من اروقة المحاكم

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

بعــد أن تـــزوجت حبيب أختهــا..سـاقت زوجهـا للقـــضـــاء بعـــــــد أن اكتشفــت خيــانتـــه
 

بغداد/ سها الشيخلي

رسول .. المحبة
قالت الطبيبة (سناء) بحزن:
كان ابن عمنا قد ارتبط بعلاقة حب حميمة مع شقيقتي الكبرى التي كانت تكبرني بـ7 سنوات ولم يعلم بتلك العلاقة سواي ذلك لان قطيعة كانت قد وقعت بين اسرتينا بسبب ميراث بيت والدينا..وما ان توفي (الأب والاخ) حتى جرت تسوية الديون والميراث وكان والدي قد استولى على حصة عمي لسداد دينه وقد اتهم والدي بانه ابتز عمي (أخاه) واشترى حصته بثمن بخس.. مما اثار حفيظة اسرته وخاصة زوجة عمي (والدته) التي كانت تضمر العداء لوالدتي لاسباب عديدة غالباً ما تحدث بين الاسر وخاصة زوجات الاشقاء والتي تطلق عليها بالموروث الشعبي (نسوان الحموين)..!
كنت في العاشرة من عمري وكانت شقيقي الكبرى (ن) في السابعة عشر عندما احبت ابن عمنا (ح).. لم يجد الحبيبان وسيلة لنقل اخبارهما سواي.. كنت (رسول المحبة) بين شقيقتي وابن عمي.. انقل رسائلهما الملتهبة.. فقد كنت اشاهد شقيقتي تبكي لدى قراءتها لتلك الرسائل.. كما كنت انقل التوصيات فيها وهي تكون بجانب الهاتف في ساعة معينة ليتحدثا.. كنت الطفلة الوحيدة التي تدخل بيت عمي بعد ان قاطعه اخوتي واخواتي الكبار.. كان ابن عمنا هو السبب في التمهيد لاستقبالي وان كنت اجد زوجة عمي تتقبل ذلك على مضض ولكن وجود بنات في مثل عمري لدى عمي جعلني اتردد على دارهم من اجل الزيارة تارة ومن اجل الاستفسار عن الدروس تارة اخرى حيث كنا (البنات) في مدرسة واحدة.. وبذلك كانت لي حرية التنقل بين دارنا ودار عمي الذي لا يبعد كثيراً عن دارنا.. كان ابن عمي يكبر شقيقتي بسنتين فقط وفي المرحلة الاخيرة من الدراسة الاعدادية.. نجح بتفوق وقبل في الكلية الطبية.. وكان ينتظر تخرجه ليتقدم لخطبة شقيقتي رغم علمه بمعارضة الاهل من كلا الطرفين.. كنت اجد زوجة عمي تنظر لي شزراً كلما وجدتي اتحدث هامسة مع ابن عمي.. كنت ارتبك وانا في مثل تلك السن فالوذ بالفرار حاملة معي قصاصة ورق او رسالة شفوية قصيرة..
وكانت شقيقتي تتمتع بجمال قل نظيره.. كما كانت متفوقة في دروسها إلا ان والدي كان غير متحمس لاكمال دراستها الجامعية فهي تثير الانتباه عند سيرها في الشارع فما كان منه إلا ان يصحبها في ذهابها وايابها الى الاعدادية وجاءه الفرج حيث تقدم لخطبتها احد الرجال المتنفذين من حكومة النظام السابق فخطبها لابنه الوحيد بعد ان رأها تنتظر قدوم والدي لاخذها الى البيت.. فسأل عنها فوجدها من عائلة كريمة وثرية.. رحب كل من في البيت بتلك الخطبة باستثنائي.. ارسلت اختي رسالة بيدي تخبر ابن عمنا بالأمر لكنه وقف حائراً فهو ما زال طالباً في المرحلة الثانية للكلية الطبية والخصام بين العائلتين يمنع مفاتحة والدي بالخطبة.. ثم ان امامه سنوات لكي يتخرج والامر الآخر والأهم هو ان عمنا كان متقاعداً لا يمتلك سوى البيت الذي يسكنه ومجموعة من الابناء ما زالوا في مرحلة الدراسة.. وهو الابن البكر له..
تزوجت شقيقتي من ابن ذلك المتنفذ وكانت حفلة تحدث عنها الوسط الحاكم آنذاك كثيراً.. كان قد حدث ذلك في عام 1992 وبين دموع شقيقتي وحزني تم زفافها الى ذلك الفتى المدلل الذي اساء معاملتها منذ اليوم الاول لزواجها.. انجبت منه ثلاثة ابناء لكنها لم تطق العيش معه فطلبت الطلاق.. وعادت الى بيتنا مع ثلاثة من الابناء..
انقطعت علاقتي ببيت عمي بعد ان انتقلنا الى منطقة تبعد عنهم كثيراً فلم اعد التقي ببنات عمي كثيراً وانشغلنا جميعاً بحياتنا وتخرجت انا الاخرى طبيبة..
وذات يوم وفي مؤتمر طبي عقد في عمان التقيت بابن عمي- حبيب شقيقتي- وكانت صدفة جميلة.

زواج لم يلاق الترحيب!!
اخبرته بما حل بشقيقتي فقال انه يعلم بذلك.. اخبرته ايضاً انها ما زالت تحبه وتحن اليه إلا انه قال انه لا يستطيع الارتباط بها بعد طلاقها وكان ناقماً عليها.
قال انها كانت تستطيع الرفض والمقاومة لو ارادت.. لكنها هي الاخرى ركضت وراء الشهرة والمال والجاه..وجدته يتحدث عنها حانقاً واصفاً اياها بالخيانة.. كما ويهتم بي ويُطري على البحث الذي قدمته وعند عودتنا اقترح علي ان اقوم بطبع ذلك البحث على شكل كراس وان اقدمه للنقابة وسوف يساعدني هو بذلك وبحكم قرابته مني كنت التقي به مرات عديدة من اجل تلك المهمة.. وفي احدى الندوات صارحني بحبه.. شعرت بدوار واحراج.. كيف لي ان ارتبط بحبيب شقيقتي التي ما زالت تحن اليه.. ووجدتني اتجاوب معه متناسية كل علاقة له بالماضي.. لكنني كنت اخشى رفض والدي له.. وصدق ظني فقد ثار والدي واشقائي ووالدتي لذلك الطلب. وقد اخبرني ان عائلته هي الاخرى رفضت تلك الفكرة وذلك المشروع.. اما شقيقتي فقد اصيبت بوجوم.. ولم تنبس ببنت شفة.. ورغم كل ذلك الرفض.. رضخ في النهاية الجميع.. وتزوجنا

شكوك وظنون
وفي حفل الزواج التقى الحبيبان.. وجدته يمسك بيدها ويرحب بها بشكل لفت اليه جميع الانظار وهو يقول لها.. لم ار اجمل منك في هذا الحفل! كانت تلك العبارة قد اصابت مني مقتلاً صحيح انها كانت رائعة الجمال وقد لفتت اليها الانظار وقد وضعت تاجاً على رأسها من الماس فبدت كملكة من ملكات الاساطير ولم اكن انا العروس- رغم كل اهتمامي ببدلة الزفاف اصل الى نصف جمالها وشخصيتها الآسرة.. كانت تبدو رائعة وهي حزينة.. وفاتنة عندما تبتسم.. في تلك اللحظات شعرت بالخوف.. والندم.. ثم الشك في ان يستيقظ الحب فجأة بين الاثنين ذلك لانني كنت ادرى من غيري بقوة ذلك الحب.. وبدأت اراقب زوجي وتقاذفتني الشكوك.. الظنون.. كنت اخشى ان اكون مخطئة وان ما اشعر به هو مجرد اوهام..

الحقيقة.. الدامغة
ولكن مع الاسف الشديد كانت الايام تحمل لي رائحة الخيانة من قبل الاثنين.. مما جعلت شكوكي وظنوني تكبر وتكبر لتؤرق نومي ولتحيل حياتي الى جحيم.. وذات يوم سافرت في رحلة عمل واتصلت هاتفياً ببيتي وسألت من يوجد فقالت لي الخادمة ان شقيقتي تزورنا كل يوم عصراً.. وعند عودتي سألت زوجي عن من يحضر في غيابي فنفى ان يكون قد استقبل احداً.. اصبحت مراقبتي له هي شغلي الشاغل.. اسأل عنه في عيادته فتقول لي الممرضة التي تعمل معه انه خرج مع سيدة جميلة..وذات يوم جاءه نداء وهو في البيت فخرج على عجل سرت.. ورائه بسيارتي.. فوجدته يقف امام دار ويخرج مفتاحاً من جيبه ويفتح الباب.. وما ان دخل حتى ترجلت من سيارتي وطرقت الباب.. فتحت الباب شقيقتي وشعرت بالدهشة عندما وجدتني اقف على الباب.. دفعتها جانباً ودخلت اصرخ كالمجنونة.. واقول لها انها سرقت مني زوجي وان ذلك امر لا تقره الاعراف ولا الاديان ولا الشرع.. فخرج من غرفة النوم ومعه اوراق كشفها امامي على انها وثيقة زواجه من شقيقتي ثرت في الدار.. حطمت ما فيه بين صمتها ودهشتها وصفته بالخائن.. ووصفتها بالزانية. وتواصل السيدة حديثها الحزين قائلة.
اتصلت بالسيدة المحامية طالبة منها ان تجد حلاً لمشكلتي.. طالبة منها ان ترفع قضية طلاق على زوجي لانه تزوج من شقيقتي وهذا لا يجوز شرعاً الجمع بين الاختين اجد نفسي مطعونة الكرامة. حائرة خاصة وان لي بنتين من ذلك الزواج..


قتلوا سائق السيارة والشرطي .. انكروا الجريمة ثم اعترفوا فحكم عليهم بالسجن المؤبد
 

اسراء العزي

تبين للمحكمة انه وبتاريخ الحادث المصادف 4/11/2003 استخبر مركز شرطة القدس من قبل احدى دوريات النجدة بحصول حادثة قتل في منطقة الشعب لاحد الاشخاص لغرض سرقة سيارته من قبل ثلاثة اشخاص على اثرها تمت مطاردتهم من قبل احدى دوريات النجدة فقام احد المتهمين بالقاء قنبلة يدوية على دورية النجدة ادت الى استشهاد المجنى عليه الشرطي حازم راشد كريم واصابة الشرطي فلاح حسن علي وتبين فيما بعد قتل المجنى عليه صاحب السيارة نوع كورلا ولدى تدوين اقوال المدعية بالحق الشخصي (ج-ح) والدة المجنى عليه (ب) افادت بان شهادتها ليست شهادة عيانية بالحادث وان ولدها المجنى عليه كان قد خرج بتاريخ الحادث للعمل بسيارته لغرض الاجرة ولم يعد الى الدار وتم اخبارها في اليوم التالي بتعرض ولدها الى حادثة قتل لغرض سرقة سيارته من قبل المتهمين كل من (ع،ل وع.ح وع.م) وقد طلبت الشكوى ضدهم واتخا    ذ الاجراءات القانونية بحقهم ولدى القبض على المتهمين المذكورين وتدوين اقوالهم فقد اعترفوا بالحادث امام المحقق وقاضي التحقيق حيث انا أفادوا بانه سبق وان تم الاتفاق بينهم على سرقة احدى السيارات وقد حضروا جميعاً الى منطقة باب المعظم بأسلحتهم الشخصية (مسدسات) في حين كان المتهم (ع.ح) يحمل معه رمانة يدوية وقد استأجروا سيارة المجنى عليه (ع.ك) وهي نوع كورلا لغرض الذهاب بهم الى منطقة الشعب حيث جلس المتهم (ع.ك) في المقعد الامامي قرب السائق في حين جلس بقية المتهمين في المقعد الخلفي للسيارة وعند وصولهم الى منطقة الشعب طلبوا من سائق السيارة التوقف وترك السيارة الا انه رفض ذلك فقام المتهمان كل من (ع.ك و ع.م) باشهار المسدس عليه واطلقوا النار عليه ونتيجة لذلك فقد اصطدمت السيارة باحدى الاشجار وتوقفت عند ذلك حضرت احدى دوريات النجدة وقامت بمطاردتهم داخل الازقة واطلاق النار عليهم لغرض القبض عليهم فقام المتهم (ع.ح) برمي رمانة يدوية على دورية النجدة فانفجرت وادت الى استشهاد الشرطي حازم راشد واصابة الشرطي فلاح حسن علي وعند عودة الدورية الى المجنى عليه عبد الباسط كريم تبين بأنه فارق الحياة وعند احضار المتهمين امام هذه المحكمة وتدوين اقوالهم فقد تراجعوا عن اقوالهم السابقة المدونة امام المحقق وفي التحقيق حيث افاد المتهم (ع.م) بانه بريء من التهمة المسندة اليه وانه لم يشترك في حادثة قتل المجنى عليه عبد الباسط كريم لغرض سرقة سيارته مع بقية المتهمين في حين افاد المتهمان كل من (ع- وع.ك) بانه سبق ان حصلت مشاجرة مع سائق السيارة الكورلا على مقدار الاجرة وقد اخرج المتهم (ع.ك) مسدسه وانطلقت منها اطلاقة اصابت السائق وقتلته وانهما لم يقصدا سرقة السيارة ولدى مناقشة الادلة في القضية وجدت المحكمة ان اعتراف المتهمين الصريحة بالحادث امام المحققين في التحقق قد تعززت باقوال المدعين بالحق الشخصي (ص.ح.ي) و(م.ك.ح) والشهود ومحضر الكشف والمخطط على محل الحادث ومحضر الكشف عن جثة المجنى عليه واستمارة التشريح ومحضر ضبط السلاح لذا ولما تقدم ولكفاية الادلة ضد المتهمين قررت المحكمة تجريمهم وفق المادة 406/1-ج-ح من قانون العقوبات وصدر القرار حضورياً وبالاتفاق استناداً لاحكام المادة 182/أ من قانون اصول المحاكمات الجزائية قابلاً للتمييز وأفهم علناً في 31/10/2005.

قرار المحكمة
1-حكمت المحكمة على كل واحد من المجرمين بالسجن مدى الحياة
2-الاحتفاظ الى المدعين بالحق الشخصي بحق المطالبة بالتعويض عن الاضرار التي لحقت بهم من جراء الحادث امام المحاكم المدنية عملاً باحكام المادة 19 الاصولية
3-تقدير اتعاب محاماة المحامي المنتدب غازي احمد البياتي بمبلغ مقداره خمسون الف دينار تدفع له من خزينة الدولة بعد اكتساب الحكم الدرجة القطعية وصدر الحكم حضورياً وبالاتفاق استناداً لاحكام المادة 182/أ الاصولية قابلاً للتمييز وأفهم علناً في 31/10/2005.


من احكام القضاء .. قلع عين طفــل فحكــم عليه بالـبراءة
 

محمود علوان

ملخص الدعوى: ادعى المدعي (ح) حسب ولايته عن ابنه القاصر (ب) لدى محكمة بداءة كركوك، ان المدعى عليه، الطبيب (س) بصفته طبيب عيون، اجرى عملية قلع العين اليسري لأبنه القاصر (ب) في المستشفى العائد للمدعى عليه الثاني، على اعتبار ان عين الطفل مصابة بمرض خبيث، وقد اتضح فيما بعد ومن خلال التقارير الطبية الصادرة عن الدائرة التابعة للمدعى عليه الثالث، وزير الصحة اضافة الى وظيفته ان عين الطفل كانت مصابة باحمرار ناتج عن نزف دموي بسبب شدة خارجية، وحيث ان اللجنة المشكلة بأمر وزير الصحة في مستشفى بن الهيثم للعيون لم يثبت لديها وجود مبرر لاجراء العملية المذكورة، مما يعني أن العملية اجريت خلافاً للاصول والقواعد الطبية، لذا فان المدعي اقام الدعوى للمطالبة بالتعويض الذي قدره (خمسة ملايين دينار عراقي) لذا طلب دعوة المدعى عليهم للمرافعة والحكم بالزامهم بالتكافل والتضامن، بدفع التعويض المطالب به، وتحميلهم الرسوم والمصاريف، ولغرض الرسم فانه اقام الدعوى بمبلغ عشرة الاف دينار، مع احتفاظه بحق اقامة دعوى منظمة او مستقلة بالباقي من المبلغ المذكور وفي ضوء تقدير الخبراء.

قرار محكمة بداءة كركوك
اصدرت محكمة بداءة كركوك بالاضبارة المرقمة 105/آب/2001 وبتاريخ 11/2/2002 حكماً حضورياً يقضي برد دعوى المدعي حسب ولايته عن ابنه القاصر (ب) وتحميله المصاريف واتعاب محاماة محامي الخصم طعن المدعي بقرار المحكمة، محكمة البداءة تمييزاً طالباً نقض الحكم المميز وللاسباب الواردة في اللائحة التمييزية فقررت محكمة التمييز بحكمها المرقم 439/ مدينة ثالثة/ 2002، وتاريخ 19/5/2002، نقض الحكم المميز واعادة اضبارة الدعوى الى محكمتها للسير فيها على وفق القرار التمييزي، واتباعاً للقرار التمييزي آنف الذكر، فقد اصدرت محكمة البداءة قرارها بتاريخ 15/1/2003 حكماً حضورياً يقضي برد دعوى المدعي حسب ولايته على ابنه القاصر (ب) وتحميله الرسوم القضائية واتعاب محاماة محامي الخصم. طعن المدعي مرة اخرى وحسب ولايته، بقرار حكم محكمة البداءة لدى محكمة التمييز، طالباً نقض القرار للاسباب والحيثيات الواردة في اللائحة التمييزية، وقد اصدرت محكمة التمييز الحكم الاتي:
قرار محكمة التمييز
لدى التدقيق والمداولة، وجد ان الطعن التمييزي واقع ضمن المدة القانونية، فتقرر قبوله شكلاً، ولدى النظر في موضوع الحكم المميز، وجد انه صحيح وموافق للقانون حيث ان المحكمة اتبعت القرار التمييزي المرقم 439/ مدنية ثالثة/2002 والمؤرخ في 19/5/2002 وركنت في تقدير عدم مقصرية المدعى عليه، المميز عليه، الى تقدير الخبراء من الاطباء المختصين، الذي تبين منه ان ليست هناك مقصرية على المدعى عليه، ولما كان تقرير الخبراء قد جاء معللاً ومسبباً فانه يصلح ان يكون سبباً للحكم، لذا قرر تصديق الحكم المميز ورد الاعتراضات التميزية وصدر القرار بالأتفاق في 12 شوال 1424هـ الموافق 6/12/2003.

رقم القرار 686/ مدنية ثالثة/ 2003 بتاريخ 6/12/2003.


المشـاهدة في المحاكم .. الأطفــال يــدفعون ثمــن أخطـاء آبــائهــــم
 

بغداد/المدى

كثيرة هي المشاكل والمعاناة التي تخلفها حالات الافتراق بين الزوجين وإذا كانت معاناة الزوجين كبيرة ومتشعبة بين المحاكم ومشاكل الأهل وأمور النفقة وإجراءات الطلاق ومتاعب الزوجين فان ما يواجهه الأطفال اكبر فهم يعانون كباراً وصغاراً دون ذنب اقترفوه وإنما هم يدفعون ثمن أخطاء ورعونة الأبوين اللذين لم يتركا للعقل أي دور في حل مشاكلهما التي لوتم الاستماع إليها لوجدت الكثير منها حلولا ولا تستدعي التوصل الى الافتراق ومن الأمور المؤلمة والتي هي نتيجة لحالات الافتراق ((المشاهدة ))

وهي كما يقول المحامي يحيى الشمري عبارة عن تمكين الزوج أو الزوجة من مشاهدة أولادهما وذلك استنادا إلى قرار محكمة الأحوال الشخصية حيث تم تحديد زمان ومكان المشاهدة وان هذه المشاهدة سببها الخلافات الزوجية التي أدت إلى حدوث مثل هذا المنع .
عدم الحضور
وفي حالة امتناع احد الزوجين عن إحضار الأولاد الذين صدر قرار من المحكمة بتمكين احد الزوجين من مشاهدتهم لابد لأحد الطرفين من استحصال كتاب من الجهة التي يقع فيها الحضور يؤيد امتناع احد الشخصين عن إحضار الأطفال وفي هذه الحالة يؤخذ هذا الكتاب ويعرض على المنفذ العدل الذي يقرر حبس المخالف بعد عرضة على قاضي محكمة البداءة الأول
جمعية حقوق الإنسان مكان ثابت للمشاهدة
التقينا السيد إسماعيل البديري رئيس الجمعية وهي المكان المختار للمشاهدة إذ قال إن المشاهدة هي آخر الحلول بعد أن تصل وضعية الزوجين إلى طريق مسدود وهي من الأمور المؤلمة التي لو فكر الزوجان قليلا بعواقبها وتأثيرها النفسي على الأطفال لما أقدموا عليها أما عن الجمعية فهي مجرد مكان لهذه المشاهدة حيث تم تخصيص قاعة لالتقاء الأطفال بإبائهم وأمهاتهم ونحاول أن نأخذ دور المصلح.
اللجنة القانونية (المشاهدة تحط من مكانة المرأة)
إلى اللجنة القانونية كانت وجهتنا حيث التقينا بالآنسة تقوى الخطيب نائبة رئيس اللجنة القانونية التي أجابت عن أسئلتنا
كيف تقيمين المشاهدة من الناحية الإنسانية ؟
هي تحط من مكانة المرأة وإنسانيتها إضافة إلى البهذلة التي تراها في هذا المكان كذلك الزوج الذي يترك عمله ويأتي ليرى أطفاله وكأنه غريب
أما الطفل فهو لا يعلم من الأمر شيئاً وليس له أية مصلحة فيما يحدث بل هو كالدمية يجلب إلى هذا المكان ليشاهد أبويه أغراباً .
ما هو دور والدي الزوج والزوجة ؟
للأسف الشديد لا دور يذكر في اغلب الحالات ولكن لابد للأبوين سواء من جهة الزوج أم الزوجة من إيجاد صيغ مثلى للتعامل وضرورة أن يكون لهما الدور الايجابي في حل المشكلة ومراعاة مصير أحفادهم لذلك فان حالة الانفصال لا تخدم كل الأطراف
والمحامي ما هو دوره في هذه القضايا ؟
للمحامي دور كبير في إصلاح ذات البين ويعتمد ذلك على الجهد الذي يبذله في نواحي الخير والتعاون والتعامل مع الطرفين بإنسانية وان لاتكون أهواؤه الشخصية هي الدافع وان لا يكون الطمع والحصول على المال الوسيلة الوحيدة التي يسعى من اجلها وللأسف الشديد لم الحظ طوال فترة عملي أن محامياً قام بالمحاولة للوصول إلى حل يرضي الطرفين علما بان القضية أية قضية لابد وان يكون لها حل .
أهم المشاكل التي تواجهكم ؟
أهم المشاكل هو الشجار الذي يحدث بين الزوجين أثناء المشاهدة واغلب الأحيان تكون الزوجة هي المهانة والتي تتعرض للشتم والسب من قبل الزوج إضافة إلى أن بعض الأطفال يكون لديهم التزام بالدوام المدرسي والأب لا يتفهم ذلك .
ثم إن المكان ضيق وغالبا ما تكون القاعة محجوزة فيضطر الوالد للحضور خارج القاعة كذلك فان البعض يجلب العائلة بأكملها للمشاهدة والأخوات والأعمام ومن الطريف أن بعضهم يقوم بالاحتفال بعيد ميلاد الطفل في الجمعية ونحن نشارك الفرح طبعاً .
ما المواعيد التي حددتها دائرة التنفيذ وهل تتساهلون في ذلك ؟
دائما ماتكون المواعيد المحددة هي مرة كل أسبوعين وقد حددت في 1 و15 من كل شهر إلا أن الذي يحدث هو عدم حضور احد الطرفين وحضور الطرف الثاني وهذا يحدث إشكالاً في عملنا أما عن التسهيلات فنعم لأننا نحاول لم الشمل وخاصة إذا كان احد الزوجين يسكن في محافظة أخرى عند ذلك نقوم باستقبال الزوجين في أيام غير الأيام المقررة كحالة إنسانية كما أن عملنا في جمعية حقوق الإنسان مجاناً ودون أي مقابل
هل حدث وان تم الوفاق والصفاء
أثناء اللقاء ؟

على مدى السنين لم يحصل أي شيء من هذا القبيل والسبب تزمت الزوج والزوجة برأييهما وعدم تحكيم منطق العقل وأنا أرى إن للأهل الدور الكبير في تازيم الأمور كذلك المحامي أما الضحية الأكثر تضرراً ألان وفي المستقبل فهم الأطفال
سكن خاص
في ممرات الجمعية التقينا السيد مظفر حسن جاء ليشاهد أطفاله وحين سألناه عن السبب قال مشاكل الحياة كثيرة سواء الحالة المعيشية للزوج وربما عدم وجود سكن مستقل
عدم التوافق
سعاد وحودي قالت إن عدم التكافؤ هو سبب الانفصال إذ انه يشعر بالاستصغار كوني جامعية وموظفة وهو لا يملك شهادة وعلى الرغم من محاولاتي كسر هذا الحاجز أو تذليل هذه المشكلة إلا أن الأمر لم يحدث وتم الانفصال وكما ترى فان هذه الطفلة هي ابنتي كما هي ابنته أيضاً وعلي الإقرار بذلك .
أخذت كل شيء .
ميثم عبد الله قال لقد كان قرار القاضي مجحفاً بحقي وقاسياً وقد أخذت مني بعد الطلاق كل شيء إضافة إلى نصف راتبي وقد تزوجت غيري وكذلك تزوجت ولكن المشكلة في النفقة .
النفقة لا تكفي
هذا ما قالته السيدة حوراء غانم وأضافت في الوضع الذي نعيشه أرى أن مبلغ النفقة لا يكفي في ظل الارتفاع الكبير بالأسعار هذا غير اللف والدوران الذي يستخدمه الزوج في الاتفاق مع الدائرة بعد جلب الرقم الصحيح لآخر راتب
الحقيقة تقال
لقد شاهدنا بأم أعيننا بان بعض الأزواج كانوا كرماء جداً مع أطفالهم ونتمنى أن تكون هذه الحالة مع الزوجة أيضاً وما يحتاجه الطرفان سوى إسداء النصح كي تعود المياه إلى مجاريها إذ أن على الجميع أن يدرك بان لا مشكلة دون حل وعليهم التفكير أكثر من مرة قبل اتخاذ هذا القرار الصعب وكي يبتعدا عن بهذلة المحاكم ..
ويعيش أطفالهم بينهم وفي كنفهم ..

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة