يؤكد العديد من اهالي الموصل، انهم لم يشعروا بروحانية واجواء شهر رمضان بسبب وجود (داعش) الذي فرض جملة من التعليمات على سكانها، وفيما بينوا ان الاجواء الروحانية غابت في الشهر بسبب تفجير مراقد الانبياء وتحويلها الى مرائب للسيارات، اكد شباب ونساء المدينة أن تعليمات عناصر "ديوان الحسبة" تعيق تحركهم داخل الموصل.
ويقول الحاج مؤمن جرجيس، في حديث الى (المدى برس)، "كنت اقصد جامع النبي شيت عليه السلام في صلاة التراويح كل ليلة رمضانية حيث كانت هناك اجواء قراءة القرآن فضلا عن فعاليات رمضانية متنوعة بين محاضرة ودرس وجلسة للذكر والتواشيح الدينية، فضلا عن مآدب الافطار الجماعي التي يقصدها السكان ليس لحاجتهم للطعام بقدر ما هي الشعور بالاخوة والجميع يتشاركون نفس المأدبة".
وأضاف جرجيس، أن "(داعش) قام بتفجير جامع ومرقد النبي شيت وتحويله الى مرآب للعجلات، كما فعل مع جامع النبي يونس وجامع النبي جرجيس والكثير من جوامع الموصل، التي كانت لها قدسية كبيرة في نفوس السكان وكان للسكان في رمضان قصصاً روحانية مع هذه الجوامع".
وكان تنظيم داعش قد شن حملة لازالة اكثر من خمسين جامعاً ومرقداً دينياً بينها مراقد للانبياء، داخل مدينة الموصل وحدها، اما بالتفخيخ والتفجير او بواسطة الجرافات وتسويتها بالأرض وطمس معالمها.
فيما منع اقامة التسابيح والاذكار الدينية والادعية خلال صلاة التراويح وبعدها، بحجة انها بدعة، واستبدلها بدروس يلقيها امراء التنظيم في جوامع الموصل، تحرض على القتال والكره الطائفي.
وانتشرت اخبار قبل حلول شهر رمضان الحالي، ابلغ بها عناصر داعش السكان، بأن التنظيم سيمنع اقامة صلاة التراويح ويمنع خروج المرأة في رمضان ، لكنه عاد ونفاها.
من جهته يقول المواطن فيصل عبد الله في حديث الى (المدى برس)، إن "(داعش) يتلاعب بعقولنا ومشاعرنا فهو من يعلن عن التعليمات عن طريق الاشاعات ثم يعود لتكذيبها، حتى يظهر نفسه انه ليس بهذه القسوة وان هناك افتراء عليه".
وغابت الامسيات الرمضانية بمختلف اشكالها في مدينة الموصل، سواء التعبدية ام التسلية بفعل تعليمات داعش التي منع الكثير من الممارسات الحياتية اليومية للسكان.
بدوره يقول الشاب ياسر عبد اللطيف، في حديث الى (المدى برس)، إن "جميع الالعاب الشعبية غابت عن ليالي الموصل الرمضانية لان (داعش) منعها، ومن هذه الالعاب المحيبس ولعبة الفر، حيث كانت تقام مسابقات لهذه اللعبتين وتشارك فيها فرق شعبية من مختلف مناطق الموصل وكانت توزع الحلوى على جميع الحضور بعد انتهاء اللعبة".
وأضاف عبد اللطيف، "كانت المقاهي تفتح ابوابها حتى وقت السحور وكان الكثير من الناس يخرجون الى المناطق العامة والترفيهية والكازينوهات في الليل لقضاء امسيات سعيدة مع الاصدقاء والمعارف، لكن في رمضان الحالي اختفت جميع هذه المظاهر وبقى الليل لعناصر داعش فقط".
واوضح عبد اللطيف، "لقد افسدوا كل شيء في رمضان، حتى عندما ذهبنا الى نهر دجلة للسباحة لاحقنا عناصر ديوان الحسبة، واخرجوا الكثير من النهر بحجة عدم ارتدائهم ملابس محتشمة".
بدورها تقول المواطنة فاطمة علي، في حديث الى (المدى برس)، إن "كل شيء تغير في هذا رمضان، فقد غابت الكثير من العادات والتقاليد الموصلية عن هذا الشهر الفضيل، بسبب تعليمات (داعش)، وكذلك خوف الموصليين من تواجده، فضلا عن الفقر الذي يحاصر المدينة".
واضافت علي، "كانت العوائل الموصلية كانت تخرج في السابق لتناول الافطار في الكازينوهات والمطاعم، اما هذا العام فلم تقدر بسبب تعليمات (داعش) التي تمنع على المرأة رفع الخمار من على وجهها حتى اثناء تناول الطعام".
اترك تعليقك