خزانة الدولة  الخاوية  تؤخر العبادي فـي تسليح عشائر الأنبار..ومخاوف من تسلل السلاح إلى  داعش

خزانة الدولة الخاوية تؤخر العبادي فـي تسليح عشائر الأنبار..ومخاوف من تسلل السلاح إلى داعش

يبدو ان النسخة الثانية من تجربة "الصحوات" في الأنبار التي شكلها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي عام 2013 بعد حل صحوة "أبو ريشة"، تركت انطباعا سيئا لدى بعض القوى الشيعية التي تخشى تسلل "السلاح" مرة اخرى الى يد المسلحين كما حدث بعد سقوط الموصل.

 
وتقول تلك القوى بان المالكي سلّم السلاح بيد شخصيات "غير فاعلة" في الأنبار وتسرب من خلالها فيما بعد الى "داعش". لذا ترى بعض الأحزاب الشيعية بان تسليح فرق شعبية جديدة في تلك المناطق يجب ان يكون على أساس صحيح يضمن أين سيذهب السلاح.
في حين يقول احد النواب السابقين في التيار الصدري ان حكومة "العبادي" جادة في تسليح عشائر الأنبار، لكنها تواجه مشاكل مالية، ولا تتعمد التأخير.
تأتي تلك التطورات فيما أعلنت شخصيات من عشيرة "البو نمر"، التي خسرت في الأيام الماضية 500 شخص من أبنائها على يد "داعش"، فيما لايزال عدد اخر في عداد المفقودين، بان "عشرة الاف متطوع" من عشائر الوسط والجنوب متواجدون في منطقة البغدادي، القريبة من هيت، مؤكدين ان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وعد بان يتقاسم سلاح "سرايا السلام" التابعة له، مع عشائر البو نمر اذا لم تقم الحكومة بتسليحهم، وامر بإرسال ألفي متطوع الى القضاء حسب طلب من الأهالي.
وكان آمر فوج طوارئ ناحية البغدادي، العقيد شعبان برزان العبيدي، أعلن أن "قيادة عمليات الأنبار، الفرقة السابعة، باشرت بتسليح مقاتلي عشيرة البونمر ومقاتلي الحشد الشعبي الذين وصلوا قبل أيام إلى قاعدة عين الأسد في ناحية البغدادي غرب الرمادي"، في وقت نفت شخصيات بارزة في عشيرة "البو نمر" تلك الأنباء وقالت ان "التسليح ربما كان لمتطوعي الحشد الشعبي فقط".
في غضون ذلك يقول النائب السابق عن تيار الأحرار جواد الشهيلي لـ"المدى" ان "الخرق الأمني الذي حدث في الأنبار كان بسبب سياسات رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، الذي حل الصحوات التي كان لها الفضل في تخليص المنطقة من القاعدة في عام 2007". 
ويضيف الشهيلي "المالكي اتخذ ذلك القرار لمصالح سياسية وطائفية، وحرم تلك الصحوات من الأموال والرواتب ومنع عنهم التسليح، ولم يستعن بخبرتهم في المرحلة التالية"، مشيرا الى اضطرار المالكي بعد تراجع الأمن في المحافظات الغربية في 2013 الى إعادة "الصحوات" بنسخة جديدة حيث اعتمد على شخصيات "غير فاعلة" في المحافظة، فحصلت سرقات للسلاح وادت الى تسربه الى يد تنظيم داعش.
من جانب اخر يتحدث الشهيلي عن تغييرات حدثت بعد تولي "العبادي" رئاسة الحكومة، وسعيه الجاد الى تسليح "العشائر الحقيقية والمخلصة" في الأنبار والتي تعترض على وجود "داعش". ويقول ان "العبادي لايتعمد تأخير الدعم عن العشائر، لكنه يواجه مشكلة مالية بسبب تهور الحكومة السابقة وإنفاقها معظم العوائد من خزينة الدولة بشكل عبثي أحيانا".
ويضيف النائب الصدري السابق ان "الحكومة الحالية تواجه ايضا مشكلة في توفير السلاح الذي ذهب جزء كبير منه كغنائم الى المسلحين، وهذا يتطلب أموالا اضافية". 
في حين يشير الشهيلي الى ان زعيم التيار الصدري لن يتأخر عن دعم أبناء المناطق الغربية بالسلاح وبالمقاتلين لو حدث اتفاق على ذلك، ويتشرف "الصدر"-بحسب قوله- ان "يختلط دم أبناء الجنوب مع دم أبناء المناطق الغربية"، على الرغم من ان الأخير يشدد على ان "الصدر" يريد للقيادات العسكرية اخذ زمام الأمور وقيادة المعارك" فيما تقول مصادر مطلعة ان الصدر ابلغ العشائر التي التقته مؤخرا بانه يرفض دخول الحشد الشعبي في تلك المناطق الا برضا تام من وجهاء ومسؤولي تلك المناطق. وكان أعضاء في لجنة الأمن والدفاع النيابية اكدوا وجود اتفاق بين عشائر الأنبار مع "الصدر" للسماح بدخول الفي مقاتل من سرايا السلام، لمحاربة داعش في تلك المناطق. في موازاة ذلك يحذر النائب حسن الساري وهو احد قادة الحشد الشعبي ايضا من خطورة تكرار تجربة "الصحوات" بتلك الصيغة التي جرت قبل سقوط الموصل، ويطالب بان تكون عملية تسليح المتطوعين بشكل سليم بحيث يمكن الحكومة من معرفة عدد وأسماء المقاتلين ومتابعة السلاح الذي يسلم لهم.
الساري وهو نائب عن كتلة المواطن يقول لـ"المدى" ان "الحشد الشعبي الذي شكل في جنوب العراق يعمل بطريقة نظامية، حيث يسلم قادة الحشد شهريا تقارير بأعداد المقاتلين وأسلحتهم الى هيئة الحشد الشعبي". في حين يعتبر بان الحكومة "ملزمة" بتسليح عشائر الجنوب التي هي الوحيدة القادرة على تحرير مدنها، ويعرض خبرات "الحشد الشعبي" بان تكون عونا لتأسيس مجاميع تطوعية في المناطق الغربية. من جانب اخر يقول الساري بان تأخر تسليح مقاتلي عشائر الأنبار "امر طبيعي" حيث ان دعوات التسليح وتبلور موقف ناضج لدى بعض العشائر في تلك المنطقة حيال "داعش" لم يتوفر الا مؤخرا. وينبه النائب الى ان "الحشد الشعبي" صبر كثيرا وقاتل بلا "رواتب" ولم يحصل على كل ماطلبه. وكان رئيس الحكومة "حيدر العبادي" خاض في وقت سابق عدة حوارات مع شيوخ عشائر في داخل وخارج العراق، وطالبت تلك الشخصيات القبلية بتطويع عدد من أبنائها لتحرير مناطقها، في وقت لاتزال جهات سياسية "سُنية" تشك في مدى صحة تعهد الحكومة بتسليح أبناء تلك المناطق وتتحدث عن "خشية" تراود "القوى الشيعية" من ان تصبح تلك التشكيلات وسيلة لتسلل مسلحي "داعش" الى صفوفها.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top