الاخيرة

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

على الطريق .. سوق السراجين

فاضل جاسم

حين تدلف من سوق السراي عبر زقاق ضيق تصل الى سوق السراجين، تلك السوق التي يعود تاريخها الى العصر العباسي كما هو الحال مع اسواق الصفارين والعطارين والوراقين وغيرها.

وفي كتب التاريخ هناك اكثر من رواية عن السوق، منها ان المنطقة كانت محطة استراحة للقوافل المتجهة الى بغداد.. وتنتشر فيها الخيول والاسطبلات وخيام الفلاحين واصحاب البساتين مما جعل بعض الاعرابيين يؤسسون لمهن عدة ترتبط بمرابط الخيل.. ومن هنا ظهرت بوادر سوق السراجين فراحوا يصنعون سروج الخيل واعمدة الخناجر والسيوف وصناعات جلدية اخرى.

والسراجة عرفت قبل ذلك من ايام السومريين اذ يشرح بعض كتب التاريخ القديمة كيف ان العراقيين القدامى كانوا ماهرين في السراجة وطرائق الدباغة والنقش..

والسروج على انواع منها: (سرج الطفر) الذي يستخدم في مسابقات طفر الجواجز ويستعمل في الارياف لما يتميز به صفات عملية وبسيطة.. و (سرج السباق) ويتميز بصغر حجمه وخفة وزنه ويستخدم في رياضة سباقات المسافات.. و (السرج العربي) الذي تستخدمه مناطق البادية والريف بإعتبار ان اهلها يستخدمون الخيول كإرث تراثي عربي اصيل.. والسرج العربي يتميز عن بقية السروج بنقوشه وزخارفه التي تضفي عليه جمالية رائعة.. كما يتميز بثقله بسبب من ان ملحقاته كثيرة اضافة الى الخرام الداخلي الذي يحيط ببطن الفرس ويثبت السرج على ظهره.

وللسرج الوان عديدة ابرزها الاسود والبني لأنه يعطي هالة للسرج والفرس والخيال..

ويدخل صناعة السروج، اضافة الى الجلود ، خشب البلوط ومواد اخرى تدخل في تغليف الخشب والجلود.. وقوالب لتقويسه وادوات التنعيم والخيوط الى جانب بعض مسائل الزينة..

والعاملون من السراجين اليوم في سوق السراجين هم احفاد لسراجين افنوا اعمارهم في هذه المهنة وعلموها لأبنائهم وكذلك سراجو اليوم يعلمون المهنة لأبنائهم ايضاً ليتوارثوها..

مهنة السراجين تكاد تعاني من انحساراً بسبب استيراد السروج واغلفة الاسلحة والحقائب وهم متفائلون بمهنتهم وينظرون اليها بإحترام ويتوقعون لها الازدهار.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة