كتابة / فؤاد العبودي
إذا قيل أن (صورة واحدة تكفي للفوز) فهذا يعني أن تلك
الصورة التي يعنيها صاحب القول قد توفرت فيها كل عناصر
النجاح من ظل وضوء والتقاطة واقتناص اللحظة الهاربة.
وضع أمامي عدداً من الصور الفوتوغرافية التي يجد فيها
العراقي معالم مدينته القديمة والأخرى التي اندثرت بسبب
مطرقة التدمير وصور أخرى من هنا وهناك..
وكانت هذه الصور للمصور الفوتغرافي (علي طالب) التي لم
تختصر تأريخاً بعينه ولا هي مستفيدة من صور زملاء آخرين
سبقوا هذا الفنان الذي ابتدأ هوسه بالفوتغراف مذ كان صبياً
ليبتاع له والده كاميرا ظل يداعبها سنين طوالاً
حتى استقر وعيه وتنامت إمكانيته الفنية.
يقول (علي طالب):
- على رأس الأشياء تظل فكرة مطاردة اللحظة الهاربة ما دمت
أجد فيها ما يخدم الصورة، حتى أقف طويلاً لأجعلها في ختام
المطاف
متنفساً عما في داخلي.
وكثيراً ما ينظر علي طالب إلى الافق ويعتمد على وعيه
الداخلي في استقراء الواقع حيث لا يريد أن يبدأ من حيث
انتهى الآخرون،
فهو يقول (لا اعتقد أن هناك من يقوم بتصوير لقطة ما ما لم
يكن يحمل حباً لها وتعلقاً بها.. أما من ناحية اتجاهي إلى
التراث - فهو بسبب حبي المتجذر له.. هذا الحب الذي يجعلك
تعيش حالات من التأمل والاستذكار.. وتحصل
لك في أحيان كثيرة حالات استعادة لحكايات
شعبية طالما غفوت على إيقاعها وأنت طفل قبل أن يداعب النوم
أجفانك. كما أن هناك دوافع للبحث في تلك الأمكنة القديمة
وشخوصها وطريقة معيشة الناس ضمن واقعهم.. لذا اقول دون
مبالغة حينما أشاهد وجه رجل طاعن في السن أعود بذاكرتي إلى
وجه جدي.. وليس هناك باعتقادي أجمل من تلك الطقوس ويصبح
فرحي غامراً حينما أسجلها في ذاكرتي الفوتغرافية.
ويبقى خوفي الأكبر من زحف حضارة الأسمنت على معالمنا
التراثية).
*إذن أنت ترسم في ذهنك الموضوع قبل تنفيذه؟
- أكثر الأحيان لا أخشى إذا ما شعر الشخص الذي أروم
تصويره، حتى وأن التفت بانتباه إلى الكاميرا لأنني وقتها
أراهن على نظرات عينيه.. وما يعنيني
هنا هو عمق نظراته..
*أين تضع نفسك بين زملائك؟
- في داخلي لا أختلف
عن الآخرين.. ربما أنا امتداد للاخرين رضيت أم أبيت...وفي
صف تقف فيه لابد
من
أن تجد هناك من سبقك فيه وهذا هو قانون الحياة. وإذا اردنا
القول الفصل في هذا الموضوع فإن سنة ميلادي قد وضعتني ضمن
جيلي فأنا من مواليد السبعينيات.. باختصار أن ما ينتج عن
الفنان هو الذي يضعه في تصنيف معين.
في مشوار تفكير طويل كان فيه الفنان الفوتغرافي علي طالب
يعيش تجارب عديدة قبل أن يقول ها أنذا ويطرح نفسه كمصور
فوتغرافي بتوقيع عدة معارض في الداخل ومشاركات في الخارج.
حصلت
بعض صوره على الجائزة العالمية
في معرض إيطاليا وهي (جائزة الشرف
FIAP)
بمدينة ميلانو عام 2002 والتي عرضت بصالون (جيفاني
كريسبا). كذلك فوزه ولأعوام (99، 2001، 2002، 2003) للصورة
الصحفية في صالونات الفوتغراف (بلجيكا، استراليا وصالون
بكين العالمي). وعلي طالب لا يخفي استفادته من دراسته في
معهد الفنون الجميلة لمجال الرسم مما انعكست على اختياراته
للموضوعات الفنية بحيث عمقت مساره الفوتغرافي ونظرته
للأشياء بعين رسام وتنفيذ مصور.
*هناك أسألك.. من يسرق من.. الفنان
التشكيلي أم
المصور الفوتغرافي بين اللوحة وتوظيفها فوتغرافياً وبين
الصورة واستثمارها تشكيلياً؟ التفاصيل
ص15
|