النظافة والتوعية السياحية

النظافة والتوعية السياحية

البيئة ، تلك المنطقة المحيطة بالإنسان الذي يكون هو المسؤول أولا وأخيرا عن نظافتها إلى جانب الدور المهم لعمال النظافة والذين يتقاضون الأجر مقابل ذلك العمل .
لكن لماذا لا يكون لنا دور في الاهتمام بنظافة شوارعنا ، فعندما أرى احد قائدي السيارات أو راكبيها يقوم برمي النفايات من نافذة السيارة في الوقت الذي يكون عمال النظافة قد أنجزوا عملهم في تنظيف الشوارع أتساءل أين ذهب جهد عامل النظافة .

فالتعاون مطلوب فكلما اهتم الإنسان بنظافة المكان المحيط به انعكس ذلك على نظافة كل جزء أو مكان يمر به فنظافة الشارع والحي والمدينة تعتبر دليلا على رقي وتطور المجتمع مهما كان حجمه ، فلنسعَ جمعيا ونحرص على نظافة بيئتنا لنحافظ على سلامة صحتنا وصحة أبنائنا . بمناسبة أو بغير مناسبة تترك عوائلنا بعض هذا الروتين اليومي الذي نعيشه بحثاً عن مساحة لاستنشاق الهواء النقي، أو لتجديد ما تراه من أماكن، فتتجه إلى المتنزهات والحدائق العامة والأماكن السياحية الأخرى، وهناك تفاجأ بما لم نعتد عليه من أمور أصبحت ثوابت عند دول أخرى تصب جميعها في إطار يعرف بالوعي السياحي.
فلاشك إن الاهتمام بأماكن الترفيه والتنزه في البلد ظاهرة حضارية وسلوك إيجابي لابدَّ منه، ولكن أن نقف على إهمال المؤسسات الرسمية المعنية بهذا الموضوع على سلبيات متكررة هو في ذاته تقصير في العمل وعدم دراية بأهمية هذه الأماكن للمواطن، وسمعة البلد بشكل عام.. النظافة من أولى المهام التي يجب أن تكون حاضرة وفاعلة في الأماكن السياحية العراقية، وهذا شأن الجميع يتساوى فيه المواطنون والأجهزة الرسمية المسؤولة عن هذه الأماكن، والحفاظ على مظهر النظافة بشكل عام واجب وأمانة ذات أبعاد شرعية ووطنية لابد من مراعاتها، ونحن ندخل في أي مكان سياحي، ومادام لا يرضى أي منا بأن يكون بيته غير نظيف فيجب أن لا يرضى كذلك بأن تكون هذه الأماكن العامة عرضة للإهمال وتراكم الأوساخ وفقدان النظافة..
يضاف إلى ذلك الترتيب والذوق الرفيع وإظهار المكان السياحي بأجمل صورة وترك طابع تراثي ومحلي واضح على كل هذه الأماكن يجعل منها علامة من علامات النجاح، والعمل المخلص الهادف إلى الحفاظ على ثروات البلد والممتلكات العامة. إن الناس جميعاً شركاء في ملكية أماكن السياحة والترفيه ومسؤولية الجميع تتجلى في المحافظة عليها وخدمتها وحمايتها من السرقة والتلف والإهمال، وكل من ينظر ويتأمل في مدن بلدنا الحبيب يجد الكثير من علامات ودلائل الإهمال المتعمد لهذه الأماكن ويقف على أن في كل مدينة عراقية معلما سياحيا رمز حضاري، أو تاريخي يصلح لأن يكون مكاناً سياحياً عالمياً جدير بالاهتمام... الأمر ــ إذن ـ بحاجة إلى المادة نظر ونشر الوعي السياحي بين أبناء شعبنا ضرورة حتمية وواجب لابد منه، يكسب بلدنا ما يطيب من سمعة جيدة وأثر إيجابي واضح على كثرة وتعدد مظاهر الإيجابية والنهوض من كبوات ألمت به وكادت أن تطيح به لولا رحمة الله تعالى، وإذا كان أي منا حين يسافر إلى خارج العراق يقف على تعامل الناس مع أماكن الترفيه والسياحة بشكل حضاري ووعي وحرص على سمعة هذه الأماكن فجدير بنا نقل هذه السلوكيات الحميدة إلينا؛ لتكون فعلاً حصيلة تعاون الجهات المسؤولة ووعي المواطن ثمرة طيبة وجميلة تترك آثارها في مجالات عدة: منها اقتصاد البلد فكلما أتلفت الأماكن العامة بسرعة وجرى تجديدها وكان ذلك خسارة اقتصاد كبيرة إضافة إلى خسارة موارد مالية يمكن أن ينتفع منها المجتمع العراقي كله.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top