ولكن مَنْ هم؟ نظريات الفوضى
بقلم -
ايمي بيد هازور
ترجمة:
احسان عبد الهادي
عن: لوس
انجلوس تايمز
كان الارهاب
ميداناً للبحث الاكاديمي يمثل اهتماماً هامشياً لعلماء
الاجتماع، واستمر ذلك حتى هجمات الحادي عشر من ايلول 2001،
ونتيجة لذلك فان هنالك القليل من النظريات التي حاولت شرح
نشوء واسباب الارهاب، ولكن القاعدة والهجمات الانتحارية في
الشرق الاوسط انتجت نظريات جديدة وتنقيحات للنظريات
القديمة، وفي هذا العرض نقدم الافكار الاكثر بروزاً واسماء
اصحابها.
الحرمان النسبي:
نظرية تيد روبرت كور
الخلاصة: تعود هذه
النظرية الى عام 1970 وتهدف الى تفسير الدعم الشخصي
والجماهيري للعنف السياسي.
يعتقد كور بان
احساس المرء بالحرمان ينجم عن التناقض المدرك بين مايعتقد
المرء بانه يستحق شرعياً (التقييم المتوقع) وماهو قادر على
انجازه والحفاظ عليه (التقييم المبني على القدرة والكفاءة)
يدعم هذا التنافر الشعور بالاحباط ويقود الى العنف السياسي
الموجه نحو الشخص او المجموعة التي يتصور انها مسؤولة عن
هذا التعارض، (احتمالية العنف الجماعي تتفاوت بقوة مع حدة
ومدى الحرمان النسبي التي يعاني منها اعضاء الجماعة).
المثال: العرب
المهمشتين في اسرائيل.
الدين والارهاب:
نظرية دافيد رابوبورت، بروس هوفمان، صاموئيل هتنجتون، مارك
جيركنسماير وجيكاسترن
الخلاصة: اكتسبت
النظريات التي تربط بين الدين والارهاب الشهرة اول مرة بعد
الثورة الاسلامية في ايران عام 1979، ومع ذلك فان النظرية
الاكثر شهرة هي نظرية هتنجتون المعروفة بصراع الحضارات
والتي تدين بسمعتها السيئة الى هجمات 11 سبتمر، يعزو
هتنجتون الى الثقافة والدين الدور الرئيسي في التحريض في
ميدان السياسية العالمية، يقول ان كل حضارة تملك ثقافة
فريدة وميزة دينية معنية وهذه الصفات قد تكون متضاربة مع
الحضارات الاخرى، يمكن لهذا التعارض ان ينتج استياءً بسبب
الارهاب، بينما يجادل جيركنسماير بان الارهاب ينجم عن
استغلال النخب السياسية للمؤسسات الدينية، تعطي نظرية اخرى
الدين كمادة محفزة للارهاب وذلك باللجوء الى مرجعية اعلى
من الدولة وبالتبشير بالثواب في الحياة بعد الموت، بتمييز
المؤمنين عن غير المؤمنين بطريقة تجعل منهم وكأنهم اتباع
للشيطان وبالتالي رفع الكوابح التي تمنع الشخص من استعمال
العنف وتقلل المخاوف من العقاب.
الامثلة: القاعدة،
الهجمات من قبل جماعات مسيحية على عيادات الاجهاض
الامريكية، الهجمات الانتحارية الاسلامية، اغتيال رئيس
الوزراء الاسرائيلي اسحاق رابين من قبل متطرف يهودي.
الانتحار
الارهابي: نظرية روبرت بيب، بروس هوفمان، ميابلوم، سكوت
اتران واريال ويراري.
الخلاصة: الهجمات
الانتحارية هي التطور الاكثر حداثة في تاريخ الارهاب، برزت
الظاهرة في لبنان في الثمانينيات من القرن العشرين وانتشرت
حول العالم والى درجة فذة في الشرق الاوسط وجنوب اسيا،
نشأت مدرستان رئيسيتان لمحاولة تفسير الظاهرة، تؤكد الاولى
على المهارات التنظيمية والقدر على عرض المبادئ من قبل
القادة الارهابيين الذين يجندون ويستخدمون المهاجمين
الانتحاريين من اجل اجبار عدو اقوى لكي يقدم التنازلات
وبصورة خاصة في الاقاليم المتنازع عليها، او لتمزيق انسجة
الثقة التي تربط المجتمع المضطهد معاً، هنالك ايضاً ابعاد
اجتماعية لهذا الارهاب، تتمتع المنظمات الفلسطينية التي
تستخدم الهجمات الانتحارية بشعبية اكثر من تلك التي
لاتمارس مثل هذه العمليات، اجبرت هذه الحقيقة منظمة فتح
على بتبني هذه الوسائل، تركز المدرسة الثانية على نفسية
المهاجمين الانتحاريين والسمات الاجتماعية لتوضيح ازدياد
هذا الشكل من الارهاب
الامثلة: حزب الله
في حملته الناجحة لاخراج القوات الامريكية والفرنسية من
لبنان والجيش الاسرائيلي من المنطقة الامنة في الجزء
الجنوبي من البلاد، حماس والجهاد الاسلامي.
الارهاب المسرحي:
نظرية براين جنكنز، اليس شميد دغابي فايمان
الخلاصة: نشأت هذه
النظرية في السبيعينيات عقب انتشار موجة خطف طائرات الركاب
النفاثة، تجادل هذه النظرية بان الاعمال الارهابية تمارس
لجذب انتباه وسائل الاعلام وبصورة خاصة التلفزيون.
ينتزع الارهابيون
الانتباه الى انفسهم وقضيتهم وينالون العطف والمساندة من
اولئك الذين يدعون تمثيلهم (وفي بعض الاحيان من المجتمع
الدولي) بتنفيذهم احداثاً ذات ابعاد مدوية ويزرعون في
الوقت نفسه الرعب في نفوس اعدائهم لاجبارهم على تقديم
التنازلات.
الامثلة: استعمال
المتمردين العراقيين للتلفزيون وشبكة الاتصالات للاعلان عن
مطالبهم واظهار عواقب رفضها- قطع الرؤوس.
الشبكة
الاجتماعية: نظرية مارك سيغمان
الخلاصة: اثار
المهاجمون الانتحاريون مع بروز ظاهرة الجهاد العالمي
الاهتمام بالدوافع الفردية للارهاب، يؤكد سيغمان في محاولة
لتحليل الاسباب التي تدفع الشباب المسلم الى التحول الى
الجهاد، على الروابط الاجتماعية لهؤلاء الشباب في حياتهم
السابقة قبل ان يتورطوا في المنظمات الجهادية، فمعظم
المرشحين للقيام بالعمليات الارهابية هم من الشباب الذين
يحنون للعودة الى اوطانهم ، شباب لايمتلكون الثقة بانفسم
ويستدرجون الى محيط حميمي مألوف- وبصورة خاصة الجوامع
ليجدوا هنالك اصدقاء يشاركونهم قيمهم واهتماماتهم تلك
المجاميع من الاصدقاء كثيراً مايعيشون سوية في شقق لوحدهم
ويخضعون لفترات طويلة من تنشئة اجتماعية متناظرة، وهكذا
كلما يصبحون اكثر دنوا من بعضهم يتحول الاعضاء الاكثر
اعتدالاً الى تبني معتقدات المتطرفين بينهم بدرجة اعظم،
منفصلين عن روابطهم القديمة معمقين الروابط الجديدة بينهم
وهكذا يتم اعدادهم للانضمام الى الجهاد.
الامثلة: تجنيد
الغربيين في القاعدة والشبان الفلسطينيين لكي يكونوا
مهاجمين انتحاريين.
|