-
حيدر عبد الامير يبقي منتخبنا على قيد الحياة!
-
وحمد يسلم مصيره بيد ما تشالا!
-
حيدر
عبيد يسخر من نفسه بابتسامته للخباز!
-
ونور صبري
يوفر فرصة لمخرجي السينما!
-
علتنا دفاعية والبدلاء خارج قائمة حمد (المحروسة)!
كتب / اياد الصالحي
دخل منتخبنا الوطني بكرة القدم صالة الانعاش الفنية في
خليجي الدوحة عقب تعادله اول امس مع نظيره القطري بثلاثة
أهداف لكل منهما منحته الحياة في الدورة لـ (48) ساعة فقط
ولا نعرف مصيره بعد مواجهته المنتخب الاماراتي الباحث هو
الآخر عن الفوز والتأهل إلى الدور نصف النهائي.
الفضيحة واجيال الخليج!
ان مؤشرات الانتاكسة أو الفضيحة (بمعنى ادق) امام منتخب
عمان قد أمضحت عن عجز منتخبنا في مجاراة الفرق المنافسة،
وانه لم يكن مؤهلاً لخوض مباريات هذه الدورة بادوات متعبة
أضرت بسمعة تاريخ الكرة العراقية في دورات الخليج ولم تعد
منتجة بل لا يستحق بعضها تمثيل العراق في أية دورة أو
بطولة خارجية، لكن تمسك المدرب عدنان حمد بالبقاء على رأس
الملاك التدريبي منحه تأشيرة السفر والسياحة والترفيه في
رحلات المنتخب رغماً عن آراء الكثير من ابناء هذا البلد
المخلصين سواء كانوا من رجال الاعلام ام الرياضة ام من
خارج هذين المجالين الذين رأوا ان مجاملة اتحاد الكرة
عدنان حمد ستجر كرتنا إلى مهزلة وفضيحة تاريخية تظل
الاجيال الخليجية تتندر بها عشرات السنين وهو ما حصل حتى
الآن!!
العلة المزمنة
ولو عدنا إلى شريط مباراتنا امام قطر، نجد أن منتخب البلد
المضيف لم يكن فريقاً (بعبعاً) يهز معنويات خصمه بل على
العكس تماماً لا يمتلك نصف لاعبيه الخبرة الكافية ويقودهم
المدرب الصربي موسوفيتش الذي تعاقد معه الاتحاد القطري بـ
(القطعة) لانقاذه من مأزق اقالة سلفه المدرب الفرنسي
تروسييه.
وكانت الدقائق الثلاثين توحي بان ثورة كروية عارمة أوقد
منتخبنا شرارتها في ملعب السد خصوصاً بعد تسجيل رزاق فرحان
الهدف الاول في الدقيقة (15)، وجرب عدنان حمد، زج ياسر رعد
وحيدر عبيد منذ الدقيقة الاولى عله يحصل على تغيير نوعي في
ادواته وينهي مشكلة العلة المزمنة في منطقة الدفاع ولكن
ثبت ان العلة لما تزل موجودة طالما ظل البديل النافع خارج
القائمة المحروسة في مفكرة المدرب!!
رعد لم يكن رعداً!
واكدت الدقائق الخمس عشرة الاخيرة من الشوط الاول صحة ذلك
حيث شن اللاعب القطري وليد جاسم ومعه ياسر محمدي وسيد بشير
هجمات مركزة وخطرة من جهة ياسر رعد الذي بدا عليه الخوف
والارتباك ولم يكن مدافعاً رعداً مثل اسمه، وانهارت قواه
المعنوية والبدنية كلياً واستغل بلال محمد ثغرة رعد
(المرتبك) وسجل هدف التعادل في الدقيقة (38)، والمضحك
المبكي ان ياسر رعد امسك بالحارس نور صبري ظناً منه بانه
مهاجم قطري وترك لهوار مهمة تخليص الكرة من بلال الذي
اطلقها صاروخاً هز اركان الملعب وقد زحف لمدرجاته جمهور
غفير لم تشهده الملاعب القطرية منذ سنين!!
تاريخ حيدر عبيد!
أما حيدر عبيد، فان مشاركته اول مرة بعد غياب دام أكثر من
اربعة اشهر، كانت وبالاً على المنتخب، فالى جانب مساهمته
بارباك زملائه المدافعين بمنح مهاجمي قطر كرات مجانية قرب
قوس الجزاء، عاود لممارسة هواية الاثارة المعتادة في سجله
مع المنتخبات وتسبب بركلة جزاء استفاد منها القطريون
وتقدموا بهدف ثانٍ بعد اربع دقائق من هدفهم الاول!!،
ومعروف عن حيدر عبيد احراجه الملاكات التدريبية وتشكيلات
أي منتخب وطني أم اولمبي ام شبابي عبر ارتكابه اخطاء فادحة
داخل منطقة الجزاء وتاريخه حافل بالكثير منها واقل ما يمكن
وصف تصرفه بدفع المهاجم القطري بانه ينم عن لاعب أمي،
ولقطات التلفزيون كانت ابلغ عندما استقبل عبيد قرار الحكم
البحراني جعفر الخباز بابتسامة عريضة عبرت عن سخريته من
نفسه!!
من هم المدافعون؟!
خلاصة الشوط الاول ان منتخبنا رمى بثقله الهجومي محاولاً
تعويض ما فاته من فرص في مباراته الاولى امام عمان
واستعادة سمعته التي اهدرت في الليلة الكبيرة!!
لكن ماذا نقول عن منتخب يعاني امراضاً كثيرة منها على سبيل
المثال لا الحصر آفة الانانية في الاحتفاظ بالكرة في اسلوب
لعب المهاجمين وتراجع ابرز نجوم وسطه قصي منير وصالح سدير
ونشأت اكرم للوراء وتفريغ منطقة الوسط من فاعلية مطلوبة
لديمومة هجماتنا، وتشعر بانهم المدافعون ولا وجود لا دوات
الدفاع الأخرى!
صمت حمد!
فضلاً عن استسلام اغلب اللاعبين لخطة المدرب القطري الذي
فرض (سيناريو) هجومياً صارماً ضدنا في الربع ساعة الاخيرة
كما اشرت آنفاً بحثاً عن هدف التعادل وكان من المفترض ان
يتدخل عدنان حمد لتنبيه اللاعبين بالاحتفاظ باسلوب الضغط
الهجومي على المرمى القطري وعدم اناطة زمام المبادرة بايدي
الخصم حتى نهاية الشوط، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث ولا
ننسى ان هبوط معدل اللياقة البدنية اسهم بتقليص عملياتنا
الهجومية وتراجع لاعبينا لالتقاط انفاسهم بعد مجهود حركي
كبير في النصف الاول من هذا الشويط.
قاضية نشأت!
في الشوط الثاني، توقع الجميع ان يتخلص منتخبنا من اعياء
الهدف القطري الثاني ليبقي آماله حية في الدورة، وبانت
الفورة الهجومية منذ اول لمسة عراقية وبعد عدة محاولات
استغل اللاعب نشأت اكرم كرة بينية وسط فوضى دفاعية قطرية
ولم يتوان في التسديد مباشرة إلى شبكة الكعبي وانطلق مع
زملائه للتجمع قرب خط التماس طالباً منهم الابتهاج بطريقة
الحركة المستقيمة لضربة الملاكم القاضية، ونسي نشأت ان من
يروم انهاء نزال أي صراع عليه الحذر من كشف اسلوبه امام
خمصه والمناورة بذكاء والاحتفاظ بالجهد ودفعه تحت المطرقة
الهجومية والمباغتة بعنصر المفاجأة في كل لحظة، ولو عكسنا
هذا الكلام على ارض الملعب اننا فسنجد منتخبنا يهاجم مرة
ويمنح القطريين ثلاث هجمات، يسدد مرة ويسمح للمنافس بتنفيذ
عدة ضربات نحو مرماه، ينتظم في تكتيكه برهة من الزمن ويرسم
فعاليات هجومية غالباً ما تنتهي بتسديدة خارج المرمى، لكنه
في المقابل يسهل على الخصم فرصة التقدم في زمن مباغت!
نور.. ممثل واعد!
وفعلاً.. بعد ثلاث دقائق من هدف نشأت سجل وليد جاسم الهدف
الثالث بعد ان استلم كرة داخل منطقة الجزاء من دون أية
مزاحمة وارسلها بهدوء وثقة داخل مرمانا الخالي وذلك لخروج
نور اللا مبرر لامساك كرة عالية في مكان بعيد وخارج واجبه
ودفع منتخبنا ثمن خطأه هذا!!
وحاول نور صبري تخفيف سخط الجماهير عليه فأخذ يضرب عمود
المرمى وتظاهر بالندم والالم والاستياء بمشهد مأساوي كما
اظهرته لقطات الكاميرا، واعتقد هذه فرصة لمخرجي السينما
الباحثين عن الوجوه الواعدة بالتمثيل للافادة من موهبة
نور!!
خدمات سدير
ولم يبق من زمن المباراة سوى عشرين دقيقة، وهنا فكر عدنان
حمد بزيادة عدد المهاجمين، فزج باحمد مناجد بدلاً من صالح
سدير، والحقيقة ان منتخبنا في ظروف هذه المباراة كان بحاجة
إلى صانع هدف وليس هدافاً باعتبار ان الطوق الدفاعي القطري
قد احتوى خطورة رزاق فرحان ويونس محمود ولم يفلحا بتشكيل
اية خطورة على مرمى الكعبي، لذلك خسرنا خدمات سدير وبقي
مناجد بانتظار الكرات كفرحان ومحمود مما شكل عبئاً ثقيلاً
على نشأت اكرم وقصي منير وهوار ملا محمد الذين بذلوا
جهوداً استثنائية في استخلاص الكرات من وسط الملعب وبناء
الهجمات ومساندة المدافعين في الوقت نفسه واسعاف الحيدرين
عبيد ومحمود مع كل هفوة ترتكب وتشكل ضغطاً على مرمى نور
مثلما حصل في الدقيقة 75 حيث لم يحسنا تغطية المنطقة جيداً
وكاد المهاجم القطري مشعل مبارك يسجل الهدف الرابع لولا
سوء حظه!!
حيلة الكعبي!
ولم يكن رزاق فرحان موفقاً في التسديد الذي نفذه خلال
الدقائق العشر الاخيرة وكانت كراته تمر من جوار القائم من
دون دقة، وجاءت الدقيقة 84 ليبدأ فصل مسرحي بطله الحارس
القطري عامر الكعبي الذي تظاهر بالاصابة برغم ان لقطة
الاعادة فضحت حيلته حيث لم يمسه أحد، واستغرق علاجه
دقيقتين ونصف الدقيقة، وبعدها بثوان قليلة سقط مدة أخرى
محاولاً قتل الوقت الاصلي للمباراة وتلك الحيل لم تنطل على
الفرق العراقية خلال مواجهات خليجية سابقة انقلبت فيها
الحيل على اصحابها امثال الطرابلسي الكويتي وسلطان
البحراني ومروان سالم السعودي وغيرهم، واستغرق علاج الكعبي
(الوهمي) حتى الدقيقة (88) والغريب ان الخباز البحريني
احتسب سبع دقائق فقط وقت بدل ضائع على الرغم من توقف
المباراة خلال الشوط الثاني أكثر من مرة!!
رائعة القويسمة في الدوحة!
وكان لحراجة موقف منتخبنا مفعوله الايجابي في انقاذ مصيره
في الدورة حيث ضغط بكامل لاعبيه في ساحة القطريين بحثاً عن
هدف التعادل، وتسلل (كالعادة) حيدر عبد الامير بين حشد من
اللاعبين وتسلم كرة هوارية مرسلة بعناية وسددها رأسية إلى
مرمى الكعبي الذي حاول ابعادها فاستقرقت في الزاوية اليمنى
وكان ذلك في الدقيقة الاولى من الوقت بدل الضائع.
(يذكر ان حيدر سجل هدفاً رائعاً في مرمى السعودية في ملعب
القويسمة في الجولة السادسة والحاسمة من تصفيات دورة اثينا
الاولمبية بالأسلوب نفسه تسلله داخل منطقة الجزاء بعيداً
عن رقابة المدافعين).
وبعده باربع دقائق اهدر رزاق فرحان فرصة ثمينة عندما
استحوذ على كرة وهو في مواجهة المرمى وسددها بقوة دون
تركيز ومرت من جوار القائم الايسر وسط دهشة الحارس القطري
نفسه!!
المغامرة الاخيرة!
وبتعادله الصعب، يكون منتخبنا الوطني قد سلم امله بالبقاء
في الدورة بيد غيره كما حصل في أكثر من بطولة وهذه المرة
بيد العمانيين الذين سيلعبون مباراتهم الثالثة والاخيرة مع
أصحاب الارض والجمهور يوم غد في توقيت مباراتنا نفسه مع
الامارات التي ستجرى بالساعة الخامسة والنصف مساءً بتوقيت
بغداد، وأخذت بوادر الحساسية والشعور بالطبخات
الدراماتيكية تنسج خيوط الظنون في اروقة المجموعة الاولى
لاسيما بعد تلميح المدرب ماتشالا بانه سيزج بلاعبين بدلاً
امام قطر سيما وان فوز منتخبنا على الامارات لن يكون له أي
معنى أو تأثير ما لم يقترن بخسارة قطر امام عمان.. وهكذا
كتب على الكرة العراقية ان تعطي مشوارها في حسابات معقدة
وآمال ضعيفة ومتاهات يخلقها ملاك تدريبي يستهوي حب
المغامرة غير المحسوبة واللعب باعصاب جمهورنا أكثر من لعبة
بالقلم على اوراق خططه في المباريات.. ونأمل ان تكون
مباراتنا أمام الامارات المغامرة الاخيرة.. وكفى!!
|