كانت الخمسينيات من القرن الماضي قد شهدت وضوح الحرب بين العالمين الاشتراكي والرأسمالي ، وهي ما اطلق عليها الحرب الباردة . وقد سعى العالم الغربي الى احتواء الشرق لإيقاف المد الاشتراكي المتدفق ، بربط عدد من الأنظمة باتفاقيات ومواثيق وأحلاف . وكان العراق في مقدمة الدول التي إرادت بريطانيا إبقاء نفوذها فيه بشكل او بآخر .
عهد الى نوري السعيد ، رجل بريطانيا القوي ، الى تأليف وزارة تقوم بتلك المهمات الخطيرة ، فألفها في الثالث من اب 1954 . وكان باكورة أعمالها حل المجلس النيابي وإجراء انتخابات جديدة ضمنت له أغلبية برلمانية بتمكن من خلالها تسيير ما كان يأمله من إقامة علاقات مع بريطانيا على أسس جديدة . ثم شرع بما سمي بسياسة المراسيم التي جمدت الحريات العامة في العراق وأوقفت أي نشاط علني معارض في الداخل . وكانت البداية لأحداث التغيير الدولي في المنطقة ، الزيارات المتبادلة بين الحكومتين العراقية والتركية التي أفضت الى إعلان الميثاق العراقي التركي في 12 كانون الثاني 1955 . واستمرت المفاوضات بين الجانبين العراقي والتركي لوضع الصيغة النهائية لميثاق التعاون بينهما ، لضمان دخول اطراف جديدة فيه . وعلى الرغم من معارضة عدد من الدول العربية وعلى رأسها مصر ، فقد تم التوقيع في بغداد في مثل هذا اليوم من عام 1955 على الميثاق الذي سمي ميثاق بغداد . وقعه رئيسا الوزراء للدولتين نوري السعيد وعدنان مندرس . وفي الخامس من نيسان دخلت بريطانيا الميثاق ، ثم انضمت الباكستان وايران إليه ، وعقد الاجتماع الرسمي لدول الميثاق الذي سمي بحلف بغداد في 22 تشرين الثاني 1955 . وبعد أيام من اندلاع ثورة تموز 1958 في العراق قضي على الحلف بقضه وقضيضه .
اترك تعليقك