الاخيرة

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

وقفة: إرهاب نفطي

محمد درويش علي

تتجمع يومياً عشرات العربات المخصصة لنقل النفط، حول محطات توزيع الوقود في بغداد، وبشكل عشوائي، بالترافق مع صيحات أصحاب العربات، وبشكل غير طبيعي، يجعل كل من يمر من هناك أن يحوقل ويلعن الساعة التي هو فيها. ليس هذا فحسب، بل هنالك عربات الغاز التي تنتقل بين الأزمة، وتجعل سكان المناطق في حيرة من أمرهم.

وبرغم تحملهم كل هذا وتجرع الألم الذي تسببه لهم هذه التصرفات، فليس بإمكانهم الحصول على كمية من هذا النفط تكفي لملء (جولةٍ) ما، ولا الحصول على الغاز.

المسؤولون في المحطات لا يبيعون لغير أهل العربات، مقابل مبالغ إضافية، متفق عليها، مما يدفع أصحاب العربات التي يشبه أفرادها مجاميع من العصابات التي كنا نراها ونحن صغار في أفلام الكابوي، فهؤلاء يتفقون على المساكين (سعراً وقوة) لأخذ ما يريدون دون وازع من ضمير أو خلق. (فتنكة) النفط بسبعة آلاف دينار، وقنينة الغاز بعشرة آلاف دينار!

وهذا البيع يتم على مرأى الجميع ومسمعهم. رب سائل يسأل ألا توجد جهات، مثل الشرطة لتنظيم البيع أو منع الاستغلال، فأقول ومعي من يشاهد الموقف، لا وجود لرجال الشرطة أو الحرس الوطني أو أي مسؤول من وزارة النفط، وإنما سادة الموقف هنالك المديرون ورجالهم.

وباعة النفط والغاز أصحاب اليشامغ الحمر الذين يذكروننا برجال جهاز الأمن الخاص سابقاً. أما المواطن المسكين، والمغلوب على أمره، فهو المتضرر والخاسر، ويفوض أمره إلى الله في كل موقف كهذا!

الواجب يفرض القول: إن هذا الذي يحدث هنا في محطات الوقود في بغداد يتكرر في محطات الوقود في المحافظات أيضاً، لا يقل شأناً عن الأذى الذي يلحقه إرهابي بمجاميع من الناس، فهذا إرهاب اقتصادي على الأجهزة المختصة تقع مسؤولية محاربته، لا أن نتركه سائباً، يربح شخص ما، الملايين مقابل حرماننا.

تذكرت هنا مقولة لرئيس الوزراء: إن الدول الأوروبية تتفرج على ما يجري في بلدنا، دون أن تحرك ساكناً، فأقولها بحرص ومسؤولية، بأن بعض الأجهزة في الحكومة تتفرج على مأساتنا دون أن تحرك ساكناً، ولاسيما أجهزة وزارة الداخلية، التي تقع على عاتقها مثل هذه المهمات.


الافراط في الاناقة..

مهاد عادل العربي

ما ان تتوجه إلى السوق حتى يفاجئك الكم الهائل من الذين يرومون التبضع. فالكل يرغب في اقتناء الجديد. سترى الموسرين عند المحال الفخمة المؤطرة بالزجاج يسألون ويبحثون وسترى امرأة تسير في احدى الاسواق تتأبط حقيبتها.. تمشي حائرة بنظراتها، فتقول لصاحبتها انها في حيرة وانها مستاءة، فهي لا تعرف كيف تصل إلى اناقتها، هذه المرأة ربما تكون انا وربما تكون هي، فهل يمكن ان يكون الانفاق الزائد على الاناقة مرضاً يصاب به بعض النساء؟

قبل ان ندخل في آراء متفرقة عن الاناقة، نقول ان المرأة عرفت منذ القدم الزينة، فهي من استخدم الحناء والعنبر والكحل، وهي من سعى إلى الحرير والنقوش والحلي بأنواعها.

وبهذه الاشياء جميعها كانت تميز شكلها، وبالرغم من تغير الازمان الا ان المرأة تحرص في كل وقت على الظهور بأبهى حلة ولعل السعي إلى ذلك هو احد اسرارها.

هنا الكثير ممن يصف من تظهر بأناقة مفرطة بأنها تشبه عارضة أزياء، فتعالوا في البدء نسأل احدى المهتمات بشؤون الاناقة.. عارضة الازياء أريدج نادر، وعن المظهر الذي تفضله لأناقتها تقول:

-ان عملي في الازياء جعلني أميز بين الاناقة الحقيقية التي تكون في الوقت ذاته عادية وبين المبالغة في ارتداء الملابس الغالية أو المثيرة، والتي قد لا تقترب من الذوق العام او التقاليد التي نعرفها. وقد تتأثر في هذا النوع من الملابس الفتيات المراهقات او حتى طالبات الجامعات، واللواتي يعتقدن انه لمجرد ان تكون الملابس باهظة الاسعار فذلك يدل على كونها انيقة.

سوسن.. صاحبة احد محال بيع الزهور لها رأيها الجميل في اناقة المرأة إذ تقول:

-المرأة كالزهرة، ولكل امرأة عطرها الخاص بها، اجمل الزهور هي ما تحتفظ بطبيعتها، لذا فأنه لا داعي للبهرجة في الحلي والملابس الثمينة والمبالغة في وضع المكياج، فعمل ذلك ليس من ضرورات الاناقة، فرقة المرأة لا تحتمل كل ذلك وسر اناقتها يكمن في بساطتها.

صاحب احد المحال التجارية المكتظة بالنساء.. يعبر عن رأيه، فيقول:

-أننا اصحاب المحال نعرف جيداً نوع النساء اللاتي يبالغن في اناقة ونكاد نحددهن حال دخولهن.. هذا النوع لا يهمه السعر وإن كان مرتفعاً، بل انهن يرفضن شراء الرخيص، فغالباً ما تتفاخر النساء في ما بينهن بأسعار ما اشترينه لا لشيء الا لغرض التباهي، وبصفتي تاجراً وصاحب محل اعتقد ان دخول هذا النوع من الزبائن إلى المحل شيء مريح.

الانفاق الزائد عن حدوده على الاناقة كيف يراه التحليل النفسي، وما الدوافع اليه الدكتور عبد المهدي الربيعي قال:

-لا يوجد تصرف او سلوك الا وله دافع، الانفاق على الاناقة بمكن ان يكون ضمن الحدود المعقولة، وهو بذلك حالة طبيعية مألوفة، أما اذا خرج على الحدود فأنه يغدو حاله يجب الوقوف عندها.

الانفاق غير العادي يكون غالباً للتعبير عن نقص به الفرد في داخل شخصيته. وقد يكون تعويضاً عن حرمان يحس به في داخل محيطه. وفي بعض الحالات يكون الواقع هو التباهي اذ يعبر به عن القوة المادية.

أخيراً نقول ان الرغبة والمبالغة في الاناقة امر يتعلق بطبيعة الشخصية ومحيطها ونشأتها وانه خير الامور في كل ذلك اوسطها.


 
 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة