أين الدولة الجديدة بديل الدكتاتورية ؟

آراء وأفكار 2014/05/13 09:01:00 م

أين  الدولة الجديدة  بديل الدكتاتورية ؟

لم تنهار الدكتاتورية الا بنضالات و نضالات و تضحيات يعجز القلم عن وصفها في مقال، و راحت على طريقها دماء و أرواح أنبل المناضلات و المناضلين، و دماء و أرواح مئات الآلاف من المدنيين العزّل في حروب الدكتاتور و في مقاومة الانتفاضات الشعبية . . لتنهار الدكتاتورية بعد حصار مرير و في شوطها الأخير بإعلان الحرب على البلاد ثم الاحتلال . . 

و كان كلّ ذلك من اجل الإتيان ببديل جديد و مؤسسات تجمع و تنظّم إرادات الشعب بطبقاته و فئاته، بديل يحقق له حقوقاً على طريق التقدم الاجتماعي و الرفاه النسبي و خاصة لفئاته المحرومة . . سقوط الدكتاتورية الذي لم يتحقق كهبة من احد لشعب خانع أميّ لا يفرّق رأسه من قدميه، على حد تصوّر و ادّعاء البعض . . ناسين ان الشعوب الخائفة و المرعوبة ذاتها هي التي تحقق اكبر الانتفاضات ان توحّدت قواها و طلائعها و استقام وعيها، كما أثبتت و تثبت أحداث التاريخ و الحاضر . .
و لابد من القول انه قد تحققت خطوات و فعّاليات على ذلك الطريق، و راحت فيه دماءٌ و دماء جديدة على يد الإرهاب المتنوّع الواجهات و الأصول الرافع زوراً لشعارات الدين و الطائفة ، لنصل الى ان الشعب يستطيع ان يقرر بانتخابات نزيهة من يحكمه، لدورة اربع سنوات و يجوز ان تكون لدورتين لا اكثر، ان صوّت الشعب لذلك في الانتخابات . . و ثُبّت ذلك دستورياً.
و يرى كثيرون انه فيما تتحرّك الدولة على شعارات ان اختيار سلطات الدولة الجديدة يتم عن طريق بطاقات الانتخاب النزيه، و ان الانتخاب يشكّل اللولب الأساسي في بناء الدولة الجديدة، دولة المؤسسات. يستمر الأسلوب السابق في اختيار نوعية الحكومة القادمة، أسلوب تشاور كبار المتنفذين و محاولة اتفاقهم الذي وصل الى تشاور الدكتاتور مع مقرّبيه لتقرير الحكومة القادمة. . كي يتمكّن متنفذو اليوم من إعلان نتائج الانتخابات وفق ما يسفر عنه ذلك التشاور !!!
في إفراغ واضح و مع سبق الإصرار لمبدأ " ان نتائج الانتخابات هي التي تقرر" و ان يتم التشاور على التشكيلات الحاكمة بعد إعلان تلك النتائج . . و ليس اعتماد المفاوضات و المحادثات بين القوى المتنفذة قبل فرز النتائج و إعلانها ليجري ترتيب نتائج الانتخابات وفق نتائج الاتفاقات الجديدة، و ليس العكس كما في العالم المتمدن . . لأن النتائج محسومة سلفاً لـ (مختار العصر) !!!
و ينبّه آخرون الى ان ما يجري، يجري في وقت صار الفساد فيه علنياً و لسان حاله يقول : "لا حذر من الرقابة مادامت السلطة باليد !! " حتىّ بيّض القضاء صفحات و صفحات للحرامي، في زمان شيوع الفساد و الإرهاب و حكم دولة الأبناء و الأنسباء و الأقارب، و صار الحرامي باسم الطائفة ايّ كانت، يدخل العملية السياسية من أوسع أبوابها، و يقود و يملك قائمة انتخابية يصرف عليها من المال المسروق من الدولة، و استحق بذلك لقب (احترامي للحرامي صاحب المجد العصامي(*) ) ؟؟؟ ، بعد ان شُلّ القضاء . .
الأمر الذي حدى بقاضي له مناصبه الهامة في الدولة و القضاء الآن، ان يعبّر عن ذلك علناً في شريط فديو غير مبالٍ، داعياً فلاحين فقراء لانتخاب قائمة رئيس الوزراء المنتهية ولايته مقابل توزيع قطع أراضٍ عليهم، و ان لا . . فلا. الفيديو الذي أثار أوسع القطاعات الشعبية حتى أدى بمكتب رئيس القائمة القائد العام، الى التصريح بأن ذلك القول لا يمثل رأيه لا اكثر !!
و يكاد يجمع أصحاب الخبرة و الشأن بأن الحلول لمآسي ما يجري تتوقف على انبثاق حركة جماهيرية تعبّر عن الإرادة الوطنية عابرة للأديان و الطوائف و القوميات و من كل القوى الشعبية الموجودة في الساحة، كما بدأ تلمّس ذلك من تأييد أوساط شعبية متزايدة للطروحات و لسلوك الشخصيات المرشّحة عن قائمة التحالف المدني الديمقراطي . .
و ان انبثاق حركة كتلك لإنقاذ البلاد من المحاصصة الطائفية و السير على الطريق الحقيقي لمكافحة الإرهاب و الفساد، سيتوقّف على رفض قادة الكتل المتنفذة المواجهة لكتلة المالكي . . رفضهم لاستمراره في منصبه لدورة ثالثة، كما عبّروا عن ذلك في مناسبات و فعاليات . . أعلنت اثرها الجهات الإيرانية المعنية الى التصريح بأنها لا تشترط استمرار المالكي على كرسيه . .
و يرون بأن تغيّر المالكي من موقعه كرئيس لمجلس الوزراء حتى بقاء الموقع لصالح حزبه ان فاز بما يؤهله كحزب للموقع . . سيكون بداية تغيير حقيقي يسير على طريق إنهاء حكم المحاصصة الطائفية، و يواجه الإرهاب و الفساد، بإجراءاته على طريق خدمة أوسع الفئات المحرومة، فينال بذلك تأييدها الشعبي الواسع شيعة و سنّة و كرد، و ينال دفاعها عنه . .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) الأغنية الساخرة للمطربة المصرية آمال ماهر، التي حرّكت مشاعر آلاف المصريين لاستنكار الفساد في مؤسسات الدولة و (سرقات الحرامية الكبار) و السكوت عنهم و التواطئ معهم. و لعبت دوراً ملموساً في تحريك الجماهير لإنهاء حكم الحرامية في مصر، رغم انهم وصلوا بالانتخابات، فسقط الدكتاتور مبارك بالجموع المليونية الغاضبة التي تصوّر كثيرون انها كانت نائمة او أمية بلهاء.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top