عدت من
أكثر الحملات الدعائية كلفة في تاريخ أمريكا ..
بوش يدعو مواطنيه الى انتخاب حزبه.. والديمقراطيون
يـتــوقــعــون
الإطــاحــة بــالــجـمــهــوريــيـن
الولايات المتحدة/ الوكالات
دعا الرئيس الاميركي جورج
بوش الاميركيين الى التوجه لصناديق الاقتراع والتصويت
لمصلحة الغالبية الجمهورية في الكونغرس، مذكرا بان
الولايات المتحدة "في حرب".
وقال بوش خلال احد لقاءاته العامة الاخيرة دفاعا عن
الغالبية الجمهورية في الانتخابات البرلمانية المقررة "ادعو
مواطنينا بالحاح الى التوجه لصناديق الاقتراع، ادعوكم
بالحاح الى القيام بواجبكم كافراد في هذه الديموقراطية
الكبيرة، اي ممارسة حقكم في تحديد المسار الذي ستسلكه هذه
البلاد".
واضاف امام الاف المناصرين في بنساكولا (فلوريدا، جنوب شرق)
"حين تتوجهون الى الصناديق تذكروا التصويت للجمهوريين اذا
اردتم عدم دفع ضرائب باهظة، وحين تتوجهون الى الصناديق
تذكروا باننا في حرب، واذا اردتم ان يبذل هذا البلد كل ما
في وسعه لحمايتكم وفي الوقت نفسه وضع اسس السلام للاجيال
المقبلة عليكم ان تصوتوا للجمهوريين".
وأنهى بوش حملته الانتخابية بزيارة فلوريدا واركنساس
وتكساس قبيل الانتخابات التي جرت أمس.
واستفاد بوش من صدور حكم الاعدام بحق صدام لتعزيز موقفه من
الحرب في العراق التي يقول نحو 60 بالمئة من الاميركيين
انها لم تكن تستحق خوضها.
وقبل يوم من الانتخابات دل استطلاعان للرأي على تفوق
الديموقراطيين على منافسيهم الجمهوريين، الا انهما اشارا
كذلك الى احراز الجمهوريين تقدما في اللحظات الاخيرة.
يذكر أن 35 ولاية فضلا عن مقاطعة كولومبيا تسمح بالتصويت
الشخصي قبل يوم الانتخابات في حالات معينة سواء في ماكينات
التصويت أو بالتصويت الغيابي.
وتشمل انتخابات أمس ثلث مقاعد مجلس الشيوخ وكل مقاعد مجلس
النواب والتنافس على بعض مناصب حكام الولايات. ويرى العديد
من المراقبين أن الديمقراطيين في طريقهم لاستعادة السيطرة
على مجلس النواب للمرة الأولى منذ عام 1994، ولكنهم لا
يرجحون نجاحهم في استعادة مجلس الشيوخ.
وقال مرشح ديمقراطي، جيم ويب، " الأربعاء صباحا، سيواجه
البيت الأبيض مشكلة بعد أن يسيطر الديمقراطيون على مجلسي
النواب والشيوخ."
وعشية الانتخابات، شارك الرئيس الأمريكي السابق بيل
كلينتون في الدعاية الانتخابية لاثنين من المرشحين
الديمقراطيين.
وتبدو حظوظ المرشحين عن الحزب الديمقراطي لمقاعد في
الكونغرس مرتفعة في الإطاحة بالجمهوريين في عقر دارهم،
ولاسيما في ولايات نيويورك وأوهايو وماساشوستس.
وتعد هذه الانتخابات الأكثر كلفة في تاريخ الولايات
المتحدة، حيث يتوقع أن يصل المبلغ الذي سينفق إلى 2.6
مليار دولار، سيذهب معظمه على الحملات الإعلانية المتلفزة.
وكانت محاولة اللحظة الاخيرة التي يقوم بها الرئيس
الجمهوري جورج بوش لمساندة مرشحي حزبه في انتخابات
الكونجرس قد تعرضت لعثرة محرجة حين تغيب المرشح الجمهوري
في ولاية فلوريدا عن حضور الخطاب الذي يلقيه بوش لمساندته
وسط استياء واضح من البيت الابيض.
ونأى بعض المرشحين الجمهوريين بأنفسهم عن بوش خوفا من
سياسته في العراق وتراجع شعبيته الذي تدنى الى أقل من 40
في المئة.
وعلى الرغم من ان بوش لم يشر الى غياب كريست في خطابه الا
ان كارل روف المستشار السياسي للبيت الابيض بدا مستاء.
ويفيد آخر استطلاعات الرأي ان الديموقراطيين يتصدرون نوايا
التصويت في هذه الانتخابات.
ويبدأ الكونغرس الجديد اعماله مطلع كانون الثاني.
وحتى يحصلوا على الاكثرية، يتعين على الديموقراطيين الفوز
بـ15 مقعدا على الاقل في مجلس النواب وستة مقاعد في مجلس
الشيوخ ومن دون ان يخسروا اي مقعد.
ولملء المقاعد الـ435 في مجلس النواب، تبدو الانتخابات
متقاربة جدا في حوالى 40 دائرة.
وتبدو مقاعد في مجلس الشيوخ يشغلها جمهوريون حتى الان، في
متناول الديموقراطيين في اوهايو وبنسلفانيا ورود ايلاند
ومونتانا. وستشهد ميسوري وفيرجينيا منافسة حادة.
واذا ما تعادلت المقاعد بين الديموقراطيين والجمهوريين في
مجلس الشيوخ، يحتفظ الجمهوريون بالأكثرية بفضل الصوت
المرجح لنائب الرئيس ديك تشيني الذي هو ايضا رئيس مجلس
الشيوخ.
ويرى كثر من المراقبين ان هذه الانتخابات تبدو مثابة
استفتاء على حصيلة عمل حكومة بوش خصوصا ادارتها الحرب في
العراق التي تفقد مزيدا من التأييد. ومن الولايات التي
ستختار حاكما جديدا، تكساس وفلوريدا ونيويورك وكاليفورنيا،
حيث يبدو الممثل السابق ارنولد شوارزنيغر الاوفر حظا
للاحتفاظ بمقعده.
من جانبها تعهدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس
العمل "بطريقة متوازنة" مع الحزبين اذا ما فاز
الديموقراطيون في الكونغرس.
وقالت رايس في مقابلة مع شبكة فوكس التلفزيونية ان "عملي
ومسؤوليتي يقضيان بالمساعدة على تطبيق سياسة خارجية تحقق
اهداف الولايات المتحدة".
واضافت "علينا ممارستها بطريقة متوازنة (مع الحزبين) وانوي
ممارستها بطريقة متوازنة".
واكدت رايس ان "الاميركيين سيصوتون. والجميع يدرك ذلك.
وهذا هو تطبيق الديموقراطية الاميركية".
وخلصت رايس الى القول "لكن سياستنا الخارجية التي تقضي
بالعمل مع العراقيين لاقامة شيء في العراق لم يوجد ابدا في
الشرق الاوسط، اي حكومة منتخبة شرعيا وتتخطى بالوسائل
السياسية الخلافات التي قمعها العنف فترة طويلة، ان هذه
السياسة لن تتغير".
|