الاخيرة

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

على الطريق:  أبو اسماعيل

 بشار الشداد الحياوي

من الموروث الشعبي في الثقافة العراقية اطلاق الكنى والالقاب على اصحاب المهن والحرف والاسماء وقد لايخلو هذا الموروث من دلالة اجتماعية وثقافية ومن الكنى الشائعة ماأطلقه العراقيون على الذي اسمه محمد (أبوجاسم) وعلى حسن (ابوفلاح) ويلقبون الجندي (ابوخليل) كما اطلق العراقيون على رجل الشرطة كنية (ابو اسماعيل) ولانعلم مصدر هذه الكنية ومن هو اول رجل شرطة اطلق الناس عليه هذا الاسم..؟ حتى اصبح شائعاً معروفاً تتناقله الاجيال حتى يومنا هذا.

(ابو اسماعيل) اسم صار محبباً لدى رجل الشرطة، فلا يتذمر الشرطي حين يناديه المواطن العادي بهذا الاسم، ربما لان اسماعيل هو ابن نبي الله ابراهيم الخليل-عليه السلام- الذي اراد ان يضحي به لوجه الله.

والعراقي لايعني الاساءة لرجل الشرطة حين يناديه بـ(ابو اسماعيل) مما جعل هذا الاسم مقبولاً لدى الجميع.

كان (ابو اسماعيل) في العهود الماضية من رموز السلطات التي تمارس الاضطهاد وكان العراقي بمجرد سماعه بهذا الاسم تتبادر لذهنه اشياء واشياء اهمها الاستغلال والخوف والرعب، لانه كان في نظر الجميع ذراع السلطة ويدها الضاربه على من يخرج عن سلطتها السياسية.

لهذا تعقدت العلاقة بين المواطن العادي والشرطة كجهاز حكومي امني، ولكن تلك العلاقة لم تصل الى مستوى القتل، لان الرجل (ابو اسماعيل) لم يكن سوى منفذ للاوامر.

استمرت العلاقة المعقدة والمتوترة حتى نهاية النظام السابق الذي الحق الضرر بجهاز الشرطة وبواجباته بشكل عام وبأبي اسماعيل بشكل خاص.

وبعد ان انهار النظام السابق وبدأت اجهزة الدولة تمارس نشاطها والحياة تعود الى طبيعتها كان (ابو اسماعيل) أول المبادرين لتأدية دوره الانساني والامني وكلنا شاهدنا رجل المرور يقف في ساحات بغداد لينظم السير من دون حماية شخصية في وقت كان فيه الانفلات الامني مستمراً، ولكنا سمعنا عندما قام (ابو اسماعيل) بأداء دوره الشجاع في القضاء على الكثير من عصابات السرقة والجريمة وتصدى لها في عدد من مناطق بغداد والمدن العراقية الاخرى وحينها استشهد عدد غير قليل من رجال الشرطة في عمليات ملاحقة تلك العصابات.

ماعاد (ابو اسماعيل) ذلك الرجل الذي يمثل النظام الديكتاتوري، وماعاد من ادوات التسليط والخوف والرعب التي اشاعها وملأ بها النظام السابق قلب المواطن العراقي ابو اسماعيل، اليوم، يلاحق الجريمة ويفرض القانون والنظام الذي يتساوى امامه الجميع ويحمي مؤسسات الدولة ودوائرها الخدمية.

لذلك تحاول قوى الارهاب والزمر التي تريد اشاعة الفوضى في المجتمع العراقي وتدمير البنية الاقتصادية للبلاد، ان تضعف هذا الجهاز الوطني فراحت السيارات المفخخة تستهدف مراكز الشرطة وتقتل العشرات من رجالها.

ان الارهاب ورواد الجريمة المنظمة وعصابات اللصوص تحاول ان تحطم رغبة العراقيين في بناء مجتمع جديد وتأسيس نظام ديمقراطي حر، لذلك راحت تستهدف الشرطة بعد ان اصطف رجالها مع الشعب في نبذ العنف واحترام حقوق الانسان.

وهذه هي المرة الاولى في تاريخ العراق السياسي التي يكون فيها رجال الشرطة ومراكزهم مستهدفة بهذا الاصرار، وهذا الشكل فنرى بعض دعاة الارهاب يحرضون على قتل رجال الشرطة. من ابرز واجبات رجل الشرطة اليوم الامن الداخلي والذي يعتبر مطلباً جماهيرياً يسعى له جميع العراقيين.

يجب على الدولة ان توفر الحماية الكافية لرجل الشرطة وان تشرع القوانين التي تعاقب بشدة كل من يحرض على قتل رجال الشرطة.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة