تحقيقات

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

البطاقة الانتخابية..نقطة تقاطع لمواضيع شتىموعد الانتخابات يقترب.. الاسئلة والنقاشات تتزايد

هل ننسى ان اجراء الانتخابات هو مبدأ اساسي اتفقنا عليه.. وماعداه تفاصيل لاتلغيه؟

أحمد السعداوي

تتسارع الخطوات باتجاه الانتخابات ويزداد غليان المرجل العراقي حماسة للانتخابات القادمة، او معارضة او تفجيرات تربك الوضع الامني او عمليات مضادة من قبل الحكومة للسيطرة على موجة العنف المتزايدة.

وعلى هذه الارضية يستمر عمل المفوضية العليا لشؤون الانتخابات وفق الجداول التي وضعتها وتمكنت اخيراً من توزيع البطاقات الانتخابية في معظم المحافظات، عن طريق وكلاء الحصة التموينية.

ولكن هل يستمر الاحتدام في الاوضاع بهذه الطريقة حتى يوم الانتخابات؟ وماهي العراقيل التي حدثت او يمكن ان تحدث؟ وماهو تعليق الناس (الناخبين) على مجريات الاحداث المتعلقة بالانتخابات؟

بطاقات.. وأخطاء

برغم الجهد الاعلامي الواضح للمفوضية العليا لشؤون الانتخابات في الصحف والاذاعات والقنوات التلفزيوينة الا ان الكثير من المواطنين مازالوا مشوشين ومرتبكين مع البطاقات الانتخابية التي تسلموها، بعضهم ارتبك لوجود اللغتين العربية والكردية معاً في كل موضع من البطاقة الانتخابية، وبدل ان يقرأ التعليمات بالعربية، شرع يقرأ مامكتوب بالكردية ظناً منه انها تعليمات اخرى، او لطرافة وجدة الموضوع ربما.

الذين تسلموا بطاقاتهم من دون اخطاء (وهم قلة) ارتبكوا ايضاً فما هو المطلوب منا اذن؟

ماالذي نفعله بهذه البطاقات؟ هكذا كانوا يتساءلون!

في مدينة الصدر قطاع 27 يقول (ابو كرار الساعدي) ان الناس تفاعلت بشكل ايجابي مع هذه الخطوة المهمة وقد تسلمنا بطاقاتنا الانتخابية قبل اسبوع، ولكن بطاقتي مازالت في البيت لان هناك خطأ في اسم جد زوجتي وهو (مايع) حيث ورد بصيغة (صايع)!

يضحك ابو كرار من المفارقة ثم يؤكد ان ثمة اخطاء في بعض المواليد ايضاً وهو لايعرف بدقة كيف يصحح هذه الاخطاء ويخشى ان يتلف البطاقة لذا سيلجأ الى بعض الاصدقاء للاطمئنان على التصحيح الذي سيجرى صحيح مئة بالمئة.

(سعد مهدي عطية) من حي أور قال ان اسمه ورد بصيغة (سعد محمد عطية) ولكنه صحح هذا الخطأ بسرعة، وذهب الى اللجنة الانتخابية حيث سلم البطاقة المصححة و(خلص) من الموضوع برمته.

مشاكل بسيطة

ولكن البطاقات الخالية من الاخطاء تبدو قليلة، وهنا يتساءل بعض المواطنين عن السر في ذلك.

(احمد علي) من سكنة مدينة الشعب يقول ان حصته التموينية على مدينة الصدر وقد تسلم بطاقته الانتخابية وكانت من دون اخطاء، ولكنها ربما كانت البطاقة الوحيدة التي من دون اخطاء لدى الوكيل الذي يتسلم منه الحصة التموينية.

(حسن عطشان) احد وكلاء الحصة التموينية في منطقة حي اور يقول ان لديه 58 عائلة، وقد افهم المواطنين بتفاصيل التعامل مع البطاقة الانتخابية وضرورة مراجعة المركز الانتخابي لتثبيت التصحيحات وتسليم البطاقات هناك، لكن بعض المواطنين بدا (كسولاً) ولايريد ان يفعل شيئاً! كما يقول.

وفي منطقة الوزيرية اخبرنا وكيل المواد الغذائية (داود جاسم منصور) بالمشكلة التي حصلت معه، فقد تسلم 23بطاقة برغم ان المسجل لديه هو 88 عائلة، ويقول السيد داود: لقد ذهبت الى مركز القطع وافهمتهم بذلك، ووجهوني بان يذهب المواطن الذي لم يحصل على بطاقة انتخابية الى المركز الانتخابي في شارع المغرب ليتسلم هناك بطاقته.

وسوى هذا لم يذكر السيد داود اية مشاكل اخرى واجهته موضحاً بانه يسلم الحصص التموينية ومعها البطاقات الانتخابية بالتتابع وهناك بعض العوائل لم تحضر الى الان لتسلم حصصها التموينية.

مشاكل غير بسيطة

ولكن هذه المشاكل الفنية البسيطة تقابلها مشاكل حقيقية في مناطق اخرى، مثل منطقة الاعظمية حيث تحدث عدد من المواطنين بحذر عن التهديدات التي تصل مكتوبة الى وكلاء الحصة التموينية. في حال توزيعهم البطاقات الانتخابية بين المواطنين لذا بدا الاقبال ضعيفاً من قبل هؤلاء المواطنين.

بل ان (مجرد) تسلم الحصة التموينية نفسها غدا احياناً علامة على تسلم المواطن للبطاقة الانتخابية.

يقول (احمد.ع) ان مجموعات مسلحة متخفية وضعت على عاتقها منع الناس في هذه المناطق من المشاركة بالانتخابات.

القلة القليلة التي تسلمت البطاقات الانتخابية في منطقة الاعظمية، ربما لن تسلمها الى مراكز اللجان الانتخابية فيما بعد يقول احمد بسبب الخوف من التهديدات، حتى لو كانت كاذبة، فمن الذي يخاطر بسلامة عائلته في هذا الظرف؟!

أسئلة

من جانب آخر.. يبدو الارتباك والغموض لدى بعض المواطنين ازاء البطاقات الانتخابية، من الافتراض بان هذه البطاقات هي التي (ينتخب) بها، او ان السؤال الذي يتبادر سريعاً الى ذهن المواطن لحظة تسلمه للبطاقة الانتخابية: من الذي سانتخبه؟!

يقول (علي ياسر المحمداوي) أنه مع شباب آخرين تكفلوا بعقد ندوات او جلسات في الجوامع والحسينيات لشرح المطلوب من المواطن للعملية الانتخابية مضيفاً: اننا نعلم ان ثقافة الديمقراطية والانتخاب على الوجه الصحيح، ضعيفة لدى المواطن، ولكن هذا لايمنع من الممارسة الديمقراطية والانتخابية لانها درس عملي وحضاري ونحن مع كثيرين آخرين تحاول المساعدة قدر المستطاع في افهام الناس تفاصيل هذه التجربة الجديدة ذات الاهمية البالغة.

وتدخل (محمد ربيع) مدرس لغة عربية في الحديث مع (علي ياسر) قائلاً: لايمكن لهذه الجهود ان تنجح بمفردها على الحكومة ان تساعد بشكل صريح في الجانب الاعلامي والتثقيفي للانتخابات.

وهنا يبدي(محمد) استغرابه الشديد من التصريحات الاخيرة لوزير الدفاع حازم الشعلان الذي قال مانصه انه لايستطيع توفير الحماية للمراكز الانتخابية في يوم الانتخاب، فاذا لم تقم الحكومة بعملها لحماية الناخبين من الارهاب، فمن الذي سيحميهم اذاً؟!

ولايخفي (علي ياسر) امنيته بنجاح الانتخابات برغم شعوره بان الوقت كان ضيفاً، وان العملية تجري بسرعة واغلب الناس يجهلون حتى هذه اللحظة التفاصيل اللاحقة للعملية الانتخابية.

الانتخابات والوضع الامني

بسبب الاحساس بضيق الوقت ربما قالت الحكومة العراقية على لسان نائب رئيس الوزراء ان الانتخابات القادمة تشكل تحدياً كبيراً للحكومة، فالحكومة مع الملف الامني المضطرب، واعلان بعض الاطراف مقاطعتها للانتخابات، والتزام الحكومة باجراء الانتخابات وفق قانون ادارة الدولة المؤقت، تجد الاخيرة ان الفسحة الزمنية الضيقة تزيد من صعوبة المهمة.

هذا ما تناوله بالحديث عدد من المواطنين فالحاج (محمد محسن) قال بجملة مختصرة (هاي تنزاح بهاي) ويقصد ان الارهاب والوضع الامني المتردي يزاح بالانتخابات وماينتج عنها من برلمان وحكومة شرعية وتفاصيل اخرى تقرب زوال الاحتلال.

ويعلق (أياد محمد حسن) طالب في كلية اللغات، جامعة بغداد قائلاً: اذا كان نجاح الانتخابات متوقفاً على استتباب الوضع الامني، فليس هنالك ضير من تاجيل الانتخابات حتى يسود الامن ويطمئن الناس، وبعدها فلتجر الانتخابات في جو مناسب.

لكن زميله (ياسين الزيدي) يقول معترضاً: اذا استجبنا لقضية التأجيل فاننا لن نتهي، فهنالك من الاسباب مايكفي لتأجيل كل شيء وفي اي وقت، فما الذي يمنع حقاً ان لاتكون الظروف بعد شهر او شهرين او ثلاثة موجبة ايضاً لتأجيل الانتخابات؟!

ويقول (ظافر محمد) من المعهد الطبي الفني: يجب ان ننتبه الى ان الحكومة المؤقتة لاتعمل (من راسها) ويقصد انها لاتعمل بما يحلو لها، وان هناك التزامات دولية، وان عليها مهمات تعهدت بالقيام بها- ومنها اجراء الانتخابات- لو تراجعت عنها فان مصداقيتها ستسقط.

وفي الموضوع نفسه بدا الاعلان الاخير لعدد من الاحزاب العراقية عن طلبها تأجيل الانتخابات ستة اشهر، امراً منطقياً لعدد من المواطنين، فما دامت الحكومة ماضية في عملها للقضاء على بؤر الارهاب، وقد نجحت في مهمتها هذه حتى الان، فما الضير باستمرار عمل الحكومة المؤقتة.

لعدة اشهر اخرى، يكون فيها الامن قد استتب وعندها ربما سيجد حتى المترددون والمقاطعون الدافع الكافي للمشاركة في الانتخابات.

لكن (ظافر محمد) يعلق على هذا الكلام قائلاً: ان من يريد استمرار وجود الدبابات والمدرعات الاميركية في شوارعنا هو من يسعى لعرقلة العملية السياسية وتأخيرها.

ولكن القضية حسمت في نهاية الامر حسمتها المفوضية العليا للانتخابات والحكومة العراقية وغالبية الاحزاب والحركات السياسية العراقية. وهذا مايبدو حسناً.

لكن المرجل يغلي، والنقاشات دائرة، والايام القادمة حبلى بالمزيد.

جوهر.. وتفاصيل

شخصياً تسلمت بطاقتي الانتخابية لكني لم ارسلها الى اللجنة الانتخابية لوجود خطأ في بعض الاسماء، و (صرفت) وقتاً لابأس به في تأمل هذه البطاقة التي يرجى لها ان تكون اول الخيط (او الغيث!) وسواء اختلفت التفاصيل او تغيرت من الان وحتى موعد الانتخابات المعلن، فان الثابت هو جدية المسعى العام لانجاح هذه العملية التي لايجرؤ اي حزب او تكوين سياسي او مواطن على الاعتراض عليها كجوهر في العملية السياسية في العراق الجديد، برغم الاختلافات الواضحة حول التفاصيل، والتي هي جزء طبيعي في الممارسة الديمقراطية.

 


بعقوبة .. مدينة أشجارها تحتضر

حسين التميمي

كثيرة هي المشاهد المفزعة والمروعة التي صرنا نراها كل يوم إثر وقوع حادث انفجار لسيارة مفخخة أو عبوة ناسفة، فهنا وهناك نشاهد جثثا محترقة واخرى مقطعة ومتناثرة بتشكيلة سوريالية غاية في الجنون ، وغالبا ما تتصدر تلك المشاهد صفحات الصحف والقنوات الفضائية ، وعلى الرغم من أهمية تلك المشاهد الا ان هناك مشاهد أخرى مروعة تعتصر قلب وضمير كل مواطن شريف تهمه مصلحة بلده ويتأثر حين يرى الكثير من ثرواته تدمر وتبدد في وضح النهار ، ولعل خير مثال على مثل هذه الجرائم والانتهاكات هو ما يحدث بحق غابات الاشجار التي كلفتنا سنوات طويلة من الجهد والرعاية كي تغدو بهذا الحجم وهذه الوفرة والتنوع .

ولعل ابشع تلك المشاهد هي تلك التي تطالعك في منطقة الغابات التي تحاذي مدينة بعقوبة وتشكل درعها الأخضر الذي كلفنا أعواماً طويلة كي ينمو ويتسامق عاليا ، فاذا به وبين ليلة وضحاها يغدو مشهدا غاية في البشاعة ، مشهد

يمثل مجزرة بيئية ارتكبت في وضح النهار وتحت سمع ونظر السادة المسؤولين في الحكومة المؤقتة ومن سبقهم (مجلس الحكم) فهنا وعلى امتداد بضعة كيلومترات كانت تطالعنا وعلى جانبي طريق بعقوبة القديم أشجار الصنوبر والكالبتوس والأثل والغرب والكنار ، أما الآن فلا تطالعنا سوى جذوع بشعة المنظر واطراف مشوهة لشجيرات صغيرة لم تسلم هي الأخرى من (النحر) ترى من المسؤول عن مثل هذه الجريمة البشعة ؟ وكيف ستتم معالجتها ، بعض المواطنين يقولون أن معامل النجارة في الحي الصناعي القريب من الغابات ومعامل أخرى لتقطيع الخشب في مدينة بهرز كان لها الدور الكبير في تحويل تلك الثروة الكبيرة الى مجرد قطع أثاث شوهاء والباقي تحول الى (نشارة) وبيع الى معامل العلف ، وهم الآن يتجهون للبحث عن غابات أخرى (أصغر مساحة) لكي يمارسوا مجازر جديدة مشابهة .  وقد علمـنا ان هناك مديرية تدعى (مديرية الغابات والبستنة) قد تم إلغاؤها بعد احداث 9 نيسان ، وبالمقابل فهناك قسم تابع للبلدية يسمى (قسم الحدائق) لم يمارس هذا القسم أي عمل له علاقة باختصاصه أو باختصاصات مقاربة ، وكان الأجدر بالقائمين على مثل هذه الأمور أن يشنوا حملة توعية بين المواطنين لتنبيههم الى مدى خطورة قطع هذه الأشجار وأن يتخذوا الاجراءات المناسبة بحق لصوص الأشجار الذين امتهنوا هذه المهنة في ظل الفوضى وغياب القانون ، فضلا عن القيام بحملة كبيرة لتشجير تلك الغابات من جديد ، بالإضافة الى الكثير من الأماكن الأخرى في المدينة والتي هي بحاجة الى اشاعة الخضرة فيها، كي يشعر المواطن ولو بجزء يسير من الطمأنينة والتفاؤل.


بعد تعرضها للنبش والسرقة اشعاعات ومخلفات لليورانيوم تنذر بكارثة بيئية في اطراف الموصل

الموصل / مكتب المدى / رعد الجماس

تسببت الاحداث التي افرزتها تداعيات مابعد التاسع من نيسان للعام 2003 في الحاق اضرار بالغة في البنى التحتية لجميع مفاصل حياة العراقيين ، بما في ذلك التضحيات والقرابين البشرية التي قضت وتقضي دونما ذنب .. واذا كان من الممكن حصر ومعالجة وتعويض بعض الاضرار في بقعة معينة من العراق مهما بلغت اهميتها ، الا ان بعضها الاخر ذو تأثير بالغ الخطورة وتهدد حياة الافراد والثروات الحيوانية والنباتية بالهلاك راهنا وعلى المستقبل القريب والبعيد ، وتتطلب امكانيات وحملة واسعة للسيطرة عليها .. ومن هذه المخاطر خطر التعرض للتلوث الاشعاعي القادم الذي تعاني منه اجزاء من مناطق واراضي العراق ، ومنها بعض اطراف ونواحي مدينة الموصل .. ولتسليط الضوء على تفاصيل هذا الموضوع المهم الذي بات يشكل مصدر قلق وخوف للمواطنين والمسؤولين على حد سواء ، كان ( للمدى ) هذا التحقيق .

مخلفات معروضة للبيع  

يقع مقر المنشأة العامة للعمليات الاستخراجية التابعة الى هيئة التصنيع العسكري السابقة قرب قرية الريحانية في ناحية بادوش والتي تبعد بمسافة تقدر بنحو ( 15 كم ) عن مدينة الموصل والى الشمال الغربي منها ، وقد جرى في هذه المنشأة استخدام مواد ملوثة يدخل عنصر اليورانيوم جزءاً منها ، كما ان هذه المنشأة خضعت الى التفتيش من قبل الفرق الخاصة بالامم المتحدة في التسعينيات ، وعلى اثر ذلك تم منع اكمال برنامج العمل فيها وسحب المواد الاولية والمعدات والمكائن والاليات وطمرها داخل حفرة كبيرة ووفق الشروط الصحية لطمر المواد الحاوية على اشعاع اليورانيوم ، وتم الطمر بالفعل في منطقة (آجبلا) قرب قرية(العداية) في ناحية (المحلبية) ..

(ابو محمد) احد سكان المنطقة والذي اصطحب عائلته الى مدينة الموصل هربا من خطر التلوث قال :

-بعد الاحداث تعرضت منشأة الريحانية الى اعمال السلب والنهب والتي استمرت الى غاية اليوم وجردتها من كل شيء ، فقد هدمت الابنية واستخرج الحديد منها وكذلك المجاري الخاصة بنقل المخلفات ، كما تم نهب محتويات احدى الغرف المقفلة والمرسوم على بابها علامة الخطر التي تشير الى خطورة محتوياتها وتم تسريبها وعرضها للبيع في الاسواق المحلية . غير ان اهم واخطر ما في الامر هو عملية نبش المواد والمخلفات المطمورة في منطقة ( اجبلا ) من قبل بعض الاشخاص رغم معارضة اهالي المنطقة، حيث تركت الحفرة مكشوفة دون ردم بعد استخراج المخلفات المطمورة منها والتي يتفاعل قسم منها مع التربة التي اصبحت ملوثة من جراء ذلك .

- وماذا عن خطر السكن في ابنية المنشأة من قبل العوائل ؟

- مما يؤسف له ان بعض العوائل شغلت غرف وملحقات المنشأة بعد الاحداث ويرى قسم منهم ان ملكية الاراضي المقامة عليها الابنية تعود اليهم وان الحكومة السابقة قد استولت عليها ووجود هؤلاء المواطنين مع حيواناتهم الداجنة ومواشيهم في هذا المكان يشكل خطورة كبيرة على حياتهم بسبب التلوث لاسيما في بقعة من الارض عند احد التلال يطلق عليها (نقطة الصفر) حيث تجمع هناك عدد من العوائل التي ترفض مغادرة الموقع معللين بقاءهم فيه بعدم حدوث مايخشى منه على حياتهم وحيواناتهم بعد مكوثهم اكثر من عام ونصف العام في المنطقة في حين اكدت احدى اللجان التي زارت المنطقة وفحصت عينات من التربة والماء وحليب المواشي واللحوم بان المنطقة مصابة بالتلوث الاشعاعي وحذرت الاهالي من السكن فيها وطالبتهم بمغادرتها فورا .

اثار التلوث تمتد لملايين السنين 

( الاستاذ سالم عثمان ايوب ) مدير دائرة حماية وتحسين البيئة في نينوى قال عن هذا التلوث :

يعد ماتعرضت له المناطق التي اصابها التلوث، كارثة على مستوى الواقع الصحي والبيئي لاسيما بعد ان زار المنطقة عدد من اللجان المتخصصة ومنها لجنة ضمت فريقاً من وزارة البيئة ووزارة العلوم والتكنلوجيا يرافقه متخصصون بالاشعاع واليورانيوم واسفرت نتائج الفحص والتدقيق عن وجود تلوث في ابنية المنشأة والمناطق والاراضي المحيطة بها ، وهذا التلوث ان لم يتم معالجته والسيطرة عليه فان تأثيره سيبقى قرابة اربع ملايين ونصف مليون سنة، والانسان الذي يتعرض للاشعاع فان اصابته حتمية بالامراض الخبيثة كالسرطان وتكسر كريات الدم وتخريب الجينات الوراثية التي تسبب التشوهات الخلقية التي تنتقل من جيل الى اخر الى غيره من الامراض.

-  وماهي اجراءاتكم للسيطرة على هذه الكارثة ؟

- طبيعة عملنا فنية وليست تنفيذية ومهمتنا ابداء الرأي الفني واعداد التوصيات التي رفعت الى الجهات المعنيةوتتضمن اعادة طمر المواد والمخلفات التي استخرجت من منطقة (اجبلا) ووضع اسلاك شائكة حولها مع علامات تحذير بعدم التقرب منها ، وترحيل المواطنين القاطنين في تلك الاماكن ، كما تم طرح الموضوع امام انظار رئيس الوزراء عند زيارته لمدينة الموصل قبل ايام واوعز بمناقشة الموضوع في جلسة مجلس الوزراء ونحن الان بانتظار ماتقرره به الجهات المسؤولة بهذا الشأن ، ومن جانب اخر اوعز المسؤولون في محافظة نينوى الى الدوائر الصحية ولاسيما المختصة بالاورام والسرطان والطب الذري الى القيام بحملة توعية وارشاد واسعة لبث الوعي الصحي بين المواطنين من سكان المناطق الملوثة واجراء الفحوصات الطبية الحقلية اللازمة ، كما اجتمع مدير ناحية المحلبية بمختاري ووجهاء المنطقة واهاليها بغية نشر الوعي بمخاطر الكارثة والعمل على اخلاء المناطق الملوثة واعادة المواد المسروقة .

-  ما الطريقة المثالية للمعالجة ؟

اجاب على هذا السؤال (الاستاذ سمير عبد الاحد ) وكيل مدير بيئة نينوى بقوله:

-  عن طريق مشروع واسع لهدم الابنية واعادة طمرها صحيا وهذا يحتاج الى تكاليف وتخصيصات مالية كبيرة يتم من خلالها توفير وتهيئة تقنيات خاصة للطمر تتمثل بمعدات واجهزة وملابس اختصاصية للعاملين مع اليات ومكائن حيث يجري بعد الانتهاء من عملية الطمر التخلص من جميع هذه المعدات باتلافها  كما ان تنفيذ هذا المشروع يتطلب مساعدة واشراف منظمات ومؤسسات دولية متخصصة ، حيث سيتم طمر المخلفات في حفرة او خندق بطول 200 م وعرض 15 م وعمق 4,3 م على هيئة تلة ترابية فوق مستوى الحفرة اضافة الى شروط اخرى تستلزمها هذه العملية .

- وهل ستطمر كل المواد الموجودة في المنشأة ؟

- نعم وخاصة الخطيرة منها حيث ان هناك اربعة براميل تحتوي على مادة (يورانيوم1/238) طبيعي وهذا النوع يطلق اشعاعات قصيرة وطويلة المدى وجدير بالذكر ان المنشأة كانت تضم مواد وعناصر عديدة من اليورانيوم وغيرها سرق اغلبها ابان الاحداث.

امراض خبيثة ومزمنة

في مستشفى الاورام والطب النووي قال احد الاختصاصيين حول الاصابة والتعرض للاشعاع :

-ان نتائج واخطار التعرض للاشعاع لا تبدو واضحة آنياً وانما تظهر اعراض ذلك بعد مرور خمس او ست سنوات تقريبا وبعد ان يكون الانسان قد تعرض لفترات طويلة للاشعاع حيث يتحرر اليورانيوم المستنفذ وتتحول طاقته الحركية الى حرارية وتنتج دقائق عالقة تحتوي على تركيز عال ويدخل جسم الانسان بعد ذلك بعدة طرق منها ، الاستنشاق ويكون خلالها اليورانيوم المستنفذ بهيئة اوكسيد اليورانيوم ويدخل الجسم عن طريق الجهاز التنفسي وتستقر ذراته في الرئتين فيتعرض الجسم للاشعاع المنبعث الذي يكون عبارة عن نقطة حمراء مشعة تعمل على تلف الخلايا لتكون مؤجلة للتحول الى خلايا سرطانية ، والطريقة الثانية بواسطة الجهاز الهضمي اذ يتحول جزء من اليورانيوم الى دقائق تستقر على الماء او الاغذية وتدخل الجسم عن طريق تناول هذه الاغذية الملوثة فيكون تاثيرها مضاعفا حيث يصل اليورانيوم في مجرى الدم ويستقر في العظام والكلية والكبد متهيئا للتحول الى خلايا سرطانية ، اما الطريقة الثالثة التي يدخل بها الجسم فعن طريق الجلد حيث تتجمع الذرات عليه لتؤدي بالنهاية الى حدوث سرطان الجلد .

- وما نتائج التعرض للاشعاع لفترات طويلة ؟

- اذا اكتسب الجسم جرعات عالية من الاشعاع  فانها تؤدي الى الموت ، واعراضه الخمول وفقدان السيطرة علىالجسم والاسهال مع الالام الشديدة في كل اجزاء الجسم ولاسيما العضلات وتساقط الشعر والاسنان وفقدان الذاكرة وغيرها من الاعراض اما تاثير الاشعاع وراثيا فهو يؤثر على الطفرة الوراثية وتلف الخلايا التكاثرية لذلك نحن نناشد الجهات ذات العلاقة في البلاد وكذلك المنظمات العالمية لمد يد العون وتطويق هذه الكارثة البيئية قبل استفحالها لاننا نعد الملوثات البيئية هي الاخطر على الحياة ولها تاثيرات وخيمة من الصعب معالجتها وصولا الى تحقيق بيئة نقية معافاة ينعم فيها المواطنون بالاستقرار والصحة الدائمة.

 

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة