الحدث العربي والعالمي

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

عرفات في ذمة الخلود تشييع مهيب شارك فيه حشد من المسؤولين العرب والأجانب لم يسبق له ميل منذ وفاة الرئيس السوري

القاهرة (اف ب) - بدأت صباح أمس الجمعة مراسم تشييع جنازة ياسر عرفات في القاهرة حيث وصل جثمان الزعيم الفلسطيني ملفوفا بعلم فلسطين ومحمولا على الاكتاف الى مسجد نادي الجلاء (شرق العاصمة المصرية).

وأم شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي صلاة الجنازة على روح الرئيس الفسطيني.

وبعد صلاة الجنازة توجه الرئيس المصري حسني مبارك وكبار المشيعين الى سرادق للعزاء اقيم داخل نادي الجلاء العسكري حيث تلي القرآن الكريم.

ووضع الجثمان بعد صلاة الجنازة على عربة مدفع ونقل الى مطار الماظة على بعد مئات الامتار عن المسجد.

وشارك في الجنازة حشد من المسؤولين العرب والاجانب لم يشهد مثله الشرق الاوسط منذ جنازة الرئس السوري الراحل حافظ الاسد في تموز 2000.

واضافة الى الوفد الفلسطيني الرسمي، شارك في جنازة عرفات رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) خالد مشعل.

وضم الوفد الفلسطيني محمود عباس الذي انتخب رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية خلفا لياسر عرفات وفاروق قدومي الذي انتخب رئيسا لحركة فتح وروحي فتوح الذي انتخب رئيسا للسلطة وناصر القدوة سفير فلسطين في الامم المتحدة وابن شقيقة عرفات ونبيل شعث وزير الخارجية.

وشاركت سهى عرفات ارملة الزعيم الفلسطيني الراحل وابنته زهوة (9 سنوات) في مراسم تشييعه في القاهرة.

وكانت سهى عرفات رافقت زوجها خلال فترة علاجه في باريس وعند نقل جثمانه الى القاهرة.

واقلعت الطائرة التي تقل جثمان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من مطار الماظة العسكري بالقاهرة أمس الجمعة في طريقها الى رام الله حيث سيوارى الثرى.

وسيوارى جثمان الزعيم الفلسطيني الراحل الثرى في مقر قيادته في المقاطعة حيث بقي محاصرا من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي طوال السنوات الثلاث الاخيرة من عمره.

وقد نقل جثمان عرفات على متن الطائرة العسكرية المصرية من طراز "هيركوليس سى-130" التي نقلته الى رام الله بعد مراسم تشييع رسمية في نادي الجلاء العسكري في ضاحية مصر الجديدة (شرق القاهرة).

من جانب آخر تواجه قوات الامن الفلسطينية اختبارا صعبا خلال مراسم مواراة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الثرى في المقاطعة مقره العام في رام الله حيث حشد شعبي كبير.

وقال هاني مصري المحلل الفلسطيني واستاذ العلوم السياسية "غادرت 38 حافلة جنين ولم تصل بعد كما تصل حافلات اخرى من مدن مختلفة في الضفة الغربية".

واشار الى انتشار "ثلاثة الاف عنصر امني في رام الله كما يمكن ان يصل غيرهم من مدن اخرى"، مضيفا "كل شيء رهن بضخامة الحشد".

ويحيط بالمقاطعة وهي مجمع يضم عدة ابنية وساحة، سور من الاسمنت بارتفاع 5،2 متر حاول عدد من الشبان تسلقه الخميس.

ولم تعلن السلطات اي ترتيبات بشأن الجموع المشاركة. وقال شرطي من حرس المقاطعة طلب عدم الكشف عن اسمه انه سيسمح للجموع بدخول الباحة ظهرا.

وتابع مصري "غالبية العناصر الامنية لن تكون مسلحة الا ان بين الحضور ناشطين من حركة فتح سيكونون مسلحين"

ورأى المحلل ان "كل شيء مرهون مرة جديدة بالاسرائيليين لمعرفة ما اذا كانوا سيسمحون لعدد كبير من الناس باجتياز المعابر (حول رام الله)."

وقال "كل شيء يتوقف عليهم وفي المقدمة ان عرفات سيدفن في رام الله وليس في القدس كما كان يتمنى".

 


 

عرفات في شهادات أصدقائه وأعدائه

عبرت ردود الفعل الدولية في نعي وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على الأسف لاختفاء "رمز من رموز الثورة الفلسطينية" وشخصية "جسدت المطالب الوطنية للشعب الفلسطيني".

منذ الإعلان الرسمي عن وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، توالت برقيات التعازي من مختلف قادة العالم لنعي شخصية طبعت الأحداث الدولية وأحداث الشرق الأوسط منذ أكثر من أربعين عاما.

فقد وصفه منافسوه بالأمس في داخل صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية، من أمثال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نايف حواتمه" بالأخ ورفيق النضال"، وقال عنه "أن هذا القائد العظيم يجب أن يبقى إلى الأبد في ضمير شعبه، لأنه توفي وهو يدافع بشرف عن حقوق شعبه".

أما رئيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات فوصفه بـ "شعار الصراع الوطني الذي ضحى بحياته في خدمة القضية الوطنية الفلسطينية".

وحتى حركة حماس التي كانت مع الجهاد الإسلامي في خلاف مع الزعيم الفلسطيني حول عدد من القضايا، فقد نعته في بيان أصدرته بالمناسبة: "إن فقدان قائد عظيم سيعزز عزمنا ومثابرتنا على الجهاد والمقاومة في مواجهة العدو الصهيوني".

إجماع دولي

وفي رد فعله على وفاة الزعيم الفلسطيني صرح الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة كوفي أنان بأنه "سيبقى في الذاكرة إلى الأبد على أنه هو الذي قاد الفلسطينيين في عام 1988 إلى قبول مبدأ التعايش السلمي بين إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية". وعبر الأمين العام عن الأسف لأنه "لم يعمر ليرى تحقيق هذه الرؤية".

البابا يوحنا بولس الثاني

البابا يوحنا بولس الثاني عبر على لسان الناطق باسمه عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني في حزنه، واصفا الزعيم الفلسطيني بأنه "كان قائدا ذا شخصية قوية، أحب شعبه وحاول قيادته نحو التحرر الوطني".

الرئيس جورج بوش

قادة القوى العظمى هم الآخرون لم يتأخروا في نعي الزعيم الفلسطيني. فالرئيس الأمريكي جورج بوش الذي فرض منذ وصوله إلى البيت الأبيض في عام 2000 مقاطعة شبه تامة لأية اتصالات مع الزعيم الفلسطيني، اعتبر بعد التعبير عن تعازيه للشعب الفلسطيني أن وفاة ياسر عرفات "تشكل منعطفا هاما في التاريخ الفلسطيني". ووجه نداءا في هذه المرحلة الانتقالية إلى "كافة أبناء المنطقة والعالم من أجل تحقيق تقدم نحو السلام"، معبرا في الوقت نفسه عن الأمل في "أن يجلب المستقبل للشعب الفلسطيني السلام وتحقيق تطلعاته في قيام فلسطين مستقلة وديمقراطية ومتعايشة في سلام مع جيرانها"، مثلما ورد في بيان الرئيس الأمريكي.

وزير خارجيته كولن باول اعتبر أن عرفات "يمثل في نظر الفلسطينيين أمل وحلم تحقيق دولة فلسطينية مستقلة"، وأضاف قائلا: "سنقوم بكل ما في وسعنا لدعم ومساعدة الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الانتقالية من أجل تحقيق السلام".

الرئيس الروسي بوتين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصف من جهته الزعيم الفلسطيني بأنه "شخصية سياسية ذات مكانة عالمية"، واعتبر وفاته بمثابة "خسارة كبرى للقيادة الفلسطينية ولكل الفلسطينيين". في حين اعتبر الرئيس الصيني هو جينتاو الزعيم الفلسطيني "شخصية سياسية لامعة وقائدا مرموقا لم يتوان في الكفاح العادل من أجل استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".

إسرائيل تنظر لما بعد عرفات

على صعيد آخر، حاولت التصريحات الصادرة عن القادة الإسرائيليين إثر الإعلان عن وفاة الزعيم الفلسطيني تجنب الحديث عنه مباشرة بالتركيز على "ما بعد عرفات".

فقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون أن "وفاة عرفات قد تشكل منعطفا تاريخيا في الشرق الأوسط"، ووضع رئيس الوزراء الإسرائيلي جملة من الشروط في شكل تمنيات حيث عبر عن الأمل في أن "تفهم القيادة الفلسطينية التي ستخلفه بأن إحراز تقدم في العلاقات مع إسرائيل وحل المشاكل العالقة مرهون أولا وقبل كل شيء بالحرب ضد الإرهاب التي عليهم خوضها"، مثلما جاء في تصريحه.

أما شمعون بيريز الذي كان شريكا لعرفات في الحصول على جائزة نوبل للسلام في عام 1994 مع إسحاق رابين فقد اعترف بأن عرفات "كان شريكا في مرحلة من الطريق (طريق السلام) باعترافه بإسرائيل في حدود عام 1967"، مشيرا إلى أن وفاة عرفات "تفتح صفحة جديدة وتشكل فرصة تاريخية" من أجل التوصل إلى تسوية، حسب اعتقاده.

خصال شخصية " يكثر انتقادها"

سويسرا نعت وفاة الرئيس الفلسطيني على لسان وزيرة الخارجية ميشلين كالمي- راي التي قالت عنه: "إنه كان شخصية يكثر انتقادها ككل الشخصيات القوية، وشعارا للهوية الفلسطينية".

وفيما يتعلق بالحكم على حصيلة إنجازات الرئيس الفلسطيني، فضلت الوزيرة السويسرية ترك ذلك "للتاريخ وحده " مضيفة بأنه "لم يتمكن من تحدي القدر وإبرام السلام". وقد عبرت وزير الخارجية السويسرية، التي ستمثل سويسرا في حفل تشييع جنازة الرئيس الفلسطيني في القاهرة، عن "الأمل في أن يتم تنظيم انتخابات رئاسية ديمقراطية وحرة ونزيهة في غضون الستين يوما كما تنص على ذلك القوانين الأساسية للسلطة الفلسطينية".

من جهته وصف الرئيس السويسري جوزيف دايس الذي يقوم حاليا بزيارة رسمية إلى المكسيك، الرئيس الفلسطيني بـ "الشخصية الكاريزمية والمنفتحة". وقال السيد دايس في تصريح له من العاصمة المكسيكية: "إن سويسرا لعبت دائماً دورا في البحث عن حل سلمي لنزاع الشرق الأوسط".


 

ردود الأفعال الدولية على وفاة الرئيس عرفات

أتلانتا، الولايات المتحدة (CNN) -- فيما يلي ردود أفعال قادة العالم على وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.

الرئيس الأمريكي جورج بوش أصدر الرئيس الأمريكي بيانا توجه فيه بخالص العزاء للشعب الفلسطيني.

وقال بوش إن وفاة عرفات "لحظة مهمة في تاريخ الشعب الفلسطيني" معربا عن أمله في أن يأتي المستقبل بالسلام للشعب الفلسطيني، بحيث "يحقق تطلعاته في (إقامة دولة) فلسطين، ديمقراطية مستقلة، تتعايش مع جيرانها في سلام."

ودعا بيان الرئيس الأمريكي دول المنطقة والعالم أجمع بتقديم العون خلال المرحلة الانتقالية القادمة.

الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون

قال كلينتون إن التاريخ سيذكر لياسر عرفات يوم 12 سبتمبر/أيلول 1993، حينما صافح رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، أسحاق رابين في البيت الأبيض، ووقعا معا اتفاق أوسلو.

آرييل شارون

أما شارون، ودون أن يذكر عرفات بالاسم، فقد أشار إلى أن "الأحداث الحالية يمكن أن تكون نقطة تحول في منطقة الشرق الأوسط، وإسرائيل دولة تسعى للسلام، وسوف تستمر في جهودها الهادفة للتوصل لاتفاق سلام مع الفلسطينيين.

وتمنى شارون أن تتفهم القيادة الفلسطينية الجديدة، أن التقدم على صعيد العلاقة بين الجانبين، يتوقف أولا على وقف أعمال الإرهاب.

كوفي عنان

ومن جانبه أصدر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بيانا أشار إلى تأثر عنان بخبر الوفاة.

وقال البيان إن عرفات كان رمزا على مدى أربعة عقود لتطلعات الشعب الفلسطيني.

وأشار البيان إلى قبول الفلسطينيين، بقيادة عرفات، بالتعايش السلمي مع إسرائيل في عام 1988، باعتباره أحد الأمور الذي ستخلد ذكرى الزعيم الفلسطيني.

طوني بلير

تقدم رئيس الوزراء البريطاني بتعازيه للشعب الفلسطيني، وأسرة الزعيم الفلسطيني مشيرا إلى أن عرفات كان رمزا للحركة الوطنية الفلسطينية.

وأشار بلير في بيانه إلى حصول عرفات على جائزة نوبل للسلام في عام 1994 بالاشتراك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين باعتبار ذلك اعترافا بجهودهما لتحقيق السلام.

الرئيس الفرنسي جاك شيراك

قال شيراك إنه علم بمشاعر فياضة "بنبأ وفاة الرئيس ياسر عرفات، أول رئيس منتخب للسلطة الفلسطينية."

وتقدم الرئيس الفرنسي بخالص العزاء لأسرة الفقيد، وأصدقاءه. كما تقدم بصداقة فرنسا والشعب الفرنسي للشعب الفلسطيني "خلال لحظات الحداد" التي يمر بها حاليا.

رئيس جنوب أفريقيا ثابو مبيكي

ومن جانبه قال رئيس جنوب أفريقيا ثابو مبيكي إنه "من الصعب أن نقبل باختفاء أعظم قادة الفلسطينيين ياسر عرفات، الذي تشاركنا معه كثير من المحن.

وقال مبيكي إن التاريخ سيذكر عرفات باعتباره من القادة النادرين الذين ضحوا بحياتهم من أجل كفاح شعبهم.


الملك عبد الله الثاني وفاة عرفات وإعادة انتخاب بوش فرصة جديدة للسلام

واشنطن (اف ب) - قال العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في حديث لصحيفة "نيويورك تايمز" أمس الجمعة ان وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات واعادة انتخاب الرئيس الاميركي جورج بوش تقدم "فرصا جديدة" لدفع عملية السلام في الشرق الاوسط.

وقال العاهل الاردني "من وقت لاخر يحمل التاريخ لحظات تنطوي على فرص كبيرة برحيل ياسر عرفات المحزن فقد الفلسطينيون قائدا ابقى على املهم في الاستقلال حيا لاكثر من نصف قرن".

واضاف "الان الفرصة متاحة لتكريم افضل ما في ذلك الارث عن طريق مسعى جديد للتقدم والسلام في جزء من العالم شهد الكثير من سفك الدماء".

وقال العاهل الاردني ان الحل الذي يستند الى اقامة دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل والتزمت به الدول العربية العام 2002 وكذلك "خارطة الطريق" للسلام في الشرق الاوسط التي تمت الموافقة عليها عام 2003 "حشرت في دائرة العنف الجاري" الا انه قال ان الاحداث الاخيرة تقدم "فرصا جديدا".

واوضح ان "قيادة فلسطينية جديدة يمكن ان تواصل رؤية اقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للعيش بتطبيق الاصلاحات التي يتطلبها اقامة دولة وفي اسرائيل يمكن للحكومة ان تعيد الالتزام بخارطة الطريق والتحرك بسرعة للانسحاب من غزة واتخاذ اجراءات اخرى لبناء الثقة".

واضاف "على نفس القدر من الاهمية بعد انتهاء الانتخابات يمكن ان تعيد الولايات المتحدة الان التركيز على هذه القضية الحساسة".

ودعا عاهل الاردن الى "توجيه رسالة قوية الى شعب المنطقة خصوصا الى الشباب تكون رسالة افعال وليست رسالة اقوال، اي الايفاء بوعد اعادة بناء عراق ديموقراطي خال من العنف ويتمتع بالسيادة وقيادة عملية السلام".

واكد ضرورة "دخول الجانبين في حوار حقيقي والتمسك بالتزاماتهم بموجب خارطة الطريق والتي قال الرئيس بوش انها يمكن ان تؤدي الى قيام دولة فلسطينية العام المقبل".

وربط العاهل الاردني بين عملية السلام في الشرق الاوسط ونجاح الحرب على الارهاب الدولي. وقال "لا يمكن ان نكسب الحرب على الارهاب اذا لم نعمل معا".


بدء مسيرة الاعداد لخلافة عرفات بدأت فعلا

ميدل ايست اونلاين

رام الله (الضفة الغربية)

رأى محللون ان رئيس الوزراء الفلسطيني السابق محمود عباس (ابو مازن) وخلفه احمد قريع (ابو علاء) لن يجدا صعوبة تذكر في الامساك بمقاليد سلطة فلسطينية مؤقتة في غياب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

وفي الوقت الذي كان يرقد فيه الرئيس الفلسطيني في غيبوبة بين الحياة والموت في مستشفى في ضواحي باريس تولى محمود عباس رئاسة اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) على حين تولى قريع شؤون السلطة الفلسطينية.

وبالرغم من ان عرفات امتنع حتى اخر لحظة عن تعيين خليفة له فان الرجلين حازا في ظل قيادة عرفات، تجربة طويلة في التسيير السياسي للاراضي الفلسطينية الامر الذي سيكون من شأنه تسهيل انتقال السلطة في حال وفاة الرئيس الفلسطيني.

وبالنظر الى ان عرفات يمثل رمز الفلسطينيين وقضيتهم فان غيابه سيترك فراغا كبيرا على راس السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، الامر الذي يثير المخاوف من حدوث مصادمات بين الفصائل الفلسطينية ويهدد بوقوع الاراضي الفلسطينية في حال من الفوضى.

وبمقتضى القانون الاساسي للسلطة الفلسطينية فانه في حال وفاة عرفات، يصار الى تعويضه بصفة مؤقتة من قبل رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان) روحي فتوح.

ويستمر هذا الوضع المؤقت لحين تنظيم انتخابات رئاسية في غضون 60 يوما. وقد أدى اليمين الدستورية.

واوضح سفيان ابو زايدة المسؤول في حركة فتح "لا يوجد شخص يمكنه فعلا تعويض عرفات لكن لدينا مؤسسات شرعية قائمة لتفادي اي اضطرابات".

واضاف ان "ابو مازن سيتولى قيادة منظمة التحرير الفلسطينية على حين يظل ابو علاء رئيسا للوزراء لحين تنظيم انتخابات".

واتاح دخول عرفات المستشفى عودة محمود عباس (69 سنة) الى الظهور في المشهد السياسي الفلسطيني بعد ان اضحى طي النسيان منذ استقالته من منصب رئيس الوزراء في ايلول/سبتمبر 2003 اثر خلافات عميقة مع الرئيس الفلسطيني.

وفي غياب عرفات فان ابو مازن هو الذي يتولى رئاسة اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير التي يشغل منصب امين سرها منذ 1996.

وفي حال نجح في تاكيد دوره كقائد لا جدال حوله فانه يمكن ان يصبح رجل استئناف مسيرة السلام. غير انه عانى طويلا بين ابناء شعبه من سمعته باعتباره رجل الاميركيين والمخاطب المفضل من قبل الاسرائيليين.

اما قريع فانه لم ينجح في اقناع الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بيد انه يعتبر من المعتدلين في الجهاز السياسي الفلسطيني.

ورأى المحلل الفلسطيني علي الجرباوي انه من الممكن ان يتفق الرجلان على تولي القيادة معا.

وقال "سيكون هذا تمرين على سلطة براسين. ابو علاء يبقى رئيس وزراء وابو مازن يتولى السلطة الفلسطينية".

واضاف انه " في الظروف الحالية هذا هو الدرب الذي يجب السير فيه ولن تكون هناك احتجاجات حتى في غزة" بالرغم من تآكل فتح فيها لمصلحة حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، على حد تعبيره.

اما هشام احمد الكاتب واستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت في الضفة الغربية فان كل نقاش عن انتقال سلمي للسلطة سيكون بلا معنى اذا ما تبين ان وفاة عرفات ناجمة عن تسميمه.

وقال "طالما ان احتمال التسميم لم يتم استبعاده فانه بامكاننا تصور درجة الاحباط التي تصيب الفلسطينيين ازاء اسرائيل ولكن ايضا ازاء القيادة (الفلسطينية) الحالية".

واضاف "لا يمكن ان يتم تسميم عرفات دون مشاركة مباشرة او غير مباشرة للمسؤولين في محيطه". وتابع "اذا ما صح ذلك فاننا سنواجه احدى اصعب المراحل واشدها دموية في تاريخنا".

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة