بسبب
ارتفاع أجور الفحص الطبي ..
مرضى يراجعون المضمدين
بدل الاطباء
بغداد /حسين ثغب
اتجه الاطباء إلى رفع
اجور الفحص الطبي إلى حد فاق قدرة العائلة العراقية على
تحمل مراجعة عياداتهم لاجراء الفحوصات الطبية خاصة ان بعض
الحالات تحتاج مراجعات عدة مما يكلفهم اعباء بالغة.
يقول
المواطن علي العبيدي احد مراجعي مستشفى الكرامة: منذ فترة
ليست بالقصيرة وانا اراجع العيادات الطبية الخاصة عصرا
والمستشفى صباحا والحالة تكمن في وجود انزلاق في احدى
فقرات العمود الفقري لدى زوجتي مما تسبب بآلام فضيعة لها
في منطقة الرأس والظهر وقصدت احد الاطباء الاختصاصيين الذي
وصلت اجرة الفحص عنده إلى (15) الف دينار وطلب أشعات ملونة
وتحاليل ثم تكرار الاشعة ومع كل خطوة عودة إلى العيادة
وبعد ان شرحنا له وضعنا المادي طلب منا التقاط صور الاشعة
في مستشفى الكرامة التي يعمل فيها، وحصل فعلا لكنه لا يكتب
لنا الوصفة داخل المستشفى ويطلب ان نأتي بالاشعة إلى
العيادة والسبب معروف وتكرر هذا الحال عدة مرات وما زلت
متواصلا على هذه الوتيرة من المعاملة منذ ان كان يتقاضى
اربعة آلاف دينار وحتى الان.
واوضحت السيدة منال كاظم من حي البنوك: راجعت احدى طبيبات
الاسنان في منطقة الصليخ لمعالجة احد اضراس فكي الأيمن وقد
كلفني ذلك ما يقرب من الـ(50) ألف دينار وذلك بعد أربع
جلسات لإكمال حشوة الجذر التي تزيل الآلام وتحافظ على
الضرس، وسابقا كنت أعالج السن الواحدة في العيادات الشعبية
بنفس الجلسات بخمسة الاف دينار.
طبيب يطالب
المراجع بزيارة عيادته
وحدثنا المراجع محمد قاسم من سكنة مدينة الكاظمية الذي
وجدناه في عيادة احد الاطباء: لقد زرت هذه العيادات ثلاث
مرات وفي كل زيارة ادفع (عشرة) الاف دينار والفي دينار
للسكرتيرة لتدخلني على الطبيب وذلك لكي تزداد معرفتي
بالطبيب لانه سيشرف على العملية الجراحية التي ينفذها في
المستشفى العام. وبناءاً على طلب الطبيب عندما راجعت
العيادة الاستشارية للمستشفى نصحني بمراجعة العيادة الخاصة
لاكمال الفحوصات الطبية المختبرية وجلب الدم وتحديد موعد
لدخول المستشفى واجراء العملية، وانا اعرف الهدف من هذه
الخطوة هو دفع اجرة الفحص داخل العيادة ولكن ماذا نعمل؟
صحتنا اهم من المال برغم ان امكانياتنا المادية محدودة.
وتابع الموضوع المواطن كاظم حسين الذي يراجع احدى العيادات
الطبية بسبب طفلته المريضة موضحا ظاهرة تركيز الاطباء على
مختبرات تحليل محددة وعدم قبول بأية نتائج تحليل من غير
تلك المختبرات فيما يرفض التحاليل السابقة برغم انها كلفت
الكثير ومن مختبرات ذات سمعة جيدة، لأني زرت عيادات طبية
كثيرة في بغداد واخصائيين كبار اصبحت لدي فكرة عن جميع
التعاملات ما بين المراجع والطبيب، فالبعض من الاطباء يفرض
على المراجع جلب الدواء من صيدلية معينة او قصد مختبر معين
اضافة إلى لجوء غالبية الاطباء لزيادة اجرة الفحص ما بين
فترة واخرى دون التفكير بوضع المريض المادي وكم يرهقه
العلاج واجرة الفحص الباهظة.
وشاطرهم الحديث زياد جبار قائلا: اتجهت منذ فترة ليست
بالقصيرة إلى عيادات المضمدين المنتشرة في اغلب مناطق
بغداد وذلك بسبب ارتفاع اجرة الاطباء الاختصاص (الكشفية)
وكذلك وفرة الدواء الذي يصرفه الطبيب وكثرة التحاليل
والاشعات لابسط الحالات التي لا تستوجب ولا نعرف ما هي
الاسباب. ولذلك اخذ معظم المرضى لايتجهون إلى عيادات
الاطباء الا في حالات معقدة لا يستطيع المضمد والمعاون
الطبي تشخيصها بشكل دقيق، والذي يزور عيادات المضمدين يرى
بأم عينه وفرة المراجعين واتجاههم إلى ما يتناسب
وامكاناتهم المادية.
وحين اتجهنا لاستخلاص اراء الاطباء التقينا الدكتور زهير
صادق في منطقة حي الجامعة ليقول: ان هجرة اعداد كبيرة من
الاطباء إلى خارج القطر بسبب تردي الاوضاع الامنية ادى إلى
نقص واضح في الاطباء الاختصاصيين من ذوي الخبرة ومن بقوا
فقد ازداد اقبال المرضى على عياداتهم، وبسبب الوضع الامني
شكل عدد من الاطباء فريق حماية لكل منهم وهذا احد الاسباب
التي دفعتهم لرفع اجرة الفحص او مضاعفتها لتغطية النفقات
الاضافية التي طرأت على حياتهم، فضلا عن استعانة بعض
الاطباء بالشركات الامنية لتأمين الحماية لهم وهذا يتطلب
نفقات باهظة تقود الطبيب إلى اتباع خطوة مضاعفة الاجر،
برغم ان لهذه الخطوة تأثيرات سلبية على المرضى خصوصا ذوي
الدخل المحدود منهم.
وأشار الدكتور حسن الاعرجي في منطقة الكاظمية إلى ان
مضاعفة اسعار الفحص يعود لعدة اسباب دفعت الاطباء إلى
الزيادة، منها ارتفاع اسعار كل محتويات السوق والخدمات ولا
يمكن لاجرة الفحص السابقة ان تظل على ما كانت عليه، كما ان
اصحاب العقارات الذين زادوا من ايجاراتهم لتثقل كاهلنا
الامر الذي جعلنا نضطر لزيادة الاجر ولا انكر هنا ان كثيرا
من الاطباء الذين لديهم عيادات طبية يملكون صيدليات
ومختبرات في الوقت نفسه وغالبا ما ينصحون مرضاهم بجلب
الدواء من الصيدلية الفلانية واجراء التحاليل المختبرية في
مختبر محدد دون غيره وهذا أمر لا يتناسب واخلاقيات المهنة.
تحول الايجار من
الدينار إلى الدولار
وقال احد العاملين في مختبر للتحليلات المرضية في الحارثية
رفض ذكر اسمه: ان الكثير من اللوازم المختبرية الداخلة في
عمليات التحليل نستوردها من الخارج وبأثمان عالية وكذلك
الاجهزة المختبرية، وان مستوى الغلاء المعيشي قد طال جميع
مرافق الحياة ونحن جزء من حالة عامة، والايجارات ارتفعت
واصبحت بالدولار بدلا من الدينار ووصلت إلى اضعاف ما كانت
عليه في السابق وهذه الامور قادت إلى زيادة اسعار الفحص
المختبري وتوجد هناك مختبرات لديها تعاملات مع اطباء
مشهورين يقبل على عيادتهم الخاصة عشرات المراجعين يوميا
فالأطباء يرسلون المرضى إلى هذه المختبرات تحديدا وتدفع
المختبرات مبالغ مغرية لهؤلاء الاطباء وهذا سبب رئيس في
زيادة اسعار الفحوصات المختبرية.
|