السعي لمواجهة التحديات ولإقامة العملية الخليجية الموحدة
عام 2010
المنامة (اف ب)
بدأ
أمس الاثنين في المنامة القمة الخامسة والعشرين لمجلس
التعاون الخليجي في غياب ولي العهد السعودي الامير عبد
الله بن عبد العزيز تعبيرا عن استياء المملكة من توقيع
البحرين اتفاق للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة.
ويعكس تغيب ولي عهد السعودية التي مثلها وزير الدفاع
الامير سلطان بن عبد العزيز، شعورا بالعزلة لدى الرياض وسط
شركائها الخليجيين اثر خلاف حول اتفاق للتجارة الحرة وقعته
المنامة في ايلول الماضي مع الولايات المتحدة في حين تسعى
الدول الاربع الاخرى في المجلس لابرام اتفاقات مماثلة.
ويبدو ان وزراء المالية والاقتصادي ووزراء الخارجية لم
يتمكنوا في اجتماعاتهم من تسوية هذه المسألة بينما اكتفت
الرياض بتسجيل "تحفظ" على توجه شركائها في المجلس للتفاوض
على توقيع اتفاقات للتجارة الحرة مع واشنطن.
ويهيمن هذا الخلاف وانعكاسات الوضع السياسي والامني في
العراق على المنطقة، على اعمال القمة الخليجية التي ستناقش
ايضا قضايا امنية وسياسية واقتصادية عدة من بينها خصوصا
الارهاب والشرق الاوسط والتكامل الاقتصادي في الخليج.
دعوات حقوقية
وقبل يوم واحد من القمة، دعت اربع جمعيات حقوقية خليجية
قادة دول المجلس الى "تفعيل مبادىء حقوق الانسان"
و"الاسراع في الاصلاح السياسي والدستوري" في الدول الست
الاعضاء فيه (السعودية والكويت وقطر والبحرين والامارات
العربية وسلطنة عمان).
ولقيت هذه الدعوة صدى لدى صحف البحرين التي اكدت أمس
الاثنين على ضرورة ان يمنح القادة الخليجيون دورا اكبر
لشعوبهم.
مسيرة التعاون
فقد اعربت صحيفة "الايام" في افتتاحيتها عن الامل "في ان
يتم العمل على دعم مسيرة التعاون من خلال اطلاق العنان
للعمل الخليجي بكل الشفافية ليأخذ مساره في تحقيق طموحات
ابناء المنطقة وهذا ما نرجوه للمجتمعين في البحرين".
من جانبها قالت صحيفة "الميثاق" في افتتاحيتها "من المؤمل
من قادة المجلس ان تكون قراراتهم منطلقة من اهداف ومصالح
الشعوب الخليجية او بالاحرى الشعب الخليجي على اعتبار اننا
نهدف الى خلق كيان خليجي موحد".
واضافت "لقد كانت تجربتنا الماضية تنصب اساسا على مصالح
الانظمة مع اعطاء اولوية ضئيلة لمصالح وعلاقات الشعوب التي
تقطن هذا الاقليم (..) ولا نختلف في ضرورة حماية الانظمة
الا ان الذي لا جدال فيه هو ان رعاية مصالح الشعوب هو من
مصلحة الانظمة الحاكمة ايضا".
واكدت الصحيفة "ان التحديات التي تواجهها منطقتنا عديدة
وخطيرة ولا يمكن للانظمة ان تجابهها منفردة وبمعزل عن
الدور الذي من الممكن ان تلعبه الشعوب" الخليجية.
من جانبها كتبت صحيفة "اخبار الخليج" ان "انظار ابناء دول
مجلس التعاون الست تتوجه الى المنامة وهم يتطلعون بكل امل
وطموح بان تصدر عن القمة قرارات تكون في مستوى طموحات
الشارع الخليجي".
انبثاق المجلس
ويذكر أن المجلس الذي لقيت فكرة تأسيسه كان قد ولد تأييد
السعودية اولا وخصوصا ولي العهد حينذاك الامير فهد بن عبد
العزيز، بينما كانت الحرب العراقية الايرانية مستعرة
والثورة الاسلامية التي انتصرت قبل عامين في ايران تنشر
افكارها وتحيي طموحات طهران في اراض في المنطقة.
وبعد ثلاثة اعوام من انشائه، اتفقت دول المجلس في 1984 على
تشكيل قوة قوامها اربعة آلاف رجل تتمركز في حفر الباطن
شمال شرق السعودية اطلقت عليها اسم "درع الجزيرة" التي لم
تنجح في لعب دور اساسي في التصدي للغزو العراقي للكويت في
آب 1990.
اتفاقيات دفاعية
وعلى اثر حرب الخليج، لجأت الدول الست الى توقيع اتفاقات
دفاعية مع الدول الغربية وخصوصا الولايات المتحدة لضمان
امنها في حال نشوب نزاع مماثل.
ومع انه انشئ لاسباب امنية اولا، لم تتأخر دول المجلس التي
تشكل عائدات النفط المصدر الرئيسي لمواردها، في ابرام
الاتفاقات التي تهدف الى تحقيق التكامل الاقتصادي بينها
وحققت نجاحا في عدد من القطاعات، وكان اولها الاتفاقية
الاقتصادية الموحدة التي ابرمت في 11 تشرين الثاني 1981.
ومنذ ذلك الحين تسعى الدول الست الى حد كبير، الى اقامة
سوق مشتركة ترتبط بتوحيد التعرفة الجمركية بينها، المشروع
الذي يفترض ان ينجز في 2007.
وقد انجزت هذه الدول الاتحاد الجمركي في 2003 ويفترض ان
تحقق مشروعها للعملة الموحدة في 2010 .
وفي هذا الاطار اتخذت كل منها اجراءات وقرارات تسمح بحرية
التنقل لمواطنيها ولرؤوس الاموال، منها الغاء تأشيرات
الدخول بينها والسماح بتملك مواطني كل منها في اراضي الدول
الاخرى.
|