هل تفوز هيلاري كلينتون بالبيت
الابيض
ترجمة نادية فارس
عن الاندبندت
في
الوقت الذي يحتفل فيه الديمقراطيون بالسيطرة على مجلسي
النواب والشيوخ، يلوح تفاؤل في الافق يخص السيدة الاولى
السابقة، والامر لا تستأثر به وحدها فالانتخابات الرئاسية
المقبلة في 2008، تبدو الاكثر انفتاحاً في التاريخ فقد
رشحت اسماء عديدة للمنصب، ولكن شخصين فقط اعلنا عن نيتهما
الترشيح للانتخابات المقبلة.
اول
الراغبين بالرئاسة هو دنكان هنتر، رئيس لجنة الخدمات
العسكرية الذي سيترك منصبه قريباً للديمقراطيين وهنتر اعلن
رغبته تلك دون ان ينتظر نتائج الانتخابات النصفية. المرشح
الاخر هو توم فيلزاك، الحاكم الديمقراطي لولاية ايوا، الذي
اعلن عن ترشيح نفسه بعد فوز الديمقراطيين مباشرة.
الاثنان لن يكونا وحدهما فانتخابات الرئاسة القادمة ستشهد
مرشحين كثيرين مع ان الاجواء العامة تبدو غير مرضية فهناك
ازمة العراق اضافة الى بوادر مواجهة مع ايران او احتمال
هجوم ارهابي جديد وهي جميعاً بامكانها تغيير الارضية
السياسية بعمل او ضربة واحدة.
وفي الحقيقة فان السباق نحو الرئاسة بدأ فعلاً مع اغلاق
آخر صندوق للانتخابات الاخيرة وفي غضون اسابيع او ربما
ايام ستعلن اسماء جديدة. الحاجة اصبحت ماسة الى حملات
التمويل.. وسعر أية بطاقة لحضور حفل في البيت الابيض يبلغ
في الاقل 30 مليون دولار والحملات الرئاسية ستبدأ قبل
للانتخابات بحوالي ستة اشهر.
واجواء الحاضر تبدو وكأنها تؤهل الفوز للديمقراطيين وحتى
ذلك الحين ستكون البلاد قد تحملت ثمانية اعوام رئيساً
كارثياً ازدادت اعماله سوءاً والذي جرّ بلاده الى حرب غير
ضرورية ومكروهة ووقتياً على الاقل، يبدو ان الايدلوجية
المحافظة التي جعلت حزبه متعباً وقد اظهرت الانتخابات
النصفية ان اميركا تريد التغيير.
والديمقراطيون الذين اصبحوا السادة في مجلس الشيوخ والنواب
للمرة الاولى منذ اثني عشر عاماً، فان الجمهوريين امتلكوا
فرصة اثيرة للدعاية لحزبهم وآرائهم منذ ان غادر كلينتون
الرئاسة في كانون الثاني 2001.
الشيء الاخير الذي سجلته الانتخابات النصفية كمعلم في
الحياة السياسية الامريكية هو بروز نانسي بيلوسي كناطق
رسمي وايضاً فوز اول مسلم لعضوية الكونغرس (مينيسوت- كيث
ايليسون) وفوز ثاني امريكي اسود كحاكم ولاية، ديفال باتريك
في ماساشوسيتت وهنا يبزغ سؤال: لماذا لا تكون سيدة الرئيسة
المقبلة وهيلاري كلينتون تسود اجواء الحزب الديمقراطي!
وحسب استبيان اجرته محطة
CNN
ظهر ان مؤيدي هيلاري
يبلغون 28% وهي نسبة كان يمكن ان تزيد لولا الظهور المفاجئ
لمرشح آخر وهو باراك او باما الذي حصل على نسبة 17% من
الاصوات، وجاء بعده آل غور ثم جون إدواردز 13% وجون كيري
12% اما فيلزاك فحصل على نسبة 1% فقط.
والسيدة كلينتون تستفيد حتماً من شهرتها والتنظيم الجيد
لحملتها الانتخابية التي وفرت لها مبلغ مليوني دولار، وقد
امضت السنوات الست في دورتها الاولى في الكونغرس، منتمية
الى الوسط اللبيرالي، ويصفها الكثيرون بـ(مدام ماو)
السياسة الامريكية.
ولكن ما دور بيل كلينتون في ترشيح هيلاري ودعم حملتها؟
لابد من القول ان كونها سيدة البيت الابيض سابقاً، كان له
دور في توطيد علاقاتها مع ابرز رجالات السياسة ولكن دور
(بيل) يبدو غير واضح بالنسبة لترشيحها، مع انه من مؤيدي
ذلك وهناك خشية في بعض الاوساط من ان هيلاري ستنجح في كسب
دعم الديمقراطيين لترشيحها ولكنها قد تفشل في الخطوة
التالية امام المرشح الجمهوري جون ماكين، الذي يمتلك حظوة
لدى المستقلين في حين يقول البعض الاخر انها لن ترشح
مطلقاً للرئاسة اما بالنسبة لجون ماكين، الذي يعتبر من
الذين يمتلكون فرصة كبيرة للفوز فانه لم يرشح نفسه رسمياً
للانتخابات المقبلة مع ان لاسمه وقعاً كبيراً وتأثيراً
واسعاً في حملات التمويل كما انه يمتلك فريقاً قوياً من
الخبراء الذين خططوا حملتي بوش الانتخابيتين عام 2000
و2004 وان اصبح ماكين رئيساً عام 2008 فانه سيكون اكبر
الرؤساء الامريكيين سنّاً.
|