تحقيقات

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

وهم يحتفلون بعيد الازدهار .. الصابئة المندائيون يعبرون عن قلقهم من تصاعد عمليات الهجرة

 الناصرية / حسين كريم العامل
حين اخذ يحدثني عن عوائل الجيزانيين والفريجية والعثمان والبوسبتي والبنكانية والسهيليين توقف المندائي مانع شاهين اكثر من مرة ليتحرر من احزانه فمعظم افراد هذه العوائل المندائية قد غادروا العراق وما عادوا يشاركونه مائدة الافطار التي اعدها صباح عيد الازدهار احتفاءا بذكرى عودة ( هيبل زيوا ) الملاك الذي هبط من السماء ليبارك عملية ازدهار الحياة على ارضنا الطيبة.

هجرة مقلقة
يشير شاهين الذي درسني مبادئ الرياضيات مطلع سبعينيات القرن الماضي الى ان عدد المندائيين الذين كانوا يقيمون في مدينة الناصرية ، المدينة الجنوبية التي تتمتع حاليا باستقرار نسبي كان يشكل في السابق ثلاثة اضعاف ما هوعليه الان0
في حين اكد خالد جميل الذي لجا الى الناصرية من منطقة السيدية في بغداد قبل بضعة اسابيع في حديثه عن حجم ومساحة الاضرار التي الحقتها اعمال العنف بالمندائيين :
ان اكثر من 75 % من مندائيي العاصمة قد غادروها الى دول الجوار والمدن الكردستانية ومدن الناصرية والعمارة في الجنوب وان المتبقي منهم كما يقول اما ينتظر الفرصة ليغادر او انه لا يمتلك المال الكافي للهجرة الى الخارج مشيرا الى انه لم يتبق سوى خمسة ورش صياغة من اصل 60 ورشة كان يمتلكها المندائيون في شارع النهر ورد اغلاق هذه الورش في الشارع الذي اقترن اسمه بافراح العراقيين الى هجرة 90% من اصحابها الى خارج القطر و10 % منهم الى مدن كردستان والعمارة والناصرية بعد تعرض حياتهم وحياة عوائلهم للخطر ولاسيما بعد تصاعد عمليات الخطف والقتل والابتزاز التي طالت جميع المدائيين في المناطق الساخنة.
وقد اكدت مصادر مندائية مطلعة ان نسبة المندائيين الذين هاجروا الى خارج القطر من مناطق بغداد وابوغريب وديالى والفلوجة والموصل تشكل ما بين 60
– 75 % من عدد المندائيين في تلك المناطق في حين تتراجع هذه النسبة لتشكل 20 % في مناطق الناصرية والبصرة والعمارة المستقرة نسبيا وقد اشارت المصادر التي لم تخف قلقها من تصاعد وتيرة الهجرة وعدتها واحدة من العوامل التي ستؤدي الى انقراض الديانة المندائية، فسوريا وحدها تضم حاليا اكثر من 1000 عائلة مندائية مهاجرة تقدم معظم افرادها بطلبات لجوء الى الدول الاوربية.
اختفاء التقاليد
وتعد هجرة المندائيين من موطن ديانتهم الاصلي واحدة من المخاطر الحقيقية التي تهدد الديانة المندائية غير التبشيرية بطبيعتها ، فانقطاع الفرد المندائي عن ممارسة طقوسه الدينية التي تتطلب اشراف رجل دين متخصص بدرجة ( ترميذة ) في الاقل ونهراً جارياً وطقساً معتدلاً للتعميد ومستلزمات اخرى قلما تتوفر في معظم دول المهجر سيؤدي بالنتيجة الى ظهور جيل جديد من ابناء المهاجرين يجهل معظم مبادئ وطقوس الديانة المندائية كما يساهم بشكل كبير في فقدان ابناء الطائفة المندائية هويتهم الدينية ويجعلهم عاجزين عن مقاومة مغريات الديانات التبشرية مما ينعكس ذلك سلبا على حجم الطائفة التي لا يتعدى عدد افرادها في جميع دول العالم بضع مئات من الالاف.
وقد استدعت هذه التحديات حسبما يقول حكيم سليم حنظل رئيس مجلس طائفة الصابئة المندائيين في ذي قار إلى اتخاذ المجلس الروحاني الاعلى للطائفة المندائية عدة خطوات من شانها تحجيم مخاطر الهجرة وذلك من خلال تشجيع المندائيين على الهجرة الى داخل الوطن وتجنب الهجرة الى خارجه ما امكن ذلك ، والعمل على ارسال رجل دين ( ترميذة ) لكل بلد يضم جالية مندائية كبيرة وذلك للاشراف على اقامة الطقوس الدينية الخاصة ولاسيما طقس التعميد الذي يدخل كركن اساس في طقوس العبادة ومناسبات الزواج والولادة والوفاة وغير ذلك من مجالات الحياة الاخرى كما ان المجلس الرو حاني والقول لحنظل عمل على تهيئة مكان خاص للتعميد ومقبرة خاصة في عدد من دول المهجر ومنها سوريا.
وتشير الوقائع وعدد غير قليل من المندائيين الى ان اجراءات المجلس الروحاني الاعلى تبقى قاصرة ودون مستوى التحديات ما دامت اعمال العنف والتهديدات في تصاعد مستمر الامر الذي يتطلب من الحكومة التدخل بشكل فاعل وسريع لوقف فوضى السلاح وتحجيم نشاط المجموعات المسلحة والعصابات الاجرامية ليتمكن جميع العراقيين ومن بينهم ابناء الاقليات من العيش بسلام.


الطريق إلى جامعات علمية وتربوية
 

بغداد / إنعام جبار
ينتظر طلبة الجامعات هذه السنة عاماً يختلف عما سبقه من حيث مظاهر العنف والتحزب التي سادت أجواء الدراسة طيلة الأعوام الثلاثة المنصرمة، وقبل مدة أصدرت الحكومة قراراً منعت بموجبه تداول أي نشاط سياسي وحزبي داخل الجامعات فضلاً عن منع جميع النقابات والاتحادات التي تثير الفتنة الطائفية من العمل داخل الجامعة ومنع الصور والشعارات المثيرة للخلافات بين الطلبة والأساتذة، وتبعته وزارة التعليم العالي بإصدار تعليمات تخص تطبيقه، وهذا القرار من المؤمل تطبيقه خلال العام الدراسي الحالي وينتظره طلبتنا الذين عانوا الأمرين من تداعيات تلك المظاهر ، وتحدث عدد من الطلبة والأساتذة عن جوانب مهمة للقرار وأهمية إظهاره إلى العيان.
آفاق جديدة
الطالب منتصر ابراهيم من الجامعة المستنصرية قال: أن القرار هو محاولة لدرء التداعيات التي حصلت على العديد من الأساتذة والطلبة والتي راح ضحيتها العشرات، فصارت الجامعات مكاناً لبث البرامج الحزبية والطائفية، وحال تطبيقه بشكل عملي فمن شأنه أن يعزز مشروع المصالحة الوطنية وفتح آفاق أمام الطلبة كي يكونوا يداً واحدة وفكراً واحد بعيداً عن التجاذبات الحزبية والطائفية المؤثرة على الوضع الدراسي من جهة، وعلاقة الطلبة مع بعضهم بعضاً والتي تنعكس بتصرفهم خارج الجامعة من جهة أخرى.
مؤسسة تعلمية
أما احمد الزبيدي/ طالب دراسات عليا في جامعة بغداد فأوضح أن التحزب سمة خطرة وتؤثر في المستوى العلمي للطالب، وأضاف: الطلبة وحتى الأساتذة في زمن النظام السابق كانوا يتبوأون مكانات مهمة في الجامعات بسبب انتمائهم الحزبي، وهذا الأمر لو تكرر بالنحو الذي ذكرته فستصاب العملية التربوية بالضرر وينشأ قادة مستقبل فاشلون كنا ننتظر أن تكون خطوة المنع تلك من قبل الحكومة منذ فترة طويلة، لأن المؤسسات الأكاديمية في جميع أنحاء العالم يفترض بها أن تكون بمعزل عن الشؤون السياسية ونزاعاتها وغيرها التي تتعلق بالتحزب لهذه الجهة أو تلك، فالجامعة يجب أن تكون مؤسسة تعليمية تربوية ومكانا لإنتاج مثقفين وقادة رأي في الدولة دون انشغالهم بأمور التحزب والولاءات المؤثرة في العملية الأكاديمية وتحرّف اتجاهها.
إجراءات حازمة
وعلى الجانب الحكومي قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد ذياب العجيلي في تصريح صحفي أن قطاع التعليم العالي ينبغي أن يكون في طليعة المتصدين للتحديات والمشاكل الجسيمة التي يتعرض لها العراق حالياً، وأضاف العجيلي إن الوزارة استعدت لوضع حزمة من الإجراءات التي من شأنها النأي بالجامعات عن الصراعات والتجاذبات السياسية والطائفية على اختلاف أشكالها وأنواعها، داعياً رؤساء الجامعات والهيئات العلمية إلى التفاعل الخلاق مع هذه الإجراءات وتكثيف النشاطات الرامية لتوعية الطلبة وضمان انصرافهم لطلب العلم والمعرفة ورفع مستواهم على جميع الأصعدة وتنظيم المسابقات العلمية والثقافية والرياضية التي من شأنها صقل مواهبهم والارتقاء بها.
نشاطات مختلفة
واكد كلام الوزير الطالب علي سلمان من كلية التربية الرياضية وقال: لو توفرت نشاطات رياضية وفكرية للشباب على العموم وطلبة الجامعات خاصة لانصرفوا اليها وتركوا امور السياسة لأهلها، فنحن نفتقد الى النشاطات الرياضية بالشكل الدوري التي يشترك فيها طلبة المعاهد والجامعات وتنمي فيهم روح المشاركة والتحدي فضلاً عن كونها نشاطات جسدية هم بأمس الحاجة اليها بعد الغياب الملحوظ لها في الحياة العامة للظرف الامني، ودعا علي عمادات الجامعات والمعاهد الى اقامة تلك المسابقات التي تشمل الفكرية والثقافية منها.
جيل جديد
فيما اشار الاستاذ عادل من جامعة بغداد بأن التحزب في الكليات افرز ظاهرة كانت موجودة على مستوى ضيق لكنها انتشرت مع وجود (قوة) يستند إليها بعض الطلبة، وأضاف: نحن الأساتذة نعاني الكثير من المشاكل بسبب تسلط عدد من الذين ينتمون إلى بعض الأحزاب خاصة فترة الامتحانات، من خلال التلميح إلى عدم المحاسبة على أخطائهم أو سوء تصرفهم، وأقولها بصراحة.. بدأنا نخشى على حياتنا من هؤلاء الطلبة، واستدرك بالقول: وبهذا القرار قد يشعر الطلبة المتحزبون أن سندهم الذي كانوا يخيفوننا به اختفى داخل الحرم الجامعي وبهذه الصورة نتمكن من بناء جيل يحصل على ما يستحقه.
قلق الأمهات
فيما تشعر السيدة ابتهال جواد بالقلق على ابنتها حينما تحدثها عن مظاهر التحزب واضافت: اقلق ايضاً مما يرافق هذا التحزب من احتقان وكلام بالسر بين الطلبة عما يجري في الجامعات من أمور بعيدة عن الدراسة وهو ما يشكل خطرا على الطلبة داخل الجامعة وخارجها، فالعديد من الأساتذة قتلوا أو اختطفوا وكذلك الحال مع الطلبة أيضاً جراء الطائفية المقيتة وهو ما يجعلني اتصل بابنتي مراراً في اليوم الواحد لأطمئن على سلامتها، وأضافت ابتهال: أتمنى أن يتم تفعيل قرار منع مظاهر التحزب في الجامعات كي لا يشعر أولياء الأموربالمزيد من القلق على أبنائهم.


ما الـــذي يتوقعه البغــــداديون من يــــومهـــم ؟
 

عامر السعدي
ما الذي يتوقعه البغداديون من يومهم بعد أن اتسعت دائرة العنف مؤخراً وما الذي ينتظرونه؟ ما هي توقعاتهم وكيف يتلقونها وما هي الحلول والمعالجات التي يملكونها..؟ وما هو الحذر والخوف اللذان يشعرون بها ووسط كل هذا كيف يؤدون أعمالهم ويسيرون حياتهم اليومية؟

أخبار محزنة
سعدي أنس 45 عاماً قال: في الحقيقة أني لا اتوقع سوى المزيد من الأخبار المحزنة ويا للأسف هذا ما صار إليه حالنا في هذه المرحلة المؤلمة من حياتنا. ما الذي يمكن لي وسط هذه الفوضى أن أتوقعه سوى إصابة أو مقتل أحد أفراد عائلتي أو معارفي أو أصدقائي؟ أنا وحال خروجي من بيتي لمكان عملي أدعو الله أن يجنبني أي خطر وأن يبعد عني سماع أي خبر عن فقدان عزيز علي وهكذا فأنا لا أعرف كيف أقضي عملي وسط كل هذه المخاوف والمحاذير والمخاطر ولكن ما العمل، لقد تعودنا على هذه الحالة التي ستترك آثارها الكبيرة حتماً على أوضاعنا النفسية.
الحاجة أم فهمي ربة بيت قالت: لي أربعة أولاد شباب وابنة في الجامعة ووسط هذه الأحداث التي صار القتل والتفجير فيها يومياً فأنا أعيش رعبي الخاص إلى أن يعودوا ثانية إلى البيت. وهكذا كل يوم يتكرر هذا الخوف لذا تراني لا شغل لي ولا عمل سوى سماع الأخبار ومعرفة الأماكن التي حدثت فيها أعمال العنف إضافة إلى الحزن الكبير على الناس الأبرياء الذين يسقطون يومياً بلا مبرر أو ذنب.
الانتظار
معين غالب كاسب 38 عاماً قال: اتصور نفسي يومياً اسير وسط الألغام وكذلك أفراد عائلتي ومعارفي لذا فأنا أعيش الخطر وأتوقع الأسوأ إلى ان ينتهي اليوم على خير. لا أملك في الواقع أية إرادة يمكن لي من خلالها فعل شيء سوى انتظار ما سيأتي به اليوم وبين العمل والخوف والتركيز على معرفة أخبار من يهمني يمضي نهاري دون أي طعم. إنها أيام قاسية للغاية لا نملك أية معالجات أو حلول معها.
كسار تميم صاحب محل 40 سنة قال: ننتظر الأخبار الحزينة، ننتظر مقتل أحد وجرح آخر، ننتظر لحظة ذهابنا إلى أحد المستشفيات لزيارة أحد معارفنا وأعزائنا. هذا ما ننتظره من يومنا وفي ذات الوقت نكافح من أجل لقمة عيش مناسبة أو كافية لعوائلنا التي ننتظرها هي الأخرى. صحيح أن الحياة لا تتوقف ولكنها حياة مرعبة فاقت كل التوقعات. نعم نؤدي أعمالنا وسط الشعور بالإحباط لاستمرار الحياة في بغداد بهذا الشكل المخيف.
داود منجد طالب جامعي قال: كل يوم يبدأ في حياتي الآن يبدأ معه الخوف مما يمكن أن يجلبه لي ولأفراد عائلتي، لي ثلاثة أخوة يخرجون للعمل صباحاً من أجل كسب قوتهم وأغلب التفجيرات تستهدف الكسبة والعمال والفقراء، ما الذي فعله هؤلاء ليكونوا في قلب العنف لا أعرف وجه يومي إطلاقاً سوى أنه يوم رعب حقيقي لي ومرات كثيرة استغرب من نفسي كيف اتمالك نفسي وأنا أفكر بالجميع في آن واحد. إن انقضاء يوم في بغداد بخير ودون خسارة لأحد صار معجزة ولكن كيف هو الحال مع الأيام القادمة..؟
كريمة أحمد موظفة 27 سنة قالت: يومي خوف وحذر وانتظار للنتائج ووسط كل هذا لا أملك سوى أن يمن الله علينا بالسلامة. لي أولاد في المدارس وزوج يخرج لعمله. العائلة بأكملها خارج البيت والشارع مليء بالمخاطر وإلى ان يلتم شملنا اشعر بأن الخوف لا يزال معي. لا أعرف طعم يومي وليس لي مخرج من هذه الأزمة.
يوم من رعب وخوف وانتظار وعمل وتوقع للأحزان والأسوأ هذا ما يعيشه آهالي بغداد وينتظرونه فهل ستبقى حياتهم على هذا المنوال...؟!


تقــريـــر .. أيــن الأدويـــة في مستشفــيات بــابـــل؟!
 

بابل / مكتب المدى
عانى المواطنون كثيراً من شحة الأدوية في المستشفيات الكبيرة في محافظة بابل. المريض يضطر إلى شراء الأدوية التي يحتاجها من الأسواق بالرغم من ارتفاع أسعارها. أسعار بعض العلاجات السرطانية يصل إلى 100 ألف دينار وبعضها إلى المليون. عدد من المستشفيات تكلف المريض بشراء (الكانولة). الوصفات الطبية المقدمة للمريض في المستشفيات أدويتها غير متوفرة في صيدلية المستشفى فيضطر المريض إلى شرائها.
الدكتور محمد ضياء بيرم مدير مستشفى الحلة يقول:
تعاني المستشفيات من قلة الأدوية والمستلزمات الضرورية. في مستشفانا نعاني أيضاً من شحة عدد من الأدوية منها المغذيات ومواد التخدير وأفلام الأشعة ومواد تحميضها. المستلزمات المختبرية والأدوية المنقذة للحياة خاصة المنعشة للقلب وأدوية (البرو). شعبة المفراس لدينا بحاجة إلى الصبغة وهي غير متوفرة. التصوير بدونها لا يكون دقيقاً.
أحد المرضى من قرية الحسينية محافظة كربلاء يشارك بالقول فيذكر:
يطلب من القائمين على جهاز المفراس بشراء الصبغة من أجل أخذ الأشعة التي أحالني إليها الطبيب في المستشفى. شراؤها كلفني مبلغ 75 ألف دينار.
الدكتور عامر صاحب مدير مستشفى مرجان التعليمي يقول لنا وصلت إلينا أجهزة متطورة وحديثة مثل المختبرات والأشعة وأجهزة أيكو وفحص الدم والسونار مع مصرف دم متنقل. المشكلة تكمن في عدم توفر أدوات احتياطية لها مع انعدام المواد الداخلة وسيطاً في تشغيلها كذلك لدينا أجهزة مختبرية للنسائية والأطفال ولا توجد لها مواد أولية خاصة بالتحاليل نعاني من مشكلة قلة الأدوية المجهزة للمحافظة. المدررات والانتروبين والكورتزون والعقاقير الخاصة بإنعاش القلب مثل الانجسين الوريدي والكوردارون الوريدي شحيحة لدينا. الأدوية السرطانية تكاد تكون معدومة لدينا.
أحد المرضى في هذا المستشفى أكد ما ذكره الدكتور صاحب قال لا توجد في المستشفى أدوية ارتفاع الضغط الذي أشكو منه فاضطر إلى شرائها من خارج المستشفى مع إني صاحب دخل شهري بسيط لا يكفي لسد احتياجات عائلتي.
الدكتور شريف فاضل مدير مركز الأمراض السرطانية يساهم بالقول: ازداد عدد المرضى المسجلين في مركزنا من 82 حالة إلى 6030 حالة وناشد المسؤولين بضرورة تزويد المركز بجهاز العلاج الشعاعي لمرضى الأورام السرطانية. وذكر أن الأدوية غير متوفرة وأسعارها في الأسواق مرتفعة ليس باستطاعة المريض شراءها لابد من توفير جهاز العلاج الذري الشعاعي 50% من المرضى يحتاجون في علاجهم إلى هذا الجهاز لإيقاف نمو الورم. أغلبهم غير قادر على الذهاب للعاصمة بغداد للتداوي بسبب الظروف الأمنية والتكلفة المادية. 45 دواء علاجياً لهولاء المرضى لم نستطع توفيرها لهم. الفساد الإداري سبب من أسباب قلة الأدوية لدينا. ضعاف النفوس من الملاك الصحي يسرقون الأدوية ويتاجرون بها.
الأزمة في العيادات الشعبية أكثر وضوحاً فالصيدلية العامة فيها ينقصها العديد من الأدوية المهمة. أغلب المرضى المراجعين يعتمدون على شراء ما يوصف لهم الطبيب على السوق.
أحد مراجعيها ذكر لنا وصف له كبسول دايوفان لمعالجة الضغط لكنه لا يوجد في صيدليات العيادات فيضطر إلى شرائه.
مسؤول في دائرة صحة بابل (فضل عدم ذكر اسمه) قال المذاخر الرسمية في الحلة تتسلم كميات كبيرة من الأدوية لكن سرعان ما يتم استرجاعها وإعادتها إلى المخازن والسبب الشك في صلاحيتها وعدم خضوعها للفحوصات.


من يقـــف وراء ارتـــفاع أسعار الطـابــوق؟
 

محمد خضير السعدي
لكي نبني بيتاً فإنك تحتاج إلى الطابوق ولكي تشتري الطابوق عليك أن تقلب جيوبك وجيوب من حولك لتجمع ثمن (دبل طابوق) واحد قد لا يكفي لبناء غرفة بشرية فأسعاره ارتفعت بطريقة غريبة وأصبح من يستطيعون البناء ليس غير القطط السمان. التقينا السيد هاشم محمود الظاهري رئيس اتحاد الصناعيين والحرفيين الفنيين (القطاع الخاص) وسألناه عن أسباب ارتفاع الطابوق؟
- اولاً النفط الأسود والكاز وهذان هما من الأسباب الرئيسة حيث ازدياد أسعارهما وعدم استجابة وزارة النفط لتأمين متطلباتنا بالرغم من قيامنا بمسيرة حاشدة أمام مبنى الوزارة وتدخل السيد وزير النفط شخصياً في هذا الأمر ومن المعروف أن سلسلة المراجعات الإدارية هي التي أعاقت هذا الموضوع برغم متابعة السيد الوزير.
*أطلب منك توضحياً أكثر في هذا الصدد؟
- نعم إن السيد الوكيل الأقدم اوعز بتجهيز معامل الطابوق بالوقود الذي نحتاجه من مصافي بيجي ولكن لا أحد يستطيع الوصول إلى تلك المصافي بسبب عدم الاستقرار في الوضع الأمني فيضطر أصحاب المعامل إلى التنازل عن هذه الحصة المقررة وكما معروف أن الحصة إذا لم تسلم في موعدها فسوف يسقط حق المطالبة بها.
*برأيكم هل توجد هناك حلول لهذه المشكلة؟
- بالتأكيد لو تم تجهيز المعامل بالنفط الأسود والكاز من منافذ أخرى مثل مصفى الدورة والمصافي الجنوبية والتي هي أكثر استقراراً من مصافي بيجي سوف يذهب أصحاب المعامل ليتسلموا حصتهم من دون مشاكل.
*كم هي الحصة المقررة من النفط الأسود والكاز سنوياً لكل معمل من معامل الطابوق؟
- هي بواقع (4) أربعة ملايين لتر سنوياً من النفط الأسود ومن الكاز مليون لتر سنوياً لكل معمل وإن هذه الحصة قد قررت من قبل التنمية الصناعية.
*وكم معملاً متوقفاً عن الإنتاج من المعامل الموجودة في المنطقة الوسطى لعدم وصول الوقود لها بالشكل الصحيح؟
- إن عدد المعامل في العراق هي نحو (500) معمل طابوق حيث يوجد في المناطق الوسطى أكثر من (300) معمل وإن أكثر من نصفها متوقف عن العمل بسبب شحة الوقود ولو تعلم كيف يعاني أصحاب المعامل وكيف هي الحالة؟
خسارة
يقول شاكر حيال مايع صاحب معمل طابوق الذي سألته عن الوضع المزري الذي يمر به أصحاب تلك المعامل فوجدت الكثير من الحيرة والحسرة حيث قال لي:
- إن خسارة كل معمل من معامل الطابوق تصل شهرياً إلى خمسة وعشرين مليون دينار وإن كل معمل يوجد فيه نحو (200) عامل هم وعوائلهم يعملون في تلك المعامل أي ما يقارب من (50) عائلة تعمل في كل معمل وإن ظروف هؤلاء أصبحت لا توصف من حالة الفقر الذي بدأ يفتك بتلك العوائل.
*بصفتك صاحب معمل من المسؤول برأيك؟
- أريد منك معرفة شيء في السابق كان النفط الأسود يفرض علينا من قبل الوزارة من دون مقابل ثمن وكنا ندفع أجور النقل فقط وبعد سقوط الصنم كان سعر اللتر الواحد دينار واحد وبدأ بالصعود حتى استقر اليوم إلى (100) دينار إضافة إلى المشاكل الأخرى التي تعيق عملنا.
*ثم تحولنا إلى السيد ميلاد صبري إبراهيم نائب رئيس اتحاد الصناعيين والحرفيين الفنيين وسألناه هل توجد معالجات حقيقية لهذه المعوقات التي تعرقل عمل معامل الطابوق؟
- بالطبع لقد باشرنا العمل منذ نحو شهرين وبناءً على توجيهات السيد وزير النفط السديدة وكذلك السيد الوكيل الأقدم لشؤون التوزيع واستطعنا من خلال اللجان الميدانية التي زارت كل معامل العراق أن نحد بشكل ملحوظ من عملية تهريب النفط إلا أن المشكلة الآن هي آلية التجهيز فلو تم الإيعاز إلى مصفى الدورة بتجهيز معامل طابوق النهروان وبلدروز وخاصة عند عدم استقرار الوضع الأمني في بيجي في حينه تستطيع هذه المعامل تسلم حصتها والمباشرة بأعمالها في إنتاج الطابوق. كما إن مادة الكاز المقررة لكل معمل لغرض استخدامها في عملية الإشعال البالغة مليون لتر سنوياً لم تصرف إلى أي معمل طابوق حتى الآن لا ندري لماذا علماً بإن هذه الكمية مثبتة من قبل المديرية العامة للتنمية الصناعية كما يوجد في كل معمل مولدة لا تقل قدرتها عن (500)
KV المفروض بوزارة النفط تشكيل لجان للكشف عن هذه المولدات وتخصيص الوقود لها لغرض استخدامها في عملية الإنتاج وهذا مهم جداً نظراً لشحة الطاقة الكهربائية أو انعدامها.
هناك في السوق المحلي طابوق إيراني هل هو بديل عن الطابوق العراقي؟
صحيح ولكن الطابوق الإيراني لا يستخدم للبناء برغم التعديلات ولكنه يستخدم للتغليف فقط لأنه هش وعدم أهلية التربة التي تعتبر المادة الأساسية فيه.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة