حزب الرجل الأبيض
ترجمة -
زينب محمد
بقلم-
اسماعيل ريد
عن
لوفيغارو
في روايته " حلم
الكولونيل" الصادرة في عام 1905 الكاتب شارلس،دبليو،
جيسنون (1858- 1932) الذي يعتبر اول اكبر الكتاب
الاميركيين من أصول افريقية، يجعل احدى شخصياته تتوقع ان
يصبح الحزب الجمهوري ذات يوم/ حزب الرجل الابيض/ وكان
الحزب الجمهوري آنذاك يعتبر حزب تحرير او انعتاق الافارقة
الاميركيين . في حين كان المسؤولون القدماء في
الكونفدرالية الجنوبية ديمقراطيين.
وبعد اعادة انتخاب
الرئيس بوش، قدم خبراء اليمين واليسار عدة تفسيرات عن
فوزه:رفض التخلي عن الرئيس في وقت الحرب العلاقة الحميمة
لبوش مع الطبقات الشعبية المعارضة لطبقية السيناتور كيري،
ارتباط الرئيس بالقيم الاخلاقية او تصميمه الذي يتعارض مع
تغير السيناتور وتقلبه المستمر.. الخ.
وثمة من يقدر بوش
ايضاً لأسلوبه التكساي، وحبه للحياة الأسرية والأطعمة
البسيطة، بينما كان السيناتور كيري متهماً بحبه للفرنسيين
وهو الاتهام الذي كيل ايضاً لتوماس جيفرسون في اثناء حملته
الرئاسية.
وكان المعلق الفطن
ديفيد جيرجن والمستشار لاكثر من رئيس احد اندر الذين وضعوا
اصبعهم على المشكلة الاساسية في الحملة والتي لم يذكرها
احد على الاطلاق تقريباً، وذلك عندما تحدث عن عدم قدرة
الديمقراطيين على الحصول على اغلبية الصوت الابيض، اما
بوش فقد اشار بوضوح خلال حملتي (2000) و(2004)
الانتخابيتين الى انه كان مرشح القوة البيضاء.
في عام (2000) كان
يخطب في جامعة بوب- جونس جنوب كارولاينا، التي كانت تتبع
آنذاك سياسة الحظر الرسمي للعلاقات العرفية بين الطلبة،
ووجه له سؤال بشأن قضية علم الولايات المتحدة الذي يرفرف
على قمة الكابيتول، كولومبيا، وفضل التهرب بالقول ان الامر
يعود الى سكان كارولاينا الجنوبية لتسوية هذه المشكلة.
وتركت لزوجته لورا بوش مهمة عدم الموافقة على
الكونفدرالية وعلمها، الذي يمثل للسود ما يمثله الصليب
المعقوف بالنسبة لليهود.
وفي خلال حملة
بذيئة كالحملات ضد كيري فان المحيطين بالرئيس الحالي نشروا
شائعة قالوا فيها ان السيناتور جون ماك كين، منافسه في
الانتخابات الاولية لعام الفين كان قد انجب طفلاً اسود.
وخلال الحملة
الانتخابية التي انتهت في الشهر الماضي، اعطى بوش الى
الهيئة الانتخابية البيضاء اشارات واضحة جداً تتعلق بموقفه
من الافارقة- الامريكيين، فقد رفض الدعوة التي كانت قد
وجهت له للظهور على شبكة
BET
وهي القناة التلفزيونية السوداء، وفي خلال الاسابيع
الاخيرة من الحملة، هددت ادارته بفتح تحقيق بشأن الرابطة
الوطنية لتقدم الملونين، مدعية بان رئيس الرابطة جوليان
بوند، كان يؤيد السيناتور كيري، ومثل هذا التحقيق كان يهدد
بفضح عدم خضوع الرابطة للضريبة.
وفي عام 1905 كان
الموضوع الاساس لرواية جيسنون هو منع السود الامريكيين من
حق التصويت، وكان الصحفي والمخرج السينمائي غريغ بالاست
وآخرون قد اتهموا الحزب الجمهوري بمحاولة الغاء التصويت
الاسود عام 2004، تماماً كالذي حصل في فلوريدا في خلال
انتخابات عام الفين، واشار (بالاست) على سبيل المثال انه
في الوقت الذي كان فيه على السود في ولاية اوهايو الوقوف
بالدور لمدة ساعات قبل التصويت، كان الناخبون البيض في
الضواحي يصوتون بسهولة وبدون مشاكل. وفي محاولة اخرى كان
القصد الواضح منها هو تخويف الناخبين السود للحزب الجمهوري
بإرسال الاف المراقبين على التصويت الى احياء السود في
اوهايو، وان الحزب هو الذي يطلق التفاهات والرياء مدعياً
بأنه يحمل الديمقراطية الى افغانستان والعراق.
لقد فاز بوش في
الانتخابات عام 2004 لان ملايين من الناخبين البيض فهموا
موقفه من المشكلة العرقية، فقد استدعى مخاوفهم وشعورهم
بغياب الامن في بلد تتسارع فيه وتيرة لولادات الاميركيين
من اصول آسيوية او اسبانية بشكل ملحوظ وحيث اعتبر 37% من
هؤلاء الذين تم احصاؤهم على انهم سود.
لقد فاز بوش في
الجنوب، ليس على اساس القيم الاخلاقية. ففي العامين
الماضيين، كان عدد معين من الذين يمثلون فضائل الجمهوريين
قد اعتبروا من اصحاب الرياء.
بل لان الجنوبيين
لم يسامحوا كندي وليندن جونسن استخدامهما للحكومة
الفيدالية في تطبيق الاندماج وكانت اغلبية الجنوب الاميركي
تفضل فترة الارباريتد الفصل العنصري/ ومثل الكثير من
الالمانيين الذين كانوا يريدون اعادة /الجدار/ فان العديد
من سكان الجنوب كانوا يريدون عودة اللافتات التي
تقول(البيض فقط) و(الملوثون فقط).
وعندما قال غريغ
بالاست بان الديمقراطيين لم يبذلوا الكثير من الجهود لجذب
التصويت الابيض، سعى الرئيس كلنتون الى ابعاد السود من
خلال اهانة جيس جاكسون، اما جون كيري فقد انتقده بعض
الناشطين السود لانه احتقر. الناخبين السود وهكذا حاول
الديمقراطيون مداهمة الصوت الابيض، غير ان الجمهوريين هم
الافضل في هذه اللعبة.
اسماعيل ريد:
كاتب اميركي من اصول افريقية |