الاخيرة

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

الشياطين الزرق والحمر..!!

نوزت شمدين

 ( بعد أن أكل الجميع من خيرات بيته وتزينوا بثياب عزهِ، أطلقوا عليه النار ثم سرقوه..! ).

تصر بعض الدول على ممارسة هذا الدور معنا غير آبهةٍ بجرحنا والنزيف الذي يرفض أن يتوقف من صدورنا، فاحداها تأكل من أرضنا وتشفط بالصهاريج نفطنا والأخرى تسرق في وضح النهار تراثنا وتتاجر بتأريخنا وتغدق على لصوصها من أموالنا المودعة في مصارفها.

في الزمن القديم كنا نشعر بمرارة أن يمتلكوا بيننا ما ليس بوسعنا الحصول عليه، وأن تنحني عندهم رؤوس شبابنا الهاربة من رعب المكان وسطوة الفقر. كانوا سبباً رئيسياً في بقائنا ولسنوات طويلة مثل بوصلة فقدت ذاكرتها ليختلط عندها الشمال بالجنوب. والآن هم يسرحون ويمرحون في بلادنا ويمطون أنوفهم ليحشروها بتدخل سافر في كل تفاصيل حياتنا ويلتقطوا بما يليق بقنفذ صحراوي كل شيء قابل للطرق والسحب والنهب على ظهور شاحناتهم الموشومة بعبارات يعتقدون بأنها تخفيهم عن العين الراصدة التي ستقول كل شيء ذات يوم.

ندرك جيداً أن غنيمتهم هي كل ما دخل إلى العراق عبر حدودهم، العقود الماضية، وأن أكثر من مائة شاحنة كانت تنقل إليهم يوميا آلافاً من الأطنان الحديدية من مدافع ودبابات وطائرات جريحة أو محطمة وآليات بأشكال وأحجام مختلفة بعضها سليم ومعافى لدرجة أن المرء ليبكي أمام منظرها وهي تباع برخص التراب بل وأرخص منه بكثير. لكن الذي ليس بوسعنا أن ندركه حقاً هو من الذي يبيع ثرواتنا الوطنية التي لم تكن في يوم من الأيام ملكا لآبائهم أو أجدادهم..!! من الذي منحهم الحق بالتصرف نيابة عنا ؟

قبل أشهر وبينما كنت أتسكع في إحدى الدوائر بانتظار أن يفرغ الموظف من طعام الإفطار..! قرأت في لوحة الإعلانات تعميماً صادراً عن مجلس الحكم السابق يوقع فيه العقوبة الشديدة على كل من تسول له نفسه المتاجرة (بسكرابنا)!!، أحسست بالراحة عندها وفكرت بمعامل الصلب العراقية المسكينة التي يفترض أننا بحاجة إلى ما تنتجه لإعادة إعمارنا ؟! لكن ومع خروجي مضطراً من الدائرة لأن وقتي لم يكن يسمح بالانتظار لحين انتهاء الموظف من وجبة غدائه..!، شاهدت طائرة عراقية كانت في الماضي مقاتلة ! ببوزها الممطوط مثل رمح وجناحيها المفروشين كالحلم وهي مستلقية بوداعة سمكة أسيرة فوق شاحنة دخيلة كانت تسير بها نحو الغرب..؟!. الغريب أن تلك الشاحنة كانت تملك أوراقاً رسمية تجيز لها نقل ما تشاء، والأغرب أن نقاط التفتيش تكتفي بالبحث عن أية أسلحة ربما تكون مخفية في جوفها وبعد أن تؤدي عملها تسمح لها بالمرور..؟؟!!.

نعم يا سادة يا كرام الحرب بدأت بشكل آخر وأكثر إيلاماً من كل حروبنا الأخرى التي أقحمنا بها مرغمين، إنها الآن تستهدف بنيتنا التحتية والفوقية والوسطية ! تستهدف مستقبل بلادنا ببشاعة ليس لها حدود. فما يمارسه الأشقاء بحقنا هو اكبر وأوسع عملية نهب منظم عرفها التأريخ. وتأكدوا بأنهم وكما يفخخون السيارات ثم يلقون القبض عليها في شوارعهم لكي يكونوا بمنأى عن تهمة الإرهاب !؟. سيعلنون للعالم بعد أيام أنهم وجدوا بين السكراب العراقي آثاراً لأسلحة الدمار الشامل التي عجز الشياطين الزرق والحمر عن اكتشافها ؟؟!!.


النحل والمناحل

تختلف سلالات نحل العسل التي تتوزع اصلاً حسب المناطق الجغرافية في صفاتها الوراثية بالعالم ومنها سلالات معروفة بصفاتها الانتاجية والسلوكية الجيدة مثل السلالة الايطالية التي تعيش في مناطق جبال الالب.. والسلالة الكرنيولية التي اصلها من يوغوسلافيا والسلالة القوقازية في مناطق القوقاز الروسية.. وهناك سلالات اخرى ذات صفات مختلفة منها السورية التي يعود اليها النحل الاصلي في شمالي العراقي.. ونتيجة لحركة النقل والتجارة بالنحل فان الشائع منه عالمياً الان هو النحل الهجين وهو من سلالات متعددة ومختلفة والنحل الموجود في العراق حالياً من هذا النوع الا انه عادة ماتظهر صفات جيدة لهذه الطوائف..

(المدى) التقت السيد حميد الشيخ راضي مدير عام هيئة وقاية المزروعات وبحضور السيد سعد كريم ظاهر الخبير في النحل  الذي تحدث الينا عن اهتمام وزارة الزراعة في هذا الجانب والتوسع الحاصل في تربيته لدى المواطنين بالقول..

-ان تربية النحل منوطة بالقطاع الخاص بالمواطنين وبدعم من الدولة ويوجد في العراق حالياً بين (100-200) الف خلية تنتشر في المحافظات الشمالية الثلاث والمحافظات الوسطى خاصة في بغداد وديالى والانبار وتوجد اعداد قليلة في البصرة والناصرية وتنتشر اكبر اعداد الخلايا في المناطق الزراعية المحيطة ببغداد كالسيافية باتجاه الجنوب والدورة والتاجي وابي غريب وتمتد حتى الكرمة في الانبار.. وتختلف الانتاجية في العراق حيث يبلغ المعدل من (10-15) كغم وقد تصل الى (80) كغم في احيان قليلة ولاينتج بعض الطوائف النحلية شيئاً احياناً اخرى ويتأثر الانتاج بتوفر المصادر الغذائية في المناطق التي يربى فيها النحل والعوامل المؤثرة كالصفات الوراثية والمظهرية..

*وعن مناحل وزارة الزراعة اجاب السيد الخبير:

-يتوفر لدى وزارة الزراعة عدد من خلايا النحل يصل الى (200) طائفة موزعة على منحل الراشدية في بغداد والحديد في ديالى والمنصورية في نينوى وتوجد بناية منحل على ارض مخصصة ومسيجة وبمساحة (5) دونمات في منطقة عين التمر في محافظة كربلاء كان من المؤمل انشاء منحل معزول لتربية الملكات وبالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية التي لم تف بالتزاماتها نحو هذا المشروع.

وهذه المناحل ارشادية تدريبية بحثية تهدف الى تطوير السبل الكفيلة بتربية النحل في العراق وزيادة خبرة مربيه..

مشيراً الى ان الوزارة تدعم المناحل الاهلية بمستلزمات التربية المستوردة التي لاتتوفر محلياً مثل الشمع والعلاجات والمتابعة للامراض التي قد تصيب النحل وتشخيصها.. اما النحل واجزاء خلاياه جميعاً فهي ممنوعة مثل الاستيراد سواء من قبل الدولة ام المواطنين وهناك اجراءات حدودية صارمة حول ذلك لحماية المناحل العراقية من الامراض الموجودة خارج القطر..

*وبشأن الامراض التي تصيب النحل قال:

-يتعرض نحل العسل الى العديد من الامراض والآفات والحالات غير الاعتيادية في العراق والعالم على حد سواء مع اختلاف نسبي من حيث الاهمية بين الآفات بحسب الظروف البيئية المحيطة وفي العراق تشكل آفة الفاروا والزنبور الاحمر وطائر ابو الخضير والامراض البكتيرية وامراض الاسهال اهم الآفات التي يتعرض لها نحل العسل مرتبة بحسب اهميتها كما ان تربية النحل تعاني مشكلات مشاكل الرش العشوائي للمبيدات.

واشار الخبير في تربية النحل سعد كريم ظاهر من الهيئة العامة لوقاية المزروعات الى ان اكثر مربي النحل في العراق والعالم هم من الهواة برغم وجود عدد من النحالين الكبار وشركة او شركتين في العراق تعمل في مجال انتاج وتسويق العسل الا انها لم تدخل في مجال انتاج الملكات او النحل بصورة واسعة موضحاً ان جميع انواع العسل يتبلور بدرجات مختلفة واكثرها في التبلور هو عسل زهرة الشمس وان افضلها هو عسل الحمضيات واكثر تميزاً هو عسل السدر وهو ينتج في الخريف والشائع منها هو العسل الخليط من جميع انواع الازهار والشجيرات في الربيع..

 

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة