كنوز و .. آهـات

أحمد زيدان 2015/03/18 09:01:00 م

كنوز و .. آهـات

فكرة تكريم الرياضيين الرواد بدأت تباشيرها من خلال برنامج )كنوز( رياضية الذي يعده ويقدمه الزميل المبدع صباح صالح خلال السنين العشر من عمره المديد خلال محاوراته لضيوفه الكرام من خلال تجاعيد وقسوة الزمن التي بانت على أجسامهم ومحياهم ومتطلبات العيش على الكفاف كما هو معلوم لدى الوسط الرياضي . والحق يُقال إن بصمة إبهام د. باسل عبدالمهدي كانت ممهورة بوضوح على فقرات قانون تكريم رواد الرياضة عندما كان يشغل منصب مستشار وزارة الشباب والرياضة ليقرّه مجلس النواب ويصدر القرار لاحقاً من السلطة التنفيذية برغم وجود فقرة ظلمت بموجبها عوائل المتوفين منهم من حلم مؤجل كان يراود مخيلتهم اضافة الى وفاة المشمولين منهم خلال السنين العشر التي أقرّها القانون وتوفي خلالها 20 رياضياً حتى الآن .
في سياق متصل أعلنت وزارة الشباب والرياضة مشكورة توجيهاً مصحوباً بمكرمة تمنح من خلاله رياضيينا الرواد أوسمة وباجات وبطاقات ذكية يستلمون من خلالها مبالغ منحهم ومكافآتهم الدورية بعيداً عن عذاب وقوفهم وانتظار طوابير الرواتب التقاعدية وقامت بتسليمها لاتحاداتهم الرياضية تمهيداً لتوزيعها عليهم حسب اتحاداتهم المعنية.
الى هنا (الدنيا ربيع والجو بديع) ولكن ما فعلته اتحاداتهم لا يمكن تصديقه حتى في العصر الحجري (تعال أُخذ ظرفك وحِيـر بأمرك) ! هل هكذا تُكرِّم الأمم أبطالها الرياضيين ، وهل سمعتم تكريماً يحمل كل هذه المنّة والإهانة والمذلة، وهل يُعقل ذلك يا رؤساء الاتحادات وأعضاءها المنتخبين من أقرانهم ، وهل هم أعداء لكم ، ألَمْ يفكر أحدكم ولو سهواً أن يُتعب نفسه ويقترح عمل احتفالية بسيطة لا تكلف خزائنهم حفنة من الدنانير يُجرى من خلالها توزيع الشهادات والأوسمة والبطاقات ويحضره ذويهم وأقرانهم وسط تصفيق وزغاريد عوائلهم يذكّرهم بأن مَن نضح عرقاً وبذل جهداً استثنائياً وتحمّل المشقة من اجل ان يسهم برفع بيرق بلاده عالياً بين بيارق الأمم لم يذهب سدى، هل نسي الاتحاديون انهم سيذوقون يوماً طعم هذه المنّة المغمّسة بالذل والهوان؟!
لا نُريد أن نبخِس الناس أشياءهم ونُقارن أنفسنا بصيغة تكريم الأمم المتحضّرة كأميركا وأوروبا وأميركا اللاتينية وأمم اخرى من آسيا وأفريقيا، ولا بدول الجوار الشرق أوسطية وما يُطلق عليها بالدول النامية وهي بكل أمانة نائمة عندما سبقهم العراق في سبعينيات القرن الماضي الجميل .
سؤالي بحسرة الى رؤساء الاتحادات الرياضية وأعضاء هيئاتها المبجلين: أين كنتم عندما كنا نحضر احتفالات متواضعة ولكنها كالشهد حينها عندما تكرم المدارس بمراحلها المختلفة تلاميذها المتفوقين بكل محبة بمنحهم وشاحاً يحمل اسماء جميلة كفارس الصف او قدوة الصف وسط أقرانهم وأحياناً بحضور أولياء أمورهم الذين تنفرج أسارير وجوههم وهم فخورون بأبنائهم المتميزين، ألمْ يشاهدوا يوماً خميسياً ترفع فيه مدارس أبنائهم علم العراق على أنغام الأناشيد الوطنية التي تُلهب حماسة الكبار والصغار واعتزازهم بوطنهم الأشم ؟
طيِّب ألا يستحق أبطالنا الرواد الذين حصدوا الميداليات والكؤوس أن يُكرّموا بما يُليق بإنجازاتهم ، هل يستكثرونها عليهم؟
لقد حاول إعلاميون وصحفيون ومؤرخون عراقيون ، وفي مقدمتهم د.ضياء المنشئ وصباح صالح وغيرهما أن يؤسسوا لثقافات وضوابط لاحتفاليات بسيطة يُكرّم من خلالها ابطالنا في جميع الرياضات وما يسندها من رجال القلم والإعلاميين المتميزين والشخصيات الرياضية والاجتماعية التي آزرت ودعمت وشجعت رياضيينا ليصلوا الى ما وصلوا اليه من انجازات باهرة، وقد مارسها بالفعل المنشئ على مستوى اصدار الكتب والمؤلفات الرياضية وعمل احتفالية بسيطة حضرت شخصياً عدداً منها وشاهدت صدى المحتفلين على محيّا أصحابها الذين كانت فرحتهم لا تنسى.
اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية والاتحادات الرياضية المنضوية تحت لوائها.. مع التحية.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top