ناشئة سوريا .. صغار بالعمر كبار بالعطاء

احمد عباس إبراهيم 2014/09/16 09:01:00 م

ناشئة سوريا .. صغار بالعمر كبار بالعطاء

بتفاؤل كبير تابعت مباراة سوريا وأوزبكستان في دور الثمانية للبطولة الآسيوية للناشئين التي جرت في جو ممطر وكان الفريق السوري الشقيق يلعب أمام بطل آسيا للناشئين (المنتخب الأوزبكي) بشجاعة واندفاع ومهارة تسيدوا من خلالها مجريات المباراة أمام خصم لا يستهان به !
لقد استمتعت بالمباراة وفرحت جداً بنتيجتها التي أهلت المنتخب الشقيق إلى نهائيات كأس العالم للناشئين وتفاعلت وتعاطفت بشدة مع مشاعر معلق المباراة وأظنه من مصر الشقيقة الذي تعايش مع دقائق المباراة وانسجمت معها بروحية ومشاعر لا نظير لها واستوقفتني معلومة تطرق لها المعلق في فورة تعاطفه خلال نقله المباراة أعادتني إلى أجواء مشاركة منتخبنا في أسياد الدوحة 2006 حيث قال "إن المنتخب السوري لم يدخل أي معسكر تدريبي ولم يخض أية مباراة ودية استعداداً لهذه البطولة ومع ذلك أستطاع أن يحقق نتائج ايجابية أمام منتخبات قطر والسعودية وإيران وأوزبكستان وتأهل إلى نهائيات كاس العالم للناشئين !!"
من المؤكد أن تلك المنتخبات قد تهيأت بشكل مغاير تماماً عن الإعداد الفقير للمنتخب السوري..وأعود بالذاكرة لعام 2006 حيث شارك منتخبنا في أسياد الدوحة بمنتخب واعد حينذاك قاده ملاك تدريبي مؤلف من المدرب يحيى علوان ومساعده سعدي توما ومدرب الحراس عامر زايد والمشرف الفني د. قاسم لزام ذلك المنتخب الذي توجه للدوحة ولم يدخل معسكراً إعدادياً ملائماً يتناسب مع مستوى الدورة ولم يخض أية مباراة ودية تعين الملاك التدريبي على الوقوف على المستوى الحقيقي للمنتخب وكذلك التأكد من قيام اللاعبين باستيعاب أفكار وخطط ملاكهم التدريبي اللهم إلا مباراتين وديتين مع بعض الأندية الأردنية عند سفرنا إلى الدوحة عن طريق الأردن ، وكان على منتخبنا ان يخوض مباريات الدور التأهيلي لكي يسمح له المشاركة في الدورة الآسيوية لأن اتحاد كرة القدم كان معاقباً ورُفعت عقوبته وكان عليه خوض دور تأهيلي وتحقق له ما أراد.
استطاع منتخبنا أن يجتاز هذا الدور وبذلك شارك بالدورة وتمكن من اجتياز مجموعته حيث فاز على منتخبي عُمان وأوزبكستان ووصل الى المربع الذهبي حيث فاز على منتخب كوريا الجنوبية وتأهل إلى نهائي الدورة التي خسر فيها أمام منتخب الدولة المضيفة (قطر) 0-1 وجاء الهدف عكس مجرى المباراة وعن طريق الصدفة التي تفاجأ فيها حتى اللاعب الذي سجل الهدف بأسمه وبذلك نجح ذلك المنتخب من أن يحصل على فضية الدورة برغم انه شارك فيها ولم يتوقع أكثر المتفائلين أن يحصل على تلك النتيجة.
لأجل هذا تحمّست لكتابة هذه السطور التي كان منتخب ناشئة سوريا (الصغير بالعمر .. الكبير بالعطاء ) ومعلق المباراة عاملين مساعدين على تنشيط ذاكرتي لصياغتها..ولكي نصل إلى حقيقة تؤكد أن الإصرار والعزيمة والعطاء غير المحدود ونكران الذات والحرص والتفاني في انجاز الواجب الوطني قد يكون بديلاً عن سوء الإعداد إن كانت الظروف غير متوفرة لتأمينه ولكن هذا لا يعني التفريط أو عدم إعطاء مرحلة الإعداد الأهمية القصوى المطلوبة ولكن لكل شيء استثناء ، وهذا هو اليوم الذي يجسد فيه المنتخب السوري هذا الاستثناء بعد أن ألحق الهزيمة المذلة ببطل آسيا للناشئين المنتخب الأوزبكي بنتيجة 5-2 بقيادة المدرب السوري الوطني محمد العطار وقبل ذلك وبالظروف ذاتها فعلها يحيى علوان مع منتخبه الواعد حينذاك في أسياد الدوحة 2006.
نقطة راس سطر
لا يمكن أن أنسى موقف الأخ إحسان العاملي في أسياد الدوحة 2006 حيث قدِم من دبي إلى الدوحة مع تجهيزات رياضية للمنتخب من أرقى الماركات العالمية إذ اتصل بي وكان واقفاً في جو ممطر مع الأخ رياض عبد العباس أمام بوابة المدينة الرياضية في الدوحة لكي استلم تلك التجهيزات وكذا الحال ما قدمه الأخ حازم الشيخلي من جهود لا يسع المجال هنا لذكرها في تلك الدورة.
المواقف المشرّفة لابد أن تذكر ، ولكني أتعاظم بالتغاضي عن المواقف التي اتخذها البعض ولا تزال ضدي !! من دون سبب مقنع وسأوضح الكثير من التفاصيل في مقالات لاحقة.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top