طلبة الجامعات يحملون الحكومة مسؤولية تراجع إنتاج الفرد بعد التخرج

طلبة الجامعات يحملون الحكومة مسؤولية تراجع إنتاج الفرد بعد التخرج



اليوم نجد الكم الهائل ممن يتخرجون سواء من يوظف أم يكمل مسيرته العلمية ولكن لا نجد الإنتاج المتوقع والمطلوب ..
هل الخمول واقع في العقول فيمنعهم من التفكير والإنجاز والتطوير أم أن الخمول واقع في الدعم المادي والمعنوي؟
ما نوعية الأغلال التي تقيد إنجازاتنا؟
نجد دوما أن أكبر طموحنا الحوز على شهادة البكالوريوس .. وإن كانت نظرة الشخص مستقبلية فكّر برسالة الدكتوراه..
ولكن.. إن أخذها ماذا سينتج؟
لماذا لم نفكر بالإنجاز والتطوير لماذا تظل الأبحاث والاكتشافات من نصيب الغرب ونظل نحن تحت مسمى العالم الثالث والعالم المتأخر.. همنا الوحيد هو المنصب وكرسي المكتب.. هل يعقل أن يكون هذا الجيل نظرته سطحية إلى هذا الحد ..
ألا يفكر هذا الجيل ببلده وكيفية الجري في مسارات الرياح دون القذف بنا إلى الوراء ..أم أن هناك نقصا ما يجعلهم محدودي الإنتاج ..لماذا إذا ابتعث طلابنا إلى الخارج يبدأون بالإنجاز ..أين الخلل؟ هل سنرتقي إلى الحد الذي نرغب فيه إن استمررنا على حالنا؟ ومن المسؤول؟ كيف لنا أن نرتقي ونحن نبحث عن المنصب.. نبحث عن الصيت قبل أن نفكر أصلا كيف سنصل.. والنظرة المستقبلية عنده معدومة.. صاحب المنصب يحاول أن يظهر لرؤسائه أنه "مكفي وموفي" وانه لا يحتاج إلى دعم مادي أو معنوي .. وهذا يعود علينا بتأثير سلبي وضغوط نفسية ..
باختصار السبب الرئيسي لرجعتنا هو الفهم الخاطئ للإدارة الناجحة ..
يشير احمد غالب، طالب ماجستير في كلية الآداب، الى انه "لا نجد النجاح يظهر على ملامح هذا الجيل بل إننا لا نزال في المؤخرة ما السبب؟".
ويضيف غالب : طلاب الماجستير يدرسون على أيدي اساتذة غير متخصصين في نفس مجال الطلاب بل إنهم مجرد مناقشين يملأون الفراغ .. فيندفعون منذ بداية طريقهم بشكل خاطئ.. ولا يبدعون لأن همهم الشهادة التي ستكون في واجهة سيرتهم الذاتية.. وهنا نجد أننا نعود إلى نفس النقطة وهي التفكير بالمنصب والبحث عن الفائدة .
فيما تذكر الطالبة في كلية العلوم مريم علي:  لا نستطيع أن نحكم على الجميع بالفشل أو الإتكالية.. ولكن أين هي الفئة الناجحة وماذا تفتقد لكي لا تظهر؟ وتضيف: تفتقد الدعم اللازم للأبحاث العلمية.. فنحن لا نملك مركز أبحاث يحتضن أبحاثنا.. نحن بحاجة ماسة لها.. ونحتاج لدعم مادي لنستطيع إتمام بحوثنا.
وتضيف الطالبة: لدينا أفكار علمية كبيرة ونمتلك عقولاً مفكرة ولسنا ذوي عقول فارغة كما يدعي علينا البعض.
وتعتقد مريم أن الدول المتقدمة تبدع لأن كل احتياجاتهم موفرة وكل طلباتهم ملباة، ونحن نملك العقل والفكر الذي يحتاج لأن يتبنى ولكن لا نملك الدعم الكافي لإتمام أبحاثنا.
ومن جانب آخر، يرى الطالب عدي لطيف أن أسباب تراجع مستوى التعليم في العراق يعود إلى سيطرة النظام المباد على المؤسسات التعليمية وتسخيرها لمنفعته الشخصية كما إن اغلب الأسر أخفقت في الارتقاء بواجباتها نحو أبنائها جراء غياب المتابعة اليومية وتجاهل مشاكل الطالب واحتياجاته وغياب المتابعة الدورية وكذلك العامل الاقتصادي الذي اجبر الكثير من الطلبة على ترك مقاعد الدراسة والاتجاه نحو العمل لإعانة أسرهم، مضيفا ان الكادر التعليمي كان قد مر بظروف صعبة وقاسية قبل السقوط وخصوصا طيلة فترة الحصار الاقتصادي فالمصلحة العامة غابت من قاموس ضمائرهم وغياب الشعور بالمسؤولية الشرعية والقانونية كما أن هبوط المستوى العلمي والثقافي للمعلم وانحسار مهمة التعليم على ما يحتوي الكتاب المعد دون سواه مما تسبب في تحجيم عقلية الأستاذ  والطالب معا ونسف المغلوط أي تفضل بين الأستاذ والطالب معا ما أدى إلى تمادي المتعلم على الأستاذ وربما يصل ذلك إلى الهدايا ثم إلى الرشاوى وفي ما بعد إلى مرحلة بيع الأسئلة ومن خلال السماسرة، موضحا أن هناك أسبابا اخرى تتعلق بقصور  المنهج الدراسي عن مواكبة الحالة الحضارية التي وصلت اليها شعوب العالم وتحسين المنهج الدراسي ابتداءً من قراءة الصف الأول وصولا الى المرحلة الجامعية وغياب التقنيات الحديثة التي تساعد على قبول المادة بالإضافة الى سوء الإدارة ابتداءً من الوزارات وصولا الى إدارة المدرسة إذ كانت هذه الإدارة تخضع تماما لتوجيه السياسي كما أن المدارس تعاني الإهمال من حيث فقدان المقاعد الدراسية والسبورات بل أن بعض المدارس لا يوجد في صفوفها أبواب.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top