فؤاد سالم: أتمنى أن أعود مطرباً وسـياسياً

فؤاد سالم: أتمنى أن أعود مطرباً وسـياسياً

بغداد/نورا خالد تصوير: سعدالله الخالديلم يكن الفنان فؤاد سالم مطرباً فحسب، بل كان فناناً يحمل رسالة انسانية وموقفاً، لنصرة أبناء شعبه الذي منحه الحب، وكان السبب وراء بزوغه الابداعي الذي سخره لهم من أجل حياة أفضل، وعيشة رغيدة.

 ففي السنوات العجاف التي كان يطلب من المطرب أن يغني للطاغية كبطاقة مرور للوصول الى الشهرة والنجومية، أبى فؤاد ذلك دافعاً كل الصكوك الموقعة والفارغة الى المزبلة، وغادر العراق ليقول ويغني مايشاء. قبل أيام كان في المدى، وظروفه الصحية منعته من صعود السلالم فنزلنا اليه وكان هذا اللقاء.. *كيف كانت البداية؟ - أول من قدمني للاذاعة هو خزعل مهدي ويعتبر مكتشفي الحقيقي، أما أول أغنية فلحنها لي سالم حسين وكانت بعنوان (يسوار الذهب)عام 1968، بعد ذلك جئت الى بغداد وقدمت عدة اغنيات منها (وين يالمحبوب) لكوكب حمزة و (سهام العشك) لأحمد خليل وأغنية (حجيك مطر صيف) لعبد الحسين السماوي أما اغنية (العب ياشوك) فكانت من الحان طالب القرة غولي التي غناها بعدي كثيرون الا انهم لم يستطع أحد منهم أن يؤديها مثلي. بعدها تألقت اكثر مع الملحن طالب غالي اذ غنيت له قصائد عظيمة مثل قصيدة يا دجلة الخير للجواهري. *كيف تقيم تجربتك خارج العراق؟ - الغربة سيف ذو حدين، يجعلك في منأى عن سلطة الديكتاتور وفي ذات الوقت يدفع بك للحنين الى اهلك ووطنك ومراتع طفولتك. ضمن هذه الثنائية عشت الغربة وأنا أعاني الأمرين لكني تغلبت على كل هذا بمواقفي الصلبة ضد الطاغية الذي حكم علي بالاعدام لمجرد انني لم اغن للسلطة فكنت اخاف جدا حتى وانا خارج العراق من ان اقتل. وعندما كنت في لندن عرضوا علي مبالغ مالية مغرية جدا مقابل ان لا اتكلم في صدام، ومنحوني صكاً فارغاً طلبوا مني أن أضع فيه المبلغ الذي أريد. وفي أحد الأيام كنت احيي احدى حفلاتي، فاتصلت بهم ليأتوا ففكروا انني وافقت على العرض،وبعد ان صعدت الى المسرح قلت (يا صاحبي ان جرح الجسم يلتئم – فمن يعالجها ان تجرح القيم) وكانت هذه الاغنية من كلماتي، وكنت حينها أشعر بالفخر لأنني تغلبت عليهم. *من كان يلحن لك في الغربة؟ - أكثر الأغاني السياسية قمت بتأليفها، لكنني قدمت اغنيات في الخارج اكثر مما قدمت في الداخل واروع ما قدمت هي اغنية (غريب على الخليج) من الحان طالب غالي،واغنية مشكورة من كلماتي والحاني. واكثر الاغاني سجلتها في الامارات والكويت. كما غنيت عدة اغنيات ضد النظام منها اغنية (هلا يااهلي العراقيين) كلمات خالد العمري والحاني واغنية (يلا ندك باب الوطن ونفزز الناطور) واغنية (من جذبك نشفت الشط) وكانت مقدمة لبرنامج من اكاذيب الطاغية. *كيف تنظر الى الواقع الحالي؟ - انظر الى الواقع الحالي بايجابية، فأهم شيء هو ان يستطيع أي شخص التكلم وابداء رأيه دون خوف وهذا اعتبره انجازاً كبيراً بحد ذاته، والمستقبل سيكون أفضل ان شاء الله.فأنا متفائل بالمستقبل ما دام هناك أمل. *ما هو جديدك؟ - هناك العديد من الاغنيات الجديدة من الحاني والحان مجيد علي وطارق الشبلي ويوسف نصار ويحيى عبد الجبار، كما ان هناك اغنيتين احداهما لحن (جوبي) والاخرى عن الأم لم اغنها الا عندما ماتت امي، وقمت بتسجيل هذه الاغاني في سوريا، وسأقوم بعرضها على الدار البيضاء وعلى قناة العراقية و قناة الحرية ولم اصور ايا من هذه الاغنيات لحد الآن. *لو عدت الى (ايام زمان) ماذا تتمنى؟ - اتمنى ان اعود مطرباً وسياسياً، فأنا أعتبر الفن بوابة للحياة. *امنيتك؟ اتمنى ان يعم السلام الوطن وان تتنازل الكتل السياسية عن كبريائها لينظروا الى هذا الشعب الذي ظلم كثيراً وآن الأوان لأن يرتاح.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top