استراحة المدى

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

شر البلية ما يضحك

محمد درويش

منذ اكثر من شهر وازمة النفط ومشتقاته تتفاقم. فمحطات الوقود هرج ومرج، كلام لا ينتهي، ووقوف سيارات في طوابير تمتد الى اكثر من كيلو متر، واتهامات متبادلة، وحقائق واضحة مثل الشمس. الصحافة تكتب يومياً، ولا احد يقرأ، او يسمع، او يعقب. المسؤولون في وادٍ، والمواطن في وادٍ آخر، وما بينهما صرخة مكتومة، وسؤال لا جدوى من جوابه. الاسعار في تصاعد، والسوق السوداء في ازدهار، والرشاوى بخير، واجور السيارات هي الاخرى في تصاعد تحت شعار (بنزين ماكو، والسرة يومين)! وهكذا في ليلة وضحاها تحولنا نحن الى ازمة، وحيرة وضحك - على بلوى واقدار وضعتنا في الذي نحن فيه!

يقال والعهدة على القائل، ان احد اصحاب السيارات اعيته الحيلة والوقوف في طابور طويل، والنوم لليلة او اكثر، امام محطة الوقود، في هذا البرد القارس الذي هبط علينا بغتة. ذهب الى احد الجوامع، واخذ تابوتاً منه، بدعوى وفاة احد المقربين منه، ولنفترض والده، وضع التابوت فوق السيارة بعد ان لفه ببطانية، كي لا يبرد المرحوم المفترض اكثر من هذا، وهيأ له احد اصدقائه ورقة وفاة من سوق مريدي، وجاء بثلاثة او اربعة من اصدقائه، ولفوا رؤوسهم بيشاميغ حمر، صعدوا في السيارة وتوجهوا الى محطة الوقود، وتجاوزوا على كل دور لأي كان، ودخلوا اليها ملأ خزان سيارته، وملأ الجليكانات التي في الصندوق الخلفي، وعندما انتهى من كل ذلك، نظر الى التابوت وهو يتباكى (آخ يابه الله يرحمك)!


على الشعب ان يختار!

عادل العامل

يشهد العراق اليوم نشاطاً ديناميكياً لافتاً للاهتمام في اطار العملية السياسية الهادفة الى التحول الديمقراطي الفعلي بدءاً بالانتخابات العامة، التي ستفرز الحكومة المؤقتة الجديدة وغيرها من رموز النظام العراقي الديمقراطي. ويتسم هذا النشاط بالتنوع والحركية والتحول  وفقاً لإدراك القوى الوطنية لمصالحها وموقعها المناسب لإنتماءاتها الفكرية والاجتماعية ورؤيتها الخاصة لطبيعة النظام السياسي الافضل. وعليه، فإن ما يشهده العراق الآن من تحالفات وانقسامات وترددات داخل المشهد السياسي العراقي بكل تنوعه القومي الديني العلماني هو عملية فرز واصطفاف متغيرين وفقاً لقناعات حرة وعلاقات اخوية متعقلة، الامر الذي يجعلها تجربة تأريخية فريدة لم يشهدها العراق سابقاً ولا اي بلد في المنطقة، وعلينا ان نحرص عليها هكذا ونزيدها اخوية وعقلانية وانفتاحاً على الآخر.

واذا كان ذلك، وهو كذلك فعلاً تعبيراً رائعاً عن متانة الوحدة الوطنية وصدق التطلع المشروع لدى غالبية الشعب العراقي الى حياة الديمقراطية والعدالة والاستقرار، فإن ما يمارسه التحالف الرجعي الارهابي من قتل وتخريب وابتزاز بحق الشعب، هو تعبير (رائع) ايضاً عن طبيعة هذا التحالف الشرير وشذوذها عن الطبيعة العراقية الاصيلة وتناقضها بالتالي مع التوجه الوطني العام.

ففي الوقت الذي تعلن فيه القوى الوطنية المختلفة برامجها السياسية وبياناتها الانتخابية التي تعد الشعب، في مجملها، بالازدهار الاقتصادي والعدالة الاجتماعية والحرية واحترام حقوق الانسان، يعلن التحالف الرجعي الارهابي الدموي هو الآخر (بيانه الانتخابي) المتمثل في استمرار وتصعيد القتل اليومي والارهاب وتخريب الاقتصاد الوطني، وهو يعد المواطنين العراقيين، تبعاً لهذا، بالويل والشبور، وبطالبان والقاعدة ، وسكنى القبور.

ولو اتيحت للشعب العراقي فسحة مناسبة من الوقت لمعالجة جراحه والتعرف جيداً بمنظار الانتماء الوطني الواسع على حقيقة من سيختارهم نوّاباً ورؤساء وامناء على ثرواته الوطنية وحياته العامة، من دون مؤثرات طائفية او نفعية ضيقة، فإن الامور ستكون افضل بالتأكيد، ولن يكون هناك متسع للفساد والتخريب والفوضى وغيرها من السلبيات المدمرة التي سنعانيها منها مستقبلاً نتيجة لهذا الاستعجال العصي على الفهم.


الفنان التشكيلي كاظم ابراهيم: اتمنى ان تهدأ عاصفة الدمار لنرسم معاً اجمل لوحة لأجمل وطن واجمل شعب..

حوار وكتابة/ عدنان منشد

معرفتي الشخصية به ترقى الى اربعة عقود خلت، ايام الطفر والتسكع في شارع الحبوبي ومحلة السيف والمدرسة الشرقية للبنين في مدينة الناصرية - ايام السنوات الستينية المبكرة من القرن الماضي، حين كنا طلبة نشارك في الاعمال المسرحية بمعية فاضل خليل وعزيز عبد الصاحب وبهجت الجبوري وعبد الرزاق سكر وراجي عبد الله وعبد المطلب السنيد وحكمت داود وكاظم العبودي والمطرب حسين نعمة، التي افرزت عروضاً مسرحية تحاكي عروض مسارح العاصمة وقتذاك، ومنها (اوديب ملكاً) و (باخوس) و (تحت موس الحلاق) و (المسيح يصلب من جديد) وغيرها الكثير..

كان الفنان كاظم ابراهيم متعدد المواهب منذ البدء، هوايته الاولى الرسم، ثم التمثيل وتصميم الديكور والشعر وصناعة النكتة السريعة لسبب او غير سبب... وعلى الرغم من شهرته الواسعة بين ابناء مدينته الاولى، الا انه ولظروف موضوعية وذاتية - فضل لسنوات عديدة العمل بصمت، متفرغاً لهوايته الاولى، زاهداً عن دوائر الاضواء كافة، ومتخلياً عن اريحيته وظرفه الدائم، خصوصاً بعد ان سكن في بغداد منذ اوائل العقد الثمانيني الماضي، فكان لقائي به قبل اسابيع معدودات مثاراً الشجوني وصبواتي الدفينة..

حدثني في ضوء اسئلتي العديدة عن اسباب زهده واعتكافه قائلاً:

- لعلك تريد ان تقول، بأنني في متاهة، او مبتعد عن المشهد التشكيلي الماضي والراهن.. ابداً! انا في صلب المشهد، وما زلت ارقب بكثب ما يدور في الوطن، من مشاهد وصور مأساوية، تجعلك تنسى كل الخطوط والالوان وكل ما له علاقة بعالم الفن التشكيلي والجمالي على السواء..

ويضيف:

- انا يا سيدي، اراقب الحدث الاكبر الذي رسم  لنا لوحة كبيرة، يعجز اي فنان ان يصورها، مهما امتلك من القدرة الحرفية والفكرية والثقافية، فالمشهد التشكيلي، والمشاهد الفنية الاخرى كالمسرح او الموسيقى او الغناء مشوشة على الرغم من الامكانات والقدرة العالية عند الكثير من الفنانين في العراق، وهم اعلام على المستوى العام ولكنهم يجدون الحدث الدرامي على ارض الواقع اكبر من اي عمل فني..

لست في دائرة اليأس. الا ان مفردة الحاضر الراهن او (الآن) تجعلني مع الكثير من امثالي، ضمن تكوينات غريبة عن العالم الجميل الذي نقف في دائرته.. ولا اغالي اذا ما قلت ان المستقبل القريب او حالة الامل لهما مشهد آخر يختلف تماماً عما تواضعنا عليه في السنوات السابقة.. وشخصياً اقف ضمن هذا المشهد شأني في ذلك، شأن الكثير من الفنانين العراقيين المبدعين..

المخزون الفني وبارقة الامل والحلم

حين نحلق نحو الانجم نطبق عيوننا، فما نبصر بعد وهج الشمس. وما اغرب ان تصعد للسماء ارواحنا. ولهذا قلت لكاظم ابراهيم:

* كيف ترى المشهد التشكيلي بعد سقوط نظام الطاغوت؟

- لقد ترك لنا النظام الطاغوتي السابق ارثاً لا نحسد عليه من المتاهات الفوقية فكرياً وفنياً وثقافياً، وجعل الانسان العراقي اشبه بحصان (الريسز) يركض... ويدور ثم بعد ذلك، عندما يضعف ويهزل، يترك في ارض خراب.. تماماً، كما صور هذا المشهد فناننا الراحل الكبير فائق حسن في لوحة (انتظار).. ولهذا اقول، اجد تراجعاً فنياً في العطاء، لا يمكن السكوت عنه كماً وكيفاً، ولم يتضح امامي حتى الآن مشهداً فنياً حقيقياً يعتد به ... وطموحي، ان هناك بارقة امل او حلماً كبيراً يحتاج الى كل هذا اليأس الذي يلتف حولي.

*  هل الالتزام ضروري للفنان؟

- الفنان بطبيعته وتكوينه، انسان ملتزم .. لكن هناك محاور كثيرة في معنى الالتزام.. فهناك الالتزام الفكري الذي يصب في قيادة المجتمع من الجانب الجمالي اي انك تحاور الانسان حواراً جمالياً ، سواء اكان متلقياً محدود الثقافة، او ذا ثقافة عالية. ولكن بشرط ا ن تكون قائداًَ وليس متلقياً سلبياً للآخر.. فالمتلقي، عليه ان يسعى لمعرفة حالة الفنان، وما يريد ان يقوله سواء باللوحة او الكلمة ، وبشتى الاساليب الاخرى.. وليس وضوح الصورة يعني الالتزام ابداً..

سلم الصعود نحو المعالي

اربعة عقود من السنين حتى المصادفة العابرة بالفنان كاظم ابراهيم اربعة عقود من العمر حتى مصادفة اخرى، اعرف هذا .. ولكن محدثي ينقلني على حين غزة الى ظاهرة انتشار القاعات الفنية في العاصمة، خلال العقد التسعيني الماضي، قائلاً:

- انها ظاهرة حضارية، رغم محدودية الجمهور الذي يتردد على هذه القاعات، لكنها حقاً تعد اسهامة فعالة في تحريك آلية العمل الفني على المستوى الداخلي، او المستوى الخارجي. . فضيلة هذه القاعات الفنية، في تقديري انها سعت الى انتشار الفن العراقي في جميع دول العالم، وهي على العموم تمثل سلماً للصعود لفناننا التشكيلي العراقي، نحو آفاق سماوية رحبة، او المعالي.

وماذا بعد؟

- اتمنى ان تهدأ عاصفة الدمار.. ويرحل كل شكل غريب من هذا الوطن، لنرسم معاً اجمل لوحة لأجمل وطن واطيب شعب!

بيوغرافيا وكلمة اخيرة

من لا يعرف الفنان كاظم ابراهيم، اقول بإختصار انه من مواليد الناصرية في 1947. دبلوم معهد الفنون الجميلة عام 1967 وبكلوريوس كلية الفنون الجميلة فيما بعد.. عضو سابق في نقابة النفانين العراقيين المنحلة فضلاً عن عضويته المستمرة في جمعية التشكيليين العراقيين الحالية. له مشاركات محلية وغربية ودولية على فترات متفاوتة حصل على الجائزة الاولى في (البوستر) السياسي عام 1977، وحاز على جائزة الدولة في عام 2000.

كان لقاؤنا بعد هذه السنوات الطوال، يطل على ابي نؤاس، حينما لملم النهار ذيوله، وقد شاهدنا معاً الشمس وهي تغيب.. اواه صديقي القديم، اود من القلب لو ارى الشمس تشرق من دون انقطاع!


في السابعة والسبعين ويبحث عن اسرار الجاز

بقلم/ مايك زورين

ترجمة/ عمران السعيدي

عن/ هيرالد تربيون

 

(لي كونتز) والذي جاء اجداده الى امريكا هرباً من برامج اوربا الشرقية، يدرك جيداً التورية التي تضم حياته في المانيا وامتلاكه بيتاً للاجازة في بولندا. وان فكرة بولندا الآن اصبحت مكاناً للاسترخاء وطبع الابتسامة على وجهه. يقع البيت تحت ثلاثة ابواب من المكان الذي نشأت فيه زوجته الالمانية، وحين ابتعد عن شقتهم في مدينة كولون مسافراً كي يعزف على ساكسفونه نرى (كونتز) يحب التجوال طويلاً في المدن الغريبة: مرّة الى اليسار واخرى الى اليمين.

ففي باريس وبوقفة دامت ليلتين في نادي (سنست) راح بعدها يتجول في حدائق توليريه ، وحين اكتشف مسالكها كما يقول احسّ بأنها تشبه مسالك موسيقاه.

في 1948 وحين استأجره (مايلز ديفز) للعزف مع فرقته التي عرفت فيما بعد بإسم (Birth of the cool)  مولد الهدوء، فإن قادة النبلاء السود الامريكان انتقدوه لهذا الاختيار واطلقوا عليه اسم (القطة البيضاء) اما ديفز والذي يعرف اولئك الارتجاليين وماذا يقولون من امور روتينية فيرد: علينا البقاء مع الحقيقة وان تكون ابيض او اسود (من الروك او الجاز) هو جزء من تلك الحقيقة وقال ايضاً ما دام كونتز يمتلك هذا الصوت في ساكسفون فلا يهمني حتى لو كان لونه اخضر. وبالنسبة لرجل البوق يعتقد (مايلزديفز) ان الاعجاب به نوع يشبه استلامك لجائزة (ليون اوف هونر (Legion of Honor).

وقد اعتبر صوت (كونتز) ابيض داخل اروقة القوة. وان مفهوم الجازم (الهادي) تم اعتباره ابيض برغم حقيقة منح (ديفز) الميلاد لهذا النوع من الجاز.

وكان هذا العزف بعيداً عند الساحل الغربي  وذلك واضح من خلال الضربات الهادئة فيه او ان غياب  الصوت العالي كان يثير التجمّد اكثر من الهدوء لدى الكثير من الناس.

وان كونتز البالغ من العمر (77 سنة) يعتبر واحداً  من الارتجاليين الباقين والذين تم تمييزهم من خلال صوتهم فقط. وهو واحد من العازفين القلائل بين ابناء جيله الذين لم تغمرهم موجة (جارلي باركر) وان رقة وطفولة اسلوب كونتز في العزف نشأت في اربعينيات وخمسينيات القرن الماضي مع (كلود ثورنهل ليني كريستانو وستان كنتون). ففي احدى المرات كان كونتز وباركر عازفي انفراد مع فرقة كينتون عندما قال له (بيرد): شكراً لأنك لم تعزف مثلي واعتبر ذلك بمثابة اطراء..

كان كونتز يفضل السفر في الدرجة الاولى وان يقيم في فندق خمس نجوم، ولكنه يفهم بأن الموسيقي الذي يحاول الابتعاد عن المهمات المحددة له يجب ان يكون ممتناً لأية ميزة اقتصادية  يمكنه الحصول عليها وحين شاهد ولأول مرة، فرقة (sunset) قال لنفسه انه كبير السن جداً ليعزف ضمن مفاصل السراديب هذه، واشتكى المنحدرات والتواءات السلّم ولكن حين شاهد ان النادي كان مليئاً بالكامل فكّر قائلاً: بإمكان هؤلاء الناس البقاء في بيوتهم ومشاهدة التلفاز او الاكتفاء بلعبة السكير ولكنهم خرجوا في المطر، ودفعوا نقوداً كبيرة، وهم يستمعون حقاً ويطلبون الاعادة.

ليباركهم الله، ولهذا اتوقف عن الاستخفاف.

 وقد اطلقت تسجيلاته في نماذج عالمية متجانسة ومستقلة من دون خطة تسويق مدروسة. ومفضلاً البحث عن المجازفة مع مختلف الموسيقيين لم يتعود على فرصة عمل ثابتة. وهو يفضل العزف بنقود اقل مع موسيقيين يحترمهم  اكثر من ان يعزف في  مواقع اخرى. وبعد ان قارن حياته على هذا الطريق بـ (بائع متجول يعرض نماذجه في هذا التجوال) ويسأله هذا البائع عن الذي يبيعه يجيب قائلاً: النوطات الثمان. ثم يسأله من الذي يحتاج هذه النوطات في هذه الايام؟ يرد عليه: الكل يحتاج هذا الدواء.

وهناك فرقة سوف تظهر في كانون الثاني المقبل مع (باول بلي وبل فرايزل) في مدينة شكاغو وسيتعود المجموعة في بيرد لاند في نيويورك خلال شهر شباط وسيعتبر نفسه محظوظاً لحصوله على مدّة شهر متنقلاً هنا وهناك.

وفي الحجز لجولة في هولندا لعام 2006 يذكر (كونتز) بأن الناس في عمره ينصحون بعدم شراء الموز الاخضر.

وانسجاماً مع الجولات الطوال والحمية القوّية والتورط الجديد والوفي للعمل حين ترتجل موسيقاك علناًَ وبصورة حيّة نجده يرمز الى قدمه في هذا المجال كي لا يقوم بأي عمل كيميائي. يقول: سوف احتسي النبيذ مع العشاء ولكني لن اشاطر الثقافة الكيميائية. ففي احدى الليالي خلال الخمسينيات كنت ادخل غرفة الرجال في (فليج فانجرد) وكان (مايلز) خارجاً منها وسلّمني لفافة كوكايين ثم استخدمتها واشعرتني بالصداع. وقد ابلغني دماغي بأن تلك العملية مكلفة جداً.

وهو ممتن لأن بإمكانه القول انه  لايزال يمتلك ما يسمى بالميول الطفولية ويقول ايضاً: انا احب رقص الحانات، واحب ان اكون سخيفاً. وانا مسحور بالذين يدرجون على الارض والذين خرجوا للتو من عرباتهم الصغيرة ذات المقعد الواحد وقد شاهدت احدهم اليوم في (توليري) واعتقدت بأن هذا  الرجل الصغير قد امتلك كل زمان القرن الحادي والعشرين امامه. وتمنيت له الحظ السعيد.


مع كاكة احمد

بابل/ مكتب المدى

كتابة/ اقبال محمد

كاكة احمد اسم معروف في مدينة الحلة. الجميع من اصحاب المحال والدوائر والمثقفين. وجلاس المقاهي في انتظاره. يزودوهم بغذائهم الثقافي اليوم من صحف اليوم .. نراه كل يوم حاضناً صحفه على صدره كما تحتضن الام طفلها.

التقت (المدى) كاكة احمد في احد شوارع المدينة وبرغم انشغاله ببيع الصحف وايصالها مبكراً لمشتركيه. قال انا احب (المدى) وهي جريدتي المفضلة.

انا من مواليد 1954 في ناحية قوش تبه محافظة اربيل من عائلة فلاحية فقيرة هربت الى ايران وبعد اتفاقية الجزائر 1975. عدت الى وطني، وقام النظام السابق بإبعادي الى الانبار لمدة سنتين وبعدها الى محافظة بابل.

ومتى امتهنت ببيع الصحف؟

منذ عام 1980 وانا  ابيع الصحف اشتغل ليلاً ونهاراً من اجل تدبير لقمة العيش حيث كانت الارباح قليلة والصحف تمتلكها السلطة وعددها قليل. ولا تباع الا بأعداد قليلة. اما الآن فالصحف كثيرة اختار منها ما هو مطلوب ومقروء من الجرائد مثل (المدى)، الصباح، النهضة ، الاتحاد.

وسألته انت متزوج ولك الكثير من الاطفال كيف يتم اعالتهم؟ قال الحمد لله ان بيع الصحف هذه الايام يدر ربحاً استطيع من خلاله توفير اكثر متطلبات المعيشة.

* كاكة احمد سمعت  بأنك ترغب بالعودة الى مدينتك اربيل، قال نعم اوحشتني بلدتي واريبل وكردستان وسأرجع قريباً وابيع الصحف هناك.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة