مواقف

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

السقوط في دائرة الحقد

ولِ هَتَن

في مدريد وآنتوب وروسيا وكورسيكا سمعنا صرخات عنصرية تجاوزت ساحات الملاعب الرياضية

هذه السنة، تشوهت فعاليات كأس آسيا الرياضية بممارسة عنصرية بشعة. المعجبون الصينيون أوسعوا فريق كرة القدم الياباني شتما لا نظير له طوال المباراة، واستمروا خلال المباراة النهائية يغنون الاغاني العنصرية دون رادع من الشرطة وقوى الامن الصينية الحاضرة والبالغ عددها 12000 عنصر. إلى جانب هذا بدت أحداث في مدريد في ملعب بيرنابو الرياضي حيث غنى قسم من حشد اسباني ليلة مباراة الاربعاء اغاني السخرية من اللاعبين البريطانيين السود اقل غرابة من التي قام بها الحشد الصيني.

يوجد شعور جديد بشع في خارج اوربا وليس في داخلها فقط. في آسيا وروسيا وحتى في الولايات المتحدة ضروب من التحامل الحقير على (الآخر) حملتها غالبية أهل البلد لم تكن خافية باية حال. ولكن بعد فترة من انخفاضه واتفاق ثقافي واضح على أن هذا التحامل غير مقبول يعود للظهور.

واحدة من الطرق التي حددت بها الكائنات البشرية هويتها واحساسها بالأنتماء منذ عصور غابرة هي الاصرار على ما تشترك فيه القبيلة من تحاملات اكتسبت مشروعيتها ضد الكائنات البشرية الأخرى التي تمس أية قيمة سلوكية أو دينية أو أخلاقية.

لقد حاول الفيلسوف بيتر سنغر أن يبرهن على ان البشر جبلوا على احساس فطري. المجموعة التي نسلم ضمنها بادعاءات اخلاقية متبادلة قد انتشرت من افراد الكهف انفسهم إلى القبيلة والآن إلى البشرية كلها، وقد كانت صدمة أن نكتشف في عام 2004 أنه على خطأ. كل مكتسب هو غير ثابت ويمكن عكسه بسهولة. كونك داخل الدائرة الاخلاقية مشروط بلون جلدك ويكون الأمر خطراً حين يشير لون جلدك إلى أية ثقافة أو دين تنتمي.

الصحيح سياسياً غالباً ما يهاجم ولكن الكلمات لها تأثيرها وقد كان من أثرها حين وصف أراغونيس مدرب المنتخب الاسباني قبل المباراة في مدريد مدرب آرسينال تيري هنري بال (....... السوداء) ولم يسحب ملاحظته هذه. إذا كان كل من يحتل موقعاً قيادياً يستطيع أن يقول ما يشاء ولا يحاسب فان هذا سيكون سنة للأتباع، ما ان يعبر عن الشعور بصوت مسموع حتى يصبح حقيقة اجتماعية، وقد سارع آلاف من المعجبين الاسبان إلى اتباع فريقهم وعبروا عن هذه العنصرية المستحدثة.

لكن اكبر الاسئلة هو لماذا توجد هذه المشاعر ولماذا تبدو متصاعدة بهذا العدد من البلدان الاوروبية.

تستقبل اسبانيا مهاجرين خمسة اضعاف المهاجرين إلى بريطانيا. اقتصاد مدريد المزدهر احتاج إلى مضاعفة السكان المهاجرين خمس مرات إلى نسبة 14% من عدد السكان الاسبان. لكن المعادين للحملات العسكرية يحذرون من أن ردود الافعال العنصرية تميل إلى العلن شيئاً فشيئاً، واسبانيا ليست وحدها في هذا. في فرنسا، في كورسيكا خصوصاً، الهجمات العنصرية والمعادية للسامية في تصاعد وقد وقع منها في الاشهر التسعة من هذه السنة أكثر مما حدث في سنة 2003 كلها. في الشهر الماضي قال جان كريستوف ريفان نائب رئيس اطباء بلا حدود والحائز على جائزة عونكور في تقرير إلى الحكومة الفرنسية أن لم يكبح هذا التصعيد فان قوى سياسية منظمة ستستغله باتجاه نتائج لا يحمد عقباها.

وجد ريفان أن اولئك المتهمين بمعاداة السامية عندهم خصائص مشتركة مثل (انعدام القدرة على التحمل، انعدام التجذر، فقدان الهوية، الإحساس بالفشل والاحباط الاجتماعي، عوائلهم منحلة) وبكلمات أخرى بما أنهم ضائعون يجدون معنى لحياتهم بسحب الدائرة الاخلاقية من أولئك الذين يمتلكون لوناً مختلفاً.

ولكن المجتمعين البلجيكي والهولندي هما أكثر المجتمعات تشنجاً بالعنف. كلاهما يضمان عدداً كبيراً من المسلمين متمركزين في مينائي آنتويرب وروتردام ولكنهم الآن أخذوا ينتشرون إلى مناطق أخرى. اثير رد الفعل العنصري إلى درجة الغليان عندما قتل متطرف اسلامي المخرج ثيو فان غوخ.

الافعال العنصرية ضد المسلمين تزداد تفجراً، وقد اضطر البلجيكي الاشتراكي ميمونت بوسكالا الذي انتقد كبار المسلمين لعدم ادانتهم جريمة القتل إلى العيش مختبئين بسبب تهديدات بالقتل وجهت إلى سياسيين بارزين من قبل مسلمين، فيما وضع تحت حماية الشرطة الدائمة المحافظ الهولندي غيرت ويلدرز الذي يطالب بغلق المساجد المتطرفة.

المهاجرون والاهالي البلجيكيون والهولنديون يتجاذبون الدائرة الاخلاقية وكل منهم يريد اقصاء (الآخر). قدم استطلاع للرأي دعماً للاحزاب والسياسيين الذين يدعون قول الحقيقة، أولئك الذين يقولون بان المسلمين هم المشكلة، فيصعدون الموقف ويضعون المجتمع على برميل بارود.

السؤال هو ماذا نفعل لحل المشكلة. تحليل ريسفان صحيح ولكن أي رد عليه لا بد أن يفند جزئياً تفسيره الذي يقول بانعدام التجذر والتبعثر وانعدام التماسك الاجتماعي، كلمات يسهل قولها ويصعب اثباتها، فهذه الحالات المذكورة ليست مميزة للمتطرفين أو المهاجرين المسلمين فقط بل هي عامة في مجتمعات متحركة جغرافياً ويوجد فيهاغ استيعاب ضخم للأيدي العاملة في مجال التصنيع. العولمة وايقاع التغير السريع يسهمان في رفع مراسي المجتمعات وجعلها عائمة، ولا تساهم هجرة سريعة كهذه التي نشاهدهات في بلجيكا وهولندا واسبانيا ألا في زيادة الطين بلة. التجمعات المكشوفة والمهمشة في المجتمعات المضيفة تشعر بانها مهددة فترد بتشديد سياج اخلاقي بينها وبين (الآخر) الغريب المهدد لكيانها.

وإذا كان (الآخر) من نفس عرق وثقافة الناس الذين هم أهداف (للحرب على الارهاب) ستكون للتحامل مشروعيته. هنا رفع بعض المتطرفين الاسلاميين حرارة التناحر إلى درجة الحمى باقصاء غير المسلمين من دائرتهم الاخلاقية لابل وفي حالات معينة بتأييد قطع الرؤوس والقتل الانتقامي الذي شهدناه في الشهور الاخيرة. تتصادم العنصرية الإسلامية والعنصرية البيضاء، والنتيجة كارثة متوقعة.

الاغلبيتان على جانبي الحد يجب ان تقاوم الضغط الذي يدفع إلى الدخول في الدائرة المغلقة. البروتستانت والكاثوليك المتطرفون في ايرلندا الشمالية في حربهم الطويلة كما فعل الباسكيون والكورسيكون الانفصاليون. الأغلبيات في بريطانيا وفرنسا واسبانيا فهمت بان سلوك المتطرفين المنحرف شبه العنصري لا يمثل كل البروتستانت والكاثوليك الشماليين والكورسيكيين والباسكيين، وينطبق الحكم نفسه على المسلمين بالضبط.

لا يمكننا أن نسمح بالرأي الكيفي حول من يسقط أو لا يسقط خارج دائرتنا الاخلاقية. أن الاغاني الساخرة من لاعبي كرة القدم السود خطرة بقدر خطورة الشارة النازية على واجهات المعابد اليهودية وبخطورة اتهام الدين الإسلامي بانه دين يحرض على القتل.

كل فرد يستحق احتراماً اخلاقياً وكل مؤهل يستطيع أن يتحدى تلك الحقيقة العامة لا غير، وخارج ذلك الدرب يكمن الهلاك. لقد وضعت المجتمعات الغربية على المحك مثلما هي الحال بالنسبة للعالم كله، ويجب أن لا نرى اوروبا تنقصها الكفاءة مرة اخرى.

ترجمة جودت جالي

عن الغارديان


حل قضية كشمير يتطلب من الهند تقديم ماهو أكثر من المال

بقلم سايمون تسيدال

ستكون كشمير بمثابة الفيل في القائمة التي سوف يجتمع فيها رئيس وزراء الباكستان شوكت عزيز مع نظيره الهندي مانمهوان سنغ في دلهي، كلا الجانبين يعرفان أن، من دون تسوية لقضية كشمير فان عملية السلام التي طرحت هذا العام لايمكن ان تنجح، ولكن لااحد من الجانبين لديه فكرة واضحة عن كيفية متابعة العملية لذلك فان تجاهل وجود الفيل سيكون أمراً مغوياً.

يعتبر السيد شكوت عزيز أرفع شخصية بارزة تقوم بزيارة للهند منذ زيارة الرئيس الباكستاني برويز مشرف والتي وصفها بانها صنعت تاريخاً في قمة كانون الثاني الماضي مع رئيس الوزراء الهندي انذاك اتال بيهاري فاشباي، ثم توليد الكثير من التفاؤل في تلك القمة، عندما تعهد كلا الجانبين بـ(حوار شامل) لحل كل الخلافات الثنائية، هذا التفاؤل قد تبدد منذ ذلك الحين وسط اراقة الدماء والتشاحن المستمر.

بالرغم من ان الهند تزعم بان نشاطات المتشددين في كشمير التي تسيطر عليها الهند بدأت بالانهيار فان حوالي (1600) شخص قد ماتوا هذا العام نتيجة لنشاطات المتمردين الانفصاليين المدعومين من قبل الاسلاميين والتي تتهم الهند الباكستان بمساندتهم كما تم قتل (45) الف شخص على الاقل في السنوات الخمس عشرة الماضية طبقاً لمنظمة مراقبة حقوق الانسان فان الجيش الهندي وقوات الشرطة متهمون (بممارستهم لتعذيب المعتقلين وفي بعض الاحيان يؤدي هذا التعذيب الى الموت اثناء احتجاز المعتقلين)، كما ان هنالك ادعاءات بالاغتصاب من قبل الجنود مما اثار تظاهرات غاضبة في كشمير هذا الشهر.

حل السيد سنغ محل السيد فاشباي على اثر ظهور نتائج الانتخابات الهندية التي جرت في مايس الماضي، لقد كان بطيئاً في البداية في متابعة الحوار الثنائي. وبالرغم من ان جولة جديدة من المحادثات سوف تجرى في الشهر القادم، يقوم السيد عزيز بهذه الزيارة الى الهند بصفته الرئيس الحالي لرابطة التعاون الاقليمي لرابطة جنوب اسيا، فهي (رسميا) ليست حول كشمير او العلاقات الثنائية وبالرغم من ذلك فان المبادرة الباكستانية حول كشمير ستكون على طاولة المحادثات، اسقط الجنرال مشرف مطالبة الباكستان قديمة العهد باجراء استفتاء عام حول مستقبل كشمير وسط ذهول الاوساط السياسية الهندية، وغضب خصومه في بلاده، واقتراح بدلاً من ذلك نزع السلاح من المنطقة وسوف يستلزم ذلك انسحاب مايقارب (500) الف جندي بالاضافة الى القوات الباكستانية الى الحدود غير الرسمية التي تعرف بخطوط المراقبة.

اقترح الجنرال مشرف بان تتبع ذلك اجراء مفاوضات لانهاء تقسيم كشمير تتضمن الاختيارات ادارة مشتركة ووضع كشمير تحت سيطرة الامم المتحدة، او شكل ما من اشكال الحكم الذاتي.

يقول الرئيس مشرف (لقد بلغنا مرحلة يجب ان يتم استكشاف الاختبارات المقبولة بالنسبة لباكستان، الهند وكشمير، اما اذا استمر كلا الجانبين في الاصرار على موقفيهما فان الخلاف سوف يدوم لمئة عام اخرى من دول حل). كانت الاستجابة الاولية للهند هي رفض المقترحات، ولكن في زيارة لسوينجار في الاسبوع الماضي، المح السيد سنغ الى امكانية سحب قوات اضافية. قال السيد سنع انه سوف يقابل (اي شخص وكل شخص) يتخلى عن العنف، ولكنه اضاف موضحاً ان الهند سوف لن تشجع اية تسويات اقليمية، وان جامو وكشمير يجب ان تبقى جزءاً متكاملاً من الهند. رفضت الهند كذلك ولحد الان السماح لقادة تحالف كشمير الانفصالي المعتدل والذي يطلق عليه (مؤتمر كل الاحزاب من اجل الحرية) السفر الى كشمير التي تسيطر عليها الباكستان للتشاور مع المجموعات التي تحمل نفس الافكار، مما أدى الى انهيار محادثات (مؤتمر الحرية) مع الهند وممايزيد من احتمالية تقوية المجموعات المتعصبة.

لاحراز اي تقدم يجب ان تجرى مفاوضات ثلاثية اذا اريد لمقترحات الجنرال مشرف او اي شخص اخر بانجاز اي شيء، قال الناطق باسم (مؤتمر الحرية) السيد مرواز عمر فاروق في الاسبوع الماضي (اذا كان هناك اي شخص يعتقد بامكانية توقيع اتفاقية ثنائية حول كشمير فانهم مخطؤن وبدرجة كبيرة، يجب ان يكون لكل سكان كشمير رأيهم حول مستقبلهم).

خفف السيد سنغ من موقفه مؤخراً قائلاً (انا اعتقد باننا مستعدون للنظر في كل الاختيارات الممكنة من اجل رؤيا جديدة وبداية جديدة) من المتوقع ان يثير السيد عزيز مقترحات الجنرال مشرف في محادثاته مع رئيس الوزراء الهندي، ولكن قادة الهند لم يتعرضوا للاختبار في الطرق السرية للدبلوماسية الهندية-الباكستانية، وقدرة رئيس الوزراء الهندي للسيطرة على مثل هذا الموضوع الحساس والمسبب للشقاق المرير هو موضوع للتساؤل، لقد تجنب لحد الان اتخاذ اي موقف مثير يمكن ان يثير الخطر، اقترح السيد سنغ وهو وزير سابق للمالية ان هناك طريقاً اخر لاجتياز المصاعب بنجاح وهو طريق التنمية الاقتصادية في كشمير، لم يقترح السيد سنغ اية خطة جديدة، وترك جانباً حق تقرير المصير، وبدلاً من ذلك عرض قرضاً من دون فوائد بمبلغ (2.7) بليون باوند استرليني، ولكن الفيل لايزال في القاعة.

ترجمة: احسان عبد الهادي

عن: الغارديان

 

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة