(يونامي):
مساعدة العراق (ضرورة) مقابل توفيره الشفافية والأمن ..
الدباغ يحذّر من مخاطر
فشل المساعي لاستقرار العراق
الكويت/ وكالات
حذر الناطق باسم
الحكومة علي الدباغ في حديث صحفي امس من مخاطر فشل المساعي
لاستقرار العراق على المنطقة ككل داعياً دول الجوار الى
دعم العراق سياسياً واقتصادياً.
وقال الدباغ على هامش مشاركته في مؤتمر (العهد) الدولي
الذي عقد امس الثلاثاء في الكويت ان جماعات تتخذ من العمل
الخيري غطاء لتمويل عمليات الارهاب في العراق الى جانب
مخابرات بعض الدول المجاورة.
واكد ان هذا المؤتمر يكتسب اهمية بالغة نتيجة وجود توجه
دولي لمساعدة العراق للخروج بحل يتناسب ووضع العراق وتأثير
هذا الوضع في المنطقة مشددا على ان "الفشل في المساعي
لاستقرار العراق قد يؤثر في كل دول المنطقة".
واوضح ان انعقاد هذا الاجتماع في الكويت "كان بطلب من
الحكومة العراقية" ورحبت الكويت بانعقاده على ارضها برعاية
من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية مشيرا الى
ان هناك توجهاً خليجياً نحو المساهمة في العهد الدولي خاصة
بعد انعقاد المؤتمر الدولي الذي عقد في ابوظبي اخيراً.
واشار الى ان هناك التزامات تترتب على العراق تجاه الدول
المانحة وهي ان يكون في العراق آليات للرقابة وتصريف
الموارد ومحاربة الفساد المالي والاداري الذي استشرى في
أجهزة الدولة وتطبيق معايير حقوق الانسان بالاضافة الى
اصلاحات سياسية واقتصادية.
ورأى ان الدعم المطلوب للعراق "ليس مالياً فقط انما هو
سياسي ونأمل ان يكون هناك دعم سياسي وانفتاح خاصة بعد
تشكيل اول حكومة عراقية منتخبة بعد عقود من التسلط
والاستبداد" معربا عن الامل في ان تبادر الدول بزيادة
تمثيلها الدبلوماسي والانفتاح على العراق.
واستطرد الدباغ يقول ان "العراق يحتاج الى القرار السياسي
المتزامن مع القرار الاقتصادي والامني فالقرار الامني
يحتاج الى وجود رؤية اقتصادية واضحة من النظام الجديد"
مبينا ان الحل الامني يأتي عبر تفاهمات سياسية عراقية
وتوفير فرص عمل للمواطنين وبهذه الطريقة تتم محاصرة
الارهاب.
واعرب عن اعتقاده ان "مصطلح الحرب الأهلية" يشكل تهديدا
نفسيا كبيرا على العراقيين ويستخدمه اعداء العراق
فالعراقيون بكل مذاهبهم يواجهون الارهاب فالارهاب لا دين
له مشيرا الى ان من يقف وراء الارهاب هم المجموعات التي
كانت تستفيد من قيام النظام السابق اضافة لمجموعات من
الذين غرر بهم".
وردا على سؤال حول وجود تخوف كويتي - خليجي من انتقال
شرارة الحرب الطائفية من العراق الى المنطقة اكد الدباغ "نحن
نقدر موقف الكويت طوال الفترة الماضية حيث كان لها موقف
ايجابي في استقرار الوضع العراقي" معربا عن اعتقاده انه "ليست
الكويت فقط بل المنطقة باكملها ستلتهب ان غرق العراق في
حرب اهلية".
وقال ان مشروع المصالحة الذي تبناه المالكي هو "خطوة شجاعة
من قبل الحكومة ولقد مضت المصالحة بآلياتها وبقي القليل
منها وعندما تنتهي هذه الآليات ستتم مناقشة صياغة مشاريع
قوانين حماية الابرياء عبر استعمال كامل الشرعية الممنوحة
للحكومة العراقية".
واكد الدباغ ان هناك تقديراً حول مسألة الحدود الكويتية
العراقية لحساسية هذا الامراً وهي حساسية مبنية على تجربة
سابقة ومؤلمة مع النظام السابق داعيا الى النظر للمستقبل
وألا نبقى اسرى خوف متراكم حيث ان العراق حاليا يريد ان
يبنى كبلد آمن وان يكون صديقا للجميع".
إلى ذلك اكد الناطق الرسمي لبعثة الامم المتحدة لمساعدة
العراق (يونامي) سعيد عريقات في تصريحات صحفية امس على
اهمية الموقف الكويتي في دعم الاستقرار في العراق مشيرا
الى ان العراق يمر حاليا بمرحلة صعبة ونزيف دموي قد ينعكس
على دول الجوار كافة.
وشدد الموفد الدولي الى مؤتمر (العهد) الدولي في الكويت
لدعم استقرار العراق على ضرورة ان يكون هناك التزام دولي
بدعم العراق ماليا واقتصاديا بمشاركة الدول المانحة.
وقال ان مساعدة العراق "ضرورة" مقابل ان يوفر العراق
الشفافية والامن وحقوق الانسان واتخاذ خطوات حقيقية نحو
نزع السلاح وتفكيك الميليشيات التي تهدد امنه واستقراره.
واردف "يتطلع العراقيون الى ان يصبح وطنهم دولة فيدرالية
ديموقراطية يسودها الامن والاستقرار" مؤكدا ان ايادي خفية
تحرك الفتنة الطائفية وتدعم الارهاب لتحقيق مآرب ولابد من
مساعدة العراق لاجتياز ازماته كافة".
ووصف علاقات الكويت والعراق بانها "علاقات وطيدة في جميع
النواحي فالكويت دولة مهمة من دول الجوار للعراق وسيكون
لها دور كبير في استقرار العراق".
واوضح ان بعثة الامم المتحدة في العراق تعمل ضمن قرار مجلس
الامن 1546 وهو القرار الذي حدد الاطر التي تعمل من خلالها
الامم المتحدة في العراق وتقوم بمهمة محددة وهي مساعدة
العراق في الجانب السياسي وتقديم مساعدات فنية اخرى
والعديد من النشاطات الانسانية وعملية اعادة البناء وتوفير
التطعيم على سبيل المثال.
وقال ان الامم المتحدة تشارك دول الجوار العراقي في تخوفها
من تأجج العنف في العراق ثم انتقاله للمنطقة" مؤكدا انه من
مصلحة جميع الدول المجاورة دعم العقد الدولي لمساعدة
العراق في استتباب الامن لانه ينعكس على دول المنطقة
والعكس كذلك صحيح".
|