الاخيرة

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

سلاماً أيها الوطن

علي ياسين

تتصاعد هذه الأيام وبشكل لافت للنظر جرائم التفخيخ والتفجير، مخلفة وراءها، مزيداً من الضحايا المدنيين الأبرياء. إضافة إلى جرائم الاغتيالات السياسية لرموز وطنية عراقية، وكأن كل ذلك وما سيحصل لاحقاً، يتربص باستقرار وأمن وسلام العراق. ووأد تجربته السياسية الجديدة في بناء مجتمع ديمقراطي، ينعم بحرية الرأي والتعبير وإقامة مؤسساته المدنية. ولو بحثنا في أسباب وقوع مثل تلك الجرائم على الرغم من أداء الشرطة الوطنية الجديدة واجباتها بمسؤولية عالية داخل المدن العراقية كافة - فإن من أهمها هو التسلل الكبير للأشخاص الغرباء التاركين معاناة شعوبهم، والداخلين إلى وطننا وهم يبحثون عن أماكن للجهاد تمهد لهم سبل جنات النعيم!! تدعمهم رموز النظام في التخطيط والتمويل.

أضف إلى ذلك مرور آلاف القطع من الاعتدة والمتفجرات بلا قيد أو رقيب، وكل ذلك يتم عبر الحدود المترامية والمفتوحة على دول الجوار. وقد يكون الأمر أسهل بكثير داخل طرقات العراق، حيث بإمكان الداخل او الخارج من منافذ المدن أن يتحرك بحرية تامة، دون أن يتحقق من هويته احد - حفاظاً على الأمن وترسيخه - وهذا ما ينطبق على السيارات التي يقودها أولئك المفخخون. ولا ندري إن كان مرور الأشخاص والمركبات عبر نقاط التفتيش بهذا اليسر، له ما يبرره، إن كانت ثمة مبررات تدعو لذلك!! وإلا، لماذا لا يتم التدقيق والتحقيق في هوية الأشخاص والسيارات عبر تلك النقاط، بعيداً عن أساليب الزجر والاستفزاز التي كانت تمارسها أجهزة قمع النظام السابق...؟، لكي يتم تضييق الخناق على تلك العناصر وتفويت الفرصة أمامها في القتل والتدمير والتخريب، ثم ما الذي يمنع، من تزويد نقاط التفتيش. سواء في منافذ الحدود أو منافذ المدن في الداخل، باجهزة فنية حديثة تكشف حمولات المفخخين والمفخخات من متفجرات سفك دماء الأبرياء.

وتدمير المؤسسات الاقتصادية. وإشاعة الخوف والرعب، وبقاء العراق في فوضى مادية مروعة، بالنتيجة تخدم أعداء العراق القدامى منهم، والجدد.

لقد بات من الضروري، أن نعترف لأنفسنا وبثقة عالية، أن أولوية الأمن، الآن، فوق كل الأولويات، الأخرى، وهذا لا يتحقق إلا من خلال تضافر جميع القوى الوطنية، أحزاباً ومنظمات مدنية، إضافة إلى قوى الحرس الوطني بكل تشكيلاته، إن الجميع مدعوون، بتحقيق هذه الأولوية والتي من خلالها، ستدب الحياة في مختلف شرايين العراق الجديد.


الإدمان على المخدرات ظاهرة تستحق البحث

مهند الليلي

دخلت في الآونة الأخيرة، وبسبب الانفلات الأمني، والحرية (الفوضوية) والبطالة الكثير من الحالات السلبية التي هي بعيدة كل البعد عن أخلاقيات العراقيين. بدأت بالانتشار السريع في مجتمعنا ولم تستطع الشرطة أو المنظمات أو الجمعيات الخيرية من الحد منها أو القضاء عليها. تلك هي (المخدرات)

*هل سبق وأن سمعتم عن (أبناء الحديقة)! هؤلاء هم المدمنون على المسكرات والمخدرات، وأقصد الذين يجعلون من (حديقة الأمة) ملتقى لهم لذلك يلقبون (بابناء الحديقة) ربما اعتزازاً (بحديقة الأمة)!!

حيث يشاهد يومياً (الأطفال) والصبية والشباب بل حتى (العواجيز) وهم يتناولون الخمر أو يشمون (البانزين) أو (الثنر) أو بعض المشروبات الطبية مثل (توسليت أو الببكلس أو التوسيرام) وغيرها كثير من الحبوب المخدرة الخاصة بالتخدير أو الأمراض النفسية.

سألت شاباً في مقتبل العمر (بعد أن جعلت نفسي واحداً منهم) كي استطيع الولوج في هذا العالم الغامض.. سألته (وهو يتناول الحبوب المسكرة) عن السبب الذي دفعه لأن يسلك هذا الطريق القذر..

-فقال: حاول أصدقائي الذين كنت التقي بهم (وهم من المدمنين) أن يقنعوني بأن تلك الحبوب (أنسى بها كل المشاكل) ويوماً بعد آخر بدأت أتعاطى تلك الحبوب حتى وجدت نفسي لا استطيع العيش بدونها!!

*وماذا تفعل لو لم تحصل عليها؟

-قال: أذهب لمضمد في المنطقة واشتري منه أي دواء أو شراب! المهم أن أخدر (الجمجمة) حتى لو كان ذلك بالدين وتضاعف (السعر) لأني لا استطيع قضاء يومي بلا (تخدير)!!

*وهل أنت مقتنع بوضعك الصحي الآن؟

-قال: كانت صحتي جيدة وقواي البدنية عالية ولكن بعد أن بدأت اتناول المخدرات بدأت أشعر (برعشة) في جسمي ولا استطيع أن أعمل لأني دائم (الاهتزاز)!!

*حدثني عن علاقاتك مع أصدقائك ومع عائلتك؟

-أجاب: أكيد علاقتي طيبة (بجماعتي) وكما يقول المثل (الطيور على أشكالها تقع) أما الأصدقاء الذين لا يمارسون تلك (الهواية) فلا يرغبون بصحبتي مطلقاً، أما أهلي فهم لا يحترموني لكنهم يحاولون إقناعي بالابتعاد

 عنها، وينفذون (ما أطلبه منهم) تجنباً للشر!!

*وهل أنت مؤذ؟

- قال: عندما اتناول الحبوب أشعر بأن لدي قوة (تهدم الجبال) واستطيع عمل المستحيل، وأشعر بأن الآخرين صغار أمامي!!

*هل هناك أشخاص (متخصصون) في تناول أصناف معينة؟

- أجاب: هناك أشخاص ليس بمقدورهم شراء الحبوب أو الحشيشة أو الأدوية أو أصناف الخمر، فتراهم (يشمون) السيكوتين أو الثنر أو البنزين أو صبغ الأظافر!

أما الشباب الذين يتناولون (الناركيلة) ويضعون معها مواد مخدرة فهم (أمورهم توب) ونحن أبناء الحديقة ليس لدينا (الإمكانية) لنكون مثل هؤلاء!!

*منذ متى وأنت هنا؟

- قال: منذ (عامين) -

*وأهلك ما موقفهم؟

- أجاب: بعد أن (ضايقوني) كثيراً بعدم إعطائي النقود وكذلك منعوا (المضمد) من أن يعطيني أي شيء فقد تشاجرت معهم وتمت بضرب والدي الذي قدم شكوى ضدي، فهربت إلى هنا! بصراحة هم ارتاحوا لطردي لأني كنت (الشاذ) بينهم! وأنا ايضاً كنت أريد الحرية كي (العب ابكيفي) لا ماما ولا دادا (موهيج أحسن) ضحك ووضع قطعة قماش على أنفه ليشم البانزين!

*وبعد أن تعرفت على (بعض) ما يدور في هذا العالم التقيت شخصاً آخر كان مدمناً سابقاً أما الآن فقد ابتعد عن (أصدقاء السوء) وتجاوز تلك الحالة فقال: إن اصدقاء السوء ووقت الفراغ كأن يكون المرء (عاطلاً) وعدم متابعة الأهل لأبنائهم هي الأسباب الرئيسة لانحدار الشباب والأطفال في ذلك الطريق.. كنت دائماً، بعيداً عن الأصدقاء والمعارف وهم لا يريدون اللقاء بي أصلاً! وكنت دائم المشاكل مع الناس لعدم درايتي بما أفعل نتيجة جسمي المخدر!!

*وكيف تمكنت من تجاوز الحالة؟

-قال: كنت لا أتناول كثيراً بحيث استطيع تركه يوماً أو يومين بعكس الآخرين. وبعد أن وجدت نفسي مذموماً من قبل الناس وسمعت كلاماً قاسياً وإهانة كبيرة، احتقرت نفسي، وقررت الابتعاد عن طريق المخدرات والحبوب المسكرة بعد أن تهيأت لي ظروف منها، مساعدة صديق غيور أخذ بيدي ونصحني وأرشدني وقمت بمزاولة الأعمال وممارسة هوايات نافعة وإنسانية، وكذلك ابتعدت عن أصدقاء السوء الذين كانوا السبب المباشر في سلوكي لطريقهم الخاطئ!!

*وما هي نظرتك إلى الشباب المدمنين على الحبوب أو المخدرات؟ أجاب: بصراحة أراهم بعين الاحتقار، وهم على كل حال ضحية الظروف التي تعصف بهم!!

وأخيراً وليس آخراً، نرجو أن تكون هناك لجان تفتيشية مهمتها متابعة العيادات التي كثرت في الآونة الأخيرة ومحاسبة المخالفين وغير المجازين صحياً.

 

 

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة