استراحة المدى

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

الأبوذية

بشار الشداد الحياوي

الشعب العراقي شعب مبدع وخلاق في كل الفنون، كما أثبت ذلك التاريخ، وخاصة في مجالي الشعر والغناء، وهما من المظاهر الوجدانية لفاعلية الإنسان في بيئته ومجتمعه وفي حالة الأفراح والأتراح. ولعل ما مر به العراقيون من قرون وحقب مظلمة وتجارب دامية وسنوات الظلم والاضطهاد عمقت لدى الانسان رغبة الإبداع التي تعكس واقع المأساة بأسلوب تعبيري، ورؤية حزينة ومفردات سلسة وبسيطة، فتمثل ذلك في نظمه لوناً من ألوان الشعر الشعبي الذي تلوح من بين كلماته وصوره مظاهر الحزن، والمعاناة، وأصدقاءها، شعراً وغناءً، وكلمة "أبوذية" مركبة من "أبو" أي صاحب ومن "ذيه" وهي تخفيف "أذيه" فيكون معناها صاحب الأذية.

لهذا فإن ناظم الأبوذية أو قارئها "المغني"، لا يمكن أن يجيد التعبير عنها، إلا في حالات حزينة قاسية يندفع بسببها للأعراب عما يدور في خلده وتنفيس كربه وفي فن الأبوذية تتجلى البراعة، وقوة الديباجة وخصوبة الخيال، والحس المرهف وخاصة في الجناس، فيعتبر أقرب الفنون إلى المشاعر.

والأبوذية من بحر الوافر، يتألف البيت الواحد من أربعة اشطر، ثلاثة منها متحدة في القافية وبالجناس اللفظي، ومختلفة، بالمعنى، والرابع يختم بياء وهاء مشددة، وهي على أنواع أشهرها "المطلقة" وهي التي نظمها الشاعر من واقعه وظروفه فجاءت من إيحاء خاص به. و"المولدة" وهي التي يستوحي الشاعر فكرتها وصورتها من الشعر العربي الفصيح. ولا يمكن ذكر أو حصر الذين نظموا الأبوذية، ولكن توجد مناطق امتازت بنظمها في جنوب العراق ووسطه وخاصة مناطق الفرات كمدينة الحلة، والديوانية ومناطق الحي، والشطرة، والناصرية. وربما نظم الشارع بيت (ابوذية) واحد يؤدي إلى شهرته.

ويستخدم ما ينظم من الأبوذية في الغناء وخاصة تلك الأبيات التي فيها الشكوى من الزمان أو من غدر الحبيب، وجفائه، أو رحيله مع أهله إلى مكان مجهول أو الألم من كلمات العاذلين على الحب، والشامتين بفراق الأحبة فيزيد الغناء الحزين النظم الحزين شجناً وإيقاعاً تنفطر له قلوب السامعين.

واشتهر في غناء الأبوذية عدد من المطربين، فمن القدماء حضيري أبو عزيز وداخل حسن وعبد الواحد جمعه، ومن الجيل الآخر سلمان المنكوب، وياس خضر وحسين نعمه، ورياض أحمد.

ولا يزال غناء الابوذية يهيمن على الاحاسيس ويأخذ بالالباب، وهناك مجموعة من الاطوار التي غنى بها المطربون الابوذية فهي اللامي نسبة الى عشيرة بني لام والصبي نسبة الى طائفة الصابئة والحياوي نسبة الى مدينة الحي والطويرجاوي نسبة الى مدينة طويريج (قضاء الهندية) وتعتبر الابوذية نظماً وغناءً من الموروث الشعبي الذي تناقلته الاجيال وعبرت عن المشاعر الصادقة حتى اصبح بعضها يجري على الالسن مجرى المثل بين الناس.

ويبقى لدينا سؤال هل تستطيع الابوذية مقاومة التغيير الحاصل في الذوق الفني لدى الشباب؟

اننا لم نعد نسمع نظماً لهذا اللون، وانحدر اداء المطربين الى مستوى متدنٍ لا ينسجم والذوق الرفيع لدى الانسان العراقي الذي هو نتاج حضارته وتراثه.

 


الطيران عالياً

ترجمة- سيف محمد علي

ان جسم الانسان لا يمكنه التأقلم اثناء السفر في الطائرات لارتفاعات عالية قد تصل الى 33000 قدم او اكثر لذا فليس من المستغرب ان الطيران في ارتفاعات عالية يسبب ظهور اختلافات فيزياوية برغم التقنيات العالية لانظمة (معادلة الضغط) المتوفرة في الطائرات الحديثة. لذلك فإن ألم الاذن عند الطيران هو واحد من اكثر المشكلات شيوعاً عند المسافرين..ومما يؤدي الى تفاقم المشكلة استخدام طريقة الاقلاع والهبوط السريعين للتقليل من ضوضاء الطائرة، وهذا يؤدي الى اختلال كبير في الضغط. ولكي نفهم طبيعة ألم الاذن عند الطيران يجب ان نلقي نظرة على تشريح الاذن، اذ ان الاذن الوسطى (قناة اوستاكي) -التي تقع خلف طبلة الاذن مباشرة هي بمثابة كيس هوائي داخل الراس تتحسس لتغيرات الضغط الجوي.

في الحالة الطبيعية فإن القناة السمعية-التي تربط قناة اوستاكي بمؤخرة الانف- تساعد على معادلة الضغط بين قناة اوستاكي والمحيط الخارجي تختلف من شخص لآخر من ناحية الحجم والفعالية حيث ان الاطفال مثلاً لديهم قناة سمعية اكثر ضيقاً من قناة اذن البالغين، فعلى سبيل المثال عندما تغلق اوستاكي عند الاصابة بالزكام او الحساسية فإن الضغط سوف يختل والالم يتفاقم داخل الاذن الوسطى، وعادة فإن هذا الالم يخف بمرور الوقت ولكن في بعض الاحيان قد تتطور الحالة حيث يتكتل سائل الاذن وتتمزق الاوعية الدموية وبذلك يحدث التهاب في الاذن او قد يؤدي الى تمزق طبلة الاذن، وبذلك يخف السمع وفي الحالات الشديدة قد يكون تأثير هذا الامر بشكل دائمي.

ان حدوث الدوار قد يكون مصاحباً لهذه الحالة وهذا ما يسمى عند الاطباء (الالتهاب الهوائي Aerototis ). ان الابتلاع والتثاؤب يساعدان على فتح قناة اوستاكي وتوازن الضغط لذا فإن مضغ (العلكة) خلال الاقلاع والهبوط يساعد على توازن الضغط. على كل مسافر ان يتعلم كيفية الحفاظ على الاذن مفتوحة باتباع الخطوات الاتية:

1- إغلاق الانف.

2- اخذ نفس عميق.

3- استعمال عضلات الخد والحنجرة لدفع الهواء الى نهاية الانف كما لو انك تريد تنظيف الانف.

ولتكن هذه العملية برفق وتزداد تدريجياً، وعند سماعك قرقعة عالية فهذا يدل على نجاحك في فتح قناة اوستاكي، وقد تحتاج الى تكرار هذه  العملية خلال الهبوط.

يجب تجنب تناول الحليب ومشتقاته مدة يوم او يومين قبل الطيران لانها تعمل على تكوين المواد المخاطية وكذلك تجنب الطيران -ان امكن- في حالة الاصابة بالزكام او الحساسية الشديدة.

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة