عبد الفتاح إبراهيم عبد الفتاح المدرس يعتبر المفكر رائد الفكر الاجتماعي ومؤلفات علم الاجتماع في العراق. فعلى الأرجح يكون هو أول من ألّف كتابا في صلب علم الاجتماع فمن هذه الكتب: مقدمه في الاجتماع، مطبعة الأهالي، بغداد، بفئة 223 صفحة ودراسات في علم الاج
عبد الفتاح إبراهيم عبد الفتاح المدرس يعتبر المفكر رائد الفكر الاجتماعي ومؤلفات علم الاجتماع في العراق. فعلى الأرجح يكون هو أول من ألّف كتابا في صلب علم الاجتماع فمن هذه الكتب: مقدمه في الاجتماع، مطبعة الأهالي، بغداد، بفئة 223 صفحة ودراسات في علم الاجتماع، والاجتماع والماركسية.
التحصيل العلمي
ولد في عام1904 في مدينة الناصرية, حيث كان والده يشغل وظيفة واعظ غرب الفرات. تتلمذ عبد الفتاح إبراهيم في البصرة وأكمل دراسته الابتدائية هناك. وأكمل دراسته الثانوية في بغداد سنة 1924–، ثم سافر إلى بيروت في عام 1930 للدراسة في الجامعة الأمريكية وكان أول كتاب قرأه هناك للكاتب الأمريكي الليبرالي (بالإنجليزية: Heyas) بعنوان تاريخ أوروبا الاجتماعي والسياسي وكان حينذاك أول مرة يسمع فيها عن الاشتراكية التي أصبحت إحدى اللبنات الأساسية في تشكيل تفكيره.
بعد إكمال دراسته في بيروت عاد إلى بغداد ليعمل في حقل التعليم, ولكنه لم يستمر في ذلك إذ سافر إلى أمريكا عام 1930 لإكمال دراسته العليا في جامعة كولومبيا وأول ما بدأ به هو تأليف كتابه (على طريق الهند)، إذ استفاد من وجوده في أمريكا في جمع كل المعلومات المتعلقة بالعلاقات الإنجليزية - العراقية والتي كانت موضوع كتابه سابق الذكر.
قام الأستاذ شهاب احمد الحميد بجمع جميع مقالات المرحوم عبد الفتاح إبراهيم لتكون في متناول ايدي المثقفين ومنها مجموعة مقالات نشرت في مجلة "العصر الحديث" لتكون كتاباً بعنوان "حرية الرأي والفكر" لأجمل ما كتب عن الفكر اليوناني وفوارقهم الطبقية وتطورهم الاجتماعي وأسباب تطور حرية الرأي عندهم مع أجمل موضوع مترجم تحت عنوان "حوار لسقراط في التربية".
كما جمع الأستاذ شهاب احمد الحميد مقالات للأستاذ عبد الفتاح إبراهيم ترجمة عن حياة المهاتما غاندي المنشورة في (73) حلقة بجريد الاهالي طبع الكتاب سنة 2003 بعنوان "المهاتما غاندي". ومجموعة من المقالات المنشورة في جريدة الاهالي تحت عنوان كتاب وسم بـ( حرية الرأي والفكر ).
يعتبر الاستاذ عبد الفتاح ابراهيم من المؤسسين لمؤسسة الرابطة الثقافية وجميع الجمعيات التي تفرعت عنها واهمها جمعية محو الأمية .
ومن الكتب المهمة التي أعدها ونفذها الاستاذ شهاب أحمد الحميد دراسته العلمية والموضوعية عن حقيقة الفاشية وهو كتاب جدير بالقراءة خصوصا في هذه المرحلة التي ظهرت فيها فاشيات جديدة، حتى أنها تعدت فاشية موسوليني من خلال سلوكها الذي أخذ مسميات تبدو مقبولة سطحيا ولكنها في واقعها أنظمة وأحزاب وحتى كسلطات حاكمة وحكام.
وقد جاء في مقدمة الطبعة الاولى لكتابه عن الفاشية ( يزعم الفاشيون أنهم حركة ثورية اشتراكية قومية ترمي الى تحقيق خير المجموع وصيانة مصالحه من عبث الفردية المستغلة، ويزعمون انها تقوم على اعتبار أن الدولة المتمثلة في الحاكم رئيس المجتمع والمعبر عن رأي الأمة وأمانيها !
والبحث في حقيقة الفاشية ينحصر مبدئيا في التحقق من الأمور التالية:-
أولا: هل أن الفاشية ثورة اجتماعية؟
ثانيا: هل أنها اشتراكية وطنية؟
ثالثا: وهل ان الدولة في الفاشية تقوم لتحقيق خير المجموع وصيانة المصلحة العامة؟
ان التبرم بالأوضاع الاجتماعية في أوروبا عقب الحرب العالمية الاولى بلغ درجة من الشدة بحيث أمست كل حركة اجتماعية كانت أو سياسية ن لا تستميل جمهورا من المؤيدين ألا أذا أظهرت تبرما بالاوضاع القائمة ونزعت الى تغييرها ورفعت راية الثورة والفاشيون على رجعيتهم استغلوا التظاهر بذلك الى أبعد الحدود، فاستطاعوا بهذا التظاهر ان يموهوا حقيقتهم حتى على عدد من الكتاب في البلدان الديمقراطية ممن خيل اليهم ان الفاشية تعبر عن ثورة الطبقة الوسطى ضد الرأسمالية من جهة وضد الشيوعية من جهة أخرى، وأنها ترمي الى أيجاد حل وسط بين الرأسمالية والشيوعية!
أن الثورة الاجتماعية أو ما يعبر عنه أحيانا بالانقلاب الاجتماعي لا يقصد بها مجرد التبدل في الهيئة القابضة على زمام الحكم( وهذا درس لكل المدعين بالإصلاح دون فكر وانتماء وطني مخلص) أنما يراد منه قيام تبدل أساسي في شؤون الحياة فقد أطلق عنوان (الثورة الصناعية) على حركة تطور الصناعة في القرن التاسع عشر لأنها أدت الى تبدل جوهري في نظم الحياة العامة وأساليب الحكم وفي المقاييس الاجتماعية والخلقية وفي أسس القوانين والعادات والآراء والمثل فرفع المجتمع الى طور جديد في رسم سلم الارتقاء، وعندما قامت الثورة الاشتراكية في أوربا عبرت عن وجهة نظر التطور المنتظر وقامت ثورة أكتوبر في روسيا فأثبتت أن ما تدعو اليه الاشتراكية ممكن التحقيق وأنها الخطوة التطورية القادمة. وكان موسوليني أول من عبر عن فكر الثورة الاجتماعية المزعومة وأعى في أحدى خطبه عام 1933(أنني أعلن اليوم مؤكدا ان نظام الانتاج الرأسمالي فات أوانه وأننا نخطو الى خطوة حاسمة نحو الثورة ولن تكون الثورة عظيمة ألا أذا كانت ثورة اجتماعية! لكنه أكد أن الرأسمالية ان كانت سائرة للزوال فأن البرجوازية يجب أن تبقى!
وأنشأت الفاشية الألمانية(جبهة العمل) لتقوم في ألمانيا بما يقوم به النظام النقابي في إيطاليا.. بيد ان خطة النازية في توجيه العمال الى الاستعاضة عن الخبز بالمثل الوهمية لم تكن خطة مؤقتة نشأت عن الظروف الراهنة بل هي من جملة الخطط الملازمة للثورة الاجتماعية المزعومة ومن أخطر وسائل هذه الخطة السيطرة على أسباب التربية والتعليم وتدريس مناه ومنها ما قاله هتلر من أن النازية تبتغي ان تحصل على نخبة مختارة من أبناء الطبقة الحاكمة ممن لا تعنيهم الإحساسات بالإنسانية وأنما يتملكهم الإحساس والاعتقاد بأن لهم الحق باعتبارهم من عنصر ممتاز ليأخذوا بقيادة الجماهير ويحتفظوا بالسيادة دون ما تأثر بدواعي الرحمة والشفقة!.. أهذه حقا دلائل ثورة اجتماعية ام من مظاهر الذعر بدت في رأسمالية احتكارية أذ أحست انها على جرف هاو؟
أما العلوم والآداب والفنون فلا شأن لها غير خدمة أهداف الفاشية وتأييد وجهة نظرها في الأمور العامة والخاصة؟ لقد أضرم الفاشيون الألمان النار بكل الكتب التي لا تؤيد وجهة نظرهم وزجو في معسكرات الاعتقال يمن ناهض آراءهم من العلماء والأساتذة ورجال الفن والأدباء وفتكوا بالكثير ممن لم تسنح لهم فرصة الخروج من ألمانيا.. ويقول أحد زعماء النازية (لقد أثبت لنا التأريخ خطر فسح المجال لأن ينال أبناء الجمهور التربية الخاصة بالزعماء)!
ويقول السيد عبد الفتاح ابراهيم: أن وضع المرأة في النازية يذكرنا بعبودية المرأة في القرون الوسطى وعبودية المرأة تعني عبودية نصف المجتمع بل وأكثر وانها عبودية المجتمع بأكمله.
اما عن ادعاء الفاشية بالاشتراكية فيتساءل الكاتب: ماذا يقصد الفاشيون بكلمة الاشتراكية ولمن تعود في الفاشية وسائل الإنتاج وأرباحه وما هو نصيب العمال والفلحين مما ينتجون؟ يقول هتلر كان أصحاب الأموال شقوا طريقهم الى القمة بسعيهم واقدامهم واهليتهم، فاثبتوا انهم من طينة ممتازة وبفضل هذا فان لهم الحق في الزعامة!
وعلى هذا فنظرية الدم وا كانت تبدو للوهلة الاولى انها تريد السيادة للعنصر الجرماني ولكنها في الحقيقة تريد حصر السلطة في النخبة المختارة وهم بضعة انفار وعلى رأسهم هتلر او موسوليني ومن يحل بعهما من الفاشيينز
وقام الكاتب من خلال ارقام وجداول احصائية الى اثبات تدني الاوضاع العامة ودخل الفرد وتخلف كل مناحي الحياة.مؤكدا ان الاقتصاد الفاشي هو رأسمالية الاحتكار:
كنت القومية الالمانية تؤوي بذور السلبية لأنها طبعت منذ بداية ظهورها بطابع التعصب العنصري والمذهبي البروتستانتي وكان كبار دعاتها امثال فخته وهيجلويان وشليكلونوفاليس يزعمن ان الشعب الالماني هو شعب الله المختار لإعلاء المسيحية الحقة وصارت هذه القومية من دون سائر القوميات اشدها رجعية وتعصبا .ويقول هتلر : ان وضع العالم على أساس الجنس يوافق المشيئة العليا في الطبيعة لأنه يقوم بفسح المجال لتنازع البقاء الذي يؤدي الى الارتقاء لبقاء الأصلح! والواقع ان الفاشية وهي وسيلة رأسمالية الاحتكار الا ان تكون حركة رجعية
لفد بحث الكاتب في موضوع الفاشية والرأسمالية ما يعطي تصورا كاملا وواضحا الى حقيقتهما التي قادتهما الى الديكتاتورية والحروب والخراب في العالم كله وكان مصير قادتها الخزي والعار بحق الإنسانية










