استراحة المدى

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

مبالغات

حسين التميمي

كثيرة هي التصريحات التي صدرت عن الوزراء في الأشهر الماضية، وكلها  (نظريا) تصب في صالح المواطن العراقي،

وترسم له حلما ورديا بمستقبل مشرق زاهر، وعلى الرغم من عدم ثقة المواطن بهذه التصريحات والوعود إلا أنه كان يحاول (في سره) أن يكون موضوعيا، وأن يلتمس لأولئك المسؤولين بعض العذر، كونهم يتحملون الكثير من المصاعب ويواجهون مشاكل كبيرة بأيد مغلولة، بسبب تدخلات المحتل (المعلنة وغير المعلنة) في صميم عملهم، لذا كان من الطبيعي أن يتناسى هذا المواطن الكثير من الوعود الكبيرة من قبيل الإعمار والقضاء على البطالة ومنحه حصة من النفط (أسوة بأشقائه في الخليج) وأمور أخرى كتلك التي يحصل عليها أي مواطن (سويسري مثلا) فالمطالب بمثل هذه الأمور في ظروف كهذه قد يدفع المحيطين به لإرساله إلى أقرب مستشفى للأمراض العقلية.

  لكن إذا استطاع ذلك المواطن البسيط أن يتناسى كل هذه الأمور وأن يتحلى بالتعقل والموضوعية، وأن يصبر ريثما تتحسن الأحوال، فلماذا تبالغ الحكومة في امتحان صبر هذا المواطن عن طريق حرمانه من أبسط مقومات الحياة (العادية المتواضعة) من قبيل حقه في الحصول على الوقود بمشتقاته (من نفط وبنزين وغاز) وحقه في الحصول على الكهرباء والماء، في ذروة احتياجه لها وسط هذا البرد القاتل الذي ترتجف له أضلاع أطفالنا، بينما لا نحصل من السادة الوزراء إلا على الوعود، باتخاذ التدابير اللازمة لمـواجهة الأزمة، ترى هل هي أزمة مفــاجئة ؟ حتى تكون خارج حسابات وتخطيطات أولئك الوزراء، وهل الوزراء لم يعلموا من قبل بأن ثمة شتاء سيأتي ؟ مرة قال لي صديق: نحن العراقيين نقرأ يوم الإمتحان، يومها كان صديقي يسخر من وزير نفط من وزراء النظام السابق وهو يتحدث عن أزمة نفطية مشابهة، ترى ماذا سيقول ذلك الصديق الآن، فإذا كانت أزمات الأمس مفتعلة، فماذا عن أزمات اليوم ؟ ونحن نعلم جيدا أن الوقود متوفر - فقط في عربات الباعة المتجولين الذين يلهبون ظهر المواطن (بدلا من ظهورحيواناتهم) بأسعارهم الجنونية، فلو عمل كل وزير على محاسبة من يليه في المسؤولية بدقة وأمانة ولو عمل وكيله على محاسبة من يليه – وهكذا دواليك، حتى يصل الأمر الى أصغر موظف، لما استطاع بائع متجول، الحصول على صفيحة نفط واحدة (تحت العباية) بالتنسيق مع مدير محطة الوقود أو غيره، والأمر ذاته ينطبق على الوزارات الأخرى التي يتصل عملها بحاجات المواطن الأساسية. 


الفنان الفوتوغرافي علي طالب ما زال يطارد اللحظة الهاربة

كتابة / فؤاد العبودي

إذا قيل أن (صورة واحدة تكفي للفوز) فهذا يعني أن تلك الصورة التي يعنيها صاحب القول قد توفرت فيها كل عناصر النجاح من ظل وضوء والتقاطة واقتناص اللحظة الهاربة.

وضع أمامي عدداً من الصور الفوتوغرافية التي يجد فيها العراقي معالم مدينته القديمة والأخرى التي اندثرت بسبب مطرقة التدمير وصور أخرى من هنا وهناك..

وكانت هذه الصور للمصور الفوتغرافي (علي طالب) التي لم تختصر تأريخاً بعينه ولا هي مستفيدة من صور زملاء آخرين سبقوا هذا الفنان الذي ابتدأ هوسه بالفوتغراف مذ كان صبياً ليبتاع له والده كاميرا ظل يداعبها سنين طوالاً حتى استقر وعيه وتنامت إمكانيته الفنية.

يقول (علي طالب):

- على رأس الأشياء تظل فكرة مطاردة اللحظة الهاربة ما دمت أجد فيها ما يخدم الصورة، حتى أقف طويلاً لأجعلها في ختام المطاف متنفساً عما في داخلي.

وكثيراً ما ينظر علي طالب إلى الافق ويعتمد على وعيه الداخلي في استقراء الواقع حيث لا يريد أن يبدأ من حيث انتهى الآخرون، فهو يقول (لا اعتقد أن هناك من يقوم بتصوير لقطة ما ما لم يكن يحمل حباً لها وتعلقاً بها.. أما من ناحية اتجاهي إلى التراث - فهو بسبب حبي المتجذر له.. هذا الحب الذي يجعلك تعيش حالات من التأمل والاستذكار.. وتحصل لك في أحيان كثيرة حالات استعادة لحكايات شعبية طالما غفوت على إيقاعها وأنت طفل قبل أن يداعب النوم أجفانك. كما أن هناك دوافع للبحث في تلك الأمكنة القديمة وشخوصها وطريقة معيشة الناس ضمن واقعهم.. لذا اقول دون مبالغة حينما أشاهد وجه رجل طاعن في السن أعود بذاكرتي إلى وجه جدي.. وليس هناك باعتقادي أجمل من تلك الطقوس ويصبح فرحي غامراً حينما أسجلها في ذاكرتي الفوتغرافية.

ويبقى خوفي الأكبر من زحف حضارة الأسمنت على معالمنا التراثية).

*إذن أنت ترسم في ذهنك الموضوع قبل تنفيذه؟

- أكثر الأحيان لا أخشى إذا ما شعر الشخص الذي أروم تصويره، حتى وأن التفت بانتباه إلى الكاميرا لأنني وقتها أراهن على نظرات عينيه.. وما يعنيني هنا هو عمق نظراته..

*أين تضع نفسك بين زملائك؟

- في داخلي لا أختلف عن الآخرين.. ربما أنا امتداد للاخرين رضيت أم أبيت...وفي صف تقف فيه لابد من أن تجد هناك من سبقك فيه وهذا هو قانون الحياة. وإذا اردنا القول الفصل في هذا الموضوع فإن سنة ميلادي قد وضعتني ضمن جيلي فأنا من مواليد السبعينيات.. باختصار أن ما ينتج عن الفنان هو الذي يضعه في تصنيف معين.

في مشوار تفكير طويل كان فيه الفنان الفوتغرافي علي طالب يعيش تجارب عديدة قبل أن يقول ها أنذا ويطرح نفسه كمصور فوتغرافي بتوقيع عدة معارض في الداخل ومشاركات في الخارج. حصلت بعض صوره على الجائزة العالمية في معرض إيطاليا وهي (جائزة الشرف FIAP) بمدينة ميلانو عام 2002 والتي عرضت بصالون (جيفاني كريسبا). كذلك فوزه ولأعوام (99، 2001، 2002، 2003) للصورة الصحفية في صالونات الفوتغراف (بلجيكا، استراليا وصالون بكين العالمي). وعلي طالب لا يخفي استفادته من دراسته في معهد الفنون الجميلة لمجال الرسم مما انعكست على اختياراته للموضوعات الفنية بحيث عمقت مساره الفوتغرافي ونظرته للأشياء بعين رسام وتنفيذ مصور.

*هناك أسألك.. من يسرق من.. الفنان التشكيلي أم المصور الفوتغرافي بين اللوحة وتوظيفها فوتغرافياً وبين الصورة واستثمارها تشكيلياً؟ التفاصيل ص15


الخيول..ربيبة السيف والليل والبيداء

مها عادل العزي

لن تصدق جمالها وكل ما قيل عنها من روايات قديمة حتى تراها امامك، تنظر اليك بطرف عينها وترقبك بكل هدوء وكأنها قادرة على تمييز اهتمامك بها، وما ان تمر بها حتى تتبعك بسكون ليل الصحراء الهادئ الذي خبرته قديماً.. فهل تصدق ان عينيها تاسر النفوس!!

انها الخيول العربية بجمالها وهدوئها ورشاقتها وجلدها، قيل انها تعرف الفارس من نبضات قلبه فتطمئن اليه او تجزع منه. احدى الحكايات تقول ان حصاناً اسمه الكميت احبه صاحبه فكان يأخذه معه في رحلاته يطعمه السكر والتفاح، وعندما توفي امتنع الحصان عن الطعام والشراب حتى ان دمعة سالت من احدى عينيه، وبعد اسبوعين بحثوا عنه في كل مكان لكنهم لم يجدوه، لقد كان مسجى تحت احدى اشجار النخيل حيث كان يجلس صاحبه..

احد المهتمين بشؤون الخيل وتربيتها هو السيد هاشم البياتي يحدثنا عن الخيول فيقول:

- يعد الحصان العربي جزءاً من تراثنا العربي الاصيل، فلقد نشأ هذا الحيوان في ارض العرب وسمي باسمهم، ذكره الشعراء في العديد من قصائدهم وتغنوا به وكان له دور بارز في الفتوحات الاسلامية، والخيل ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم بقوله ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)، والنبي محمد (ص) كان من اشهر العرب حباً للخيل واكراماً واعجاباً بها واوصى بها في عدة احاديث، منها قوله (احب اللهو الى الله تعالى اجراء الخيل والرمي)، وكذلك قوله (الخيل معقود في نواصيها الخير الى يوم القيامة، واهلها معانون عليها)..ولقد اهملت الخيول العربية شيئاً ما بعد الفتوحات الاسلامية.

* بصفتك احد المربين للخيل..هل لك ان تتحدث لنا عن الخيل في العراق وصفاتها وانواعها؟

- يعد العرق احد المواطن الرئيسة التي اشتهرت بتربية الخيول العربية منذ اقدم العصور وما زال اثر ذلك واضحاً لدى الكثير من القبائل والعشائر والمهتمين بها فهم يحفظون انسابها وانواعها ويحافظون على نقاء دمائها، فالمهتمون بها لم يرضوا بديلاً عنها لما تمتاز به من تناسق بين مختلف اقسام الجسم، فالرأس صغير وجميل والعينان واسعتان والمنخران واسعان والاذنان صغيرتان عموديتا الحركة والعنق طويل، وهي ترفعه عند المشي فيكون قوامها جميلاً، اما انواعها فهي الحمداني والمعنكي والصكلاوي وهي تنسب الى امها، ومن الوانها الكميت والاشهب والاعقد والمحجل.

الفارس نصري عبد الكريم وهو فارس قديم كان موجوداً في اثناء هذا الحديث. بداية حديثه كانت عن استخدام الخيل في الجيش العراقي..حدثنا عن هذا فقال:

- لقد استخدمت الخيل في الجيش العراقي منذ بداية تأسيسه وحتى الاربعينيات فكانت هناك سرية الخيالة التي وضعت الخيل بدل الدروع في الحرب العالمية الاولى وكانت الخيالة كتائب في الشرطة على شكل دوريات.

واضاف قائلاً:

- يوجد في الخارج العديد من المزارع التي تحتوي على الخيول العربية او التي تجري في عروقها دماء الخيل العربية حتى اصبح من النادر ان نرى اية سلالة من الخيول في العالم دماء ليس فيها اثر للحصان العربي الذي يمتاز بأنه سهل الجري، حاد الذكاء، هادئ، وفي لصاحبه. وفي العراق توجد جميع السلالات الاصيلة ولعشائر شمر في الشمال الغربي وعزة في الغرب الضفير وال السعدون في الجنوب وفروع هذه العشائر وغيرها الفضل في تربية السلالات العريقة.

جولة مع اجمل الخيول العربية وانواعها نذكر قول امرؤ القيس، حيث يصف فرسه فيقول:

مكر، مفر، مقبل، مدبر معا

               كجلمود صخر حطه السيل من علِ

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة