الحدث الاقتصادي

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

وقائع طاولة المدى المستديرة .. توجهات التنمية البشرية في العراق
 

د.مهدي محسن العلاق *
* رئيس الجهاز المركزي للاحصاء وتكنولوجيا المعلومات

القسم الثاني

كانت البداية كما عرضنا لذلك،حيث انعقدت جلسة طاولة المدى المستديرة الخاصة بتوجهات برامج التنمية البشرية في العراق، بورقة العمل التي قدمتها الدكتورة امال شلاش رئيسة قسم الدراسات الاقتصادية في بيت الحكمة، ثم اعقبها الدكتور مهدي العلاق رئيس الجهاز المركزي للاحصاء وتكنولوجيا المعلومات يبحث تحت عنوان (مؤشرات التنمية البشرية في العراق الذي ننشر نصه الكامل في عدد اليوم.. فيما حضر الجلسة حشد كبير من اساتذة الاقتصاد والاجتماع من جامعات عراقية مختلفة، فضلاً عن ممثلين عن منظمات المجتمع المدني المختلفة وجمع اخر من المعنيين بالشأن الاقتصادي بشتى توجهاتهم.

الغرض الرئيس من قياس التنمية البشرية هو تقويم الجهد المبذول لتحقيق اهدافها وتقويم مدى الشوط المقطوع في سبيل الوصول الى الهدف او الاهداف المبتغاة.
لفترة طويلة كان التركيز اساساً على تغطية متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي.

التنمية الاقتصادية

في السبعينيات حدث تحول حاد في تحديد اهداف التنمية بأتجاه:
تقليل الفقر: قياس الفقر، خط الفقر، نسبة الفقر.
توزيع الدخل: قياس التفاوت، معامل جيني.
زيادة التشغيل: قياس البطالة، قياس الانتاجية.
إشباع الحاجات الاساسية: الرقم القياس لنوعية الحياة، (مؤشرات التغذية، الصحة، السكن، التعليم).
التنمية الاجتماعية
طبقاً للمعايير السابقة كانت الدول تصنف الى:-
صناعية متقدم، نامية، أقل نمواً، مخططة مركزياً.
ومع تبني مفهوم التنمية البشرية عام 1990 الذي اعتمد مبدأ جعل التنمية في خدمة الناس بدلاً من وضع الناس في خدمة التنمية صار التعريف مقترنا بتوسيع خيارات الناس سواء فيما يتعلق بموارد كسبهم او امنهم الشخصي او وضعهم السياسي او الاجتماعي.
يعتمد في قياس ذلك دليل التنمية البشرية
Human Development Index
يتضمن الدليل التركيبي للتنمية البشرية ثلاثة مكونات:
الصحة: العمر المتوقع عند الولادة..
التعليم: معرفة القراءة والكتابة للكبار، معدلات الالتحاق بمراحل التعليم.
الدخل: متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي المعدل بالقدرة الشرائية الفعلية.
بعد قمة الارض في ريودي جانيرو عام 1992 سلطت الاضواء على قضايا البيئة وادارة الموارد الطبيعية فظهر تحدٍ جديد انبثق من قلق المختصين بالبيئة بسبب تدهور الموارد الطبيعية الذي تسببه التنمية التقليدية عبر عنه بالتنمية المستدامة، فتحول الاهتمام سريعاً الى دمج التنمية المستدامة بالتنمية البشرية! ضمن ما اصطلح عليه بالتنمية البشرية المستدامة
Sustainable Human Development
تعرف التنمية البشرية المستدامة بأنها: توسيع خيارات الناس وقدراتهم من خلال تكوين رأسمال اجتماعي لتلبية حاجات الاجيال الحالية (بأعدل) طريقة ممكنة دون الاضرار بحاجات الاجيال القادمة.
تضمنت تقارير التنمية البشرية التي اصدرها برنامج الامم المتحدة الانمائي
UNDP قائمة طويلة من المؤشرات التفصيلية- الى جانب ادلة التنمية البشرية الثلاثة الرئيسة:
1-مقياس التنمية البشرية.
2-دليل التنمية البشرية المرتبط بالنوع الاجتماعي.
3-مقياس التمكين المرتبط بالنوع الاجتماعي.
المصادر الجديدة في توفير مؤشرات التنمية البشرية:
1-دراسة خارطة الحرمان ومستويات المعيشة في العراق.
2-نتائج المسح متعدد المؤشرات
MICS3-2006
3-نتائج مسح الحالة التغذوية 2005 .
4-نتائج مسح ميزانية الاسرة السريع 2005 .
5-نتائج مسح التشغيل والبطالة 2006 .
6-نتائج المسح البيئي 2005 .


التنمية التي نريد
 

حسام الساموك
شهدت جلسة طاولة المدى الخاصة بتوجهات برامج التنمية البشرية اهتماماً مميزاً بالحضور المكثف وتنوع اهتمامات المشاركين بما حقق اضافة واضحة لاداء الطاولة اولاً وانجز شوطاً مهماً وفعالاً في التعاطي مع موضوعة التنمية البشرية التي احتلت مساحة كبيرة من اهتمامات الجهات العلمية الدولية والاقليمية والمحلية معاً.
ومع الاشادة الواضحة من قبل الضيوف بوظيفة الطاولة ودورها الفاعل في تأكيد اولوية التجاذبات الاقتصادية اقراراً باولوية تفاقم ازماتنا الاقتصادية الموجعة، كان تحشد اساتذة الاجتماع والمعنيين بمنظمات المجتمع المدني الى جانب الاكاديميين وبقية فريق الدورة الاقتصادية في تلبية متطلبات موضوعة التنمية البشرية دليلاً مضافاً لارجحية الاشكاليات الاقتصادية وحتمية توفر الاجهزة السياسية بكل مستوياتها على برامج علمية ومنهجية قادرة على سد تلك الثغرة بالغة الخطورة حين تتصدر الحالة المعيشية الموقع المتقدم في سلم الاولويات بل تكاد تكون المفتاح الكفيل بحل الاشكاليات الامنية التي يتعكز الكثيرون عليها في تبرير ازماتنا الاقتصادية الخانقة.
ومن خلال اوراق العمل الثلاث التي تعاقب عليها الباحثون في جلسة الطاولة، وما احدثته من نقاشات ومداخلات ساخنة استهدفت وضع المعايير الاكثر ملاءمة لبرامج وتوجهات التنمية البشرية بكل معطياتها وقنواتها ومفرداتها، كان القاسم المشترك لاهتمامات الجميع والذين توزعوا كما اسلفنا على تخصصات شتى نظراً لسعة مساحة الموضوع وتشعب مفرداته ان يتعاطوا بما ينم عن مبلغ حرصهم على تأكيد تواصلهم واهمية المشاركة الفاعلة للنهوض ببرامج قادرة على انجاز ما يخدم برامج التنمية والاعمار والتواصل وارساء القيم الكفيلة بتعزيز تلك التوجهات الرحبة.
ووفقاً لما تحقق في جلسة الطاولة الخاصة بالتنمية البشرية، وما تحقق من اداء متقدم عبر جلساتها السابقة التي تركت بصماتها مع تواصل ذلك الاداء، نكون بكل اعتزاز قد ارسينا بحق دعائم تقليد طموح لابد ان ينجز مع الزمن آلية متواصلة العطاء حين تغدو منتدى فتيا للاقتصاديين وكل المعنيين بالفعاليات المماثلة، لكي ينسقوا همومهم ومعاناتهم بما يبني مشروعاً وطنياً للبناء والنماء والعطاء يسعى لكي يتعافى الاداء الاقتصادي وتستأنف عجلة الانتاج دورتها وتستنهض كل الطاقات الكامنة والارادات العزوم.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة