تقارير المدى

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

العالم يقول رأيه في الحكم بإعدام الطاغية
 

العواصم/ وكالات
اصدرت المحكمة الجنائية العليا الاحد الماضي حكماً بالاعدام شنقاً حتى الموت عى الدكتاتور صدام.
الحكم صدر في الجلسة رقم 41 من المحاكمة التي بدأت في تموز من عام 2005 اذ حازت على اهتمام عالمي طوال مدة انعقادها فضلاً على الجدل الذي اثارته بين الاوساط السياسية والقانونية.
(المدى) رصدت ردود الافعال على المستويين الاقليمي والدولي بعد النطق بحكم الاعدام على الطاغية.
اعدام صدام نجاح للديمقراطية
وصف الرئيس الاميركي جورج بوش الاحد صدور عقوبة الاعدام على صدام بانه"نجاح كبير" للعراق على طريق الديموقراطية.
واضاف بوش في واكو بولاية تكساس"ان المحاكمة نجاح كبير لجهود الشعب العراقي الرامية الى استبدال نظام استبدادي بنظام القانون. انه نجاح كبير للديموقراطية العراقية الناشئة وحكومتها الدستورية".
واضاف بوش قبل ان يستقل الطائرة لمواصلة حملته الانتخابية قبل يومين من الانتخابات البرلمانية انه تلقى"دليلا على العدالة كان يظن كثيرون انه لن يأتي يوما".
لكنه اقر بأنه"ما زال امام العراق الكثير من العمل". مشيراً إلى ان"الرجل الذي كان يزرع الخوف في قلوب العراقيين اضطر الى سماع عراقيين احرار وهم يروون اعمال التعذيب والقتل التي كان قد امر بها ضدهم وضد اسرهم" وهو يتمتع بحق استئناف الحكم وسيواصل التمتع بالاجراءات القانونية"والحقوق التي رفض منحها للشعب العراقي".
واكد مجددا دعم بلاده للحكومة العراقية.
الاعدام مسألة عراقية
واكدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الاثنين، ان الولايات المتحدة لم تتدخل في حكم الاعدام الذي صدر بحق صدام، رافضة الانتقادات التي وجهها الاوروبيون.
وقالت رايس لشبكة فوكس التلفزيونية"هذا موقف قديم للاوروبيين. والاتحاد الاوروبي يعارض عقوبة الاعدام. لكن الاكيد، ان لدى العراقيين عقوبة الاعدام، وهذه بالتأكيد مسألة عراقية".
واضافت رايس"هذه ليست مسألة اميركية. ولا يعود للاميركيين ولا للاوروبيين صراحة، الادلاء بتعليقات. هذا امر يقرره العراقيون".
ورحبت البلدان الاوروبية بادانة صدام لكنها اكدت رفضها المبدئي لعقوبة الاعدام. وطلبت الرئاسة الفنلندية للاتحاد الاوروبي ومجلس اوروبا عدم تطبيق حكم الاعدام.
واشارت رايس الى ان القانون العراقي ينص على امكانية رفع دعوى استئناف. وقالت"سنرى ماذا سينجم عن هذا الاستئناف وسنرى كيف سيطبقون هذا الحكم". واوضحت"لكنها مسألة عراقية وليست مسألة اميركية، وليست مسألة دولية. ويستحق العراقيون ان يقوموا بها بأنفسهم".
واستبعدت رايس خطر ازدياد اعمال العنف في العراق الذي اسهبت وسائل الاعلام في الحديث عنه، اذا ما نفذ حكم الاعدام شنقا بصدام.
وقالت"سنرى، أن العراقيين يعرفون ما فعل بهم صدام. ولم يفعل ذلك سوى بالشيعة، ولم يفعله سوى بالاكراد. وثمة ايضا عدد كبير من السنة الذين ألحق الأذى بهم".
قرار داخلي عراقي
وقال مسؤول اميركي في بغداد تابع عن كثب محاكمة الرئيس المخلوع"لا علاقة لنا على الاطلاق بالمحاكمة ولا بالاحكام التي صدرت".
وتابع هذا المسؤول في تصريح من بغداد عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة ان الولايات المتحدة"لم توص باصدار حكم الاعدام الذي هو قرار داخلي عراقي محض".
واوضح توم كايسي المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية في ندوة صحافية"انه قرار عراقي، ونحن نترك للقضاء العراقي والمحكمة الخاصة ان يقررا العقوبات الملائمة".
ودافع كايسي عن قرار المحكمة العراقية، مشيرا الى ان"عقوبة الاعدام منصوص عنها في القانون العراقي منذ بعض الوقت".
واضاف ان"هذا النوع من الاحكام يمر تلقائيا عبر عملية استئناف". وخلص الى القول"من الواضح ان القضاة سيحرصون على التأكد من تطبيقه بطريقة ملائمة ومن ان جميع التدابير المناسبة قد اتخذت".
في اوربا
وفي لندن اعربت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت عن ترحيبها"بتطبيق العدالة على صدام حسين وغيره من المتهمين، ومحاسبتهم على جرائمهم".
وفي دبلن قال متحدث باسم الخارجية الايرلندية ان وزير الخارجية ديرموت اهيرن"يرحب بنهاية عملية قانونية طويلة ضد صدام".
وفي باريس قال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ان"فرنسا تأخذ علما في ختام محاكمة صدام بالحكم الذي اصدره القضاء العراقي. هذا القرار يعود للشعب العراقي".
واضاف"في جو العنف الذي يشهده العراق حاليا، آمل ان لا يؤدي هذا القرار الى توترات جديدة وان يبدي العراقيون بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية ضبط النفس".
وفي روما اعتبر رئيس الحكومة الايطالية رومانو برودي ان الحكم بالاعدام الذي صدر على صدام يعكس"راي المجتمع الدولي باسره" في"الدكتاتور" السابق معتبرا في الوقت نفسه انه"ينبغي اعادة التفكير في هذه العقوبة".
وقال برودي لوكالة فرانس برس"مهما كانت بشاعة الجريمة فان تقاليدنا وقيمنا تبعدنا عن تنفيذ عقوبة الاعدام".
وفي هلسنكي دعت الرئاسة الفنلندية للاتحاد الاوروبي في بيان الحكومة العراقية الى عدم تنفيذ حكم الاعدام في الرئيس العراقي السابق صدام.
وقالت الرئاسة انها"تذكر بموقف الاتحاد الاوروبي ضد عقوبة الاعدام، فالاتحاد الاوروبي يعارض العقوبة القصوى في كل الحالات وكل الظروف ويدعو الى عدم تنفيذها في الحال الحاضرة".
واعربت الدنمارك عن ارتياحها لصدور الحكم غير انها عبرت عن معارضتها لحكم الاعدام. وقال وزير الخارجية الدنماركي بير ستيغ مولر"العراق ادار المحاكمة بطريقة مستقلة ومن الجيد ان تنتهي هذه المحاكمة. ان ذلك من شأنه ان بعث الامل في ان يطوي العراق صفحة من تاريخه" بيد انه اضاف"غير اننا لا ندعم حكم الاعدام".
السويد مرتاحة
وفي السويد اعرب وزير الخارجية عن"ارتياحه الشديد لادانة صدام على جرائمه التي ارتكبها" غير انه اعرب عن الاسف"لكون العراق لم يلغ عقوبة الاعدام".
وانتقد رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو ضمنا الحكم بالاعدام على صدام حسين، مذكرا بان عقوبة الاعدام غير مطبقة في اوروبا ولا يؤيدها اي بلد في الاتحاد الاوروبي.
وقال ثاباتيرو في مؤتمر صحافي في مونتيفيديو"على صدام ان يتحمل مسؤولية افعاله شأنه شأن اي قائد سياسي"، موضحا في الوقت ذاته انه"من المعروف ان الاتحاد الاوروبي لا يؤيد عقوبة الاعدام".
وفي اسطنبول دعا وزير الخارجية التركي رجب طيب اردوغان العراقيين الى عدم ترجمة الحكم على صدام حسين باعتباره تشريعا لتفكيك العراق.
وقال في تصريحات صحافية ان الحكم"يفترض ان يسعد الشعب العراقي" بيد انه اضاف"لاحظنا في الايام الاخيرة ظهور افكار خاطئة وبدائل خاطئة (..) نحن نقول (للعراقيين): لا تعتبروا ذلك بديلا (..) لانه سيتسبب في انهيار البلاد وعندها ستغير دول الجوار مواقفها" من العراق.
وصرح رئيس الوزراء الاسباني السابق خوسيه ماريا ازنار خلال زيارة لكولومبيا الاثنين ان عقوبة الاعدام التي صدرت الاحد على الرئيس العراقي صدام "حكم عادل".
وقال ازنار في تصريحات لصحافيين في ميديين "اعتقد انه حكم عادل. صدام كان مجرما كبيرا ومسؤولا عن مقتل آلاف الاشخاص".
ورأى ازنار ان المحكمة التي حاكمت الرئيس العراقي السابق "مستقلة".
وحول تنفيذ الحكم شنقا، قال رئيس الوزراء السابق المحافظ الذي حكم حتى 2004، ان صدام ارتكب "ما يكفي من الاخطاء الجسيمة ليدفع الثمن بهذا الشكل".
الكويت تعرب عن فرحتها
واعرب الكويتيون عن ابتهاجهم وارتياحهم بالتصفيق واطلاق الزغاريد لدى صدور حكم الاعدام الاحد على صدام الذي غزا بلدهم واحتلها قبل 16 عاما.
ولم يخف بعضهم رغبته في رؤيته يتألم قبل شنقه.
واستقبل احمد المسفر (70 عاما) وزوجته واولادهما الثلاثة بالتصفيق اعلان الحكم بالاعدام على صدام عبر شاشة التلفزيون الذي تحلقوا حوله في منزلهم.
ويؤكد احمد ان هذا الحكم هو "ثأر للشهيد عبد العزيز" ابنه الضابط الذي فقدت اخباره منذ ان اعتقلته قوات صدام عام1990، وكان عمره حينها 26 عاما.
ولكن احمد الموظف المتقاعد في وزارة الصحة الذي فقد بصره اخيرا، قال بعصبية لاقربائه الذين جاءوا ينقلون اليه النبأ "اريد ان اسمع القاضي وهو ينطق الحكم".
واجهشت زوجته جاسمية التي كانت تلف عباءتها السوداء حول جسمها، بالبكاء قائلة "ليذهب الى الجحيم، ليحرق حيا".
ولكن ابنها خالد، الرائد في الجيش الكويتي الذي اعتقل عند غزو صدام الكويت، بدا اكثر تحفظا.
وقال خالد "كنت افضل ان يحكم عليه بالسجن مدى الحياة. كان ذلك افضل من الحكم بالاعدام، لانه يجب ان يتعذب على ما سببه من عذاب لغيره".
وقال احمد ان "صدام يستحق اكثر من الاعدام. لقد قتل اكثر من مليون شخص في العراق والكويت وايران"، مشيرا الى الحرب الدامية بين العراق وايران التي استمرت من 1980 الى 1988 .
ويوافقه محمد الحجي (25 عاما) الرأي قائلا "انتصر الحق. لكن هذا ليس كافيا نظرا للجرائم التي ارتكبها صدام في العراق ودول الجوار".
واضاف الشاب الكويتي "انه رجل بلا رحمة".
وقالت اسماء عبدالله، الطالبة المحجبة ابنة الثامنة عشرة، "هذه نهاية الطاغية"، مشيرة الى ما عانته خلال احتلال العراق الكويت بسبب اعتقال الجيش العراقي لابيها.
وقال ابو محمد "لا نريد فقط ان يحكم عليه بالاعدام. نريد ان يتعذب قبل ان يعدم لانه اذاق العذاب لكثير من الابرياء في العراق والكويت وغيرهما".
واضاف الرجل الستيني الذي تابع النطق بالحكم مع اخرين في الديوانية، انه يتمنى لو يتمكن من "قتل الدكتاتور العراقي بيدي هاتين".
ولكن يوسف الكوت الذي كان برفقته والذي اعتقل في العراق لثلاثة اشهر وفقد احد ابنائه الذي توفي بازمة قلبية بعد الاحتلال، يبدو اكثر تأنيا.
ويقول المدير السابق في وزارة النقل الكويتية "لا اعتقد ان صدام حسين سيعدم الا بعد الحصول على ضوء اخضر من الاميركيين الذين يريدون استخدامه للمساومة عليه" في قضايا سياسية. ويضيف ان صدام حسين "كان يمكن ان يقتل لدى اعتقاله في جحره" في شمال العراق.
وفي بورصة الكويت، اطلقت نساء الزغاريد ابتهاجا لدى اعلان الحكم، كما افاد شهود.
الصحافة الايرانية ترحب
اما الصحف الايرانية فقد رحبت الاثنين بصدور حكم الاعدام على صدام لكنها اتهمت الولايات المتحدة بانها تحاول منع المحكمة من النظر في "الجرائم" التي ارتكبها الرئيس العراقي السابق في حق ايران.
وعنونت الصحف الايرانية "حبل المشنقة لصدام" و"الاعدام شنقا للديكتاتور" و"ابتهاج في العراق".
وكتب المتحدث السابق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي في صحيفة همشهري "مرة اخرى اثبت التاريخ انه يعاقب الطغاة. اليوم جاء دور صدام".
وقالت صحيفة "ايران" الحكومية "ما ينتظره الشعب الايراني لا بل الانسانية برمتها هو النظر في جميع الجرائم التي ارتكبها الديكتاتور خصوصا الصفحة السوداء في ملفه اي الحرب ضد الجمهورية الاسلامية التي دامت ثماني سنوات".
واضافت "لكن يبدو ان قوات الاحتلال الاميركي تحاول منع المحكمة من النظر في ملف الحرب بين ايران والعراق".
حماس تعترض
وفي الاراضي الفلسطينية، حيث استقبل الفلسطينيون في الضفة الغربية صدور حكم الاعدام على صدام بمزيج من الاحباط واللامبالاة، في ظل انشغالهم باستمرار الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، اعتبرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) انه يتوجب تقديم القوات الاميركية والاسرائيلية للمحاكمة بسبب "الجرائم" التي ترتكبها.
وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس لوكالة فرانس برس "نحن كشعب فلسطيني مع من يدعم شعبنا وكان الرئيس السابق صدام حسين له دور داعم لشعبنا الفلسطيني ويبدو ان كل من يدعم شعبنا يحارب".
اندونيسيا تتفهم
واعلنت اندونيسيا الاثنين انها "تتفهم" الحكم بالاعدام الصادر بحق الرئيس العراقي السابق صدام حسين ولكنها تعتبر ان المحاكمة لم تكن عادلة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ديسرا بيركايا "يمكننا ان نفهم ان الحكم بالاعدام قد صدر ضد صدام حسين".
واضاف في بيان وصلت نسخة منه الى وكالة فرانس برس "لكن اعمال العنف في العراق لا تساعد على اجراء محاكمة عادلة. ومع ذلك، فأمام صدام الفرصة للدفاع عن نفسه".
واوضح البيان ان "الحكومة الاندونيسية تأمل بالتأكيد ان تسود العدالة وان تساهم في النهاية عملية محاكمة صدام حسين في المصالحة بالعراق".
ماليزيا لا تعارض
وقال رئيس الوزراء الماليزي عبد الله احمد بدوي ان "العراق يحتاج الى مستقبل آمن ومستقر ينعم بالسلام لتنتهي معاناة شعبه ويتمكن ابناؤه من اعادة بناء بلدهم من جديد".
واضاف بدوي في تصريحات صحفية امس تعليقا على قرار المحكمة الجنائية العليا في العراق الحكم بالاعدام شنقا حتى الموت بحق صدام ان "العراق يجب ان يحصل على فرصة جديدة للعيش في بيئة آمنة ومستقرة ليتمكن من بناء مسيرة ديموقراطية مزدهرة".
واشار الى انه اذا كان القرار بحق صدام ناتجا عن عملية قانونية استوفت كامل معايير العدالة فانه من المؤكد لن تكون هناك اية ردود افعال مثارة من قبل اي جهة كانت اعتراضا على ذلك القرار.
وبين رئيس الوزراء الماليزي قائلا "ان ردود الافعال قد تصدر عن شعب العراق نفسه". وتأتي تصريحات بدوي في وقت تباينت فيه الآراء وردود افعال العالم حول قرار اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بسبب جرائمه ضد الانسانية وما قام به من حروب على دول مجاورة له كايران وغزوه الكويت.
موسكو والعواقب
حذرت موسكو امس من "عواقب كارثية" على العراق في حال اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، مرجحة عدم تنفيذ حكم الاعدام بحقه.
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي قسطنطين كوساتشيف من حزب روسيا الموحدة الحاكم لاذاعة "صدى موسكو" ان تنفيذ حكم الاعدام بحق صدام "ستترتب عليه عواقب كارثية على العراق الذي هو اصلا على وشك الانفجار".
لكنه تدارك ان "احتمال تنفيذ هذا الحكم مستبعد، اذ يغلب عليه الطابع المعنوي"، علما انه المسؤول الروسي الوحيد الذي ادلى بموقف رسمي حتى الآن.
واضاف "من المؤكد ان حكم الاعدام هذا سيضاعف انقسام المجتمع العراقي، اذ ان السنة لن يعترفوا بهذه العقوبة".
مراقبة حقوق الانسان تعارض
وانتقدت منظمة "هيومان رايتس ووتش" امس محاكمة صدام وحكم الاعدام الذي صدر بحقه وقالت انها اخفقت في اثبات الوقائع ولذلك فانها "اضاعت فرصة على الضحايا".
وصرح ريتشارد ديكر مدير "هيومان رايتس ووتش" لوكالة فرانس برس بالهاتف من نيويورك، ان المحاكمة "تخفت في وضع سجل دامغ للوقائع وتحديد المسؤولية عما حدث".
وقال ان المحاكمة كانت "فرصة ضائعة لاعطاء معنى لقواعد القانون وخسارة للضحايا لانه من المرجح ان لا تصمد المحاكمة والحكم امام اختبار التاريخ". وحكم على صدام واثنين من معاونيه بالاعدام شنقا لمسؤوليتهم في مقتل 184 في الدجيل في الثمانينيات بعد تعرض موكب الرئيس السابق لاطلاق نار.
واضاف "ان المحكمة كانت فرصة لتحقيق العدالة لسكان قرية الدجيل الذين عانوا معاناة اليمة" مشيرا الى انه لا يزال ينتظر تفاصيل الاحكام ليرى مدى العلاقة بين التهم والاحكام الصادرة.
وقال ديكر ان خبراء دوليين كان يجب ان يشاركوا في كل جانب من جوانب القضية. واوضح "كان من الخطأ ان نضع كل هذه المسؤولية على ظهر النظام القضائي العراقي وحده الذي لم يكن مستعدا لادارة عبء اجراء محاكمة نزيهة وحيادية".
وتعارض منظمة هيومان رايتس ووتش عقوبة الاعدام من حيث المبدأ.


قرار الحكم حدث تاريخي بنهاية عهد الديكتاتورية .. احتفالات جماهيرية واسعة تعم جميع المحافظات فور صدور قرار حكم الاعدام على صدام وبرزان والبندر، وتظاهرات احتجاجية في الموصل والفلوجة
 

بغداد: مراسلو ومندوبو المدى/ المحافظات

عبر عدد كبير من المواطنين في بغداد وجميع المحافظات عن ابتهاجهم بقرار المحكمة الجنائية العليا باعدام صدام وبرزان والبندر وهم يرددون الهتافات والاهازيج والقصائد واطلاق ابواق مركباتهم التي طافت شوارع المدن كما قام البعض باطلاق العيارات النارية معربين عن املهم في أن تشهد المرحلة القادمة تطورات ايجابية في الوضع الامني والسياسي في البلاد ففي محافظة النجف الاشرف طافت شوارع المدينة وبعض النواحي التابعة لها مسيرات سيارة وراجلة ابتهاجا بصدور حكم الاعدام على صدام ومعاونيه في قضية الدجيل , وعبر المواطنون عن فرحتهم الشديدة بهذا النبأ معتبرينه انتصارا لدماء شهداء العراق وخطوة اولى في محاسبة كل الفاسدين والظالمين . وطافت شوارع الامام علي والمدينة والرابطة ومركز المدينة القديمة اعداد كبيرة من المواطنين حاملين شعارات (اليوم انتصر العراقيون) و (هذا مصير الطغاة والمجرمين) و (عجلوا بتنفيذ حكم الشعب على الدكتاتور) وغيرها كثير , كما طافت الشوارع الرئيسية في ناحية الحيدرية شمال النجف وناحيتي العباسية والحرية التابعتين الى قضاء الكوفة مسيرات ضمت اعداداً كبيرة من المواطنين المسرورين بصدور حكم الاعدام مطالبين القضاء العراقي بسرعة التنفيذ .
من جهته رحب المرجع الديني اية الله الشيخ بشير النجفي بالحكم وقال في بيان صدر عن مكتبه وحصلت " المدى " على نسخة منه : نسأل الله سبحانه وتعالى ان يكون هذا العمل خطوة اولى لتطهير العراق من دنس العناصر الفاسدة والمفسدة وبادرة طيبة لقطع دابر الظالمين.
ذكر شهود عيان أن مواطني مدينة العمارة خرجوا إلى الشوارع معربين عن فرحهم بصدور حكم المحكمة الجنائية العليا بحق صدام وأعوانه.
وقال شهود العيان إنه قد أقيمت تجمعات شعبية في الأحياء والأزقة ردد فيها المحتفلون الأهازيج ممزوجة بأصوات العيارات النارية التي أطلقت بكثافة في جميع أحياء مدينة العمارة.
من جانبه أوضح نائب رئيس مجلس محافظة العمارة عبد الحسين داغر أن "صدور الحكم بإعدام صدام ليس مفاجئا لان كل شيء في العراق يحكم عليه بهذا الحكم وهذا الحكم قليل بحقه."
من جانبه قال مسؤول لجنة إنعاش الاهوار موسى بنية الساعدي إن " دماء الشهداء لم تذهب هباء وأن مشاعر فياضة من الفرح تغمرنا."
وقالت مسؤولة المرأة في مجلس المحافظة عالية خلف إن " الحكم جاء لإحقاق الحق وإنصاف المظلوم وأنه كان متوقعا."
وقال امجد كاظم ممثل مؤسسات المجتمع المدني في ميسان إن " حلم زوال الطاغية تحقق اليوم بإصدار حكم الإعدام بحقه."
وفي الناصرية عبر عدد كبير من مواطني محافظة ذي قار عن ابتهاجهم بقرار المحكمة الجنائية العليا وقد تجمع عشرات المواطنين في الساحات العامة وأمام مقرات الاحزاب للاحتفال بالمناسبة حيث اخذوا يرددون الهتافات والاهازيج والقصائد واطلقوا العنان لابواق مركباتهم التي طافت شوارع المدينة كما قام البعض منهم باطلاق العيارات النارية من على اسطح المنازل .
قرار عادل
المدى التقت عدداً من المحتفلين ليعبروا عن آرائهم وانطباعاتهم بهذه المناسبة
فقال الاعلامي هيثم الجاسم 35 عاما :
لقد كان الحكم متوقعا لكني كنت اتمنى ان يبقى صدام على قيد الحياة ليرى ضحاياه الناجين من جحيم الدكتاتورية وهم يستعيدون الحياة في عراق خال من القمع وانتهاك حقوق الانسان.
اما المواطن حيدر حسين العتابي فقد قال:
لقد اتخذ القاضي رؤوف عبد الرحمن قراره العادل بعد ان توفرت لديه اركان الجريمة واعتقد ان قراراه كان يتناسب مع حجم وبشاعة ما ارتكبه صدام، من انتهاكات وجرائم بحق البشرية.
ووافقه الرأي علي الحصونة قائلا:
قرار المحكمة كان قرارا صائبا ونتمنى ان يجري تنفيذه في الوقت المحدد وان لا يحصل له ما حصل لجلسات المحاكمة من تسويف.
في حين وصف المواطن كريم حسناوي قرار المحكمة بالمناسب جدا وعبر عن رأيه قائلا :
القرار عادل مليون بالمئة وقد جاء مطابقا لنصوص القانون العراقي، وينبغي للحكومة تنفيذه باسرع ما يمكن لتطوي بذلك ملف الدكتاتورية وتلتفت الى معالجة قضايا المواطنين الذين ما زالوا يعانون الامرين من الازمات.
عرس حقيقي
اما ابو احمد 50 عاما فقد تمنى ان تاخذ الدكتاتوريات الحاكمة في المنطقة عبراً مما حصل لصدام واعوانه وان تعيد النظر في مجمل سياستها القائمة على الحديد والنار فدار الظالم كما يقول مصيرها الخراب.
ومن جانبه عبر خالد ناجي عن رايه قائلا:
يمثل حكم المحكمة اندحارا لسياسة الحكومات التي تساند قوى الارهاب وتدعم المجرمين القتلة الذين ارتكبوا ابشع الجرائم بحق الشعب العراقي، وتمنى ناجي ان تطول الاحكام الصادرة جميع المتورطين بجرائم الابادة الجماعية، وتوقع ان يردّ الارهابيون على قرار الادانة بتصعيد اعمال العنف لكنه اكد تراجع هذا التصعيد بعد تنفيذ حكم الاعدام بصدام واعوانه.
في حين وصف كاظم منخي قرار الادانة بالعرس الحقيقي الذي يستحق ان يحتفي به الجميع مشيرا الى ان قرار المحاكمة هو اقل بكثير مما يستحقه صدام ودعا الى تنفيذ حكم الاعدام بالمجرمين في احدى ساحات بغداد العامة.
حدث تاريخي
الى ذلك قال مسؤولون ومحللون سياسيون في الناصرية إن صدور حكم بإعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام وإثنين من كبار مساعديه يُعد يوما فاصلا في تاريخ العراق الحديث، معربين عن أملهم في أن تشهد المرحلة القادمة تطورات ايجابية في الوضع الأمني والسياسي في البلاد.
الدكتور عمار طعمة عضو مجلس النواب عن قائمة الائتلاف العراقي الموحد قال إن "هذا اليوم هو إنجاز كبير يدل على نجاح العملية وتطور الوضع السياسي في العراق".
وأضاف: أن "قرارات المحكمة التي صدرت اليوم تعكس استقلالية القضاء العراقي وحياديته وترسخ قيم العدالة في المجتمع".
وتابع انه "الحدث الفاصل الذي يحكم فيه ليس على صدام فقط بل على كل النفس الديكتاتوري والمنهج الاستبدادي".
ودعا طعمة إلى" تغليب مصلحة الوطن في عهده الجديد واعتماد سبل الحوار والتسامح في حل جميع المشاكل والخلافات بين أبناء البلد الواحد".
ومن جانبه، قال رئيس مجلس محافظة ذي قار إحسان الطائي إن "حكم الإعدام الذي صدر بحق صدام هو انتصار لإرادة الشعب العراقي وطي لصفحة سوداء من الماضي".
وأضاف أن "مسألة الحكم على صدام بديهية لدى العراقيين، فكل عراقي كان يتوقع ويتمنى أن يصدر هذا الحكم بحق من ارتكب بحقه أبشع جرائم الإنسانية."
وقال نائب محافظ ذي قار احمد الشيخ إن "إصدار الحكم هو خطوة جديدة في مسار تكوين العراق السياسي وقرار يعكس تطلعات الشعب العراقي ليطوي مرحلة ماضية الى الابد".
وذكر أن "التوصيف الإنساني لهذا الحدث يجعلنا نقف كثيرا أمام قيم العدالة التي مهما طال الزمن فإنها لابد من أن تتحقق، لتوسم هذا اليوم بعناوين الخلود التي سيتذكرها العراقيون دائما وأبدا".
أما المحلل السياسي نجم الشويلي، استاذ السياسة في جامعة ذي قار، فقال إن " هذا الحدث يمثل عنوانا تاريخيا لا ينسى في الحياة السياسية والتاريخ السياسي في العراق الحديث".
وأضاف " جاء هذا اليوم ليحمل عنوان النهاية لرمز اقترن اسمه بابشع حقبة حكمت العراق، لذلك فهو يحمل معاني كبيرة لا بد أن تستفيد منها كل الأنظمة التي تستبد بشعوبها".
وأشار إلى إن " صدور الأحكام جاء وفق معطيات اقتنعت بها المحكمة بعد دراسة جميع أبعادها المتعلقة بالجرائم التي اقترفها النظام السابق".
أما الأديب والكاتب السياسي عباس عمران فقد توقع أن " تطول فترة المراجعة التي ستقوم بها محكمة الاستئناف لأسباب سياسية".
وأوضح أن "هناك فترة بعد تقديم القضية إلى محكمة التمييز غير خاضعة لسقف زمني ومن الممكن أن تلعب الأوساط السياسية دورا في الضغط باتجاه تأخير موعد الحسم النهائي".
وتابع أن "الحكم جاء ليدلل على انعطاف كبير في الثقافة القانونية في العراق .. هناك ثوب جديد سوف يلبسه القضاء العراقي بعيدا عن تدخلات السلطة وينطلق من مبادئ العدالة والديمقراطية".
ولكن الدكتور نور الدين علوان، رئيس مركز الجنوب العراقي للدراسات السياسية والاجتماعية في المحافظة، قال إن "المهم ليس الحكم على دكتاتور سابق بل المهم هو إصدار الحكم على ثقافة الصوت الواحد والأمر الواحد .. حكم على عقلية الاستبداد التي ترسخت في عقول الحكام، ومن هذا المنطلق تبرز أهمية أن يعي العراقيون إن موت دكتاتور هو موت ثقافته ورموزه إلى الأبد".
وأبدى علوان تفاؤله من تداعيات حكم الإعدام بقوله "لكل فعل رد فعل، لكن الأمر الواقع بالنسبة لقضية صدام وإعدامه سيردع من قوة مناصريه، أو، على الأقل، سيغير مسار أجندتهم مستقبلا نحو اليأس المطلق".
وفي اربيل أكد الناطق الرسمي بأسم حكومة اقليم كردستان ان تنفيذ قرار الحكم الصادر بحق المتهم صدام قد يؤثر على مشروع المصالحة الوطنية مالم يتم اكمال باقي الملفات الخاصة بجرائم الانفال وجرائم المقابر الجماعية وابادة الشيعة في الجنوب .
وقال الناطق نحن في اقليم كردستان مسرورون جداً بقرار المحكمة الحاسم ولكن مع سرورنا بهذا القرار اعتقد انه يجب تنفيذ حكم الاعدام لحين اكمال جميع الملفات المقدمة الى رئاسة المحكمة الجنائية.
مضيفاً ان حكم الاعدام على المتهم صدام قبل الانتهاء من باقي الملفات سيكون له تأثير سلبي على مشروع المصالحة الوطنية بين ابناء الشعب العراقي .
ورحب الناطق بالاحكام الصادرة بحق المتهمين الباقين في قضية الدجيل معتبراً اياها احكاماً عادلة وهي جزاء على ماقترفته ايديهم.
من جانب آخر طالبت العديد من المنظمات والجمعيات الكردية في اقليم كردستان بايقاف تنفيذ عقوبة الاعدام بحق المجرم صدام واعوانه لحين الانتهاء من قضايا الانفال وقضية قصف مدينة حلبجة بالاسلحة الكيماوية.
حيث اصدرت منظمة جاك الكردية بياناً وجدت فيه ان اصدار عقوبة الاعدام بحق صدام في قضية الدجيل يعتبر ظلماً للاكراد.
وقال البيان: نقف بشدة ضد قرار تنفيذ حكم الاعدام على صدام في الوقت الحالي لانه ان اعدم فانه سيعدم لارتكابه جرائم بحق الدجيل وليس لارتكابه جرائم ضد الانسانية بحق الشعب الكردي.
وطالب البيان اقارب ضحايا جرائم الانفال وجرائم الابادة الجماعية في حلبجة والمقابر الجماعية بأن يستنكروا قرار المحكمة ويطالبون بتأجيل الحكم لحين الانتهاء من الملفات المتعلقة بالجرائم المرتكبة بحق الشعب الكوردي .
وفي بيان آخر صادر عن وزارة الشهداء والمؤنفلين هنأت الوزارة جماهير كردستان والشعب العراقي بصدور حكم الاعدام على المتهمين صدام وبرزان وعواد البندر .
وقالت الوزارة في بيانها الذي تلقت ((المدى)) نسخة منه ان يوم صدور حكم الاعدام على المجرم صدام يوم تاريخي وعظيم واننا ننتظر صدور الحكم على الطاغية صدام واعوانه عن قضايا الانفال.
واضاف البيان ان القضاء العراقي اثبت عدالته ونزاهته وان القرار الصادر هو القرار العادل والصائب على مارتكبه صدام واعوانه من انتهاكات للشعب الكردستاني والعراقي على مدى 35 عاماً.
القرار أثلج قلوب الامهات
من جانب آخر انطلق مواطنو مدينة اربيل معبرين عن افراحهم وسرورهم بعد صدور حكم المحكمة الجنائية بحق صدام ومن معه.
وقد عبر بعض المحتفلين بهذه المناسبة عن فرحهم العميق وغبطتهم جراء الحكم الصادر بحق صدام خصوصاً وبحق الباقين من اعوانه عموماً.
واصفين القرار بأنه اثلج قلوب قلوب آلاف الامهات الكردستانيات والعراقيات اللواتي انتظرن لسنوات املاً في عودة اولادهن من دون فائدة.
مؤكدين ان قرار المحكمة بأعدام صدام وبرزان وعواد البندر هو نتيجة طبيعية لما اقترفوه من جرائم ضد الشعب وكل مجرم ومتسلط وديكتاتور يجب ان يخضع يوماً لعدالة القانون التي لاتعلوها سوى عدالة السماء.
معتبرين ان الحكم على صدام هو انتصار ويوم وطني لكل العراقيين، داعين الحكومة وحكومة اقليم كردستان الى جعل هذا الحدث عطلة رسمية في كردستان والعراق.
ومطالبين في الوقت نفسه الحكومة العراقية والمحكمة الجنائية المختصة بعدم تنفيذ قرار الحكم على صدام قبل اكمال المحكمة الجنائية المختصة بقضايا الانفال والمقابر الجماعية تحقيقها في القضية.
وفي محافظة دهوك اعرب العديد من المواطنين عن سعادتهم بقرار المحكمة الجنائية العراقية باعدام صدام وبرزان وعواد.
آملين ان يطبق قرار الاعدام على المجرمين في قضية الانفال امثال علي حسن المجيد وسلطان هاشم لتتحقق بذلك العدالة النزيهة في العراق.
وفي الموصل تباينت ردود افعال المواطنين بشأن قرار الحكم بالاعدام شنقا على صدام الذي اصدرته المحكمة الجنائية بقضية الدجيل في الوقت الذي عبّر فيه عدد من المواطنين عن ارتياحهم للحكم الذي اصدرته المحكمة نظرا للجرائم العديدة التي ارتكبها صدام ونظامه ضد ابناء الشعب عقوداً من السنين ذاق فيها العراقيون شتى انواع الظلم والقهر.
المواطن سامي عبدالله قال: أن قرار اعدام صدام وعدد آخر من اعوانه هو نتيجة منطقية وعادلة لما اقترفوه من جرائم بحق ابناء الشعب على مدى سنين طوال من الحكم الدكتاتوري والمستبد مضيفا ان تنفيذ حكم الاعدام بالرئيس المخلوع وفي موعده المقرر قضائيا سيكون بمثابة رسالة الى كل الطغاة والمجرمين بانهم لابد ان ينالوا جزاءهم العادل في يوم من الايام.
اما المواطنة ام ياسر فقالت بانها تأمل من الحكومة ومن القضاء الذي اثبت استقلاليته وعدالته ان يعملوا على تقديم كل من اجرم ا وسرق اموال الشعب وتلاعب بمقدراتهم الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل كي تكون العدالة هي الفيصل الذي يحكم بين العراقيين بمختلف درجاتهم السياسية او انتماءاتهم الطائفية او العرقية.
فيما يرى المحامي كمال حمدون ملا علو نقيب المحامين العراقيين السابق أن قرار تشكيل المحكمة كان سياسيا صدر من سلطة الاحتلال ولهذا فان المحكمة غير قانونية ويضيف بان مجريات محكمة الدجيل والظروف التي احاطت بعملها ومنها اغتيال عدد من محامي الدفاع وتهديد البعض الاخر يؤكد بشكل لا لبس فيه ان القرارات التي اصدرتها كانت غير عادلة ولا تتمتع باي درجة من المصداقية وهذا ما اكده عدد غير قليل من المنظمات القانونية الدولية سواء التابعة للامم المتحدة او المستقلة.
اما الشاعر عبدالله البدراني رئيس اتحاد ادباء وكتاب نينوى فأشار الى ان الحكم الصادر بحق الرئيس السابق كان ظالما وجاء لتصفية حسابات سياسية وانتقامية لبعض الاطراف والاحزاب التي تتصدر المشهد السياسي في العراق حاليا مضيفا ان ما يشهده البلد من جرائم واغتيالات يومية بشكل منظم تطول المئات بل الآلاف من الابرياء يستدعي من الحكومة الحالية ان تقدم المتورطين بها الى القضاء لينالوا العقاب الذي يستحقونه. وكانت مدينة الموصل قد شهدت عدداً من التظاهرات التي خرجت في بعض المناطق للتعبير عن رفضها للحكم الصادر بحق صدام في قضية الدجيل حيث رفع المتظاهرون صور رئيس النظام السابق مطالبين باطلاق سراحه فورا وتركزت التظاهرات في مناطق التحرير وموصل الجديدة والرسالة والرفاق ولم تسجل حالات عنف خلال التظاهرات التي قامت قوات الشرطة والجيش بتفريقها اضافة الى اعتقال عدد قليل من المشاركين الذين تم اطلاق سراحهم فيما بعد. وعلى صعيد ذي صلة خرج العشرات من المواطنين في مدينه الفلوجة بتظاهرات احتجاجية حول قرار المحكمة الصادر باعدام صدام, وقد جاب المتظاهرون شارع اربعين والسوق وسط المدينة حاملين صور صدام.
وفي بغداد التقت (المدى) عدداً من المواطنين فقالت، الطالبة وفاء عبد المنعم- من كلية العلوم:
كنا ننتظر الحدث الذي يقف فيه الطاغية صدام صاغراً يسمع حكم العدالة عما اقترفته يداه من اعدام عدد من خيرة الشباب.. لقد شاهدته وقد اعترته
الرجفة- وهو الذي اعدم العديد من اهلي بما فيهم اخي.. وابن عمي وزوج خالتي وقال عصام عبد اللطيف سائق سيارة: لقد اهان الطاغية صدام الجيش وزجه بحروب كثيرة وقد فرحت كثيراً عندما نطق القاضي رؤوف عبد الرحمن بالحكم، فقد قتل صدام خيرة ضباط الجيش وحصد ارواح العديد من الجنود في حروب لا طائل منها.
المعلم رعد عبد الرزاق قال:
احمد الله لاني عشت الى اليوم الذي اجد فيه الطاغية يأخذ جزاءه العادل.. فقد اعدم الطاغية شقيقي وابن عمي كما قامت اجهزته القمعية بتصفية الشرفاء من ابناء الاهوار في الجنوب بعد ان جففها وألحق الاذى والضرر بكل الاحياء فيها وانه رجل مريض.
المتقاعد خليل ابراهيم العنبكي - موظف سابقاً.. قال: رغم كل شيء فان صدام قد لاقى جزاءه لانه استهان بكرامة العراقيين فألحق المرض والجوع بالشعب في ظاهرة هي الاقسى في تاريخ الشعوب. فخرية جاسم ربة بيت قالت:
اجد ان النطق عليه بالاعدام قليل بحقه.. فقد ظلمنا بقوانينه الجائرة وبسياسته الرعناء..
المواطنة بدرية علوان معلمة قالت:
منطقة الدجيل بكل ما فيها من ابناء واشجار ومياه قد دمرها المجرم -برزان- وما جرف البساتين الا جريمة فادحة اقترفها هؤلاء الطغمة الباغية.. والمحكمة كانت عادلة وارى الحكم بالاعدام اقل جزاء يلقاه هؤلاء الجلاوزة.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة