ الوضع الراهن وهي بريطانيا غير من جلب الاستقرار حقيقة الى اوربا هي فرنسا الثورية وهي الامة التي انطلق منها الغليان ثم اصبح سيد العصر رويداً رويداً حتى تحول في نهاية المطاف الى وضع راهن بنفسه.

وربما يكون ذلك افضل ما نأمله في العالم العربي وهكذا فهو يعيش اخيراً في واقع تاريخه الخاص به. ان عملية التغيير ستكون عنيفة وسيصحبها على اغلب تأكيد نقمة عارمة ضد الامريكان وستظل الولايات المتحدة لسوء حظها هدفاً لعقود زمنية. ولكن ان كان للامريكان وحلفائهم عقل مفكر يديرون به الامور فإن العالم الاسلامي قد يتطور بما يشبه اوربا القرن التاسع عشر حين تطورت باتجاه امم عصرية ديمقراطية.

ان تصويت الأمريكيين في الانتخابات لن يغير هذا التاريخ المصبوغ بالعنف وهو بكل تأكيد تصويت في غاية الاهمية لانه يمكن ان يقرر فيما اذا كانت الولايات المتحدة تصارع لوحدها على احتواء البركان الاسلامي او انها تفعل ذلك بالتناغم مع حلفائها الاوربيين.

ولكن يخطأ من يظن ان اياً من المرشحين سيكون بمقدوره تغيير القوى السائبة في العالم الاسلامي، اننا في موقف تاريخي تستحيل السيطرة عليه بسهولة الان وليس هناك من مخرج يسر له.

لقد كان عرفات شخصية رمزية لمرحلة في طريقها الى العبور لأنه تمكن من البقاء طويلاً على جرف البركان ولكنه مع ذلك لم يكن بمقدوره السيطرة على توازنه. ان ذلك لآتٍ والزعيم الحكيم هو الذي يغير اتجاه انسياب الحمم فيتجنب الاحتراق.

 

 


كيف تخذل القوات

بقلم : بوت هيربيرت

أجريت مقابلة قبل مدة ليست بالطويلة مع جندي أصيب بالشلل نتيجة جروح أصيب بها بسبب قنبلة متفجرة وضعت في الطريق. وشأنه شأن العديد من الجنود الجرحى الذين تحدثت معهم فانه لم يعبر عن غضب او مرارة لما أصابه نتيجة الحرب.

غير اني عندما سألت هذا الجندي وهو (يوجين سمسون الابن) البالغ من العمر 27 عاماً وهو برتبة رقيب من (ديل سيتى) عن من الذي يحاربه في العراق أي من هو العدو بالضبط رفع عينه نحوي من كرسيه وحدق طويلاً في وجهي ثم قال بصوت أكثر خفوتاً مما اعتاد عليه في معظم المقابلة وهو عكس مزيجاً من الحزن والأسى والإحباط: "لا اعرف هذا هو جوابي لا اعرف".

لم نحسن استخدام القوات التي أرسلناها الى العراق للدخول في هذه الحرب المخيفة المجنونة إذ لم نحدد لها بوضوح طبيعة المهمة كما اننا لم نوفر لها الحماية السليمة. وهنا يحضرني المشهد الشهير في فيلم"على جبهة الماء" عندما قال (تيرى ممولووي) الشخصية التي مثلها (مارلون براندو) لأخيه "عليك ان تحذر بشأني اكثر. عليك ان تعتني بي اكثر".

الشي الذي يجب ان يظل ماثلاً في الأذهان حول الحرب هو إننا أرسلنا قواتنا الى العراق لنخوض حرباً خاطئة. ان عدو أمريكا المحدد بوضوح وبدون خطأ هو اسامة بن لادن في افغانستان. وعليه فان ابناء نا وبناتنا الذين يموتون في العراق انما زُجَّ بهم في صراع خارج الهدف وليس ضرورياً بالكامل .

وازدادت هذه الخطوة المأساوية سوءً بعد ان فشلت الولايات المتحدة في إرسال القوات  الكافية لشن الحرب التي بدأناها في العراق كما اننا لم نجهز تلك القوات تمام التجهيز كما ان مَن امروا بالحرب لا تصور لديهم عما يقومون بفعله. لقد كانوا مختالين بصورة شنيعة وتعميهم اديولوجيا العنجهية الخطرة . لقد ظنوا انها رحلة تنزه.

