بعد احداث الشغب في محافظه
نينوى طلبة مدارس وكليات الموصل ما بين التوجس والتفاؤل
الموصل /
مكتب المدى / رعد الجماس
عاد طلبة مدينة
الموصل الى مقاعدهم الدراسية في اجواء صعبة . بدا هذا
واضحا في ضعف الاقبال على استئناف الدوام رغم التطمينات
الكثيرةالتي قدمت اليهم . استئناف الدوام جاء بعد الاحداث
الاخيرة التي اجتاحت مدينتهم وحرمتهم من حق طلب العلم بعد
أن زرعت القلق والخوف في نفوسهم وذويهم من تداعيات هذه
الاحداث ، فالاشتباكات المسلحة وتراشق النيران المختلفة
تندلع بين الحين والاخر ، والرمي العشوائي لقوات الاحتلال
الامريكية على المواطنين دون تمييز يتكرر باستمرار ولأبسط
الاسباب ، وبالنتيجة فرض حظر التجوال في المدينة وأغلقت
الجسور والشوارع وتعطلت الحياة في الدوائر والمؤسسات وتوقف
الدوام في المدارس والجامعات لاسيما بعد غياب دور اجهزة
الامن المختلفة . وبعد انحسار الازمة واستعادة المدينة
لبعضٍمن هدوئها واستقرارها ، استأنف الطلبة دوامهم مجدداً.
(المدى) زارت عددا
من مراكز العلم والتقت مجموعة من منتسبيها طلبة وتدريسيين
للوقوف على مشاعرهم فيما بعد الاحداث...
اجراءات
مشددة ...
يوصد الباب
الرئيسي لبناية معهد الفنون الجميلة للبنات بعد أن تدخله
اخر طالبة صباح كل يوم ، فيما تقف عند الباب الداخلي
طالبات مهمتهن عدم السماح للبنات بالخروج الا بعد انتهاء
الدوام الرسمي حفاظاً عليهن ، وهذه الاجراءات وغيرها
اتبعتها ادارة المعهد بعد المباشرة بالدوام من جديد بعد
الاحداث بغية المحافظة على سير العملية التدريسية دون اية
مشاكل.
(سلوى عبد الله
كركجه) مديرة المعهد قالت :
إن دوام الطالبات
في المعهد هذه الايام يشوبه بعض الحذر بسبب طبيعة ووضع
البنات التي تختلف عن طبيعة الاولاد ، ورغم أن بعض
الطالبات متغيبات عن الدوام حالياً نتيجة عدة اسباب اهمها
الخوف من تكرار ما حدث قبل ايام ، إلا أن الاغلبية مواضبات
على المجيء الى المعهد يرافقهن في كثير من الاحيان افراد
من ذويهن حيث يتم ايصالهن الى باب المعهد ومن ثم يعودون
لاصطحابهن الى البيت بعد انتهاء الدوام وذلك بسبب القلق
والخوف عليهن هذا الخوف الناشيء من سوء الاحوال الامنية
وترديها في عموم المدينة ، ومن جانب اخر فان بعض الاجهزة
الامنية الحالية غير كفوءة وليست قادرة على توفير الامن
وحماية المواطنين فمثلاً عندما تأزمت الاوضاع قبل ايام في
الموصل ، طلبنا من افراد حماية المنشأت الذين يشغلون
البناية المجاورة للمعهد المساعدة في توفير الحماية على
للمعهد لكنهم اعتذروا بمبررات واهية غير مقنعة مما يشير
الى ضعف قابلياتهم وعدم اهتمامهم بتنفيذ واجباتهم الوطنية
تجاه بلدهم.
وشاركت بالحديث
مدرسة الفنون التشكيلية في المعهد (يثرب الطائي) بقولها :
إن الرقابة
الشديدة على الطالبات والاجراءات الامنية الصارمة التي
فرضها المعهد اثناء الدوام اليومي ، اضافة الى تعاون اهل
الطالبات وذويهن ، وفرت اجواء آمنة وشبه مستقرة ساعدت
كثيراً على انتظام الدوام ومباشرته بعد فترة انقطاع شملت
كل المدارس والمعاهد والكليات والمؤسسات والدوائر ، بل أن
قسما من منتسبي المستشفيات امتنعوا عن الالتحاق بدوائرهم
بسبب تردي الامن ولاسيما اذا كان محل عمل الموظف في الطرف
الاخر من المدينة ويتطلب منه الذهاب اليه عبر الجسر.
واضافت مدرسة
الفنون التشكيلية : نتمنى ان تجتاز مدينة الموصل وكل انحاء
العراق العزيز هذه المحنة وان يعمه الامن والاستقرار
والرفاهية وتغادر القوات المحتلة الى غير رجعة .. أما
الطالبة (زينة زهير الخشاب) فقد قالت :
إن ارادة وعزيمة
المواطنين الشرفاء من العراقيين كفيلة بالتصدي لقوى الشر
والظلام التي تحاول اعاقة تقدم العراق وتقف حجر عثرة في
طريق بناءه ونهوضه وخلاصه من الاحتلال ، لذا يجب على كافة
العراقيين التكاتف والتعاضد جميعاً وتناسي الخلافات مهما
كانت من أجل المساهمة الفاعلة في بناء بلادهم وتوطيد
وترسيخ الامن والاستقرار فيها.
همـــــوم
ومتاعب ..
ازدحمت ممرات
وحدائق وقاعات كليات الحرم الجامعي في جامعة الموصل
بالعديد من الطلبة ، فيما غصت الكافيتريا والمطعم الخاص
بالمركز الطلابي بجموع غفيرة من الطلبة الذي قدموا من
الموصل وكافة المحافظات لمتابعة تحصيلهم العلمي بعد ايام
من الانقطاع .. الدكتور (ذنون الطائي) مدير مركز دراسات
الموصل قال :
رغم ما جرى في
مدينة الموصل من احداث اثرت سلباً على هدوئها الامني ألا
أن طلبة جامعة الموصل التزموا بدوامهم بشكل طبيعي دون اية
مشاكل او مضايقات ، واعتقد بان الامور بدأت بالتحسن
تدريجياً حيث نلاحظ افتتاح الجسور والطرقات المغلقة وتقليل
ساعات منع التجوال الى غيره من المؤشرات الايجابية الاخرى
، ونحن بدورنا نطالب جميع الطلبة بالالتزام بالدوام الرسمي
في الجامعات والمعاهد وعدم الاصغاء الى الشائعات التي تهدف
الى اعاقة ذلك ..
وفي الشارع
المحاذي لكلية التربية قال لنا احد تدريسي الجامعة :
إن حملة تهديد
وخطف وقتل الاساتذة وغيرهم من العقول والشخصيات العراقية
والمنتشرة في الموصل وانحاء أخرى من العراق قد ألقت
بضلالها القاتمة على سير الحياة بشكل عام والتعليمية منها
بشكل خاص حيث ان بعض الكليات تعاني من نقص حاد في الكادر
التدرسي نتيجة استقالة عدد من الاساتذة ومغادرة البعض
الاخر منهم حدود البلاد وربما إلى غير رجعة ، وهذه خسارة
لكفاءات علمية عراقية لا يمكن تعويضها ، كما انها تهديد
للبنى التحتية العلمية والانسانية ، لذا نرجو من كافة
المسؤولين والجهات الأخرى في العراق والعالم العمل والسعي
الحثيث لإيجاد مخرج وحل لأزمة العراق المتفاقمة حفاظاً
عليه ككيان سياسي يتمتع بتاريخ وحضارة عريقة اشعت بنورها
على الانسانية جمعاء. التفاصيل ص3 |