قمم المنامة الذهبية

اياد الصالحي 2012/10/20 05:17:00 م

قمم المنامة الذهبية

لعلها المرة الأولى التي تشعرنا دورة الخليج بأنها ستكون دورة استثنائية حتى قبل دوران كرة الافتتاح في الخامس من كانون الثاني المقبل بعد أن فجَّرت قرعة المنامة في متحف البحرين مفاجأة مثيرة في مجموعتي الصراع على كأس الخليج 21 بقمم كروية ذهبية تنبىء بحرب مستعرة في دفاع وهجوم اللاعبين وخطط المدربين بما تستحق أن تؤرشف في متحف تاريخي كأفضل الدورات على الإطلاق.
وأعتقد أن طريقة المقص التي ستضع أربعة فرق متأهلة من المجموعتين في مجابهة محتدمة يصعب التكهن بهوية أبطالها ، لاسيما ان المنافسة اشتعلت حال انتهاء سحب القرعة ، وأخذ النقاد يطلقون تكهنات عشوائية من منصات مشاعرهم الى قلوب الجماهير ترجح هذا الطرف أو ذاك كما شاهدنا المساجلات الساخنة في مجلس خالد جاسم عبر قناة الدوري والكأس بإعلان منتخب الإمارات فارساً لدورة المنامة وكأن خالداً يروي لنا فيلم الليلة 18 من اختتام الدورة ليخفف علينا الصدمة ويمتص حماسة ممثلي بعض المنتخبات الذين هدد كل منهم خصمه الآخر بأنه قادم للثأر منه واسترداد الهيبة الخليجية التي ضاعت بين تلال اليمن السعيد!
المؤشرات الواقعية لشكل الصراع في المجموعتين تدلل على غموض النتائج بين قمم ( البحرين وعُمان) و (قطر والإمارات) و(العراق مع الكويت والسعودية) من دون أن نستثني فارس صنعاء باندفاعه ومغامرته بين الفرسان الأوائل في الخليج ، ما يتعذر علينا رسم ملامح بطلي كل مجموعة ، لكننا يمكن أن نراهن على تصاعد وتائر الصراع بين الجميع وخاصة ممثلي العرب في تصفيات كأس العالم 2014 (العراق وقطر وعُمان) رغبة في تعويض اخفاقاتهم الأخيرة ما يضفي نكهة مميزة ومثيرة نترقبها بفارغ الصبر تصب بالتأكيد في مصلحة الدورة تنظيمياً وفنياً مميزين.
إن الحديث (الأريحي) الذي أدلى به رئيس اللجنة التنفيذية لخليجي 21 سلمان بن ابراهيم بخصوص استعداد الاشقاء في البحرين لتضييف الدورة بثقة عالية وجعلها من أميز الدورات ، بدّد قلق المتابعين لما يجري من صيانة شاملة لملعبي البحرين الوطني ومدينة خليفة الرياضية المؤمل الانتهاء منهما منتصف تشرين الثاني المقبل ، وكذلك طمـأنته الإعلام المرئي بالحصول على حقوق النقل كاملة ، وخيراً فعل ابن إبراهيم في هذه المسألة ، فدرس تجربة دورة مسقط عام 2009 لم يزل حيـاً في الذاكرة حيث ملكت حقوقها إحدى القنوات الفضائية مقابل 20 مليون دولار وتبع ذلك ارتفاع سقف مطالب الأخيرة لمن يرغب في بث المباريات عبر محطات بلاده.
أعتقد أن من يضع الإحصائيات جسراً للعبور إلى المجد فهو واهم ، فدورة الخليج لها حساباتها المعنوية التي تطغي على المقارنة الرقمية في ما يتعلق بالنتائج المتحققة في النصف الثاني من العام الحالي والمستويات الفنية بحسب تصنيف (فيفا)، وكلنا نتذكر المواقف الحرجة التي تعرضت لها المنتخبات المشاركة في دورات 18و19و20 على الأقل يوم تعلـَّق مصيرها بنقطة واحدة أو هدف حاسم لكنها ودعت الدور الأول أو نصف النهائي بالرغم من استحقاقها حمل الكأس الغالية ، لذلك لا أتفق مع مَن يُرشح الإمارات في ضوء النقلة النوعية الشبابية في أسلوب وأداء المدرب المجتهد مهدي علي لإزاحة كبار المنتخبات في المنطقة فالخبرة لم تزل طرية ، وعلى الإعلام الخليجي الموازنة في الطرح وعدم تهويل التقييمات لأهداف سلبية كالتي امتعض منها المعلق الإماراتي علي حميد في المجلس مخافة على شباب بلده من (النفخ الزائد) لحجومهم الطبيعية!
وأنتم يا أُسود الرافدين ، تعلمون ان هذه الدورة الرابعة بعد إطلاق سراح كرتنا من قرار تجميدها في الدورة ، ألا تحفزكم أجواء التحدي المشروع في المنامة كي تثأروا لأنفسكم بعدما اصبح منتخبنا فاقداً شهادة بطولته واكتفائه بدور (الكومبارس) وهو يؤدي جملة تكتيكية متلكئة على مسرح التنافس وسط صخب الجمهور؟!

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top