استراحة المدى

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

ذاكرة الغناء العراقي: المطرب رياض احمد

بغداد/ستار جاسم ابراهيم

برحيل المطرب عبد الرضا مزهر السباهي والمشهور باسم رياض احمد، فقدت الساحة الفنية فارسا مرموقا من فرسان الغناء العراقي الاصيل، في زمن تردت فيها الاغاني وتدرجت الى اسفل سافلين، وتحول الطرب الى ترقيص الخصر والكعب!

كان الراحل رياض احمد ولا يزال يمثل الصوت المستقر وبتمكن في اذهان وضمائر الناس كما كان يردد دائما حين تجري امامه المقارنات بين اهل الطرب ومحبي الغناء.
ان مساحة صوت الفنان رياض احمد تمثل اوكتافين أي من الدو الى الدو صعودا الى الفا بكل تمكن ويسر وقراره سليم نزولا الى الصول "هي الوتر الاول للعود ويكون من السلك ويعتبر الصول هنا مو الميكاه" . ومن تكون لصوته هذه الصفات فانه يتمكن من اداء كل الالوان والاطوار الغنائية الريفية والمدينية والبدوية، ولو كان قد مال الراحل الى المقام العراقي لبز الكثير من مؤديه.
احبك ليش ما ادري، نوبة اسال عيوني، نوبه عيوني تسالني، احبك ليش ليش ما ادري ما ادري!
هذه الاغنية من الحان الراحل ياسين الراوي وهي من مقام السيكاه وقد استقبلتها القلوب والاذان ولا تزال تردد في المحافل والمنتديات الصبحوية والاضحوية وعلى لسان الاطفال.
والراحل من مواليد البصرة سنة 1951، وفي منطقة التنومة ورحل عنا في آذار 1997 عرف منذ يفاعته بحب ترديد اغاني الريف وخاصة صوت الراحل داخل حسن وحضيري وناصر حكيم. التزمه فنيا الملحن كوكب حمزة وضمه الى فرقة غنائية للمعلمين كان يراسها كوكب نفسه.. بعدها جاء الى بغداد ليختبر صوته امام لجنة مؤلفة لهذا الغرض في اذاعة بغداد وكانت النتيجة ان ياتي اسمه اولا في قائمة المقبولين الناجحين في هذا الاختبار وذلك اواخر ستينيات القرن الماضي. وهنا يلتزمه فنيا ايضا الفنان والمطرب الملحن الراحل احمد الخليل وهو الذي منحه اسم رياض احمد الفني بدل اسمه الحقيقي عبد الرضا مزهر السباهي. وراي احمد الخليل بصوته انه صوت طري، حلو، تأنس به الاذان، دافئ، مخملي.
لقد غنى الراحل رياض احمد الكثير من الاغاني الريفية الممزوجة بالروح المدينية وحقق نجاحا ملحوظا في هذا المجال لكنه، كان يميل ويأنس الى الطور "المحمداوي" ويتالف من مقام العجم والنهاوند مقاربا في هذا الحال طور الصبي. اما الاشعار فقد كان ذواقا لها ينتقيها انتقاء الصائغ للسبائك الذهبية النقية، فكان شاعره المفضل مظفر النواب ومن ثم كريم العراقي، واشعار الاقدمين.
وكان لتبني الملحن احمد الخليل الاثر الواضح في مسيرة رياض الفنية، الى جانب ملحنين اخرين مثل كوكب حمزة وطارق الشبلي وجعفر الخفاف وغيرهم.
تربو اغانيه على السبعين اغنية منها لهفة ولا ترحلون ومجرد كلام ويا ناس دلوني وتريد الصدك لولا لا وخليني إبالك والوجن، ولو رايد عشرتي وياك وشوك الحمام ومستاحش وغيرها.
واخيرا كان الراحل رياض احمد كريم النفس جوادا، اريحيا، ودودا ويحب الناس جميعا.. ولكنه يحبهم ليش لا يدري.. لانه .. يدري!!
مفطور على الحب يحب الناس والناس يبادلونه حبا بحب.


حريات شخصية
 

باسمة محمد
احد اصحاب الكراجات يطلق الكلاب الضارية التي يربيها لحراسة السيارات على احدى الفتيات المارة في طريقها الى الدوام، منظر الكلاب الهائجة يفقد الفتاة وعيها. تقع على الارض.. القريبون من هذا الحادث وبعد ان سمعوا صراخ الفتاة يسرعون لانقاذها من تحت الكلاب المستفزة، ينتهي هذا الحادث في ما يبدو بسؤال صاحب الكراج عن السبب الذي جعل الكلاب تستفز بهذه الصورة. في بادئ الامر ينكر السبب لكنه بعد ان يطمئن من ان لا احد يعرف الفتاة يتفاخر قائلا: ان الفتاة تستحق ما جرى لها وزيادة..
ـ لكن ..لماذا، هل تعرفها.. هل ثمة عداوة بينكما؟! تسأله احدى النساء، فيجيب هامسا في اذنها:
ـ بصراحة . انا من اطلقت الكلاب عليها، صدقيني، هي تستحق ذلك ما ضرها لو وضعت غطاء على راسها. ثم لماذا تظهر بكامل زينتها الى الشارعّ!!
طبيبة (تعتنق الدين المسيحي) في مستشفى يقع في احدى المناطق الشعبية، تواجه انذاراً بان تضع ربطة على راسها، حجة المراة بانها مسيحية لم تفد اولئك الذين يقومون بتهديدها، وهذا ما كان فعلا، فقد اخذوها وقاموا بحلق شعرها.
هاتان القصتان اللتان حدثتا قريبا ربما سمعتم بقصص تماثلهما وان اختلفت الطريقة من اناس يحاولون فرض ممارساتهم الفردية على الحريات الشخصية والتي لا يحق لاحد التدخل فيها، او التجاوز عليها ما دامت ضمن مبدأ الاخلاق العامة، وضمن عدم الخروج عن المألوف.. ثم من قال ان هذه الممارسات تدرج ضمن باب التدين والالتزام، فما هي في حقيقتها الا ترهيب وتخويف.
على هؤلاء وغيرهم ممن يتغاضون عن ان اصل الدين محبة، ان يعرفوا ان الدين والاخلاق وجهان لعملة واحدة، اما هذه الممارسات الدخيلة فعلى الجميع ان يضع حدا لها والا فان الفرصة ستكون سانحة لاشاعة روح الفوضى بحجة التقويم والاصلاح!!


بغداديات في لبنان

متابعة/ علي ابراهيم الدليمي
اقام الفنان مهدي الاسدي معرضه الشخصي على غاليري زمان في لبنان، بعنوان ( بغداديات)، الذي ضم مجموعة من المشاهد البغدادية الفلكلورية.

والفنان الاسدي (مواليد الكوت 1941)، خريج معهد الفنون الجميلة فرع الرسم بدرجة امتياز، اقام عدة معارض شخصية فضلا عن مشاركاته المتواصلة في المعارض الجماعية داخل وخارج العراق، منذ منتصف الثمانينيات ولا يزال.
ويتمتع الفنان الاسدي باسلوب فني متميز قد خطه لنفسه، فمنذ معرضه الشخصي الرابع عام 1992، خاض ثورة جذرية في صياغة وتفعيل تجربته الفنية وطرح استلهاماته على سطح قماشته التي بلورها تدريجيا من خلال اختباراته المتواصلة في المساهمة المتميزة على الساحة التشكيلية.. لتتضح بالتالي معالم هويته الخاصة، التي تتميز بكونها تعبيرا ذاتيا عن اختلاجات نفسية تجيش بالاحاسيس اللونية المفرطة على شاكلة بقع وضربات مدروسة تمتزج بتدرجاتها وتداخلها لتشكل نسيجا متمازجا ومتحركا مع مدى بصر المتلقي.. فالضوء والظل من خلال الكتل اللونية، وخصوصا الالوان الحارة منها، هي اهم الركائز الاساسية التي يشيد عليها تجربته. فضلا عن الامكانية الحاذقة الواضحة في امتزاج اللون مع الموضوع الذي يجسده بمهارة فائقة والتعبير عنه بمعطيات انشائية وتصويرية معاصرة، فلوحات الاسدي متحررة كليا من اسر المالوف ذات خصوصية بغدادية باسلوب لوني يهيمن على واقعية الموضوع نفسه.


وصفة نفطية

محمد درويش علي
مرات كثيرة تتورط اذا ما قلت لأحد ما، بانك تعاني من التهاب معين في منطقة في جسمك، عندها تنهال عليك الوصفات الطبية المجانية، التي يؤكد واصفها، بانها هي العلاج الوحيد لمرضك هذا، ودونه لن يجديك أي شيء نفعاً. واذا ما التقيت بسواه، فان الوصفات جاهزة عنده ايضا، وهي الاهم، والاحسن، وفيها كل ما يقضي على مرضك، ويجعلك لا تشعر به ابداً. وهذه الايام كثر باعة الاعشاب الطبية، وقد توزعوا كالوباء في كل مكان. ومنهم من يعلق يافطة صغيرة في باب محله، مكتوباً فيها كل انواع الوصفات الطبية العشبية، لمعالجة كل انواع الامراض والذي يقرأ هذه اليافطة يتراءى له ان لا مرض بعد الان، وان كل الوصفات الطبية موجودة في هذا الدكان الصغير (لان معظم هذه الدكاكين تكون صغيرة)، مرة جلست في احد هذه الدكاكين المخصصة لبيع الاعشاب، لإرتباطي بصاحبه بعلاقة صداقة، فشاهدت كل الوصفات، واستمعت اليه وهو يتكلم عن اعشابه والامراض التي تشفى به. والغريب في الامر انه قال: المستشفى الفلاني ياخذ من محلنا اعشاباً ويعطيها كوصفة طبية الى المرضى الذين يعالجون فيه.
وقلت له: أي نوع من الامراض تقصد؟
اجاب: السكر والضغط والقلب والكلى والاورام والمعدة والقولون وآلام الظهر والمفاصل، ولم يترك مرضا الا وذكره، استغربت كثيرا من طرحه، فهل من المعقول ان يعتمد مستشفى يضم اطباء ومختبرات وانواع الادوية المتطورة على وصفة عشبية؟!
لقد باتت كثير من اوضاعنا متشابهة، فوصفات صاحبنا هي مثل الوعود التي اطلقها المرشحون في الانتخابات، والتي تقضي على البطالة وتحسن الوضع الامني، وتبني الشقق للمواطنين، والمنح المالية التي تمكنهم من ان يفطروا في الصباح القيمر والعسل ويغسلوا اجسادهم بالحليب الطازج، ويذهبوا الى السواحل الايطالية متى ما شاؤوا، ويذرعوا شوارع بغداد واسواقها في الليل دون خوف، ويستعملوا كل انواع التلفونات الارضية والخلوية على راحتهم، وبالتالي يناموا على ريش النعام وليس ريش الدجاج.
ان الوعود التي هي مثل وصفة احد الاخوان لصاحبه عندما اعطاه دواءً ليخلصه من مرض الم به، فجعله طريح الفراش لان دواءه كان مفعوله منتهيا، فبمجرد ان انتهت الانتخابات حتى ازدادت اسعار البنزين والمشتقات النفطية الاخرى، فنسي المواطنون كل الوعود وباتوا طريحي الفراش من هول الصدمة.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة