أول ميثاق عمل للمعارضة اللبنانية: الدعوة
لاستقالة الحكومة وتأليف حكومة حيادية من شخصيات مستقلة
شجاعة ونزيهة
-
الاتحاد الأوروبي يسعى لمشاركة لبنان في سياسة الجوار
ويعرب عن قلقه إزاء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية
للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب اللبنانية في 1975، التقت
قوى المعارضة المسيحية والمسلمة واليمينية واليسارية على
برنامج عمل مشترك يندد بالوصاية ويدعو الى استقالة
الحكومة.
وجمع اللقاء كل تيارات المعارضة، بينها الكتلة البرلمانية
التابعة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط (17
نائبا) ولقاء قرنة شهوان (ثمانية نواب) وحزب القوات
اللبنانية المحظور (بقيادة سمير جعجع) والتيار الوطني الحر
(بقيادة العماد ميشال عون) وتنظيمات يسارية.
وقال رئيس المنبر الديموقراطي حبيب صادق وهو يتلو نص
برنامج العمل المشترك الصادر عن اللقاء -ان قوى المعارضة
تعتبر ان السبيل الوحيد لقيام سلطة فاعلة وجديرة بالاحترام
هو في اعادة الاعتبار لحق اللبنانيين في اختيار سلطتهم عبر
اجراء انتخابات نيابية حرة ونزيهة واستعادة اللبنانيين
حقهم في ادارة شؤونهم بانفسهم في اطار دولة حرة ديموقراطية
سيدة مستقلة-.
تعطيل الديمقراطية
واشار البيان بعد ان تطرق الى التمديد لولاية الرئيس
اللبناني اميل لحود اخيرا، الى ان -ابواب تداول السلطة
بقيت مقفلة بسبب تعطيل الآليات الديموقراطية وتحويل النظام
السياسي الى نظام امني -.
وقال -ظهر بوضوح ان الحكومة الحالية من تركيبتها وتصرفاتها
(...) تعمل على تقسيم اللبنانيين وتناصب فريقا كبيرا منهم
العداء، فهي حكومة لا تستطيع الاشراف على هذه الانتخابات
ولا بد بالتالي من استقالتها وتاليف حكومة حيادية تتشكل من
شخصيات مستقلة شجاعة ونزيهة وموثوقة تتولى منع الاجهزة
الامنية من التدخل في الحياة السياسية وبصورة خاصة في
العملية الانتخابية-.
ودعت قوى المعارضة الى -اصدار قانون انتخاب عصري
وديموقراطي يؤمن صحة التمثيل وصدقيته-، معاهدة اللبنانيين
-على خوض المعركة الانتخابية متكافلة متضامنة في كل
لبنان-.
وجاء في البرنامج -يتعين ان ينبثق عن المجلس النيابي
الجديد حكومة انقاذية تتولى بناء علاقات ندية مع سورية
واعادة النظر ببعض الاتفاقات المعقودة بما يكفل توازنها
ويضمن مصلحة البلدين، والعمل على استعادة ثقة الداخل
والخارج بلبنان من خلال اثبات قدرة النظام اللبناني على
العمل مجددا وفق قواعد الحق والدستور-.
من جهة ثانية، اكد برنامج العمل على -دور لبنان كشريك فاعل
في الصراع العربي الاسرائيل وحق الدولة اللبنانية وواجبها
في تقرير مسألة الحرب والسلم ومحاذرة السياسات التي تعيد
تحويل لبنان الى مجرد ساحة تجاذب ومساومة واحتضانها القوى
التي ساهمت في معركة التحرير من الاحتلال الاسرائيلي
وحمايتها من اي استهداف ورفض جميع محاولات اضفاء صفة
الارهاب عليها-.
كما طالب بوضح حد لسياسة تهميش بعض القوى السياسية، داعيا
الى -اطلاق المعتقلين السياسيين جميعا لا سيما الدكتور
سمير جعجع- المسجون منذ عشر سنوات، و-تأمين عودة المنفيين
والمبعدين جميعا لا سيما العماد ميشال عون- الذي يعيش في
المنفى منذ 14 عاما.
مفترق طرق
وبدوره، قال الرئيس اللبناني الاسبق امين الجميل خلال
اللقاء ان لبنان يقف على -مفترق طرق- وان لقاء قوى
المعارضة يخلق اجواء تشبه اجواء 1943 عندما اجتمع كل
اللبنانيين من اجل الحصول على استقلالهم.
ومن جهته، اكد النائب وليد جنبلاط استعداده زيارة دمشق.
وقال -اتصل بي بالامس رئيس جهاز الامن والاستطلاع السوري
(في لبنان) العميد رستم غزالة-، ولكن -لن ادخل في حوار
سوري من خلال ضابط امني سوري، ليس انتقاصا او اهانة لشخص
العميد ابدا بل في المبدأ- و-حرصا على مصداقية الحوار- مع
سورية.
وقال جنبلاط انه - لن يساوم على مواقفه السياسية للحفاظ
على حياته.
من جانبه أعلن رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان باتريك
رونو ان -سوء التفاهم- كان السبب في تاجيل زيارة متوقعة
اليوم الاربعاء لوفد مهم من الاتحاد الى لبنان مكلف تطبيق
-سياسة الجوار-.
عملية مشاركة
ونقلت صحيفة -النهار- اللبنانية عن رونو قوله ان الاتحاد
الاوروبي يعتبر ان هدف الزيارة كان اطلاق عملية مشاركة
لبنان في سياسة الجوار بعد اشهر طويلة من المفاوضات بينما
تعتقد الحكومة ان الزيارة -استطلاعية-.
واكد ان هذه السياسة -مغرية جدا- من وجهة نظر مالية تسمح
بالاستفادة من -المكتسبات الاوروبية- وخصوصا حرية تنقل
الاشخاص والبضائع والرساميل والخدمات.
واشار الى ان لبنان وسوريا والجزائر لم تدخل العملية بعد
لكن سوريا -قد تسبق لبنان-.
وقد تاجلت زيارة الوفد الاوروبي حتى اشعار اخر. وقال رونو
في هذا الصدد -قررنا مع الحكومة اللبنانية منحها مزيدا من
الوقت من اجل تقييم نتائج التزام كهذا-.
من جهة اخرى، اعرب رونو عن قلقه ازاء الاوضاع الاقتصادية
والاجتماعية في لبنان قائلا هناك -تراجع هائل ولا احد يفعل
شيئا حيال ذلك. واسال نفسي هل ان حزبا سياسيا او طرفا ما
سيهتم باعطاء الشعب اللبناني، وخصوصا الشباب افاقا
مستقبلية ليتوةقفوا عن مغادرة بلدهم-.
قواعد مستقبلية
وقد ارست المفوضية الاوروبية قواعد سياسة مستقبلية للاتحاد
الاوروبي تجاه دول مجاورة لا تهدف من حيث المبدأ الى
الانضمام اليه وذلك بتبنيها اول خطط عمل تجاه سبعة شركاء
بينهم اوكرانيا واسرائيل.
هذا واعلن وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه في تصريحات
نشرتها صحيفة -لوريان لو جور- ان -الاسرة الدولية وفرنسا
متيقظتان- بشأن حسن سير الانتخابات التشريعية في لبنان.
وقال ان -الاسرة الدولية وفرنسا متيقظتان بشأن القانون
الانتخابي المستقبلي الذي يجب ان يتيح لجميع التيارات
السياسية اللبنانية ان تكون ممثلة ولعملية الاقتراع ان
تكون نزيهة-.
ويتوقع ان تجري الانتخابات التشريعية الربيع المقبل.
ونهاية تشرين الثاني رفض رئيس الوزراء الموالي لسورية عمر
كرامي فكرة قيام مراقبين دوليين بالاشراف على حسن سير
الانتخابات.
|