قرار
الحكم حدث تاريخي بنهاية عهد الديكتاتورية ..
احتفالات جماهيرية واسعة تعم جميع المحافظات فور صدور قرار
حكم الاعدام على صدام وبرزان والبندر، وتظاهرات احتجاجية
في الموصل والفلوجة
بغداد: مراسلو
ومندوبو المدى/ المحافظات
عبر
عدد كبير من المواطنين في بغداد وجميع المحافظات عن
ابتهاجهم بقرار المحكمة الجنائية العليا باعدام صدام
وبرزان والبندر وهم يرددون الهتافات والاهازيج والقصائد
واطلاق ابواق مركباتهم التي طافت شوارع المدن كما قام
البعض باطلاق العيارات النارية معربين عن املهم في أن تشهد
المرحلة القادمة تطورات ايجابية في الوضع الامني والسياسي
في البلاد ففي محافظة النجف الاشرف طافت شوارع المدينة
وبعض النواحي التابعة لها مسيرات سيارة وراجلة ابتهاجا
بصدور حكم الاعدام على صدام ومعاونيه في قضية الدجيل ,
وعبر المواطنون عن فرحتهم الشديدة بهذا النبأ معتبرينه
انتصارا لدماء شهداء العراق وخطوة اولى في محاسبة كل
الفاسدين والظالمين . وطافت شوارع الامام علي والمدينة
والرابطة ومركز المدينة القديمة اعداد كبيرة من المواطنين
حاملين شعارات (اليوم انتصر العراقيون) و (هذا مصير الطغاة
والمجرمين) و (عجلوا بتنفيذ حكم الشعب على الدكتاتور)
وغيرها كثير , كما طافت الشوارع الرئيسية في ناحية
الحيدرية شمال النجف وناحيتي العباسية والحرية التابعتين
الى قضاء الكوفة مسيرات ضمت اعداداً كبيرة من المواطنين
المسرورين بصدور حكم الاعدام مطالبين القضاء العراقي بسرعة
التنفيذ .
من جهته رحب المرجع الديني اية الله الشيخ بشير النجفي
بالحكم وقال في بيان صدر عن مكتبه وحصلت " المدى " على
نسخة منه : نسأل الله سبحانه وتعالى ان يكون هذا العمل
خطوة اولى لتطهير العراق من دنس العناصر الفاسدة والمفسدة
وبادرة طيبة لقطع دابر الظالمين.
ذكر شهود عيان أن مواطني مدينة العمارة خرجوا إلى الشوارع
معربين عن فرحهم بصدور حكم المحكمة الجنائية العليا بحق
صدام وأعوانه.
وقال شهود العيان إنه قد أقيمت تجمعات شعبية في الأحياء
والأزقة ردد فيها المحتفلون الأهازيج ممزوجة بأصوات
العيارات النارية التي أطلقت بكثافة في جميع أحياء مدينة
العمارة.
من جانبه أوضح نائب رئيس مجلس محافظة العمارة عبد الحسين
داغر أن "صدور الحكم بإعدام صدام ليس مفاجئا لان كل شيء في
العراق يحكم عليه بهذا الحكم وهذا الحكم قليل بحقه."
من جانبه قال مسؤول لجنة إنعاش الاهوار موسى بنية الساعدي
إن " دماء الشهداء لم تذهب هباء وأن مشاعر فياضة من الفرح
تغمرنا."
وقالت مسؤولة المرأة في مجلس المحافظة عالية خلف إن "
الحكم جاء لإحقاق الحق وإنصاف المظلوم وأنه كان متوقعا."
وقال امجد كاظم ممثل مؤسسات المجتمع المدني في ميسان إن "
حلم زوال الطاغية تحقق اليوم بإصدار حكم الإعدام بحقه."
وفي الناصرية عبر عدد كبير من مواطني محافظة ذي قار عن
ابتهاجهم بقرار المحكمة الجنائية العليا وقد تجمع عشرات
المواطنين في الساحات العامة وأمام مقرات الاحزاب للاحتفال
بالمناسبة حيث اخذوا يرددون الهتافات والاهازيج والقصائد
واطلقوا العنان لابواق مركباتهم التي طافت شوارع المدينة
كما قام البعض منهم باطلاق العيارات النارية من على اسطح
المنازل .
قرار عادل
المدى التقت عدداً من المحتفلين ليعبروا عن آرائهم
وانطباعاتهم بهذه المناسبة
فقال الاعلامي هيثم الجاسم 35 عاما :
لقد كان الحكم متوقعا لكني كنت اتمنى ان يبقى صدام على قيد
الحياة ليرى ضحاياه الناجين من جحيم الدكتاتورية وهم
يستعيدون الحياة في عراق خال من القمع وانتهاك حقوق
الانسان.
اما المواطن حيدر حسين العتابي فقد قال:
لقد اتخذ القاضي رؤوف عبد الرحمن قراره العادل بعد ان
توفرت لديه اركان الجريمة واعتقد ان قراراه كان يتناسب مع
حجم وبشاعة ما ارتكبه صدام، من انتهاكات وجرائم بحق
البشرية.
ووافقه الرأي علي الحصونة قائلا:
قرار المحكمة كان قرارا صائبا ونتمنى ان يجري تنفيذه في
الوقت المحدد وان لا يحصل له ما حصل لجلسات المحاكمة من
تسويف.
في حين وصف المواطن كريم حسناوي قرار المحكمة بالمناسب جدا
وعبر عن رأيه قائلا :
القرار عادل مليون بالمئة وقد جاء مطابقا لنصوص القانون
العراقي، وينبغي للحكومة تنفيذه باسرع ما يمكن لتطوي بذلك
ملف الدكتاتورية وتلتفت الى معالجة قضايا المواطنين الذين
ما زالوا يعانون الامرين من الازمات.
عرس حقيقي
اما ابو احمد 50 عاما فقد تمنى ان تاخذ الدكتاتوريات
الحاكمة في المنطقة عبراً مما حصل لصدام واعوانه وان تعيد
النظر في مجمل سياستها القائمة على الحديد والنار فدار
الظالم كما يقول مصيرها الخراب.
ومن جانبه عبر خالد ناجي عن رايه قائلا:
يمثل حكم المحكمة اندحارا لسياسة الحكومات التي تساند قوى
الارهاب وتدعم المجرمين القتلة الذين ارتكبوا ابشع الجرائم
بحق الشعب العراقي، وتمنى ناجي ان تطول الاحكام الصادرة
جميع المتورطين بجرائم الابادة الجماعية، وتوقع ان يردّ
الارهابيون على قرار الادانة بتصعيد اعمال العنف لكنه اكد
تراجع هذا التصعيد بعد تنفيذ حكم الاعدام بصدام واعوانه.
في حين وصف كاظم منخي قرار الادانة بالعرس الحقيقي الذي
يستحق ان يحتفي به الجميع مشيرا الى ان قرار المحاكمة هو
اقل بكثير مما يستحقه صدام ودعا الى تنفيذ حكم الاعدام
بالمجرمين في احدى ساحات بغداد العامة.
حدث تاريخي
الى ذلك قال مسؤولون ومحللون سياسيون في الناصرية إن صدور
حكم بإعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام وإثنين من كبار
مساعديه يُعد يوما فاصلا في تاريخ العراق الحديث، معربين
عن أملهم في أن تشهد المرحلة القادمة تطورات ايجابية في
الوضع الأمني والسياسي في البلاد.
الدكتور عمار طعمة عضو مجلس النواب عن قائمة الائتلاف
العراقي الموحد قال إن "هذا اليوم هو إنجاز كبير يدل على
نجاح العملية وتطور الوضع السياسي في العراق".
وأضاف: أن "قرارات المحكمة التي صدرت اليوم تعكس استقلالية
القضاء العراقي وحياديته وترسخ قيم العدالة في المجتمع".
وتابع انه "الحدث الفاصل الذي يحكم فيه ليس على صدام فقط
بل على كل النفس الديكتاتوري والمنهج الاستبدادي".
ودعا طعمة إلى" تغليب مصلحة الوطن في عهده الجديد واعتماد
سبل الحوار والتسامح في حل جميع المشاكل والخلافات بين
أبناء البلد الواحد".
ومن جانبه، قال رئيس مجلس محافظة ذي قار إحسان الطائي إن
"حكم الإعدام الذي صدر بحق صدام هو انتصار لإرادة الشعب
العراقي وطي لصفحة سوداء من الماضي".
وأضاف أن "مسألة الحكم على صدام بديهية لدى العراقيين، فكل
عراقي كان يتوقع ويتمنى أن يصدر هذا الحكم بحق من ارتكب
بحقه أبشع جرائم الإنسانية."
وقال نائب محافظ ذي قار احمد الشيخ إن "إصدار الحكم هو
خطوة جديدة في مسار تكوين العراق السياسي وقرار يعكس
تطلعات الشعب العراقي ليطوي مرحلة ماضية الى الابد".
وذكر أن "التوصيف الإنساني لهذا الحدث يجعلنا نقف كثيرا
أمام قيم العدالة التي مهما طال الزمن فإنها لابد من أن
تتحقق، لتوسم هذا اليوم بعناوين الخلود التي سيتذكرها
العراقيون دائما وأبدا".
أما المحلل السياسي نجم الشويلي، استاذ السياسة في جامعة
ذي قار، فقال إن " هذا الحدث يمثل عنوانا تاريخيا لا ينسى
في الحياة السياسية والتاريخ السياسي في العراق الحديث".
وأضاف " جاء هذا اليوم ليحمل عنوان النهاية لرمز اقترن
اسمه بابشع حقبة حكمت العراق، لذلك فهو يحمل معاني كبيرة
لا بد أن تستفيد منها كل الأنظمة التي تستبد بشعوبها".
وأشار إلى إن " صدور الأحكام جاء وفق معطيات اقتنعت بها
المحكمة بعد دراسة جميع أبعادها المتعلقة بالجرائم التي
اقترفها النظام السابق".
أما الأديب والكاتب السياسي عباس عمران فقد توقع أن " تطول
فترة المراجعة التي ستقوم بها محكمة الاستئناف لأسباب
سياسية".
وأوضح أن "هناك فترة بعد تقديم القضية إلى محكمة التمييز
غير خاضعة لسقف زمني ومن الممكن أن تلعب الأوساط السياسية
دورا في الضغط باتجاه تأخير موعد الحسم النهائي".
وتابع أن "الحكم جاء ليدلل على انعطاف كبير في الثقافة
القانونية في العراق .. هناك ثوب جديد سوف يلبسه القضاء
العراقي بعيدا عن تدخلات السلطة وينطلق من مبادئ العدالة
والديمقراطية".
ولكن الدكتور نور الدين علوان، رئيس مركز الجنوب العراقي
للدراسات السياسية والاجتماعية في المحافظة، قال إن "المهم
ليس الحكم على دكتاتور سابق بل المهم هو إصدار الحكم على
ثقافة الصوت الواحد والأمر الواحد .. حكم على عقلية
الاستبداد التي ترسخت في عقول الحكام، ومن هذا المنطلق
تبرز أهمية أن يعي العراقيون إن موت دكتاتور هو موت ثقافته
ورموزه إلى الأبد".
وأبدى علوان تفاؤله من تداعيات حكم الإعدام بقوله "لكل فعل
رد فعل، لكن الأمر الواقع بالنسبة لقضية صدام وإعدامه
سيردع من قوة مناصريه، أو، على الأقل، سيغير مسار أجندتهم
مستقبلا نحو اليأس المطلق".
وفي اربيل أكد الناطق الرسمي بأسم حكومة اقليم كردستان ان
تنفيذ قرار الحكم الصادر بحق المتهم صدام قد يؤثر على
مشروع المصالحة الوطنية مالم يتم اكمال باقي الملفات
الخاصة بجرائم الانفال وجرائم المقابر الجماعية وابادة
الشيعة في الجنوب .
وقال الناطق نحن في اقليم كردستان مسرورون جداً بقرار
المحكمة الحاسم ولكن مع سرورنا بهذا القرار اعتقد انه يجب
تنفيذ حكم الاعدام لحين اكمال جميع الملفات المقدمة الى
رئاسة المحكمة الجنائية.
مضيفاً ان حكم الاعدام على المتهم صدام قبل الانتهاء من
باقي الملفات سيكون له تأثير سلبي على مشروع المصالحة
الوطنية بين ابناء الشعب العراقي .
ورحب الناطق بالاحكام الصادرة بحق المتهمين الباقين في
قضية الدجيل معتبراً اياها احكاماً عادلة وهي جزاء على
ماقترفته ايديهم.
من جانب آخر طالبت العديد من المنظمات والجمعيات الكردية
في اقليم كردستان بايقاف تنفيذ عقوبة الاعدام بحق المجرم
صدام واعوانه لحين الانتهاء من قضايا الانفال وقضية قصف
مدينة حلبجة بالاسلحة الكيماوية.
حيث اصدرت منظمة جاك الكردية بياناً وجدت فيه ان اصدار
عقوبة الاعدام بحق صدام في قضية الدجيل يعتبر ظلماً
للاكراد.
وقال البيان: نقف بشدة ضد قرار تنفيذ حكم الاعدام على صدام
في الوقت الحالي لانه ان اعدم فانه سيعدم لارتكابه جرائم
بحق الدجيل وليس لارتكابه جرائم ضد الانسانية بحق الشعب
الكردي.
وطالب البيان اقارب ضحايا جرائم الانفال وجرائم الابادة
الجماعية في حلبجة والمقابر الجماعية بأن يستنكروا قرار
المحكمة ويطالبون بتأجيل الحكم لحين الانتهاء من الملفات
المتعلقة بالجرائم المرتكبة بحق الشعب الكوردي .
وفي بيان آخر صادر عن وزارة الشهداء والمؤنفلين هنأت
الوزارة جماهير كردستان والشعب العراقي بصدور حكم الاعدام
على المتهمين صدام وبرزان وعواد البندر .
وقالت الوزارة في بيانها الذي تلقت ((المدى)) نسخة منه ان
يوم صدور حكم الاعدام على المجرم صدام يوم تاريخي وعظيم
واننا ننتظر صدور الحكم على الطاغية صدام واعوانه عن قضايا
الانفال.
واضاف البيان ان القضاء العراقي اثبت عدالته ونزاهته وان
القرار الصادر هو القرار العادل والصائب على مارتكبه صدام
واعوانه من انتهاكات للشعب الكردستاني والعراقي على مدى 35
عاماً.
القرار أثلج قلوب
الامهات
من جانب آخر انطلق مواطنو مدينة اربيل معبرين عن افراحهم
وسرورهم بعد صدور حكم المحكمة الجنائية بحق صدام ومن معه.
وقد عبر بعض المحتفلين بهذه المناسبة عن فرحهم العميق
وغبطتهم جراء الحكم الصادر بحق صدام خصوصاً وبحق الباقين
من اعوانه عموماً.
واصفين القرار بأنه اثلج قلوب قلوب آلاف الامهات
الكردستانيات والعراقيات اللواتي انتظرن لسنوات املاً في
عودة اولادهن من دون فائدة.
مؤكدين ان قرار المحكمة بأعدام صدام وبرزان وعواد البندر
هو نتيجة طبيعية لما اقترفوه من جرائم ضد الشعب وكل مجرم
ومتسلط وديكتاتور يجب ان يخضع يوماً لعدالة القانون التي
لاتعلوها سوى عدالة السماء.
معتبرين ان الحكم على صدام هو انتصار ويوم وطني لكل
العراقيين، داعين الحكومة وحكومة اقليم كردستان الى جعل
هذا الحدث عطلة رسمية في كردستان والعراق.
ومطالبين في الوقت نفسه الحكومة العراقية والمحكمة
الجنائية المختصة بعدم تنفيذ قرار الحكم على صدام قبل
اكمال المحكمة الجنائية المختصة بقضايا الانفال والمقابر
الجماعية تحقيقها في القضية.
وفي محافظة دهوك اعرب العديد من المواطنين عن سعادتهم
بقرار المحكمة الجنائية العراقية باعدام صدام وبرزان
وعواد.
آملين ان يطبق قرار الاعدام على المجرمين في قضية الانفال
امثال علي حسن المجيد وسلطان هاشم لتتحقق بذلك العدالة
النزيهة في العراق.
وفي الموصل تباينت ردود افعال المواطنين بشأن قرار الحكم
بالاعدام شنقا على صدام الذي اصدرته المحكمة الجنائية
بقضية الدجيل في الوقت الذي عبّر فيه عدد من المواطنين عن
ارتياحهم للحكم الذي اصدرته المحكمة نظرا للجرائم العديدة
التي ارتكبها صدام ونظامه ضد ابناء الشعب عقوداً من السنين
ذاق فيها العراقيون شتى انواع الظلم والقهر.
المواطن سامي عبدالله قال: أن قرار اعدام صدام وعدد آخر من
اعوانه هو نتيجة منطقية وعادلة لما اقترفوه من جرائم بحق
ابناء الشعب على مدى سنين طوال من الحكم الدكتاتوري
والمستبد مضيفا ان تنفيذ حكم الاعدام بالرئيس المخلوع وفي
موعده المقرر قضائيا سيكون بمثابة رسالة الى كل الطغاة
والمجرمين بانهم لابد ان ينالوا جزاءهم العادل في يوم من
الايام.
اما المواطنة ام ياسر فقالت بانها تأمل من الحكومة ومن
القضاء الذي اثبت استقلاليته وعدالته ان يعملوا على تقديم
كل من اجرم ا وسرق اموال الشعب وتلاعب بمقدراتهم الى
القضاء لينالوا جزاءهم العادل كي تكون العدالة هي الفيصل
الذي يحكم بين العراقيين بمختلف درجاتهم السياسية او
انتماءاتهم الطائفية او العرقية.
فيما يرى المحامي كمال حمدون ملا علو نقيب المحامين
العراقيين السابق أن قرار تشكيل المحكمة كان سياسيا صدر من
سلطة الاحتلال ولهذا فان المحكمة غير قانونية ويضيف بان
مجريات محكمة الدجيل والظروف التي احاطت بعملها ومنها
اغتيال عدد من محامي الدفاع وتهديد البعض الاخر يؤكد بشكل
لا لبس فيه ان القرارات التي اصدرتها كانت غير عادلة ولا
تتمتع باي درجة من المصداقية وهذا ما اكده عدد غير قليل من
المنظمات القانونية الدولية سواء التابعة للامم المتحدة او
المستقلة.
اما الشاعر عبدالله البدراني رئيس اتحاد ادباء وكتاب نينوى
فأشار الى ان الحكم الصادر بحق الرئيس السابق كان ظالما
وجاء لتصفية حسابات سياسية وانتقامية لبعض الاطراف
والاحزاب التي تتصدر المشهد السياسي في العراق حاليا مضيفا
ان ما يشهده البلد من جرائم واغتيالات يومية بشكل منظم
تطول المئات بل الآلاف من الابرياء يستدعي من الحكومة
الحالية ان تقدم المتورطين بها الى القضاء لينالوا العقاب
الذي يستحقونه. وكانت مدينة الموصل قد شهدت عدداً من
التظاهرات التي خرجت في بعض المناطق للتعبير عن رفضها
للحكم الصادر بحق صدام في قضية الدجيل حيث رفع المتظاهرون
صور رئيس النظام السابق مطالبين باطلاق سراحه فورا وتركزت
التظاهرات في مناطق التحرير وموصل الجديدة والرسالة
والرفاق ولم تسجل حالات عنف خلال التظاهرات التي قامت قوات
الشرطة والجيش بتفريقها اضافة الى اعتقال عدد قليل من
المشاركين الذين تم اطلاق سراحهم فيما بعد. وعلى صعيد ذي
صلة خرج العشرات من المواطنين في مدينه الفلوجة بتظاهرات
احتجاجية حول قرار المحكمة الصادر باعدام صدام, وقد جاب
المتظاهرون شارع اربعين والسوق وسط المدينة حاملين صور
صدام.
وفي بغداد التقت (المدى) عدداً من المواطنين فقالت،
الطالبة وفاء عبد المنعم- من كلية العلوم:
كنا ننتظر الحدث الذي يقف فيه الطاغية صدام صاغراً يسمع
حكم العدالة عما اقترفته يداه من اعدام عدد من خيرة
الشباب.. لقد شاهدته وقد اعترته
–الرجفة-
وهو الذي اعدم العديد من اهلي بما فيهم اخي.. وابن عمي
وزوج خالتي وقال عصام عبد اللطيف سائق سيارة: لقد اهان
الطاغية صدام الجيش وزجه بحروب كثيرة وقد فرحت كثيراً
عندما نطق القاضي رؤوف عبد الرحمن بالحكم، فقد قتل صدام
خيرة ضباط الجيش وحصد ارواح العديد من الجنود في حروب لا
طائل منها.
المعلم رعد عبد الرزاق قال:
احمد الله لاني عشت الى اليوم الذي اجد فيه الطاغية يأخذ
جزاءه العادل.. فقد اعدم الطاغية شقيقي وابن عمي كما قامت
اجهزته القمعية بتصفية الشرفاء من ابناء الاهوار في الجنوب
بعد ان جففها وألحق الاذى والضرر بكل الاحياء فيها وانه
رجل مريض.
المتقاعد خليل ابراهيم العنبكي - موظف سابقاً.. قال: رغم
كل شيء فان صدام قد لاقى جزاءه لانه استهان بكرامة
العراقيين فألحق المرض والجوع بالشعب في ظاهرة هي الاقسى
في تاريخ الشعوب. فخرية جاسم ربة بيت قالت:
اجد ان النطق عليه بالاعدام قليل بحقه.. فقد ظلمنا
بقوانينه الجائرة وبسياسته الرعناء..
المواطنة بدرية علوان معلمة قالت:
منطقة الدجيل بكل ما فيها من ابناء واشجار ومياه قد دمرها
المجرم -برزان- وما جرف البساتين الا جريمة فادحة اقترفها
هؤلاء الطغمة الباغية.. والمحكمة كانت عادلة وارى الحكم
بالاعدام اقل جزاء يلقاه هؤلاء الجلاوزة. |