حاورته: رندة سمير
*ما يجري في الموصل هدفه عرقلة الانتخابات
*الارهابيون يتلقون تدريباً على حرب العصابات في دول
مجاورة
*الارهابيون اتجهوا إلى الموصل بعد أن حوصروا في الفلوجة
وسامراء
*جهات اجنبية تثقف بان فوج المغاوير ذهب إلى الموصل لذبح
السنة
*طالبنا بفصل الف عنصر من الشرطة لانهم غير قادرين على
حماية انفسهم فضلاً عن انهم عناصر سيئة ووصولية
*أغلب المجاهدين هم من السجناء الذين اطلق النظام السابق
سراحهم من سجن ابي غريب قبل سقوطه بأشهر
*الأحزاب السياسية أخذت دور المتفرج السلبي على ما يحدث في
الموصل
كشف اللواء رشيد فليح، قائد قوات المغاوير في وزارة
الداخلية، أن نحو فوجين يعملان الآن في مدينة الموصل لحفظ
الامن فيها.
وقال في حوار خاص لـ (المدى)، انه يجري بناء سرية وفوج من
القوات الخاصة وآخر من المغاوير لتبقى ثابتة في الموصل.
وذكر أن الإرهابيين اتجهوا إلى الموصل بعد أن حوصروا في
الفلوجة وسامراء ولكن تجري الان محاربتهم في اية بقعة
يظهرون فيها.
وكشف عن دور اجهزة المخابرات في بعض دول الجوار في تدريب
هؤلاء الإرهابيين على اسلوب (حرب العصابات).
كما انتقد السلبية التي ظهرت عليها بعض عناصر الشرطة، وذكر
ان فوج المغاوير طالب بإصلاح حقيقي في جهاز الشرطة.
وفيما يأتي نص الحوار.
لنبدأ من تقييمكم لما يجري في الموصل الآن، الذي لا يزال
غامضاً للجمهور العراقي؟
-الذي يحدث في الموصل كالذي يحدث في كثير من المحافظات،
فالأعداء يبحثون دائماً عن ساحة ساخنة لعرقلة سير
الانتخابات وذلك بافتعال الازمات وزعزعة الامن والاستقرار.
*تقول (الاعداء) من هم هؤلاء الاعداء؟
-الاعداء هم ثلاث فئات:
1-العناصر التي كانت منتفعة من نظام صدام، ولا أقول (بقايا
نظام صدام)، لأن كثيراً من الرجال الشرفاء كانوا يعملون في
النظام السابق، منهم من يعمل في الزراعة، ومنهم من يعمل في
الصناعة، ومنهم من يعمل في الداخلية أو الدفاع.
فليس بالضرورة ان كل من كان يعمل في نظام صدام هو موال له،
فالحارس كان يحرس وطنه، والجندي كان يدافع عن بلده وارضه
وترابه.
ماذا نقول عن رجل أمن أو مخابرات كان يمنع مومساً تحمل مرض
(الايدز) من الدخول إلى العراق، هل نقول ان هذا الرجل كان
يخدم صدام حسين لا بالتأكيد، هذا الرجل كان يخدم العراق لا
صدام حسين.
(بقايا النظام) هم من يجدون هويتهم في ظل الدكتاتورية
والارهاب على حساب الناس وأمنهم.
وهؤلاء كانوا يعيشون فعلاً على فتات موائد صدام حسين.
2-الارهابيون الذين يستفيدون من اموال مخابرات الدول
المجاورة.. وهؤلاء لا يريدون الاستقرار للعراق والعراقيين
حتى يستمر ندفق الدولارات عليهم.
3-الفئة الثالثة من الاعداء هي من تسيء فهم معنى (الجهاد)
و(طرد المحتل). فأنا، قائد لقوات المغاوير لستُ مع المحتل،
ولكن إمكانيات مواجهة الاحتلال الآن، وللأسف ضعيفة.
أنا اقول انه ليس هناك شرع أو دين سماوي يبيح الجهاد أو
المقاومة إذا لم يكن هناك تكافؤ في الامكانيات، بل يجب ان
تكون الامكانيات اكبر من إمكانيات العدو لكي يضمن الخصم
انه سيربح المعركة.
ولكن هؤلاء الذين يطلقون على انفسهم لقب (المجاهدين)
يسيئون فهم هذا المعنى فهل هناك نص قرآني أو حديث نبوي
ديني يسمح بقتل عشرات المواطنين الابرياء الآمنين مقابل أن
يدمر عجلة سيارة همر امريكية.
هل هذا هو الجهاد؟ من يريد ان يقاتل الامريكان فليفعل، نحن
لا نمنعه.
اما الاعتداء على المواطنين وقتلهم وتفجير مواطن الشرطة
فهذا ليس جهاداً انه ارهاب.
وإذا فرضنا ان المحتل خرج الآن من العراق، فمن سيتولى
ادارة هذا البلد الكبير.
الا يجب ان تكون هناك بدائل للمحتل تقوم بقيادة هذه
الدولة. وتتمثل هذه البدائل في رجال الشرطة والجيش. ولكن
هؤلاء يذبحون على يد الإرهابيين الذين يسمون انفسهم
(مجاهدين).
ولذلك سبق لي ان قلت في الموصل أن من يريد للمحتل أن يبقى
هم من يسمون انفسهم (المجاهدين)، لأنهم لو كانوا يريدون
الحرية والتحرر فعلاً لكانوا شجعوا المواطنين على الانتماء
إلى الشرطة والحرس الوطني والجيش حتى يستطيع العراق أن يقف
على قدمه ويطرد الأمريكي من ارضه.
نحن، الآن لا نستطيع ان نقاتل الامريكان، ونحن لا نحمل إلا
بنادق كلاشنكوف، وهم يقاتلوننا بطائرت ودبابات.
ثم لماذا لم يظهر هؤلاء المجاهدون عندما كان صدام حسين
يذبح الملايين من العراقيين في مقابر جماعية ولماذا لم
يقاوموه.
*من اين جاء هؤلاء (المجاهدون) إلى الموصل؟
-هذه العناصر كانت في الفلوجة وسامراء، وعندما حوصروا
اتجهوا إلى الموصل. ولكنهم لم ينجحوا فيها، فهم لم
يستطيعوا ان يسيطروا على ارض أو على مركز شرطة والدليل على
ذلك انهم عندما كانوا يتجهون إلى مركز شرطة ويسقط بين
ايديهم كانوا يتركونه ويغادرون بسرعة بعد أن يعبثوا به،
خوفاً من ان تاتي قوة وتحاربهم. وهذا دليل على جبنهم
وتخاذلهم.
ونحن الآن نطاردهم في كل مكان وليس لهم في الموصل لا مقر
ولا موقع. انهم مشردون فيها.
*هل تتلقى هذه العناصر دعماً أو مساعدة من جهات اجنبية؟
-نعم انهم يتلقون تدريبات في دول اجنبية مجاورة، وهم
يدربون على حرب العصابات.
كما اننا القينا القبض على (3) من العرب في الموصل. وقد
اجريت معهم التحقيق بنفسي، وعرفت انهم مدفوعون لاستمرار
الاضطرابات والبلبلة.
انهم يريدون ان يبقى العراق مضطرباً وغير مستقر، حتى
يقولوا لشعوبهم هذه هي الديمقراطية التي تأتي على ظهر
الدبابة الأمريكية.
لا احد في دول الجوار يريد نشوء نظام ديمقراطي في العراق،
فعند ذاك ستتدحرج رؤوس وتقع عمائم.
*وماذا فعلتم لضبط الوضع في الوصل؟
قبل أكثر من شهرين كان لي الشرف في ان اصاحب السيد رئيس
الوزراء والسيد وزير الداخلية في السفر إلى الموصل للإطلاع
على الوضع الامني هناك.
وبعد الإطلاع رأينا ان الحاجة تقتضي ارسال فوج من مغاوير
وزارة الداخلية إلى هناك لتعزيز الجانب الامني.
وفعلاً، ارسلنا إلى الموصل فوجاً ونصف فوج من المغاوير.
هذا الفوج لا يدين بالولاء لأحد ولا يعرف من يكون رئيس
الدولة أو وزير الداخلية أو رئيس الوزراء، انه قوة الدولة
فقط، كما انه لا يدين بالولاء لأية شريعة. وان قادة
المغاوير لا ينتمون إلى اية جهة سياسية، ولا يدينون
بالولاء إلا للعراق.
نحن نعمل لأجل العراق فقط.
اما عن عملنا في الموصل، فقد القينا القبض على أكثر من
(70) عنصراً. اغلبهم كانوا من المسجونين في سجن ابو غريب.
*هل تجدون تعاوناً من ابناء الموصل؟
نعم، وجدنا تعاوناً كبيراً جداً. وهذا شيء افرحنا، فقد
خصصنا خط هاتف ساخناً معهم لكي نستقبل اتصالاتهم في أي
وقت. وفعلاً كان هناك تجاوب كبير منهم، فكانوا يتصلون بنا
ليعطونا معلومات عن اماكن تواجد المخربين أو للتعبير لنا
عن شكرهم وامتنانهم لما نعمله لهم.
*هل التقيتم برجال الدين في الموصل؟
-أنا شخصياً استقبلت رجلي دين، وتناقشت معهما في الوضع
الامني. وقد اعلن احدهما امتعاضه مما يحصل في الموصل، وقال
ان الذي يحصل لا يمثل لا الإسلام ولا المسلمين، فالإسلام
لا يبيح قطع الرؤوس والتمثيل بالجثث.
*إذن هؤلاء (المجاهدون) يستغلون الدين.
-بالضبط. فهم يسكنون في بيوت قرب الجوامع، وتعمل جهات
اجنبية على تثقيفهم تثقيفاً دينياً مضاداً.
مرة كنا نحقق مع احدهم، من اولئك الذين يدعون الانتماء إلى
السلفية. وفي اثناء التحقيق رفع الموقوف يديه وقال: "أنا
دخيل الشيعة، دخيل علي والحسين". فقال له آمر الفوج (وهو
دليمي): "لماذا تقول ذلك؟ فأنا أعرف من انت وعلى أي مذهب"،
فسأله الموقوف: "من اين انت؟"، فقال آمر الفوج: "أنا اسمي
كذا، ودليمي، وسني المذهب"، حينئذ قال الموقوف إننا نتلقى
معلومات عن انكم تابعون لـ (المجلس الاعلى للثورة
الإسلامية) و(منظمة بدر)، وانهما ارسلا المغاوير إلى
الموصل لذبح السنة!
ولكن هؤلاء في النهاية، لا يحترمون أي دين.
دعيني أذكر الحادثة الآتية:
جاءتنا معلومات عن وجود عناصر مسلحة في احد الجوامع،
فارسلنا قوة إلى هناك، وكان آمر الفوج نفسه على رأس هذه
القوة قامت القوة بتفتيش الجامع بكل احترام، لاننا لا نقبل
بتدنيس بيت الله، وفعلاً وجدنا في الجامع منشورات، وثلاثة
قطع من الاسلحة، فسرنا وجودها في الجامع على انها موجودة
لحمايته، ولم نفسر الأمر تفسيراً سيئاً.
فما كان من الذين يسمون انفسهم (مجاهدين) إلا ان قاموا هم
بضرب الجامع بقذائف (آر. بي. جي) اثناء تواجد القوة فيه.
في حين ان جنودنا يأبون ان يطلقوا طلقة واحد على أي جامع
في الموصل حتى وإن تواجد فيه مسلحون، احتراماً لقدسية
المكان.
*ثمة كلام كثير عما يتعرض له مسيحيو الموصل على ايدي
هؤلاء.
-نعم، لقد ذبحوا عوائل كاملة، وهم يمنعون خروج البنات إلى
الشارع من دون ارتداء الحجاب، ويطلبون من أصحاب المحلات
اغلاقها.
*وما موقف الأحزاب السياسية في الموصل مما يقومون به؟
-لم يكن للأحزاب السياسية في الموصل أي دور في اصلاح ذات
البين أو في تفويت الفرصة على هؤلاء الإرهابيين، كما لم
يتصل بنا أي رجل سياسة أو حزب سياسي ليبارك لنا خطواتنا في
محاولة ترتيب الوضع الامني في الموصل.
*ثمة كلام ايضاً عن تخاذل بعض رجال الشرطة في الموصل.
-هذا صحيح، وذلك لأن هؤلاء قبلوا العمل في الشرطة بشكل غير
منطقي، فهم لم يخضعوا إلى أي تدريب أو تجهيز ولذلك، فانهم
قاموا بتسليم مراكز الشرطة إلى بعض العناصر المعادية من
دون اية مقاومة.
ولكن هذا لا ينفي أن هناك رجال شرطة صمدوا في وجهه الهجمات
التي شنت عليهم من قبل المسلحين ولم يسلموا مراكزهم، واود
هنا ان اشير إلى مركز شرطة (الخزرج) ومركز شرطة (الحدباء).
*هل ستتم معاقبة المتخاذلين من افراد الشرطة؟
-نعم لقد تقدمنا بطلب إلى السيد وزوير الداخلية لفصل الف
عنصر من عناصر الشرطة لأنهم غير قادرين على حماية انفسهم
فكيف يحمون المجتمع انهم عناصر مسيئة ووصولية.
*وكيف سيتم تعويض هؤلاء المفصولين؟
-هناك باكورة تطوع جديد، فقد بدأنا ندرب المتطوعين بايادٍ
عراقية خالصة وبخبرة عراقية وقد ارسلنا إلى الموصل مدربين
كوماندوس عراقيين.
وهناك الآن سرية تحت التدريب، كما سيتم انشاء فوجين من
المغاوير. وستكون كلها خاصة ثابتة بمحافظة نينوى.
*إذن سيستمر وجود قوات المغاوير في الموصل؟
-نعم سيستمر وستعزز بقطعات من قوات الحرس الوطني التي
تفاعلت معنا بشكل جيد، هي والجيش، فقد خرجنا معاً في
واجبات مشتركة وحققنا نجاحات كبيرة بفعل هذا التلاحم.
كما سيتم ارسال فوج ثان من قوات المغاوير إلى الموصل،
للحفاظ على الامن والاستقرار فيها.
*هل تستطيع ان تقول إن الوضع في الموصل قد استقر الآن؟
-الوضع هناك يسير نحو الاستقرار، فهو ليس مستقراً تماماً.
ولكن نستطيع أن نقول ان نسبة الاستقرار الامني في الموصل
قد بلغت الآن 75%.
*هل تعتقد أن بعض العناصر المسلحة قد تسربت إلى محافظات
اخرى بعد مطاردتكم لهم في الموصل؟
-انا اعتقد ان آخر محطة لهم هي الموصل والمحمودية
واليوسفية واللطيفية.
وإذا ظهرت فقاعة ثانية فانها ستظهر في منطقة بعقوبة أو
ديالى والآن هناك استعدادات جارية لاحتواء هذه الفقاعات في
هذين المكانين.
في الموصل تم الضغط، أكثر فأكثر على بقايا العناصر
الارهابية لكي تغادر البلد نهائياً.
وهل تتمركز قوات للمغاوير في كل محافظة يجري تصفيتها من
العناصر الارهابية؟
-نعم سيكون هناك فوج للمغاوير في كل محافظة.
أما المحافظات الساخنة، فسيكون فيها فوجان. وعملياً، هناك
الآن افواج لحفظ الامن والنظام في كل محافظات الجنوب
والوسط، إذ ان فيها فوجاً للمغاوير وآخر للقوات الخاصة
فيادته ستكون من قبل قائد الشرطة والمحافظ، وذلك لتعزيز
واسناد عمل رجال الشرطة في مراكز الشرطة والقضاء على اية
فقاعة محتملة.
إذن، كيف تقيم الوضع في سامراء والفلوجة واللطيفية؟
-المواطن في سامراء متعاون معنا، وكل مثقفيها وقادتها
وعلمائها وشيوخ عشائرها عرفوا ان وجود مثل هذه العناصر هو
شيء سيء.
لذلك تعاونوا معنا وحالياً يتم طرد هذه العناصر نهائياً من
سامراء.
أما الفلوجة فيوجد فيها الآن فوج من المغاوير، يستكمل
العمليات العسكرية وسيتم ارسال قوة مدنية لتهيئة القيام
بالأعمال المدنية التي تمهد لعودة اهالي المدينة.
*متى تنتهي العمليات العسكرية في الموصل؟
ستنتهي هذه العمليات خلال اسبوعين أو ثلاثة.
اما اللطيفية فسنعالج وضعها نهائياً في القريب العاجل، بعد
ان يستقر الوضع في سائر المناطق.
|