الاخيرة

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

وقفة: قبل الانتخابات

عبير حسن

يقترب العد التنازلي لموعد الانتخابات المقررة، وتزداد تساؤلات الناس عن المرشحين، وميولهم السياسية و- للأسف- الطائفية.

وبعض الاسماء اصبحت أشهر من (نار على عَلم)، واصبحنا نسمع بها ليل نهار، ونتابع تصريحات اصحابها بما فيها الوعود التي لا تخضع لأي سقف زمني!

والبعض الآخر من اسماء المرشحين، لم نسمع بها قط، ولعل اصحابها قد تداركوا الزمن بتشكيل حزب او حركة قبل موعد الانتخابات بأشهر قليلة!

وفي كلتا الحالتين، ارى ان من حق العراقيين ان يكونوا على بينة وعلم بسيرة حياة كل مرشح وتاريخه "النضالي" والفكري والمهني، كما يطالب العراقيون باطلاعهم على كل الخطط المستقبلية لكل مرشح فيما لو فاز بالانتخابات، مع إبقاء الامنية الازلية في عدم تكرار شعارات الماضي التي لم تعد كونها حبراً "مميزاً" على ورق " مذهب" !! وهذا يجب ان يكون لصالح المرشحين (هذا اذا لم يكن في تاريخهم ما يعاب عليه !).

وحقنا هذا هو حق مؤجل، فلقد كنا نتمنى ان نسمع من كل عضو من مجلس الحكم السابق ما يجعلنا نشعر بانه منا ويعمل لأجلنا. وبقينا نسأل هنا وهناك عن فلان وفلان، ولعل أغلب المعلومات كانت مجرد تخمينات واعتقادات ! فدائماً حين يُسأل عن العضو الفلاني، يكون الجواب " يمكن ... " أو " اعتقد..." أو ... " لا أعرف!!"

وكان حري بكل من تربع على شاشات الفضائيات شهوراً، ان يعرف نفسه الينا، بدل ان نتساءل "من أين هبط علينا فجأة؟ واين كان؟ ولمَ هو هنا ألآن،؟".

ومن حسن حظ " المسؤولين" ان العراقي هو انسان بسيط ومطالبه أبسط.. فحين تسأل أي عراقي الآن عما يريده من الحكومة القادمة يجيبك: اولاً (توفير لقمة العيش) .. وانا أضيف (توفير لقمة العيش بكرامة)، فأغلب من لا يملكونها الآن، كانوا يتنعمون بها سابقاً ولكن بذل جعلنا نعتاد على امور مهينة لا يرضى بها أي انسان دون ان نشعر!

نحن لا نريد ان نحمل أي مسؤول ما لايطيق، ولكن نقول لهم جميعاً:  حاولوا ان تقتربوا من عالم العراقيين البسيط قليلاً ..

ولتسمعونا اصواتكم، ولنتمتع بسماع لهجتنا العذبة المميزة من حناجركم، فنحن نراقبكم حين تتكلمون الانكليزية بطلاقة، ونشعر انكم تتحاورون مع غير العراقيين بحب أكثر مما تفعلون معنا.

نقول هذا لأجلكم اولاً.. لاجل رئيس قادم لا اظن انه سيفرح ويفخر ان كان فوزه محض صدفة. ننتخبه ونحن مغمضو العينين من مبدأ ان (الكل سواسية) !!

ولا اجد ان العراقي بعد صبره الطويل، يستحق ان يذهب للانتخابات مثل (الاطرش بالزفة) إذ حين ذهب يوماً ما ليدلي بصوته "الابكم" كان يعلم جيداً انه ذهب ليقول (نعم) خطت قبل ان يصل الى المركز الانتخابي!

نقول هذا كي نعطي الفرصة للجميع ليعبروا عن احلامهم في وطنٍ جريح ينتظر اليد الحنون بشغف.

ومن مصلحة أي مرشح ان يعبر عن نفسه وعن خططه ومشاريعه المستقبلية ،  هذا اذا كانت نواياه حسنة! وهذا  يجعل الفرص متساوية امام الجميع، بمن فيهم الاقليات، لان السني ليس بالضرورة ان ينتخب  سنياً، والشيعي ليس مجبراً على ان ينتخب شيعياً، والمسيحي قد لا ينتخب مسيحياً..

سنختار الاصلح والانسب الذي نراه الطبيب المناسب لمداواة جروحنا وجروح العراق النازفة.

لكن علينا قبل ذلك ان نعلم من هو الاصلح والانسب ، لاطائفته او نسبه او عشيرته او حزبه، بل بما ينوي فعله لرسم صورة جديدة للعراق نحلم كلنا بألوانها الزاهية التي تليق بوطن كان يوماً مهد الحضارات .


شداد عبد القهار في حوار

بغداد - المدى

تشهد قاعة حوار في الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم  حفل افتتاح المعرض الشخصي الجديد للفنان التشكيلي شداد عبد القهار الذي يتضمن ثمانية وعشرين عملاً فنياً منفذاً بمواد مختلفة واختار لها عنوان (اناشيد بغداد) التي تسلط الضوء على ما يحدث في الحياة العراقية اليومية ولا سيما الأطفال والأبرياء الذين يموتون من دون سبب.

وقد عرف عن شداد عبد القهار الذي تخرج من اكاديمية الفنون الجميلة عام 1985 وله اعمال فنية ومشاركات واسعة داخل وخارج العراق ومنها مهرجان الواسطي ومعرض الفن العراقي المعاصر في لندن وعمان ومسقط وتونس والصين وايطاليا وهولندا وانكلترا والدنمارك والنمسا وفرنسا وسويسرا وقطر والامارات ... وحصل على جائزة البورتريت الاولى عام 1988 وجائزة نقابة الفنانين للفنون وجائزة اللجنة الوطنية للفنون وقضية الفن العراقي المعاصر وذهبية الفن العراقي المعاصر وجائزة الابداع وجائزة مهرجان بابل وجوائز اخرى. عرف عنه انحيازه للرسم قوة مقابل قوة الحياة بلجوئه الى تقنيات الرسم (الفوتغرافي) لامن اجل تأكيد واقعية الحدث بل من اجل زحزحة هذا الحدث عن مساحة واقعية فهو لا يرغب في الاقناع بصدق ما يرسمه بقدر ما يحاول الاقناع بأننا نقف امام لوحة من صنعه وهو بذلك يتدخل في صنع مسارات خيال المتلقي وينهي وهماً لنبدأ معه وهماً جديداً هو وهم الرسم .. بهذا نراه يبتكر عالمه الخيالي القائم و المتكون من المشاهد اليومية لبغداد وهي تعيش مخاضاتها الجديدة لارساء القيم الجديدة..فالفن عنده حياة مبتكرة وليس تعويضاً.


كريم جثير في (أحدب- نيو- نوتردام)

عبد العليم البناء

تصوير- علي عيسى

تواصل الفرقة الوطنية للتمثيل تدريباتها اليومية على مسرحية (أحدب- نيو- نوتردام) التي صاغها ويخرجها الفنان كريم جثير في تجربة يخوضها للمرة الاولى مع هذه الفرقة العريقة بعد ان قدم من قبل عدة مسرحيات داخل وخارج العراق تميزت بالجدة والابتكار والتنويع على معاناة وهموم وتطلعات الانسان العراقي وآخرها مسرحية (الحداد لا يليق بكاليجولا) التي صدرت خارج العراق وشكلت قراءة متقدمة وخاصة للطغاة في العالم ومنها طاغية العراق السابق.

وبغية تسليط الضوء على هذه المسرحية (أحدب- نيو- نوتردام) التي تلعب ادوارها نخبة من نجوم الفرقة الوطنية للتمثيل مع مجموعة من الفنانين الشباب كان لنا هذا الحوار مع الفنان كريم جثير . فسألناه ابتداءً عن ما هية هذه المسرحية ومدى مقاربتها لرواية (أحدب نوتردام) للكاتب الفرنسي فيكتور هيجو.. ؟ فأجاب:

- أحدب - نيو - نوتردام هي في واقع الحال رؤية مسرحية اكثر من كونها نصاً مسرحياً ويكاد لكل من يطالعها او يشاهدها ان يتوصل الى مفارقة رؤيتي المسرحية هذه لمتن روايتي (فيكتور هيجو) المعروفتين جداً وهما: احدب نوتردام والبؤساء، وذلك لانني اعدت اكتساب (هيجو) وخالفت أدبيته المعروفة بغية ان أتوصل الى دلالات فكرية ونفسية جديدة ذات صلة بما يجري الان في العراق..

* اذاً هي تقارب الواقع العراقي الراهن..؟

- لقد قمت بكتابة هذه الرؤية داخل العراق وعمدت الى خلق ابعاد جمالية في إعادة تمثل العنف والقسوة والجنون واللامنطق الذي يغلف حياتنا من حدب وتشوه واساءة بالغة الى القيم الانسانية .. واتمنى ان اكون قد وفقت الى ما ذهبت اليه.

* وماذا عن الرؤية الاخراجية لرؤيتك المسرحية هذه ..؟

- لا يمكن ان اتحدث عن رؤيتي الاخراجية.. لأن الرؤية الاخراجية لا تتكامل الا بتكامل العمل ولا تشد الا على خشبة المسرح الا ان كل الذين يساهمون في خلق هذه الرؤية المسرحية يشعرون بما فيها من جديد ومن صعوبة مشروعة لأي تجديد او تأسيس او اعادة اكتشاف .

* وهل بامكانك تحقيق الحيادية المطلوبة بينك كمؤلف للنص وكمخرج له ايضاً..؟

- الحيادية المطلوبة بيني كمؤلف للنص وكمخرج له ايضاً هو ما يمكن لي ان اقول فيه بانه لابد من حصوله وذلك لانني كتبت هذا النص لغرض اخراجه على عكس عملي الاخر (الحداد لا يليق بكاليجولا) الذي كتبته في كندا ولا افكر باخراجه.. ولهذا فانا اتعامل مع النص خلال التمارين على انه نص يكتب الان خلال تجربة الاخرج ومساهمة الجميع في تحقيقه.. ان المخرج في داخلي يفكر بشكل مستقل عن المؤلف الذي هو انا .. وان المخرج والمؤلف يتكاملان في داخلي.

* وعلى اية حسابات تمت اختياراتك للممثلين..؟

اختياري للممثلين جاء بعد فترة مع الوسط المسرحي العراقي الذي فرقتني الغربة عنه طويلاً وهو قائم على حسابات المهارة والفهم والعطاء.. والممثل عندي قد يكون بحاجة الى ان يكون ممثلاً شاملاً قادراً على خلق مناخ صوري واغناء او (املاء) دلالاته المسرحية.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة