الاخيرة

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

من ضاق صدره...

جمال كريم

تفاقمت مع موجات البرد التشرينية الأولى أزمة الوقود، وشهدت أسعارها في سوقها السوداء، ارتفاعاً، لم يكن قد مر على العراقيين طوال محنهم المتصلة، خلال القرون الأربعة الماضية، إذ بلغ سعر قنينة الغاز أكثر من سبعة آلاف دينار. فيما بلغ سعر صفيحة النفط الأبيض ثلاثة آلاف وخمسمائة دينار، وهذه أسعار السوق الآن، أما في بداية الأزمة، فقد كانت أعلى بكثير!. أما البطالة فإنها ما زالت تبتلع نسبة كبيرة من شرائح المجتمع العراقي الذي عانى منها كثيراً وصبر أكثر منتظراً الفرج الذي لم يأت إلى الآن، فيما أخذت ظاهرة الرشاوى والفساد الإداري، تستشري. ثم لتصبح الفيصل والحكم في اكثر الإشكالات المعقدة والعصية على المعالجة القانونية والإدارية التي غالباً ما تكون مفتعلة، تمهد الطريق إلى الرشوة باعتبارها العلاج الأمثل والأسرع، وتطبيقاً لشعار "لا ضرر ولا ضرار"! باختصار، تحولت إلى سلطة خامسة! تحسم المستحيلات والمستعصيات باستراحة قصيرة وإلماحة بصر اقصر منها!. أما أزمة الكهرباء وانقطاعاتها المتصلة والطويلة فقد أثلجت صدور تجار باعة المولدات الهادرة، وأحرقت قلوب العراقيين جميعاً، بعد أن اتلفت أعصابهم سنوات طويلة من الصبر والجلد. لا، بل أصبحوا في جدل مثير، هل الطاقة الكهربائية من البترول، أم البترول وتوفيره من طاقة الكهرباء!. إن هاتين الأزمتين وما خلفتا من تداعيات وبخاصة ارتفاع أسعار أجور النقل وأسعار الخضر والمواد الغذائية وصولاً إلى ارتفاع أسعار أرغفة الخبز في بعض أفران ومخابز المدن العراقية، حتى أن مجاري المياه هي الأخرى انفجرت عيونها وطفحت الشوارع والطرقات والحواري الفقيرة والأمطار لما تنزل بعد! وهي، كما يقولون، تحتاج إلى طاقة ضخ وشفط، لكن اين هي الطاقة؟ إن المواطن العراقي، لن يطالب، بأكثر من حقه الطبيعي في العيش داخل مجاله الإنساني، وكما تحيا بعض شعوب الأرض الآمنة والمرفهة، غير ان بعض الدواوين الوزارية - للأسف بين معنيين وأولي أمر في هذه الوزارة أو تلك مع مستفيدين، يتماهون تحت مسميات كثيرة لتحقيق منافع شخصية كبيرة على حساب شعب مازال يتطلع إلى الحرية والعدل والمساواة، تتناقله وسائل الإعلام، من أن هناك اختراقات قد حصلت في أكثر من وزارة أو مؤسسة والهدف منها، إشاعة الفوضى وتخريب البنى الاقتصادية والسياسية الجديدة في العراق، وزعزعة الأمن والاستقرار. وهنا، نتساءل مرة أخرى، من الذي ساعد وسهل طرق التسلل، لأولئك المخترقين؟ لماذا لا يتم قطع السبل أمام الاثنين، بل إنزال العقوبات الصارمة بحقهما في ظل ظرفنا المعقد والاستثنائي، لكي نستطيع أن نضع حداً لمعاناتنا اليومية، وألا ندع الجناة يخترقون ويخربون ويهربون ويقسمون، في عراق يطفو على بحيرات من البترول، ودون أن تعفينا من ذلك الأسباب والأحجية أو صفة المؤقتية في الحكومة. وقد قيل: من ضاق صدره اتسع لسانه!


الفرق الموسيقية الشعبية

كتابة  وتصوير / آمنة عبد العزيز

للفرق الموسيقية الشعبية مذاق خاص لدى الكثيرين كما نعرف من معزوفات وأغاني ترتبط بالبيئة الشعبية العراقية.

وغالباً ما يكون تواجد هذه الفرق في المناطق الشعبية وقريبة منها. لتتواصل مع أفراحهم الكثيرة.

ويحبذ استقدام هذه الفرق لسهولة تنقل أعضاء الفرقة وآلاتهم دون الحاجة لنوتة أو مسرح لأداء المعزوفات المختلفة التي يكون عزفها مع طلبات المحتفلين في حينها.

في بورصة الفرق الموسيقية الشعبية في شارع الكفاح التقينا بعدد من أصحاب هذه الفرق وكانت لنا معهم هذه اللقاءات:

السيد كريم حسن صاحب فرقة منذ سنة 1970 يقول:

إن أصل هذه الفرق وانتشارها جاء في بداية الثلاثينيات، وهي ليست عربية وإنما هي غريبة فالآلات المستخدمة مثل آلة الترامبيت وآلة الفوليوم ونسميها فايون وآلة كلارنيت ونسميها (قرناطه) والسايداس ونلقبها (الطربة) والدرامز ونطلق عليه (الدمام) أما آلة الصنج والتي نعرفها بـ(الجنجانه).

كل هذه الآلات ليست عربية كما يتوهم الكثيرون.

وعن أشهر الفرق الشعبية التي ما زال بعضها موجوداً منذ سنين مضت وحتى هذا الوقت، فهناك فرقة أبو حسيبة: وصاحب هذه الفرقة توفي والآن يديرها أولاده.

وفرقة جلاوي في سوق حنون، وفرقة خليل أبو البادم، وفرقة سلمان أبو النفط في الأعظمية، وفرقة خله وهو (كردي) وهذه الفرق في جانب الرصافة، أما الفرق الأخرى في جانب الكرخ فهناك فرقة فؤاد رشيد وعبد الرزاق اللامي وفرقة محمد أبو العنبة وغيرها، علماً أن الفرق الموسيقية الشعبية على العموم تكون أغلبها في بغداد وقد لا يكون لها هذا الصدى في محافظات العراق الباقية لطابع البيئة العشائرية هناك.

أشهر المطاعم التي كانت تخرج منها زفات الأعراس

عن هذه المطاعم حدثنا السيد كريم عليوي فقول:

مطعم جميلة قرب الرصافي والقاهرة وشباب الكرخ في الشواكة ومطعم الشمس في ساحة الشهداء وتاجران في ساحة التحرير ونزار والشباب في الكرخ. وكانت فيها يتجمع أصدقاء (العريس) ومن ثم (يزفونه) إلى بيت العروس ليصطحبها إلى بيته.

وهذا إلى حد سنين السبعينيات أما قبل هذه الفترة فكانت زفة العرس تخرج من الحمامات ويرافق (العريس) أصدقاؤه من داخل الحمام ويصطحبونه أما بزفة (راجلة) مع الموسيقى الشعبية أو عربة (الربل) التي تجرها الخيل وتكون مزخرفة بالأشرطة ومزينة بالورود، وتطورت الزفة مع تطور الزمن حتى أصبحت السيارات الحديثة وخلق ابتكارات جديدة في طرق الزينة لها، ولكن بقية الموسيقى الشعبية كما ظلت هي ولم تتغير. والذي حدث في الفرق الشعبية هو إدخال (الدفوف) وهذه يرغب بها البعض الذي لا يرغب بالآلات الغربية بل ويرفضها، لذلك تلبي حفلات الأعراس من هذا النوع وهناك فرقة (القرب) لإحياء الحفلات الراقية التي يقيمها البعض في النوادي وداخل البيوت الفخمة.

أما عن متاعب المهنة وسلبياتها فحدثنا عن ذلك السيد سلمان أبو النفط قائلاً:

عندما تخرج لتلبية حفلات الأفراح يقوم البعض بإطلاق العيارات النارية وبشكل عشوائي يذهب، صحيتها أناس أبرياء ويتحول الفرح إلى مأتم. وإضافة إلى توقف الزفة وسط الشارع ونزول أهل العريس والعروس والرقص، ومن ثم مطالبة الفرقة بالعزف، وهذا يحدث إرباكاً في عملية السير وعندما نمتنع تحدث مشاكل نحاول تلافيها وننزل عند رغبتهم.

وأما الأمراض التي تصيب أصحاب الفرق بعد سنين العمل الطوال فمرض القلب ورخاوة الأعصاب (والفتق).

*وماذا بشأن المواقف المحرجة التي مرت عليك من خلال عملكم؟

هي كثيرة ولكن أذكر آخرها عندما كنت في حفلة عرس وبدأت أعزف أغنية قديمة (دلل علي دلل) وبين الحين والحين أقول (شوباش) عن طريق الآلة وهي عملية تقوم بها لجمع (نقوط) من أهل العرس ولكن دون جدوى وجاءتني فكرة عزف (البرتقالة) وكنت أتوقف وأقول: (شوباش) فكانوا يسارعون لإعطائي وبسخاء لكي استمر في البرتقالة.

تبقى الموسيقى الشعبية برغم كل التطور الحاصل في مجالات الحياة المختلفة لها زبائنها ومن مختلف الشرائح الاجتماعية والطبقات أو قد يعتبرها الكثيرون فألاً حسناً في حفلات الزواج واستقبال الحياة بفرح غامر من خلالها.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة