الأمهات يشتكين من  إرهاب  المدارس: أبناؤنا يهانون

الأمهات يشتكين من إرهاب المدارس: أبناؤنا يهانون

ما زال ضرب التلاميذ في المدارس موضع جدل كبير على مرّ الأعوام، في الوقت الذي تشدّد البيانات الوزارية على معاقبة التدريسيين الذين يمارسونه. فما أن يبدأ الموسم الدراسي حتى تبدأ أمهات الطلبة بالشكوى جراء فقدان أطفالهن الرغبة في الذهاب إلى مقاعد الدراسة بسبب الترهيب الذي يلاقونه من المعلمين والمعلمات
وفي لقاءات أجرتها (المدى) مع أمهات التلاميذ قالت إحداهن انه "مع بدء الدوام الرسمي للمدارس تبدأ معاناتي اليومية التي تضطرني إلى الاستمرار بأخذ إجازات زمنية من عملي أسبوعياً، وانا أحاول أن اصل الى تفاهم مع معلمات ومعلمي المدرسة التي فيها أولادي الذين يتعرضون الى شتى أنواع الإهانات والضرب وكلمات التهديد المرعبة".
وأضافت أن "هذه المعاملة جعلتهم يكرهون المدرسة والدراسة.. واكره أنا اضطراري الى التوسل بإدارة مقر عملي ليسمحوا لي بالإجازة والشجار مع زوجي وانا أطالبه ان يشاركني تلك الزيارات المزعجة فيرفض ويحملني مسؤولية كل ما يجري لأولادي". 
قطع رؤوس!
وفي اليوم الأول لبدء الدوام المدرسي في إحدى مدارس بغداد الابتدائية وفي الصف الثاني الابتدائي دخلت مرشدة الصف لتهدد طلابها بالقول "ان لم تتصرفوا بهدوء فأنني سأفصل رؤوسكم عن أجسادكم". فما كان من الطلاب وهم بعمر 8 سنوات الا الصمت المطبق والدموع تسح من عيونهم وهم يتخيلون منظرا بشعاً!
حمّامات بلا ماء
وفي مدرسة لا تبعد عن السابقة سوى بشارعين، كما تروي الأمهات، وقفت مديرة المدرسة وهي تخطب بتلاميذها وسط البناية التي يعلوها الغبار بطبقات كثيفة في صفوفها وأرضيتها وساحاتها وممراتها، فقالت لهم "الحمّامات بلا ماء بسبب عطل مخازن المياه وان احتجتم الى دخول الحمامات فعليكم بجلب عبوات ماء معكم من بيوتكم أو لا تفكروا بالدخول اليها"!
وتساءلت ام حسين التي أودعت ابنها البكر هذه المدرسة "كيف يمكن ان اجعل طفلي يحمل حقيبته ومعه عبوة بلاستيكية مليئة بالماء يوميا؟ وان لم افعل هذا فكيف سيتصرف ان اضطر الى استخدام دورات المياه"؟ وتكمل حديثها "لقد عاد طفلي من المدرسة وهو بأسوأ حال، كل ملابسه متسخة وشعره اشعث من الغبار وقميصه الأبيض مبقع وكأنني أرسلته ليتمرغ في الوحل وليس إلى المدرسة"!
شتائم وضرب
الى ذلك، تقول إحدى السيدات ان "ابنتها تعرضت للضرب على رأسها وسحب شعرها وسط الصف فقط لأنها وضعت "قراصة" للشعر في رأسها وطلبت منها مدرسة اللغة العربية ان تنزعها فورا ولكون الطفلة في الصف الخامس الابتدائي وهي ترتدي الحجاب "الابيض" كما تحتم تعليمات الادارة فأنها لم تستطع ان تخلع حجابها لوجود طلاب في الصف وأيضا خلافا للتعليمات التي لا تسمح بوجود طلاب ذكور، لكنهم كانوا استثناء فهم ابناء المعلمات في مدارس البنات". لكن المعلمة التربوية التي انهالت بمختلف التوصيفات اللاتربوية على الطالبة سحبت شعرها بعنف امام كل طلاب الصف الذين يعرفون تفوقها وأدبها وتميزها الدراسي طوال السنوات الاربع الماضية ولم تهتم لدموعها وهي تشعر بالمهانة بسبب "قراصة" شعر!!
هكذا تقول السيدة وتكمل حديثها "لا ادري ماذا افعل فقد ابتدأت السنة الدراسية وبدأ الهم والازعاج والالم، كل يوم لا بد ان تأتيني احدى بناتي وهي تبكي بسبب ما تفعله المعلمات معهن وتعبت من الذهاب للمديرة واخذ الإجازات التي ستنعكس علي سلبا بوظيفتي. ولكن المشكلة ستبقى قائمة". ننقل معاناة الأمهات ونحتفظ بعناوين المدارس وأسماء المعلمات الكاملة وننتظر ان نقرأ ردا من مديريات التربية بالكرخ ومعهم وزارة التربية على ما يواجهه الطلبة من سوء معاملة رغم التعليمات الصريحة التي تمنع الضرب في المدارس وإهانة الطلبة.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top