لقد ظن (بوش) عام 2003 ان الحرب انقضت غير انها قلما بدأت لقد مات الآلاف في هذه الأشهر الطويلة والدموية منذ نشوب هذه الحرب وعلى الرغم من ذلك يطلق (ديك تشيني) حتى الان ودون حياء على العراق "قصة النجاح المتميز".

إن أسوا الأمور المتعلقة بإدارة هذه الحرب هو الطريقة التي عاملنا فيها مجندينا  ومجنداتنا وان نقص المعدات التي عانت منها القوات التي أُقحمت في القتال كان خارج حدود المقبول والمعقول حيث أُرغم الجنود ومشاة البحرية على خوض حرب ومواجهة نيران العدو في ستر للوقاية من المدافع من عصر حرب فيتنام وهي ستر لا قيمة لها وأحيانا بدون درعٍ واقٍ للجسم وهو ما اضطر الأقارب العائدين الى الوطن الى الإبلاغ بضرورة مد القوات بمعدل مثل أجهزة الاتصال والنواظير وحتى الكاربون (الغرافيت)لمنع التشويش على أسلحتها.

ثم ان إحدى العلامات الكبرى حول الحرب هو التحرر من الوهم بالنسبة لهذه القوات . فلقد قضوا وقتاً طويلاً أكثر مما يجب في أصعب الطرقات في العالم دون تدريب مناسب ودون معدات حديثه وبدون دروع ملائمة لمركباتهم ودون الدعم الذي يشعرون بوجوب الحصول عليه من حلفائهم العراقيين.

وقد كتب (ادوارد وونغ) من صحيفة (التايمز) بعد إجراء سلسلة من المقابلات مع مشاة البحرية في مدينة الرمادي التي يهيمن عليها المتمردون الإسلاميون ما يأتي:

"يقولون ان الشرطة العراقية والحرس الوطني لا فائدة ترجى منهم في أحسن الأحوال وعملاء للأعداء في أسوء الحالات وهو ما يثير  الشكوك حول تأكيد (بوش) ان القوات المحلية ستقوم قريباً بتحمل أعباء 138.000 جندي أمريكي في العراق. ويقول مشاة البحرية انه كان يجب ان يستخدموا معدات أفضل من قبل البنتاغون وإنهم يخشون بان الشعب الأمريكي يجهل الصعوبات التي يواجهونها في هذه الأرض المضطربة."

لقد رفضت مجموعة من جنود وحدة احتياط امراً مباشراً بتسليم وقود على امتداد طريق خطرة في العراق قبل أسبوعين واحتجوا بأن ناقلاتهم غير مدرعة وإنها معرضة للعطل في الطريق. وقد وقعت الكارثة التي حاولوا تجنبها بعد أسبوع عندما قتل (49) من الجنود غير المسلحين وغير المحروسين بدم بارد في منطقة نائية شرق العراق.

ان هذه حرب يديرها هواة وغير أكفاء. و مهما كان الإحساس بمحاسن هذه الحرب إلا انه ليس هناك من عذر يبرر هذا الإعداد السيء والفشل وقصر النظر في ان القوات غير مدربة وغير مجهزة جيداً ان للولايات المتحدة جيشاً من اقوى جيوش العالم ومع ذلك فانه غرق في مستنقع بصورة مذلة في بلد لم يقف بعد على قدميه. لقد وجهنا الى أنفسنا ضربة قاسية في العراق. اننا لا نستطيع الفوز بهذه الحرب ثم اننا لا نعرف كيفية وضع حدّ لها.

ترجمة كاطع الحلفي

عن نيويورك تايمز


قضية المتفجرات تحجم المشهد الكبير

بقلم برادلي كراهام و توماس ريكس

لقد سيطرت قضية ثلاثمائة وسبعة وسبعين طنا من المواد المتفجرة العراقية التي ذكر اختفاؤها  على مدى الايام السابقة في  الحملة الرئاسية،ومثلت  جزءا صغيرا من الكميات الضخمة في مخازن اخرى غير مأخوذة بعين الاعتبار منذ سقوط حكومة صدام حسين قبل ثمانية عشر  شهرا.

لقد قدر ضباط الجيش الاميركي في الخريف الماضي ان المواقع  العسكرية العراقية كانت تضم  مواد تتراوح من ستمائة وخمسين الفاً الى مليون طن من المواد المتفجرة و القذائف المدفعية والقنابل الجوية وذخائر اخرى.لقد استشهدت ادارة  بوش بأرقام رسمية هذا الاسبوع تبين ان اربعمائة الف طن قد تم تدميرها او هي على طريق التخلص منها. ان ذلك يترك المكان مع  اكثر من مئتين وخمسين الف طن مفقودة هناك.

وما يخالف هذه الصورة، هو تاكيدات حملة السيناتور جون كيري فيما يخص مئات الاطنان التي قيل انها اختفت من منشأة القعقاع والتي صدمت بعض خبراء وزارة الدفاع ،بانه امر مبالغ فيه.

كتب المحلل الاقدم في مركز الاستراتيجيات والدراسات العالمية انتوني كوردزماني في تقييمه "ثمة شيء  بالغ السخرية في  مسالة التركيز على ثلاثمائة طن معظمها من المتفجرات العادية ،بدون النظر الى ما حدث فعلا في موقع القعقاع"," ان الذخيرة في القعقاع تمثل على الاغلب حوالي(0,06 ) بالمئة من المجموع الكلي.

ان الجنرال المتقاعد وين داوننك الذي عمل لفترة قصيرة كمستشار للرئيس بوش في مكافحة الارهاب وقد نقد بعض مظاهر الفعاليات التي تقوم بها تلك الادارة قال  امس انه يعتبر قضية المتفجرات المفقودة شيئا" مزيفا".

وقد استفاد كيري  من الحادثة ليواصل الضغط في تهمة ضد بوش  بأسائة التصرف في احتلال العراق ،وفشله في اشياء جمة منها، ضمان تأمين المواقع التي تحتوي على الذخيرة العراقية الخطرة ،وخاصة ان بعضها قد خزنت في مستودعات مختومة بشمع وكالة الطاقة الذرية العالمية لتبين الاهتمام العالمي الخاص.

لقد رفض الموظفون التابعون لادارة بوش بيانا صادرا في وقت مبكر هذا الشهر من قبل موظف اقدم في الحكومة العراقية المؤقتة يبين ان الذخيرة قد اختفت بعد التاسع من نيسان 2003 بعد سقوط بغداد "بسبب نقص الامن" ان السلطات العراقية لم تعرض اية دليل يدعم ذلك، وقد لمح موظفو ادارة بوش الى ان المتفجرات ربما قد تم نقلها من قبل القوات العراقية في وقت مبكر.

قال بعض المحللين في وزارة الدفاع ان تركيز كيري على موقع القعقاع قد كان له صداه بشكل رئيس لان قضية المتفجرات قد اصبحت رمزا يبين كيفية سيطرة ادارة بوش في العراق، خاصة اصرارها الطويل على وجود عدد كاف من القوات الاميركية في العراق.

قال جيمز بوندر الذي صاغ سياسة العراق في البنتاغون ايام كلينتون" ان القضية قد كانت مطروحة هناك منذ فترة طويلة "،"هل ان لدينا العدد الكافي لتنفيذ المهمات العسكرية الخاصة التي يجب ان تستكمل؟ اذا كانت الاجابة بنعم ،ان لدينا العدد الكاف , فلم كانت هذه المنشآت غير محمية؟

وكيفما كان الوضع فان الاهمية العسكرية لفقدان ذلك، في بلد يعج بكميات كبيرة من الذخيرة،هو امر خاضع للسؤال  .

ان اقوى المتفجرات الثلاثة هي مادة-اج ام اكس-التي يمكن ان تستعمل في حالة الاسلحة النووية ولهذا تم ختمها بشمع (وكالة الطاقة الذرية العالمية) ولكن مادة اج ام اكس يمكن الحصول عليها من مكان اخر، ان كبير مفتشي الاسلحة الاميركيين في العراق تشارلز دولفر قد اعترف ان ذخائر الاسلحة العراقية ليست لها اهمية خاصة في نظره.

لقد قال ماثيو بون خبير الاسلحة النووية والارهاب من جامعة هارفارد، رغم اهتمامه بازالة تلك المتفجرات، ولكنه قلق اكثر من تقارير  وكالة الطاقة الذرية التي تذكر وجود كميات كبيرة من المعدات المعقدة مثل لحائم الاشعة الالكترونية قد تم نهبها او تخريبها ونقلها من برنامج الاسلحة النووية العراقية" تلك المواد التي يمكن ان تكون ضمن برنامج الاسلحة النووية التي كانت معروفة جيدا لدى الولايات المتحدة، لم تكن محمية، وربما هي الان في ايدي معادية" قد تكون ايران مستفيدة منها .

ان مادة(اج ام اكس) مع مادتين اخريين  ذكر اختفاؤهما من منشاة القعقاع وهما –ار دي اكس-و-بي أي تي ان- يمكن ان تستعمل كمواد تشكل خطرا على القوات الاميركية في العراق.ولكن موظفين في وزارة الدفاع يقولون ان العديد من السيارات الملغمة والمواد المتفجرة على جوانب الطرق ،والتي هددت القوات الاميركية والاجانب  في العراق  ربما كانت من القذائف المدفعية القديمة  وذخائر اخرى  مازالت تشكل رافدا كبيرا في العراق.

ان موظفي البنتاغون بعد ان اعادوا تشكيل تسلسل زمني  بما يظن انه جرى في موقع القعقاع ، اخذوا يعتقدون انهم يضيقون مدة اختفاء تلك المواد الى فترة شهرين ، من منتصف اذار 2003 ،عندما كانت وكالة الطاقة الذرية قد تحققت من تثبيت اماكن اختامها   ،وبين  شهر مايس 2003 حينما وصلت فرق البحث العسكرية الاميركية الى الموقع ووجدوا انها تعرضت الى النهب والتخريب ولم تر فرق البحث أي من المتفجرات التي كانت قد شمعت من قبل.

ورغم ان القوات الاميركية الغازية لم تضمن تأمين الموقع فان موظفي الدفاع قد تجادلوا حول فكرة ان كميات كبيرة من المتفجرات كان يمكن نقلها من دون ان تلاحظ القوات الاميركية ذلك.

ان تعزيز امكانية ان تكون الذخائر قد تم نقلها من قبل  وصول القوات الاميركية هناك، ويتساءل موظفو الدفاع هل ان تصرف حكومة صدام في نقل اسلحتها كان من اجل تجنب الهجمات الجوية؟وذكر مسؤول ايضا ان الصور التي التقطتها المخابرات تبين نشاطا كبيرا في منشأة القعقاع قبل وصول القوات الاميركية الى الموقع.

ان البنتاغون قد ساهم في التشويش الذي يحيط بالقضية، ان جون شو نائب وكيل عام في التكنولوجيا والامن العالمي اخبر الواشنطن تايمز في يوم الاربعاء الماضي ان الجنود الروس يعملون مع المخابرات العراقية،" امر شبه اكيد" قد نقلوا المتفجرات من  منشأة القعقاع. قال موظفون من وزارة الدفاع بعد مراجعة تقارير مخابرات البنتاغون، ان ملاحظات شو لاتمتلك ارضية واقعية.

وقد ظهر تشويش حول كمية المتفجرات التي كانت مخزونة في منشأة القعقاع.ان رقم 377 طناً الذي  ذكرته الحكومة العراقية المؤقتة في رسالة الى الوكالة الدولية للطاقة في بداية هذا الشهر مظهرة الى الملأ الكمية المفقودة, ان هذا الرقم يستند الى تصريح لحكومة صدام  صادر في تموز 2003 يبين الكمية الموجود هناك.وتتضمن حوالي 155 طناً من مادة( ار دي اكس).

وفي يوم الاربعاء ذكرت شبكة (أي بي سي) الاخبارية ان ملف الوكالة الدولية للطاقة قد اشار الى وجود ثلاثة اطنان فقط من مادة( ار دي اكس) باقية في موقع القعقاع في كانون الثاني 2003 قبل شهرين من وقوع الاحتلال الاميركي. قال موظفو الوكالة الدولية للطاقة بان تسجيلات تظهر ان 138 طناً من مادة اردي اكس قد حفظت حينها في مخزن عسكري استعمله مدراء في موقع القعقاع في المحاويل ويبعد 25 ميلاً عنه، ولم تأخذ الوكالة الدولية للطاقة بعين الاعتبار وجود اربعة عشر طناً اضافياً في التصريح العراقي في نيسان 2003.

قالت الناطقة باسم الوكالة الدولية للطاقة ميليسا فلمينغ امس، ان هذه الوكاله قد نبهت الولايات المتحدة الاميركية في شهر نيسان 2003 بقلقها حول تأمين موقع القعقاع, كما ان موظفين اخرين قالوا ان جهودا متواصلة قد عملت منذ اكثر من عام للحصول على اجابات من الحكومة الاميركية فيما يخص المتفجرات والمواد المرتبطة بالاسلحة ،والتي كانت قد ختمت بالشمع من قبل الامم المتحدة قبل الحرب. كما ان هنالك طلباً جديداً من قبل الحكومة العراقية الصادر في رد العاشر من تشرين الاول يبين  ان المتفجرات لم تعد موجودة في منشاة القعقاع.

ترجمة: مفيد وحيد الصافي

عن   : الواشنطن بوست

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة