استراحة المدى

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

اضاءة.. شهريار الموز

محمد شريف ابو ميسم

لدي جار يميل كثيراً إلى تجميل الحكايات، وقول النكتة، وكلما صادفته هذه الأيام، وجدته يحمل كيساً من (الموز)، فحاولت مرة إثارته: ما حكايتك مع الموز، ألم تمل من أكله يا صديقي فقال وهو يشير إلى (الكيس): لهذا الموز قصة!

فقلت:- نعم، وانا أعلمها، وهي ان اطفالك كما هم اطفالي واطفال الآخرين يحبون هذه الفاكهة، التي حرموا منها فترات طويلة، ولأن سعر الكيلو غرام الواحد من الموز وصل إلى ألف دينار وربما أقل، ولأنك موظف ولديك أكثر من (25) عاماً من الخدمة فراتبك (وعيني عليك باردة عليك) اصبح يعادل ما مجموع رواتبك في سنوات الحصار باكملها.. أليس كذلك؟

فقال لي وهو مبتسم: هذا ظاهر الموضوع، اما باطنه فمرده إلى قصة حدثت لي مع احدى بنات هذا النوع من الفاكهة.. وإذا لم تكن مستعجلاً فسأرويها لك..

ولاني متأكد من إن جاري سيروي لي ما يستحق أن استمع اليه فقررت الاستماع، وقلت له: وما هي القصة بالله عليك؟

فقال: اشتري الموز حتى انتقم منه.. لابد بيني وبينه ثأر قديم!

واردف قائلاً: ستقول لي ان اغلب العراقيين كانوا على خلاف (عقائدي) مع الموز، كانوا غير قادرين على شرائه، حين كان راتب الموظف ثلاثة آلاف دينار أو حتى عشرة آلاف دينار.. ولكن المسألة اكبر من ذلك بالنسبة لي.. فانا كلما شاهدت بائعاً للموز استفزني منظر الموز الذي خذلني في يوم ما، فقد كان يحاصرني في وقت كنت غير قادر على الامساك به، واطفالي محرومون منه وكيف يسترخي التذوق على لساني؟ بيد اني وفي يوم ما قررت ان اخون العائلة واشتري هذه الجميلة الصفراء.. فمن سيخبرهم بخيانتي؟ ثم ان العمر يمر ولا عودة.. فجمعت اشلاء ارادتي، وبرمت شاربي وجيشت اعصابي.

فقلت: كل هذا من اجل ان تشتري موزه؟

فقال: نعم، وكنت حينها اهمس مع نفسي وأقول.. ستكون الحلوة الصفراء ما بين يدي أمزق صفارها وأعريها أمام الناس.. وحين دنوت من البائع، كنت مفتخراً بنفسي وكأني أمارس لعبة الطيران ومددت يدي إلى جيبي، وبحركة حاولت أن اجعلها استعراضية اخرجت النقود حتى يراني جميع الماره، لأوهمهم بانني آكل الموز باستمرار.. وحين مددت يدي وهي تحمل النقود، عادت إلي وهي تحمل الحلوة الصفراء، حاولت أن استثمر المشهد لاستمتع بعيون الناس وهي تراقبني، وكأنني اقول لهم: نعم.. فأنا معتاد عليها وهي معتادة عليّ كان ملمسها كملمس ريح باردة، وكان لعاب الاشتهاء يكسو لساني، ومشيت احملها على كفي واعريها وكأن النوم يلبسني مشيت خطوات وانا اراقب عيون الناس، وهم يضحكون ويتهامسون وحين نظرت إلى كفي وجدته يحمل قشر الحلوة الصفراء فقط... خائنة.. سقطت عارية تتمرغ في التراب وكأنها ترفضني.. ومنذ أن اصبحت قادراً على شراء الموز يومياً، وانا لا استطيع النوم، إلا بعد ان اقيم احتفالية مع احدى (الموزات).


بين قوسين : أوانس أم عوانس

احمد عبد القادر

لا شيء أحب إلى قلب الفتاة من كونها آيلةً إلى الزواج يوماً ما فيأخذ فارس الاحلام اشكالاً متنوعة، غنياً يطرز ايامها بالذهب والفضة، وسيماً يجعل الناظرات اليه اسيرات جماله، ذا شخصية قوية تعطيه مهابة بين الرجال. آلاف الصور ترسمها الفتاة في خيالها، تجلوها كل يوم، تزيدها حيناً، تنقصها احياناً وفي دائرة الأحلام والرؤى تمر ساعات العمر مخلفةً وراءها اياماً وسنين. بعض هؤلاء الفتيات يضقن ذرعاً بالوحدة والانتظار فيرضين بالحد الادنى مما في احلامهن، فيركبن القطار قانعات راضيات بـ (القسمة والنصيب) خوفاً من العد المجهول ولكي لا يطلق عليهن المجتمع كلمةً ترتعد لها قلوب النساء ويتزلزلن هولاً من وقعها ألا وهي كلمة (عانس) قد لا يشفع الغنى ولا الجمال، وحتى الشهادة العالية أو المستوى الوظيفي للمرأة من ان يفوتها قطار الزواج، ويتركها على محطة الذكريات تقلبها يميناً وشمالاً، كي تجد سبباً لما هي فيه من خيبة وخسران.

أليست هي اجمل من (فلانة) ذات القوام الناحل والسمرة الداكنة؟ لماذا تقدم لها اغنى شبان المدينة طالباً يدها للزواج؟ بينما هي بنت الحسب والنسب والدلال تطرق الآن باب الخمسين دون ان يفكر بها احد.

الأنها رفضت في مطلع شبابها العشرات من الخاطبين متعاليةً عليهم بجمالها وتراها والوقع المدوّي لاسم عائلتها الاقطاعية حتى نعتها الناس بصفة (المتكبرة) مرة الأيام ببطء حتى صحت ذات يوم على الحقيقة المرة: لقد بلغت الخمسين، أحست بالقنوط فالآنسة أصبحت (عانساً)، والجمال ولى مخلفاً أخاديد منقرةً في خدين. كانا قبل بنصاعة القيمر المغرى بتناوله وجبة فطور كما يروي ناظم الغزالي مطربها المفضل آنذاك.

الست بشرى، مدرسة اعدادية. ذات جمال متوسط، يشهد لها الجميع بحسن السلوك، ودماثة الخلق، فاتها قطار الزواج هي الآن في الاربعين من عمرها، سألناها في توجس خشية جرح مشاعرها عن سبب بقاء نسبة كبيرة من الفتيات دون زواج رغم تجاوز اعمارهن الثلاثين أو الاربعين. اجابت: إسأل الشباب القادمين من الخارج، فما أن يعود احدهم إلى الوطن بعد غربة طويلة. حتى يجلب معه زوجةً اجنبية او عربية، وكأن هذه البلاد خالية من النساء، مما يدفع بنا إما إلى العنوسة. أو الزواج من رجل له امرأة أو اثنتان فيكون الحل الاول أهون من زواج قائم على المشاكل الاجتماعية وهدم البيوت. عجبت من هذا التبرير لكني احترمت رأيها فلم اناقشها فيما قالت.

توجهت إلى الباحثة الاجتماعية (ام خالد) طارحاً أمامها معاناة آلاف الفتيات اللواتي بتن أسيرات لهاجس العنوسة، طلبت تفسيراً لهذه الظاهرة قالت: لا تنس ان العراق مر بثلاث حروب حصدت مئات الالوف من الرجال مما خلق تفاوتاً كبيراً في نسبة الرجال إلى النساء. كذلك الوضع الاقتصادي المتدهور جعل من الشباب عاجزين عن دفع تكاليف الزواج فاصبحت نسبة كبيرة من الجنسين بلا زواج. والمرأة أكثر تأثيراً من الرجل، إذا علمنا انها محكومة بالعمر والانجاب ضمن حد معروف. هنالك اسباب ثانوية تنبع من سلوك الفتاة، وتوعية الشاب الذي تفكر به زوجاً مما يجعلها تضيع الفرص التي كثيراً ما تذهب دون عودة.

ودعت (ام خالد) ومئات الاسئلة تقرع اجراسها في القلب باحثةً عن خلاصٍ في زحام الاحداث.


شارع النهر.. يقاوم النسيان

كتابة وتصوير

آمنة عبد العزيز

سوق شارع النهر كان من الاسواق المهمة الذي يرتادها الناس من مختلف الشرائح الاجتماعية ولاسيما الشباب من كلا الجنسين، فضلاً عن ارتياد العرسان لهذا السوق.

وهو سوق ممتد ما بين جسر الشهداء والاحرار.

وعلى الضفة المحاذية للسوق تقع اشهر جامعة إسلامية في العالم هي المدرسة المستنصرية، تتقاطع وتتفرع منه اسواق تخصصية كثيرة نذكر منها سوق (دانيال) المتخصص في بيع الاقمشة وقد أخذ اسمه من التاجر اليهودي العراقي المعروف.

وعد سوق شارع النهر مركزاً تجارياً مهماً لبورصة الذهب وخاصة في مدة السبعينيات من القرن المنصرم، اضافة لارتياد السياح الاجانب له والتبضع من المحال التراثية والانتيكات التي تنتشر في بداية هذا السوق.

كان لا بد من تسليط الضوء اكثر على هذا السوق الذي انحسرت حركته التجارية في السنين الأخيرة. التقينا أحد أصحاب المحال وهو السيد (محمد علي نوروزي) حيث قال:

في عام 1954 امتلكت محلاً فيه ولم يكن هذا السوق الذي تأسس عام 1900 سوى سوق لبيع الخضراوات واللحوم والفواكه والأسماك ولقرب السوق من النهر ووقوف السفن الآتية من البصرة والموصل انتشرت الخانات الكثيرة والتي تستعمل لخزن الاخشاب والبضائع التي كانت تحملها تلك السفن وأشهرها خان (الشابندر) وخان (نوروز) وخان مرجان الذي أصبح فيما بعد مطعماً معروفاً للكثيرين.

*وما هي الابنية المهمة في هذا السوق؟

-هناك الكثير من الابنية مثل بناية المحكمة الشرعية التي بنيت عام 1912 ومسجد العادلية الكبير وغرفة تجارة بغداد وكان بيت التاجر اليهودي (دانيال) والمطل على نهر دجلة يقع في هذا الشارع والذي هدم بفعل الفيضان عام 1954 وبعد ان كثرت المحال التجارية في شارع الرشيد، مما شجع العديد من الناس في السوق بافتتاح محال تجارية لبيع الذهب والفضة والاقمشة والاحذية والحقائب النسائية وملابس العرسان وتجهيزاتهم.

وأما السيد فرحان السبتي: وهو صائغ للذهب قال:

-لم يكن يهدأ هذا السوق من الحركة والبيع والشراء، فاقبال الناس من جميع المحافظات العراقية ودول الخليج والاجانب الذين يحرصون على اقتناء المصوغات الذهبية والفضية التي تتميز بصناعتها الحرفية اليدوية الدقيقة. وكذلك العرسان الذين يشترون (الاطقم) الكاملة والأساور. اليوم يشهد السوق ركوداً اقتصادياً كبيراً لأسباب كثيرة اهمها الوضع الامني غير المستقر وهجرة الكثير من الصاغة واصحاب المهن الأخرى وبعضهم امتهن اعمالاً ثانية تناسب مع حالة السوق المتردية اضافة "إلى انتشار اسواق اخرى في بغداد كالسوق (العربي) واسواق الكرادة وبغداد الجديدة.

أما الحاج صالح حسين وهو بائع لوازم خياطة فقد تحدث عن احوال السوق بين الأمس واليوم قائلاً:

قد تستغربين يا ابنتي إن قلت لك ان الصور الجميلة لهذا السوق وحركة المارة التي لا تهدأ أو تنقطع فيما مضى، هي غير ذلك اليوم. كنت أمتلك فيه محلاً تجارياً ومعملاً لبيع وصناعة الاحذية والحقائب ولكن الاستيراد المفتوح واقبال الناس على شراء البضاعة الاجنبية والعربية جعلت من بضاعتنا المحلية في ركود كبير.

غيرت مهنتي إلى لوزام الخياطة وهي تناسب مع وضعي الحالي وكبر سني.

بعد هذه الجولة السريعة في سوق شارع النهر، والذي يملؤه الصمت والفراغ، ترى هل يعود هذا الشارع الحيوي والمهم إلى سابق عهده وحركته الدؤوب، ام سيبقى مجرد حيز مكاني في طريقه إلى الزوال أو النسيان.


مدير تلفزيون بابل: نناشد المسؤولين بدعم مؤسستنا مادياً

بابل - مكتب المدى / علي المالكي

أول تلفزيون محلي في المحافظات بعد سقوط النظام السابق كان تلفزيون بابل، وكان يبث مدة ساعة يومياً وبقي حتى الآن وقد ارتبط بشبكة الاعلام العراقي؛ وساهم بشكل فعال في تغطية أخبار محافظة بابل وحاول العاملون فيه ان يكون عملهم مستقلاً في خدمة ابناء محافظة بابل، وقد تحدث السيد عبد الرضا عيسى عبد الرضا مدير تلفزيون بابل لـ (المدى) عن الصعوبات التي يواجهها العاملون في تلفزيون بابل فقال: ان المعضلة الرئيسة هي التمويل إذ لا يتقاضى العاملون في تلفزيون بابل راتباً من اية جهة ونعمل حالياً بطريقة التمويل الذاتي، وفي سعينا لحل هذه المعضلة طرقنا ابواباً عديدة، ولكن من دون جدوى وقد خاطبنا شبكة الإعلام العراقي بهذا الخصوص ولم نحصل على شيء، وفاتح السيد وليد الجنابي محافظ بابل بعض دوائر المحافظة من اجل تعيين المنتسبين في تلفزيون بابل من اجل منحهم رواتب اضافة إلى مخاطبتنا قيادة شرطة محافظة بابل بهذا الخصوص والتي وعدتنا خيراً، حيث يقدم تلفزيون بابل برنامج "الشرطة والمجتمع".

اما المشكلة الثانية التي توقف عندها مدير تلفزيون بابل فهي (المرسلة) إذ قال ان تلفزيون بابل بحاجة إلى مرسلة يبلغ ثمنها 122 الف دولار من اجل زيادة زمن البث وتحقيق استقلاليته عن شبكة الاعلام العراقي حيث ان التلفزيون يبث حالياً مدة ساعة فقط علمنا ان تلفزيون بابل بدأ البث في 15 / 4 / 2003 وبجهودنا المتواضعة استطاع العاملون النهوض بعملهم وأخذ البث يصل إلى معظم محافظات الفرات وجنوب الوسط.


(الفزاعة) في مهرجان مسرح الفقير

بغداد / المدى

تجرى التمارين حالياً في المسرح الوطني على مسرحية "الفزاعة" تأليف عباس لطيف اخراج الفنان عباس الخفاجي تقديم الفرقة الوطنية للتمثيل، والتي ستشارك في مهرجان مسرح الفقير الذي يقام في كانون الاول.

تتناول المسرحية فنانة تعاني اغتراباً عن الواقع أو بالأحرى انفصاماً اجتماعياً وسيكولوجياً كل الشخصيات التي تتحلق حولها والتي يحركها الاستلاب والابتزاز انه صراع يعكس قيم الخير والشر والقيم الروحية النبيلة.

حاول المخرج في هذه المسرحية استخدام رؤى درامية مغايرة للتخلص من عقدة المضامين المباشرة باتجاه التأويل.

المسرحية من تمثيل الفنانة ازهار العسلي والفنانة ساهرة عويد.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة