استراحة المدى

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

 مظلومة!!

عبير حسن

اضطهاد المرأة اجتماعياً، امرٌ غدا معروفاً للجميع ولا داعي لتكرار الادلة على وجوده. اما اضطهادها في اللغة فلعل الكثيرين لا يعرفونه. . لذلك اخترت بعض الملاحظات لبيان الظلم الواقع عليها لغوياً!

ليس المجتمع وحده ينحو منحى الذكورية، انما اللغة ايضاً، فإذا خاطبنا فتيات نخاطبهن بلغة (انتن) ولكن اذا حضر ذكرٌ واحد فيجب تغيير الخطاب الى لغة (انتم).

وان غير العاقل يجمع جمعاً مؤنثاً سالماً، فكأن هناك ايحاء ما بالموازاة او المساواة بين الانثى العاقلة وبين الكائنات غير العاقلة (نحو الحجارة قاسية او قاسيات، والفتاة قاسية وهن قاسيات).

واذا عدنا للمعجم نرى ان مادة (ذكر) تدل على الشدة والكمال، بل اذا تشبهت امرأة بالرجال في الزي والهيئة لُعنت، ولكن اذا تشبهت برأيهم ومعرفتهم مُدحت وبوركت. اما مادة (انثى) فمعناها المعجمي الموات، والبلد الانيث هو اللين السهل. وزعم ابن الاعرابي ان المرأة انما سميت انثى من البلد الانيث، قال لأن المرأة ألين من الرجل، وسميت انثى للينها.

وهناك الفاظ من الضروري ايجاد البدائل لها، مثل (الجنس الآخر) والبديل هو (النساء) لأننا اذا قلنا (الآخر) نكون قد اكدنا ان الجنس (الاول) هو الذكور. وكذلك لفظ (فحول الشعراء) والبديل هو (كبار الشعراء) لأن الفحولة تستعمل لتمييز الذكورة، اما لفظ (عانس) فبديله هو (عزباء) لأن كلمة عانس قاسية وكأنها وصمة ويجب حذفها. ويقال (عجوز شمطاء) والبديل هو (مسنة) لأن الكلمة تستخدم تحقيراً للمرأة، ولا نجد هذا الخطاب للرجل.

واسوق هنا نادرة لأحد الشعراء المصريين من باب الشيء بالشيء يذكر، حيث لاحظ ان بعضهن تضايقن من نون النسوة، ودعون الى اخراجها من اللغة فردّ مرتجلاً:

هلا اتاك حديثهــــــن النون ليست نونهن

النون تخدش سمعهن وما ارق شعـــورهن!


طوابع مالية مزورة

بشار الشداد الحياوي

الطوابع التي تستعمل في المعاملات الرسمية للمواطنين كعقود الزواج ومعاملات الجنسية وجوازات السفر وعقود البيع والايجار والمقاولات، مهمة تدخل في حياة المواطن، وهي مهمة للدولة بإعتبارها ضريبة تعود وارداتها لوزارة المالية.

سميت هذه الطوابع، بالطوابع المالية، لأن وزارة المالية هي المسؤولة عن اصدارها وتوزيعها، عكس الطوابع البريدية التي تصدرها وزارة المواصلات وتستخدم في الرسائل.

وجدت الطوابع المالية منذ قيام الدولة العراقية، لذا نجدها في كل الاوراق الثبوتية والشخصية الصادرة في ذلك الزمان.

تقوم خزينة الدولة بإصدار الطوابع المالية، وتقوم بتسليمها الى المصارف الحكومية التي تقوم بتوزيعها على الوكلاء المجازين ببيعها.

تتراوح اسعار هذه الطوابع بين (50 - 1000) دينار، حسب نوعية المعاملة.

بعد سقوط النظام تعرضت خزينة الدولة الى السرقة والحريق ما ادى الى اختفاء كميات كبيرة من هذه الطوابع، وبعد ان عادت دوائر الدولة للعمل مجدداً، بدأت الطوابع المسروقة تباع دون سيطرة الدولة وانقطع تزويد الوكلاء والباعة من قبل المصارف ما ادى الى شحتها واختفائها تماماً.

ولأن الدوائر الحكومية ما زالت تطلب الطوابع المالية، ظهرت الطوابع المالية المزورة التي يقوم ببيعها كتاب العرائض على المواطنين دون اي اعتراض من دوائر الدولة.

كتاب العرائض، لا يتمنون اثارة هذا الموضوع لأنه يعقد حياة المواطنين ويعتبرونه شكلياً، والقضاة وحكام العدول والموظفون لا يعيرونه اي اهتمام، وقال احدهم: هذا الامر اصبح منتشراً وهناك العديد من باعة الطوابع المزورة الذين لا يخافون من المساءلة القانونية لأن بضاعتهم كما يقولون:  -ما عليها عين-.

سلمان ، ابو داود احد باعة الطوابع المالية المزورة، تعرفنا على اسمه من الآخرين، يتجول على كتاب العرائض وعلى المختصين ببيع الطوابع المزورة، وبيعها بفارق السعر عن الاصلية يصل الى حد النصف للطبقة الواحدة.

الحاج ساهي - وكيل رسمي لبيع الطوابع المالية - قال لنا: انه يبيع الطوابع منذ اكثر من ثلاثين سنة وهو لم يشاهد تزويراً للطوابع المالية طوال حياته، وهي تعرض عليه الآن. لكنه يعتبرها حراماً شرعاً، لأنها تشبه بيع وشراء العملة المزورة، فعلى الدولة ان تنتبه لهذا الموضوع لأنه يعتبر انتهاكاً لسيادتها، والامر لا يحتاج الا إلى اصدار الطوابع المالية مجدداً، لقد راجعنا مصرف الرشيد فرع شارع المتنبي واخبرونا بأنه لا توجد طوابع مالية لديهم منذ سقوط النظام حتى الآن. متخصص ببيع الطوابع على اختلاف انواعها قال لنا: ان التزوير في الطوابع اسهل من التزوير في العملة، وارباحها ليست بالكميات الكبيرة، ولكن منعها امر ضروري جداً، اما التمييز بين الطابع المزور والاصلي فسهل جداً، المزورة ثقوبها كبيرة وآثار السحب والاستنساخ مكشوفة لمن يرصدها، وكمية الصمغ اللاصق في المزور قليلة وهي واضحة حتى قبل الاستعمال.

 


د. منعم الموسوي: والدتي هي معلمي الاول

واسط / جبار بجاي

يمكن ان نقول دون مبالغة ان ضيفنا الدكتور منعم سلمان الموسوي رئيس قسم اللغة العربية في كلية التربية بجامعة واسط هو عالم قائم بذاته، ليس لان الرجل شغوف بالأدب ويحفظ من قصائد الشعراء كثيرا وإذا ما اسمعتة صدر بيت شعري سرعان ما أعطاك العجز واكمل القصيدة ثم ما لبث أن يحدثك عن تلك القصيدة والظروف التي أحاطت بالشاعر عند كتابتها. رجل قهر المستحيل واقتحم بوابة الظلام وكان له أن يحقق إنجازا ربما عجز الآخرون عن تحقيقة ممن ساروا معه ويمتلكون ما فقده ..حمل الهموم منذ كان طفلا لا يتجاوز عمره الأربع سنوات عندما أصيب بالرمد ولعدم وجود الأطباء في حينه تفاقمت حالته وفقد بصره ثم اصبح الطفل كفيفا لكنه صبر وكابر القدر الذي ألم به فكان ذلك دافعا كبيرا ليواصل مسيرة حياته متحديا ذلك وسواه من المصاعب التي كانت موجود آنذاك خاصة تلك التي تحيط بأبناء الريف لكنة درس وثابر وجد واجتهد حتى اكمل دراسته الأولية ثم حصل على شهادة البكالوريوس من كلية الآداب بجامعة بغداد عام 1977 بعدها الماجستير عام 1983 ثم الدكتوراه في الكلية ذاتها عام 1990. سافر وتغرب .. وعاش محنة فراق الأهل والأحبة.

التقيناه في القسم الذي يتولى رئاسته في كلية التربية بجامعة واسط فكان الرجل إذا تحدث سكت الآخرون إصغاءً واحتراماً ..فحواسه لا تخونه إلا نادراً ..يقرأ أصوات المتحدثين فيعرف المبتغى والغاية ..غالبا ما يجتاز المواقف الحرجة بثقة عالية بالنفس ..يصغي باهتمام لما يقال أمامه ..فهو جاد غالباً ولكن لا تفارقه روح النكتة والفكاهة …

محاضراته تشد طلبته إليها .. وله القابلية ليشرح ويوضح ويقرب الصورة ويعطي الأدلة والشواهد كي يفهم طلبته الذين يصغون.

التقيناه فكان معه هذا الحوار:

* هل ولدت كفيفا أم أن ذلك حدث لك فيما بعد ؟

- لا ..كنت أتمتع بنظر طبيعي عند الولادة والى أن صار عمري ثلاث سنوات حصل وان اصبت بالرمد وهو أمر طبيعي أن يصاب الإنسان به والأطفال بالذات لكن الظروف التي كانت سائدة في الريف واعني بذلك اللامبالاة والإهمال وعدم وجود طبيب جعل الامر يتطور وتكون النتيجة فقدان البصر الذي هو في تقديري اثمن شيء عند الإنسان لكن علينا ان لا ننسى أن أمر الله سبحانه وتعالى وقدرته على كل شيء وأقول الحمد لله على النعمة التي أنا فيها ألان.

* المراحل الدراسية الأولى أين أنهيتها وكيف كانت ؟

- درست في مدرسة المقاصيص الابتدائية في الكوت ثم انتقلت إلى متوسطة دار السلام في بغداد الجديدة ثم في ثانوية الجمهورية للبنين في بغداد الجديدة أيضاً . ـ درست بمساعدة الأصدقاء المخلصين وعن طريق آلة التسجيل .. يسجل لي فأستمع ووالدتي هي معلمي الأول ومدرستي الأولى ولابد من ان أقول ان الفضل الاول والأخير لوالدتي أولا وزوجتي فيما بعد.

* الدراسة الجامعية أين كانت ؟

- درست في قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة بغداد حيث أنهيت الدراسة الجامعية الأولية عام 1977 .و أنهيت دراسة الماجستير عام 1983 في الكلية ذاتها وكانت الرسالة التي أعددتها بعنوان (أبو علي الحاتمي وجهوده في الأدب والنقد) أما الدكتوراه فقد أكملتها في الكلية نفسها و الجامعة عام 1990 وكانت الأطروحة التي قدمتها بعنوان (الشعراء العباسيون .. نقاداً) .

* وكيف كنت تؤدي امتحاناتك ؟

- يكلف من يكتب لي من القسم من الأساتذة أو الموظفين فالكل كان يعرف إنني مجد وذكي في الدراسة و( شاطر ) .ولا يمكن آن اقبل غير حقي وان اعرف درجتي قبل أن تظهر النتائج لأنني واثق من إجابتي واعرف الصح من الخطأ.

* ما المواقف الحرجة التي مرت بك أثناء دراستك ؟

- المواقف كثيرة وكنت أتخطاها بحزم وعزم .. في أحد الامتحانات لم أجد من يكتب لي في الامتحان الشهري لأن الكل كان مشغولاً في الامتحانات فوبخني الأستاذ فاضل السامرائي .. كان ذلك في مرحلة البكالوريوس .. وشعرت حينها بحرج كبير .لكن الامر تغير سريعا واجتزت الامتحان بنتيجة ممتازة ولابد من إن اشير هنا إن جميع الطلاب في المراحل الدراسية التي مررت بها كانوا يتعاملون معي باحترام عال وكذلك المدرسون والاساتذه فأنا جاد دائما.

* هل كنت تتوقع أن تكون مدرسا وأستاذا في الجامعة؟

التدريس في الجامعة عشق قديم فمنذ ان كنت طالباً في المتوسطة كنت أتمنى أن أكون أستاذاً في الجامعة .. وقد تحقق ذلك بحمد الله.

* الأدب بالنسبة لك مهنة أم حب ؟

- علاقتي بالأدب .. كأني ولدت في غرفة وولد الأدب معي في الغرفة ذاتها وكان قريبا مني كل سنوات حياتي فكلانا لا يفارق الآخر ربما أحدنا شخص والأخر ظله

* كيف تسيطر على قاعة الدرس أثناء المحاضرات ؟

- المحاضرة قطباها الأستاذ والطالب فإذا شعر الطالب بحبه للأستاذ وبجديته وقوة شخصيته وحرصه على الدرس وعلميته فمن المؤكد أن يتم الانسجام وطلابي دائما يصغون لي بأدب جم واحترام شديد وهذه ميزة يعرفها الجميع.

* ما تقديرك لمستوى طلبة قسم اللغة العربية ؟

- دون المتوسط بكثير لأنهم فارقوا الكتاب والثقافة وليس لديهم شعور بالمسؤولية إزاء الدرس والتعليم وربما يعود ذلك لظروف الحياة الحالية وقلة من هؤلاء سيكون لهم مستقبل لامع في مجالي اللغة والأدب.

* من الذي تأتمنه عند وضع أسئلة الامتحانات ؟

- زوجتي .

* كيف تصحح إجابات الطلبة وكيف تضع الدرجات ؟

- تقرأ لي زوجتي أو إحدى بناتي فأضع الدرجة المناسبة.

* هل أشرفت على رسائل الماجستير والدكتوراه ؟

- نعم .. ناقشت وأشرفت على الكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعات بغداد والكوفة والديوانية .وبالمناسبة لدي ثلاثة عشر بحثاً منشوراً في المجلات المتخصصة في العراق .

* أنت متزوج ولديك أبناء كيف تتعامل مع العائلة وكيف يتعاملون معك ؟

- إنهم أصدقاء لي، يعاملونني على مبدأ المصارحة والمكاشفة سلباً وإيجاباً .. وأعاملهم بالمثل .

* من المؤكد إنك ترسم صورة خيالية عن شكل من يتحدث معك هل يتطابق الشكل دائماً مع الصورة التي في خيالك ؟

- نعم أنا افهم أن التطابق يحصل دائما.

* هل طرق الحب باب القلب ؟

- الحب .. لا يفارق مخيلتي مذ كنت طفلاً حتى هذه الساعة .فانا احب الآهل والناس كافة واحب الخير والصدق والنجاح.

* كيف تتابع البرامج التلفازية ..و ما الذي يعجبك فيها وأي القنوات تتابع ؟

- تعجبني البرامج الأدبية والثقافية والفكرية التي تتحدث عن الإنسان وما ينبغي أن يكون عليه ذلك الإنسان فضلاً عن متابعتي للأخبار وأنا متابع جيد للتلفاز والقنوات التي أتابعها غالباً هي الشرقية والجزيرة والعربية والحرة وأسجل بعض البرامج وأتابع أيضاً بعض قنوات النيل التعليمية ولكن هذا لا يعني بأني لا أستمع إلى ما يبهج النفس في بعض القنوات كالموسيقى والغناء .

* لو أصبحت وزيراً للتعليم العالي .. ما الشيء المميز الذي يمكن أن تفعله ؟

- لا اقبل الوزارة إلا بشرط دمج وزارتي التعليم العالي والتربية لأن هدفهما واحد ووسيلتهما واحدة وكل يصب في الآخر والتشعب الحالي هو الذي أضعف التعليم.

 

 

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة