مواقف

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

ثمن ادامة السلطة

بقلم: ديفيد اغناتيوس

ترجمة : مفيد وحيد الصافي

عن    واشنطن بوست

 

بغداد-ان الاخبار السيئة والاخبار الطيبة متشابهة هنا.اميركا لاترحل. وان علامة هذا التصميم على مواصلة  الطريق ،الذي يدور في اذهان بعض العراقيين تأتي عن طريق سوق العقارات المحلية.

كان هنالك تاجر عراقي ساوم قبل بضعة اشهر على بيع جزء كبير من عقار تجاري في وسط بغداد.وقد اتفق  بشكل مؤقت على ثمنه مع مستثمر كويتي، خطط يوما ما في بناء مخزن الكتروني كبير على مساحة 9،850 متر مربع. ولكن بعد ان اعيد انتخاب الرئيس الاميركي بوش في تشرين الثاني صعدت الاسهم العراقية بنسبة 25 %.

وان توقع ان تلك الادارة الاميركية المنتخبة سوف تستمر بالبقاء والقتال- وفي النهاية اعادة استقرار العراق- جعل من ملكية ذلك الرجل اعلى قيمة على الفور، ان الدليل المثير لهذا التصميم الاميركي وصل مع تصريح الاسبوع الماضي،بأن الولايات المتحدة سوف تزيد من عدد جنودها في الاشهر القليلة القادمة ليصل الى نحو150،000 جندي،انه دليل رمزي ،يبين ان تلك الادارة تزيد من استثماراتها في العراق ،وهي ببساطة مصممة ليس على الغلبة فقط، بل وان تظهر للاصوليين الاسلاميين ،ان اميركا لايمكن ارهابها بالقوة.

يقول الجنرال ابي زيد ،القائد الاميركي الذي يتولى المسؤولية الشاملة في الحرب على العراق،"انما الامر كله يعني مواصلة الطريق"،"ولايمكن لاي عمل مسلح من قبل أي طرف ، يمكن ان يبعدنا عن هذه المنطقة"

سافرت مع ابي زيد في نهاية الاسبوع الماضي الى بغداد،والموصل،واربيل،وقد اظهرت الرحلة هذه مقاطع سريعة في اشتباكات الجيش الاميركي للانتصار ضد ما أصبح يعرف بالتمرد الكلاسيكي.وفي كل مرة كان ابيزيد يردد الرسالة نفسها الى القادة المحليين:دمروا المتمردين الذين يهاجمون القوات الاميركية وقوات الحكومة العراقية، اعثروا عليهم ،واشتبكوا معهم ،واقتلوهم.

يقول ابيزيد " لايجب ان تكون لدينا اية اوهام حول العمود الفقري للعدو". ولن نساوم البعثيين السابقين،والجهاديين الاسلاميين الذين يقاتلون قوات التحالف . ويقول "ان هؤلاء المقاتلين يجب ان يقتلوا او يتم القاء القبض عليهم"، لقد واصل الجانبان عملياتهما منذ اشهر ماضية،وقد اتخذت اميركا موقفا اكثر حدة نحو عدوها المراوغ في المعركة الدامية المتجددة في شهر تشرين الثاني  ضد الملاذ الامن للمتمردين في الفلوجة، ولكن المتمردين لم ينهاروا بسهولة ،وواصلوا هجماتهم في بغداد ومدينة الموصل التي تقع في الشمال-يأملون في تخويف الشرطة العراقية وقوات الامن ، الجزء غير المستقر في الاستراتيجية الاميركية، لقد اصبحت الحرب اختبارا كلاسيكيا للإرادات،مثال ذلك ، الحملة التي شنها المتمردون من اجل غلق اهم شريان استراتيجي، الا وهو الطريق من المطار الى وسط بغداد والمنطقة الخضراء ،حينما اضاف المتمردون السيارات المفخخة المتجولة الى عملياتهم المؤلفة من متفجرات على جانب الطرق والكمائن،لهذا قررت الولايات المتحدة اغلاق الحركة الرسمية فيه ،وكان ذلك نصرا للمتمردين ،ولكن بشكل مؤقت.

ولكن الاميركيين حسموا ردهم من قبل : سوف يستعملون مسارين من المسارات الاربعة التي يتألف منها  الطريق السريع وتشكيل طريق معلوم سوف يفتح فقط الى الحركة الرسمية هناك ،اما العراقيون ومفخخو السيارات والمواطنون العاديون فهم على السواء سوف يجبرون على استعمال المسارين الآخرين ، بأمان عبر طريق وسط.

اما الخطوة القادمة فهي الانتخابات العراقية،التي حدد موعدها في 30  كانون الثاني .ان المسؤولين الاميركين يعلمون ان الوضع سوف يكون مرتبكا وعنيفا، خاصة في المناطق التي يكون فيها التمرد السني شديدا،ولكنهم يقولون ان المواطنين الذين يريدون ان ينتخبوا سوف يكونون قادرين على أداء  ذلك،وحينما سئلوا كيف يكون الوضع بعد يوم من الانتخابات ،قال القادة الاميركان ،ربما انه لن يكون يوما مختلفا عمن سبقه ،ان التمرد سوف يستمر ،وان الاميركان باقون،والمعركة متواصلة.

يأمل ابي زيد وجنرالاته، بأنه ستكون هنالك نقطة تحول في المستقبل،لحظة يدرك العراقيون فيها ان الاميركيين مصممون على مواصلة الشوط،يقول الجنرال توماس الذي يقود العمليات العسكرية اليومية في العراق،"ان اولئك الجالسين على السياج والذين ينتظرون ان يعرفوا من يربح المعركة"،"يجب ان نصل بذلك الى درجة الاستنتاج" وحينما يتأكد لهم ان لنا اليد الطولى، يتنبأ ماتز انه سوف تكون هنالك"ردة فعل" لدعم ومناصرة الحكومة العراقية الجديدة. لقد وصفت الحرب في العراق منذ ايامها تخطيطاتها الاولى بانها حرب يصحبها تفكير اميركي يكثر من التمني،ان القادة الاميركيين لا يزالون يتحدثون بتفائل ، بشأن صعوبة تسوية الوضع المضطرب في بغداد والمنطقة السنية ولكن يمكن التخفيف من حدته في الاقل،عبر فهم عملي بانها سوف تكون هنالك حرب طويلة ودامية- وان بعض اشكال التمرد تلك لربما يستمر حتى بعد رحيل الاميركان اخيرا. ان مقياس النصر سوف يحدث حينما تكون القوات العراقية قادرة على الانتصار في المعركة،ولكن هذا جزء واحد فقط ،من المؤسف ان الامر هذا سوف يبقى خارج الارادة الصلبة للجنرالات الاميركيين.


انتخاب قرضاي يمهد لنهاية العنف ورحيل رجال الحرب

ترجمة-منذر مظفر المدفعي

عن: اللوموند

 

مهمة الرئيس الافغاني حميد قرضاي التي بدأت في السابع من كانون وعلى مدى خمس سنوات لا تخلو من الصعوبة، وبالرغم من التطور الملموس خلال السنوات الثلاث الماضية الا انها مطالبة بالكثير لتقف على قدميها ولتبرهن فيما لو كانت مليارات الدولارات التي انفقت على البلاد ستأتي بنتيجة ام لا.

وما يمكن اعتباره حالياً اكثر خطراً من اتباع طالبان هو انتشار الثقافة الاجنبية الدخيلة والمخدرات مهددتان للامن الوطني.

وعلى الرغم من ان هذه الامور لا تنذر بانقلاب ضد الحكومة التي لا تزال مدعومة امنياً بقوى اجنبية الا ان انتشار المخدرات يؤدي الى اثارة الفوضى التي تضر بمرحلة البناء وتؤثر سلبياً على انخراط الشعب في النظام الجديد. وقد وجه السفير الامريكي في افغانستان "زلماي خليل زادة" نداءاً الى اتباع طالبان وبالاخص الشباب لالقاء السلاح و وعدهم بالمقابل بإعفائهم من المساءلات القانونية. وهذا البيان يأتي للتأكيد على ان حكومة قرضاي تسعى جاهدة لضبط مشروع المصالحة الوطنية. وكرر قرضاي اعلان هذا العفو الى اتباع طالبان الذين لم تتلوث ايديهم بدماء الجريمة ولم يستثن منهم غير الرؤوس الكبار ومن هم على تواصل مع منظمة القاعدة، ولا يزال ملا محمد كبير جماعة طالبان هارباً حتى الان.

وقد صرح الجنرال الامريكي ديفيد بارنو في حواره مع الصحافة الامريكية " اعتقد ان الصيف المقبل سيكون افضل حال فيما لو نجحت المصالحة الوطنية بخفض نسبة التهديدات الامنية، هذه المصالحة التي ستتم مع اتباع طالبان ستقلل من حالة الخطر في البلاد وبالنتيجة سيتم تخفيض عدد الجنود".

يأتي اهتمام قوى التحالف بهذه المصالحة لانها اتت بجيش قوامه 18000 جندي للوقوف بوجه اتباع طالبان والقاعدة. وتمركز اغلبهم في اقليم الباشتون. وحتى الان لا يزال اثر هذا العفو طفيفاً على اتباع طالبان الذين طالما نشروا الذعر في سكان المناطق الشمالية حيث واجهوا مقاومة من قبل طلاب المدارس الدينية. ويتوجب الان على قرضاي ان يلتمس جانب الحذر اكثر مما كان عليه اثناء مرحلة الانتخابات لان الافغانيين لا يزالون يتصرفون على اساس انتمائهم العرقي.

التحدي الاقتصادي

في حالة تعذر احلال الامن فإن الوضع الاقتصادي مهدد بالركود وعلى الافغان ان يحققوا التكامل التدريجي لاجل استعادة ادارة شؤونهم السياسية. اما بالنسبة للامل الذي ولد بنجاح الانتخابات الرئاسية فمن الممكن ان يتلاشى فيما لو تباطأ قرضاي بإجراء تغييرات جذرية وملموسة. وهذه التغييرات لا ينتظرها الافغان لوحدهم وانما الدول المانحة ايضاً. وبخصوص احلال الامن في البلاد فهو يتطلب اكثر من مجرد اعلان مصالحة وطنية محتملة بين الحكومة واتباع طالبان. وفي اللحظة التي اعلنت فيها الجمعية الوطنية اسراعها بتشكيل الجيش الوطني الافغاني الذي سيكون قوامه 70 الف جندي يكونون على اهبة الاستعداد بحلول عام 2007، قرر قرضاي المباشرة بإجراء تعديلات بين صفوف المسؤولين في كابول والمحافظات الاخرى. واصر الافغان على العمل وفق الانظمة والقوانين واخضاع مجرمي الحرب الذين تمادوا ببث الهلع في انحاء الريف، وتواترت النداءات المطالبة بإبعاد من قد اساؤا استخدام السلطة عن دفة الحكومة الحالية، وعلى هذا المعيار سيتم تقييم حكومة قرضاي.


النفط والغاز الروسي يدعمان طموحات بوتين

بقلم- سيمون تسدال

الغارديان

ترجمة: سوسن نادر

 

وضعت شركة (كاز كروم) وهي احدى الشركات الرئيسة في روسيا خططاً لتزويد 10% من احتياجات بريطانيا من الغاز الطبيعي الروسي بحلول عام 2010 وهذا مؤشر على ازدياد اهمية روسيا في العالم كممول للطاقة,

ان وجود الغاز والنفط في دولة ما يعتبر عامل قوة اقتصادياً وسياسياً لتلك الدولة وان وجود تلك المادتين في روسيا يساعد على تقديم الدعم القوي لطموحات روسيا، وتميل حكومات الدول الغربية الى توجيه الانتقادات بسبب تدخل بوتين في شؤون الدول المجاورة لروسيا مثل اوكرانيا والانتهاكات في الشيشان. وقد تعيد تلك الدول الغربية حساباتها مرة اخرى بسبب تنامي احتياجها للطاقة. تشعر الولايات المتحدة بارتياب ازاء اتباع الكرملن سياسياً فاشية ودعمهم لايران وتم التكتم على هذه التخوفات الامريكية بسرعة عندما ظهرت مكانة روسيا في العالم كأكبر مصدر للغاز اضافة الى احتلالها المرتبة الثانية كأكبر مصدرة للنفط. ولم يجد السيد جاك سترو (وزير خارجية بريطانيا) حرجاً في المناقشات حول ستراتيجية بريطانيا للطاقة. واضاف السيد سترو ان الاحتياطي الموجود في بحر الشمال بدأ بالتناقص وسوف تكون من مستوردي الغاز عام 2006 ومستوردي النفط عام 2010 وفي حلول عام 2020 سوف نستورد ثلاثة ارباع احتياجاتنا الاسياسية من الطاقة وان الاقتصاد البريطاني والخدمات العامة والامن تعتمد على تأمين وتوفير امدادات الطاقة. وهذا هو حال حليفات بريطانيا من الدول الاخرى.

تعتبر روسيا الممول رقم (12) في قائمة مجهزي امريكا بالنفط وان انتاجها واحتياطها الذي يقدر بـ (60) بليون برميل يعطي روسيا قوة في الاسواق العالمية.

ان أي انخفاض في صادرات روسيا في المستقبل المنظور سيؤثر على مستوى الاسعار الذي ارتفع بشكل قياسي في هذه السنة حيث كان له تأثير سلبي على اقتصاد امريكا والنمو العالمي.

ومن سخرية القدر ان امريكا لم تستطع ان تعتمد على النفط العراقي بالرغم من احتلالها العراق. لذلك فقد زاد اعتماد امريكا على مصادر بديلة للنفط مثل روسيا، وهذا ينطبق ايضاً على دول ذات اقتصاديات قوية مع هذا فهي تعتمد على استيراد الطاقة مثل اليابان والهند.

ولا تعتبر روسيا البلد الوحيد المصدر للطاقة الذي استطاع تحقيق نجاحات سياسية بسبب زيادة اسعار الطاقة وزيادة الطلب عليها. فقد بدأت ايران ببناء حلف مع الصين باعتبارها ثاني اكبر ممول نفط للصين. وقد ذكرت مصادر في طهران ان الصين وعدت بأن تقف بوجه أي عقوبات تتبناها الامم المتحدة بخصوص برنامج ايران النووي.

وبعد الاضطرابات السياسية التي حدثت مؤخراً في فنزويلا وهي رابع اكبر الدول المصدرة للنفط الخام لأمريكا عام 2003، تمر الان بحالة ازدهار اقتصادي حيث قام هوكو شافيز بزيادة الانفاق العام بنسبة 50% في هذه السنة وهذا ادى الى التخفيف من الضغوط السياسية على الرئيس سواء في داخل بلاده او في واشنطن.

اذا تم استبدال كلمة الطاقة بكلمة الثقة فإن روسيا تعتبر احسن مثال على هذا، وقد استفاد الرئيس بوتين من ارتفاع الاسعار التي زادت من احتياط روسيا حتى وصلت الى 112 مليار دولار مما زاد في فائض الميزانية خمسة اضعاف. ان هذه الارباح المفاجئة ساهمت في ازدياد القوة المركزية للدولة وسيطرت الدولة على قطاعات صناعية بما فيها حقول بوكرس، وبناء عليه فقد ظهرت توقعات كثيرة مفادها ان السيد بوتين سيعمل على تغيير الدستور لكي يتسنى له البقاء في السلطة بغض النظر عن كونه رئيساً للدولة. لقد كان هدف السيد بوتين منذ استلام السلطة عام 2000 ان يعيد هيبة روسيا كقوة عظمى بعد ان اساء يلتسن اليها. وقال السيد بوتين هذا الشهر انه يطور نظام صواريخ نووياً لم يسبق له مثيل وغير باهظ التكاليف. تحاول موسكو ان تسيطر على الاحداث في اوكرانيا التي تعتمد كثيراً على روسيا في تجهيزها بالطاقة وكذلك يقوم السيد بوتين بتخفيض اسعار النفط والغاز المصدر الى الدول التي كانت ضمن الاتحاد السوفيتي السابق في وسط اسيا للسيطرة على الدول المجاورة لروسيا.

وقد وقعت (100) شخصية عالمية ومن ضمنهم الرئيس التشيكي السابق فاكلاف هافيل والسيناتور الامريكي جون مكين على مذكرة اتهموا فيها السيد بوتين بأنه يحاول اضعاف الديمقراطية في روسيا، وان السياسة الخارجية لبوتين تعتمد على توجيه التهديدات الى الدول المجاورة لروسيا اضافة الى اتباع اسلوب التسلط العسكري. فلو كانت مخاوف اصحاب تلك المذكرة مبررة فهذا يعني ان الذهب الاسود قد يتحول الى ذهب احمر وهو السبب الرئيس في هذا التحول.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة