وفاة
اسطورة المجر بوشكاش ..
من طفل
فقير في بودابست إلى رمز عظيم في مدريد
نيقوسيا / اف ب
توفي اسطورة كرة
القدم المجري فيرينك بوشكاش (79 عاماً) امس الجمعة.
بوشكاش الذي ابصر النور في 2 نيسان 1927، ابن لاعب وسط
نادي كيشبيشت (احد الاحياءالشعبية في العاصمة المجرية)،
بدأ يكتشف اسرار اللعبة منذ نعومة اظافره عندما كان يمارس
هوايته المفضلة مع اقرانه من الاطفال في شوارع بودابست.
انضم
بوشكاش الى اشبال نادي كوبانيا المتواضع، حيث تعرف على
الثنائي الشهير لازلو كوبالا وجوزيف بوشيك، ليصير الثلاثة
من ابرز نجوم المنتخب المجري فيما بعد.
كان لبوشكاش الاب دور كبير في صقل مواهب ابنه لانه كان
يشرف على تدريب اشبال نادي كيشبيشت الذي انضم اليه بوشكاش
لاحقا.
بوشكاش الاب كان حازما في تدريب ابنه، لانه اراد ان يجعل
منه نجما، ولان تحقيق هذا الهدف يتطلب عملا جبارا ومجهودا
ضخما، عانى الطفل كثيرا مع اسلوب ابيه القاسي، ويروي انه
كان مجبر على تعلم تسديد الكرة بالرجل اليمنى، ومر على
تمرينات عديدة قبل ان يصير يتقن اللعب بالرجلين.
في سن السادسة عشرة في 16 كانون الاول سجل بدايته ضمن فريق
كيشبيشت للكبار، وفي اول مباراة له تمكن من تسجيل هدف عزز
به فوز فريقه.
بدأ مع المنتخب المجري صيف عام 1945، وفي عام 1948 وبعد ان
استولى الشيوعيون على الحكم، تغير اسم نادي كيشبيشت الى
هونفيد الذي صار يعرف بنادي الجيش المجري.
بوشكاش الذي كان لغاية هذه السنة لاعبا هاويا غادر المصنع
الذي كان يعمل فيه، ليصير احد جنود الدولة في الجيش المجري،
ولهذا يقول بوشكاش"لقبت بالمايجور لكن في الواقع لم اكن
الا عقيدا".
كان بوشكاش لاعبا نادرا بفضل ما يمتلكه من مهارات فنية
جعلته قادرا على القيام بكل ما يريد فعله على البساط
الاخضر من مراوغات وسرعة فائقة وتسجيل اهداف من كل الزوايا،
وذلك برغم بنيته المتواضعة (70ر1 م و70 كغ)، فكان بذلك
ملهم فريقه الذي حصد الالقاب المحلية الواحد تلو الاخر في
غياب المنافسات الاوروبية انذاك.
ونفس الكلام ينطبق على بوشكاش ضمن منتخب بلاده الذي سطع
نجمه في تلك الفترة (1950-1954) فمن اصل 34 مباراة خاضها
فاز في 28 وتعادل في 4 ولم يتذوق طعم الهزيمة، سجل لاعبوه
145 هدفا وتلقى مرماهم 36 هدفا فقط، وهو انجاز لم يسبقه اي
احد حتى المنتخب الانكليزي العريق.
بهذه النتائج الرائعة، فهم العالم ان المنتخب المجري سيكون
المرشح الاقوى لنيل لقب مونديال سويسرا 4591، وكشف زملاء
بوشكاش عن نواياهم منذ الدور عندما سحقوا كوريا 9-صفر، ثم
المانيا 8-3 هذه المباراة التي اصيب نجم المجر بعد حركة
غير رياضية من المدافع الالماني لييبريخ.
وبرغم غياب بوشكاش الا ان المنتخب المجري واصل مشواره في
المنافسة بتألق، فازاح البرازيل من طريقه (4-2)، ثم فاز
فاز على الاوروغواي حاملة اللقب بنفس النتيجة في مباراة
الدور نصف النهائي.
وفي 4 تموز 1954 في برن كانت المباراة النهائية بين المجر
والمانيا، وكان بوشكاش بدأ يتعافى لتوه من الاصابة، غير
انه قرر اللعب مهما كلفه ذلك، ودخل اساسيا، حيث تمكن من
تسجيل الهدف الاول منذ الدقيقة السادسة ثم اضاف شيبو الهدف
الثاني، عندها ظن الجميع ان المجر ستتوج بطلا للعالم، غير
ان الالمان قلبوا كل التوقعات وتمكنوا من تعديل النتيجة ثم
اضافوا هدفا ثالثا قضوا به على احلام بوشكاش وزملائه.
رحل بوشكاش الى فيينا وعاش على المساعدات التي كان يبعث
بها له صديقه كوبولا الذي كان يلعب في صفوف برشلونة
الاسباني.
وفي 13 شباط 1958 قرر الاتحاد الدولي العفو على اللاعبين
المجريين، غير ان اسم بوشكاش لم يعد له نفس البريق السابق،
حيث نسيه الجميع، ما عدا مدربه في هونفيد سابقا اميل
اوستيريشر الذي كان يشرف على ريال مدريد الاسباني، فتمكن
من اقناع رئيس الريال سانتياغو برنابيو بضرورة ضم بوشكاش
الى تشكيلة الفريق.
الصحافة المحلية انتقدت قرار رئيس ريال مدريد، وتساءلت
طويلا عن جدوى ضم لاعب بلغ من العمر 13 عاما وعن الخدمات
التي يمكن له ان يقدمها الى الفريق.
غير ان بوشكاش الصامت، كان يعرف انه ما زال يكتنز الكثير
من الامكانيات، وكان على الثقة بانه سيبدأ من مدريد مشوارا
جديدا اكثر لمعانا من سابقه.
فتمكن من حصد خمسة القاب دوري، واختير خمس مرات افضل هداف
في الدوري الاسباني، وساهم بقوة في تتويج فريقه باللقب
الاوروبي على حساب اينتراخت فرانكفورت عندما هزمه (7-3)
سجل منها بوشكاش 4 اهداف.
وبعد ان كان اللاعب غير المرغوب فيه، صار الابن المدلل
لفريق العاصمة ومشجعيه، بفضل ما قدمه واظهر عنه من
امكانيات جعلت من ريال مدريد فريقا اسطورة، وتمكن من تسجيل
35 هدفا في المنافسات الاوروبية.
وفي 26 ايار 1969، كان لنجم الريال اخر موعد مع جمهوره
وعشاقه في مباراة ضد رابيد فيينا النمسوي امام تاثر الجميع
فكانت النهاية السعيدة لهذا المجري الذي صار اسبانيا بعد
حصوله على الجنسية نهاية عام 1958.
|