صباح محسن
يبدو ان بعض المؤسسات العلمية قد وعت الاشكال الذي يقع فيه
المواطن جراء لهاثه من اجل لقمة العيش ومحاولته التوازن في
طلب الوظيفة والتعليم وذلك تحت فهم شائع ومفيد بأن من حق
كل الناس امتلاك ناصية العلم والتعلم، على هذا الاساس بدأ
بعض الدول باستحداث جامعات متخصصة في الحقول الانسانية
والحاسبات للذين ليست لهم المقدرة على متابعة تعليمهم بشكل
تقليدي وكما هو الحال في الكليات والمعاهد التي يؤمها
الطلبة يومياً لأخذ الدروس والمحاضرات بشكل مباشر من قبل
الاساتذة في قاعات مخصصة لهذا الغرض داخل الحرم الجامعي.
لذا جاءت فكرة الجامعة المفتوحة لتلبي حاجة هؤلاء الطلبة
وهي فكرة تعنى بالبرنامج التعليمي عن بعد، وسبق ان قامت
مثل هذه الجامعات في عدة بلدان منها ليبيا والامارات في
المنطقة العربية وهناك العديد منها في بعض دول العالم، وقد
سبق للعراق ان قام بمثل هذه المحاولة في وزارة التربية
ولكنها لم تأخذ حظها من النجاح وظلت فقط داخل الوزارة.
وفي خطوة جديدة لم يألفها الواقع التعليمي في العراق تم
فتح جامعة مفتوحة للتعلم عن بعد في جامعة بغداد كونها مكتب
الارتباط الرئيس للبرنامج داخل الحرم الجامعي. وهي السنة
الدراسية الاولى منها في العراق.
ومن خلال تجوالنا في اروقة المكتبة المركزية لجامعة بغداد
تم تخصيص جناح داخل المكتبة ليكون المقر الأساس والرسمي
للجامعة وهو عبارة عن قاعة طويلة تم تقسيمها إلى غرف بسيطة
واحدة للكتب وواحدة اخرى لاجهزة الحاسوب والاخريات
للاساتذة والمدير المفوض للجامعة.
وحتى نكون ضمن التصور العام لا بجديات عمل الجامعة بمفهوم
علاقتها بالطلبة التقينا المشرف على سير العملية التربوية
ومدير الإعلان في الجامعة الوليدة، وكان سؤالنا عن كيفية
الدراسة في الجامعة المفتوحة المقترحة هذه، فأجاب بما أن
هناك شريحة واسعة من الذين اكملوا الدراسة الثانوية وليست
لديهم القدرة على مواصلة تعليمهم العالي وذلك لظروفهم
المعيشية الصعبة أو من تعذر عليهم اللحاق بزملائهم في
الكليات والمعاهد لظروف قاهرة تم استحداث هذه الجامعة
لتكون عوناً لهم في اكمال دراستهم على وفق اساليب علمية
حديثة وفي التخصصات الانسانية كلها ومن ضمنها الحاسبات وهو
القسم الوحيد الاقرب إلى الجامعة التكنولوجية.
*وكيف يكون الاتفاق مع الطالب الجديد في هذه الجامعة..؟
-ان هذه الجامعة هي عضو في جامعة سانت كليمنتس العالمية
ومقرها لندن وهي ايضاً مفوضة من قبل منظمة اليونسكو
ومرتبطة ارتباطاً كاملاً مع الجامعات العالمية والجمعية
البريطانية للتعلم عن بعد، ويكون التقديم على اساس وثيقة
التخرج من الاعدادية شرطاً اساسياً من دون الرجوع إلى
المعدل تم وضع اجور محددة لها فمثلاً يكون سعر التقديم
للبكلوريوس. 775 دولاراً و1250 دولاراً للدبلوم العالي
و2000 دولار للماجستير و4950 دولاراً للدكتوراه للسنة
الاولى ويستمر هكذا كل عام.
وبعد ذلك....... يكون وضع الطالب قد حسم من خلال اعطائه
الملازم الدراسية في جميع الاختصاصات الانسانية للسنة
الاولى وبعد ذلك يبدأ الاتفاق على وضع البرنامج الدراسي
للعام الدراسي الاول بطريقة
MAIL
على شكل كارت يدخل ضمن برنامج الحاسبة ويتم اختيار موقع
على الانترنت ويكون التعامل مع الطالب على هذا الاساس،
وبدوره ايضاً يقوم باختيار مكان المقهى المخصص للانترنيت
أو داخل منزله إذا كان مشتركاً في منظومة الانترنيت، حينها
نبدأ بعملية ضخ المحاضرات له وعلى وفق اسلوب علمي رصين.
وإذا كان هناك استفسار أو ملاحظة يقوم الطالب حينها
بالاستفسار أو اعطاء المعلومة له على وفق حالة الضغط على
زر مخصص في الحاسوب تتم فيها اعادة المحاضرة أو تصحيح ما
كان يدور في اعتراضه.
*وفي حال الامتحانات النهائية من كل عام، ماذا يفعل
الطالب؟
-يتم استدعاء جميع الطلاب إلى حرم الجامعة ويتم اختيار
قاعة مخصصة للامتحان ضمن قاعات جامعة بغداد ويكون الامتحان
تحت اشراف اساتذة اختصاص في جميع الفروع أو انتداب اساتذة
من كليات قريبة للقيام بالاشراف على الامتحانات النهائية.
*هل الطالب غير ملزم بالحضور إلى الجامعة إلا في نهاية
العالم الدراسي حصراً؟
-نعم، لان علاقتنا بالطالب هي فقط عبر الانترنيت وعلى طول
الفترة الدراسية التي تصل إلى ثمانية اشهر وضمن
MAIL
مخصص لهم فقط. إذاً، الطالب يحضر إلى الجامعة في أيام
الامتحانات فقط. |