المؤتمر
الاقليمي حول العراق
بقلم: ريجارد هولبروك
ترجمة: المدى
ان
من بين اقوى المدافعين عن تغيير الاستراتيجية الامريكية
حول العراق قد كان سفيرا الى الامم المتحدة، ريجارد
هولبروك. ومن بين المقاربات التي يدعمها هولبروك اقامة
مؤتمر اقليمي يضم جيران العراق للمساعدة في نشر الامن
وتجنب قيام حرب اهلية في البلاد.
و
بهذا المفهوم، تحمل الخطة بعض التشابه مع اتفاقية دايتون،
و هي الاتفاقية التي صممها هولبروك لانهاء حرب البوسنة عام
1995. كانت الاتفاقية قد تم التوصل اليها عن طريق إقامة
مؤتمر يجمع قادة كرواتيا، وصربيا، و البوسنة. يقول هولبروك
إن المؤتمر الاقليلمي يمثل "فكرة جيدة جدا" و لكن " لا
يوجد اي من العوامل التي حدثت في البوسنة يمكن ان تطبق
هنا."
هل تؤيد اقامة مؤتمر اقليمي حول العراق؟
اعتقد بان مؤتمرا اقليميا حول العراق يشكل فكرة جيدة جدا،
ولكن نتيجته ستعتمد على المشاركين. ان هذه الحرب قد شنت
على الارض من قبل قوى ليست بالضرورة ستهتم كثيرا في ما
يقوله اللاعبون الدوليون الاقليميون. ومع ذلك، انها محاولة
تستحق التجريب.
هل ستدعو بلدان مثل ايران و سوريا لحضور المؤتمر؟
ان لم تحضر ايران و سوريا، فلن يكون للمؤتمر اية فائدة.
فهما دولتان جارتان، تدفعان باتجاه تفاقم المشكلة، فاما ان
تعقد المؤتمر بشكل صحيح او لا تعقده بالمرة. ففي حالة
افغانستان، في اجتماعات بون عام 2002، لم يكن الايرانيون
حاضرين فحسب، بل كانوا يمثلون جزءاً مهما من الحقيقة التي
ادت الى توصل المؤتمر الى نتيجة ناجحة، التي ادت الى تنصيب
الرئيس حامد كارزاي باعتباره قائداً يحظى بقبول واسع.
ما هي الدروس التي نتعلمها من مثال البوسنة؟
حسنا، البوسنة امر مختلف تماما. فعندما تدخلنا، عام 1995،
كانت الحرب تدور منذ اربعة اعوام بدوننا. قمنا بالتدخل
بشكل مباشر، قمنا بقصف (قوات صرب البوسنة) ، اثرنا
اهتمامهم، قمنا بتجميعهم، و اجبرناهم على قبول اتفاقية.
وان التشابه الوحيد الواضح هو تجميع كل الاطراف معاً،
حجزهم، في حالة البوسنة وراء سياج عال من الاسلاك الشائكة
في قاعدة "رايت باترسون" الجوية خارج دايتون، اوهايو،
ودفعناهم لاجراء مفاوضات مطولة الى ان اتفقوا. ولكن نوع
النفوذ الذي كان لدينا في البوسنة قد انتهى منذ فترة في
العراق. ففي البوسنة، في دايتون، كان لدينا تهديد بقصفهم.
وفي العراق، لم يبق هنالك الا تهديد بالانسحاب. انه شيء
مختلف تماما.
ان كنتم تقترحون عقد مؤتمر اقليمي، من ينبغي ان يرعاه؟ هل
تقترح الامم المتحدة؟
تمتلك الامم المتحدة سلطة فريدة على الدعوة الى الاجتماع،
سواء كان طرف ما يحبها ام لا، وهي الجهة الوحيدة التي
تستطيع ان تدفعهم للاجتماع سوية، و لكنك ستحتاج ايضا الى
دعم الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي.
هل تتوقعون ان التقرير القادم لوزير الخارجية السابق جيمس
بيكر، يوصي بعقد مثل هذا المؤتمر؟
ليس لدي فكرة عن ما سينصحون به.
بصورة عامة، ماهو الدور الذي ينبغي لجيران العراق ان
يلعبوه في مستقبل البلاد، و اني افكر بشكل خاص حول ايران و
سوريا؟
وتركيا
حسنا، ان لكل من تلك البلدان الثلاثة اضافة الى العربية
السعودية مصلحة خاصة، وهي ليست متطابقة في المنطقة، و لكن
اي منها لا تريد ان يخرج الوضع عن نطاق السيطرة والذي قد
يزعزع استقرارهم ذاته. لذلك فان هذا هو الخيط المشترك الذي
ينبغي علينا ان نبني اتفاقا حوله. هنالك شيء واحد، سعادة
السفير، و هو دعوتكم الى اعادة نشر القوات في شمال العراق.
هذا صحيح
هل تلك الخطوة تستهدف تركيا بالتحديد؟
نعم. فالاتراك كانوا قريبين جدا ، قبل ثمانية اسابيع، من
غزو شمال العراق لمنع ما اعتقدوه بانها خطوات مفرطة باتجاه
الاستقلال من جانب الاكراد. وكان هذا يمثل هاجسا بالنسبة
لتركيا منذ اكثر من ثمانية اعوام. و اعتقد بان الولايات
المتحدة ينبغي ان تضع بعض القوات- لا توجد حاجة لان تكون
كبيرة، لواءان قد يكونان كافيين- في شمال العراق كطريق
لتقليل فرص قيام حرب تركية-كردية، رقم واحد؛ و رقم اثنان،
المحافظة على قدرات في الافق في حالة انسحابنا من بقية
اجزاء العراق من اجل متابعة الارهابيين، وثالثا، بصراحة،
ان ذلك سيسمح للرئيس بوش للقول بانه لم يكن ينسحب من جميع
اجزاء العراق بالرغم من انه في الواقع قد طرد منه.
عن فورن أفيرز
|