كتب / زيدان الربيعياختار لاعب منتخبنا الوطني ونادي الزوراء السابق صاحب عباس مباراة فريقه "الزوراء" ضد القوة الجوية التي ستجرى يوم الجمعة المقبل على ملعب الشعب الدولي لتكون مباراة اعتزاله الرسمي والنهائي.إن هذا الاختيار يُعد جيداً من قبل اللاعب صاحب
كتب / زيدان الربيعي
اختار لاعب منتخبنا الوطني ونادي الزوراء السابق صاحب عباس مباراة فريقه "الزوراء" ضد القوة الجوية التي ستجرى يوم الجمعة المقبل على ملعب الشعب الدولي لتكون مباراة اعتزاله الرسمي والنهائي.
إن هذا الاختيار يُعد جيداً من قبل اللاعب صاحب عباس، كونه لا يرى فرصة أفضل ستتوافر له في المستقبل لإجراء مباراة اعتزالية له تليق بما قدمه للكرة العراقية عموماً ونادي الزوراء خصوصاً، لأنه خدم الزوراء كثيراً لسنوات عـدة ولم يغادره نحو نادي الطلبة إلا بعد خلاف عقيم مع أحد مدربي الزوراء آنذاك وقد أدى هذا الخلاف لاحقاً إلى إبعاده من المنتخب الوطني على يــد ذات المدرب برغم أن اختياره إلى صفوف المنتخب كان قد تمّ على يــد المدرب اليوغسلافي ميلان ويومها كان صاحب عباس من اللاعبين المتألقين في مباراة منتخب العراق الودية ضد منتخب تونس في تونس.
ويُعد اللاعب صاحب عباس من اللاعبين القلائل جداً الذين تمكنوا من تسجيل أكثر من مائة هدف مع نادي الزوراء، حيث سبقه كل من علي كاظم وثامر يوسف وكريم صدام تلاه حسام فوزي، فضلاً عن ذلك أن اللاعب صاحب عباس كان قد حظي بمحبة جماهير الزوراء له التي كثيراً ما هتفت باسمه وتغنت بأهدافه وأطربت لمهاراته العالية والرائعة جداً.
وبالعودة إلى المسيرة التاريخية للاعب صاحب عباس نجد أنه بدأ مع فريق كربلاء ومنه انضم إلى فريق صلاح الدين الذي شهد تألقه بشكل كبير جداً، الأمر الذي دعا مدرب الزوراء أنور جسام أن يحرص على ضمه إلى فريقه وبإصرار كبير حتى أن دعوته للزوراء كانت عبر صحيفة رسمية وعلى لسان جسام وهي حالة نادرة جداً تحصل في عالم انتقالات اللاعبين بين الفرق آنذاك، إلا أن عملية انتقاله إلى الزوراء التي تمت بصعوبة بسبب تمسك إدارة نادي صلاح الدين بخدماته وبرغم فرحته بالانضمام إلى الزوراء وتألقه معه في المباريات التجريبية، لكنه تعرض إلى نكبة كبيرة جداً عندما قرر الاتحاد الآسيوي حرمانه من اللعب بشكل نهائي لمدة عام كامل إثر تداعيات رحلة الزوراء على الهند ضمن بطولة كأس الأندية الآسيوية برغم أنه لم يكن طرفاً في المشكلة التي حدثت بعد نهاية مباراة الزوراء ونادي إيست بنغال الهندي الثانية والتي انتهت لصالح الزوراء بهدفين مقابل لا شيء، حيث كان يعتقد الزورائيون واستناداً إلى تعليمات مشرف المباراة أن فوزهم هذا سيؤدي إلى تمديد المباراة بعد خسارتهم للمباراة الأولى بهدفين مقابل ستة أهداف! لكن حكم المباراة وبعد تردد قرر إنهاء المباراة، مما جعل مدربي ولاعبي وإداريي الزوراء يحتجون بشدة على طاقم تحكيم المباراة لكن الجميع نجا ووقعت العقوبة بحق اللاعب صاحب عباس! إذ أن هذه العقوبة كادت تُنهيه كلاعب لكن حرص مدرب الزوراء آنذاك الراحل عمو بابا عليه وثقته به كلاعب واعد جعلته يستمر حتى أنهى العقوبة ليعود إلى الزوراء ويقوده إلى الكثير من الألقاب المحلية.
ومن خلال بوابة الزوراء وصل صاحب عباس إلى صفوف المنتخب الوطني وشارك معه في بعض البطولات، لأن المدة التي تواجد فيها لم تكن هناك مشاركات كثيرة للكرة العراقية بسبب ظروف الحصار الذي فُرِض على الكرة العراقية.
وتعرض صاحب عباس إلى ظلم آخر، عندما تألق مع نادي الطلبة دعاه مدرب منتخبنا الوطني ميلان إلى المنتخب، إلا أن الشخص المسؤول عن توجيه الدعوات للاعبين قام بدعوة لاعب آخر" تربطه معه قرابة معينة " بدلاً من صاحب عباس؟ وشاءت الأقدار أن يتألق صاحب عباس في مباراة ثانية للطلبة وبحضور المدرب ميلان، ما جعل الأخير ينتفض على الاتحاد ويقول لهم"لماذا لم يلتحق هذا اللاعب بصفوف المنتخب؟" فلم يكن أمام صاحبنا الذي دعا "قريبه" سوى الانصياع وتوجيه الدعوة له.
وبعد ذلك توجه صاحب عباس للاحتراف الخارجي حيث لعب في لبنان والأردن والبحرين كما لعب لكربلاء والصناعة ثم أشرف على تدريب نادي الهندية ومن ثم عاد ليمثل فريق كربلاء ليختتم مسيرته الكروية فيه.
إن صاحب عباس الذي سيعتزل يوم الجمعة المقبل بقيت لديه أُمنية في الملاعب ربما سيحققها في مباراة اعتزاله، كونه لم يستطع طوال تواجده مع الزوراء من التسجيل في مرمى الجوية إلا مرة واحدة ومن خلال ركلة ترجيحية واعتقد أن الجويين سيسمحون له كما جرت العادة في مباريات الاعتزال بتحقيق هذه الأمنية.